عبّر الدكتور إيهاب عبد الحميد عن سعادته بالفوز بجائزة الكتاب العلمي من معرض الكتاب 2027 عن كتابه «الخوارزميات القاتلة: العلاقات الدولية في عصر الذكاء الاصطناعي»، كأحسن كتاب علمي في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.

تأثير الذكاء الاصطناعي على شكل العلاقات الدولية والحروب

ويناقش هذا الكتاب واحدا من أهم الموضوعات المستقبلية، وهو تأثير الذكاء الاصطناعي على شكل العلاقات الدولية والحروب والصراعات والأسلحة، ويحاول أن يتنبأ بتأثيرات الذكاء الاصطناعي على شكل المفاوضات الدولية وإدارة النازعات الدولية، متسائلاً: هل يصبح الذكاء الاصطناعي فاعلاً في العلاقات الدولية مثل الدول والمنظمات الدولية؟

تساعد نظم الذكاء الاصطناعي في القيام بمهام العمل والتعليم

ويقول إيهاب خليفة إن نظم الذكاء الاصطناعي كما تساعد في القيام بمهام العمل والتعليم والترفيه عن الإنسان تقوم أيضا بإدارة الأنظمة العسكرية ونظم القيادة والتحكم، وكما تجري العمليات الجراحية الحرجة ومراعاة المرضى وكبار السن يمكن أن تحارب داخل صفوف الجيوش وتتسبب في قتل ملايين من البشر في ساحات المعارك.

وكما تراقب المحتوى الضار على الانترنت وتحجبه يمكن لها بنفس الكفاءة ابتكار المحتوى المُزيف الذي يصعب اكتشافه، ومثلما تستطيع تحليل المعلومات المالية والاقتصادية والتنبؤ باتجاهات الاقتصاد يمكن لها التنبؤ بسلوك الفاعلين الدوليين وإدارة المفاوضات الدولية، إذا كانت تستطيع أن تصبح زوجة وصديقة للإنسان في يوماً من الأيام يمكن لها أن تصبح كذلك فاعلاً في العلاقات الدولية، فيظهر نمط جديد من العلاقات الدولية تقوده نظم الذكاء الاصطناعي.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي لا تتوقف عند أدوات ممارسة القوة في العلاقات الدولية

وأضاف خليفة، لـ«الوطن» أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي لا تتوقف عند أدوات ممارسة القوة في العلاقات الدولية بشكليها الصلب والناعم، بل يشمل ذلك قضايا أخرى أكثر عمقاً وشمولية مثل عملية إدراك العلاقات الدولية وإدارتها، وتحديد المصلحة القومية للدولة خاصة في ظل تنامي حالة عدم اليقين وفشل التوقعات، وتحسين عملية اتخاذ القرار بعيداً عن التأثر بالسمات والميول الشخصية للقادة السياسيين والوقوع في خطأ التحيز أو الإدراك، وعملية إدارة المفاوضات التي يغلب عليها دائماً حالة الشك بين البشر وعدم الثقة في الطرف الآخر. وكذلك عملية تحليل ودراسة السياسة الخارجية للدولة وعلاقتها بالدول الأخرى واقتراح بدائل ممكنة للتعامل معها، وكذلك تحديد نقاط التقارب والتباعد والمصالح المشتركة والمتعارضة بين الدول، ووضع فروض محتملة لنظرية المباريات وسيناريوهات مستقبلية للتعامل معها.

إذا تحقق ذلك، وهو أمر ليس بالبعيد، فإنه يمهد الطريق للقول بأن الذكاء الاصطناعي بات فاعلاً جديداً في العلاقات الدولية.

قد يرى البعض أن هناك مبالغة في اعتبار الذكاء الاصطناعي في حد ذاته فاعلاً دولياً مستقلاً ومؤثراً في العلاقات الدولية، له شخصيته الحقيقية وأدواته التي يمكن أن يؤثر من خلالها في العلاقات الدولية، وهذا ليس حقيقي بل اشبه بأفلام الخيال العلمي، فالنظم الذكية لم تكتمل شبكتها النهائية بعد ولم تضح علاقاتها المتشابكة ومازالت عبارة عن مشاريع مستقلة بذاتها وتعاني من ثغرات أو مشكلات، لكن سرعة تطور هذه النظم تستدعي التخوف والانتباه، فقد تحولت بعض نظم الذكاء الاصطناعي من كونها أداة مساعدة للانسان في القيام ببعض المهام إلى كونها نُظم واعية ومستقلة بذاتها ومدركة لماهيتها.

جدير بالذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يفوز بها الدكتور إيهاب خليفة بجائزة أحسن كتاب من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث فاز بها في وقت سابق عن كتابه "القوة الإلكترونية: كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الانترنت" الصادر عام 2017. وصدرت له عدة كتب أخرى منها كتاب "الحرب السيبرانية"، و"مجتمع ما بعد المعلومات"، و "المدن الذكية"، و"حروب مواقع التواصل الاجتماعي"، وغيرها من المؤلفات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلاقات الدولية العمليات الجراحية المدن الذكية المصالح المشتركة المنظمات الدولية الخوارزميات نظم الذکاء الاصطناعی فی العلاقات الدولیة

إقرأ أيضاً:

دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في مهام الكتابة يؤدي إلى تراجع ملحوظ في نشاط الدماغ والوظائف المعرفية، مقارنةً بمن يستخدمون محركات البحث أو يعتمدون على مهاراتهم الذاتية في الكتابة.

تفاصيل دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

أجرى باحثون من مختبر Media Lab التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دراسة استمرت لمدة تبلغ أربعة أشهر، قارنوا فيها بين ثلاث مجموعات من المشاركين في أثناء إنجاز مهام كتابية.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT أتموا مهامهم الكتابية بسرعة تجاوزت غيرهم بنسبة قدرها 60%، لكن جاء ذلك على حساب الجهد العقلي المرتبط بفهم المعلومات وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.فقد سجلوا انخفاضًا بنسبة قدرها 32% فيما يُعرف بـ (Germane Cognitive Load)، وهو مؤشر على مدى استيعاب الدماغ للمعلومات بنحو عميق وتنظيمها في الذاكرة الطويلة الأمد.

وأظهرت الدراسة أيضًا، أن المقالات التي كتبتها المجموعة التي استخدمت ChatGPT كانت متشابهة بنحو ملحوظ وافتقرت إلى الأصالة، كما عبّر المشاركون عن شعور ضعيف بالانتماء أو «الملكية» تجاه ما كتبوه.

chatgpt تدهور أداة الباحثون

ومع تكرار استخدام الأداة، لاحظ الباحثون تدهورًا تدريجيًا في الأداء، فقد أصبح المستخدمون يكتفون بنسخ النصوص المولدة دون مراجعة أو تفكير نقدي. واستمرت هذه التأثيرات السلبية حتى بعد التوقف عن استخدام الأداة، مما يشير إلى احتمالية حدوث تغيّرات دائمة في طريقة عمل الدماغ.

ومن المُتوقع أن تكون أدمغة الشباب، التي ما تزال في طور النمو، أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يثير القلق من الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.

تغيّرات في الأنشطة العصبية في الدماغ

اعتمدت الدراسة على فحوصات التخطيط الكهربائي للدماغ «EEG» لرصد الأنشطة العصبية. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كتبوا بالاعتماد على قدراتهم الذاتية كان لديهم اتصالات عصبية أكثر ترابطًا من غيرهم، إذ سُجل لديهم 79 اتصالًا عصبيًا في نطاق موجات ألفا المرتبطة بالتركيز والتفكير الإبداعي. وأما الذين استخدموا محركات البحث فحققوا مستوى أداء متوسط، وسجل مستخدمو ChatGPT أضعف أداء بلغ 42 اتصالًا فقط.

كما رُصد انخفاض مماثل في نطاق موجات «ثيتا» Theta، المرتبط بالذاكرة والتحكم التنفيذي، إذ بلغ عدد الاتصالات العصبية لدى المجموعة التي اعتمدت على مهاراتها الذاتية في الكتابة 65 اتصالًا، مقابل 29 اتصالًا عصبيًا فقط لدى مستخدمي ChatGPT. وتُشير هذه الفروقات إلى وجود علاقة عكسية بين الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي وبين انخراط الدماغ في معالجة المعلومات.

خلل في الذاكرة وتراجع القدرة على التذكر

من أكثر النتائج إثارة للقلق، أن ما نسبته 83% من مستخدمي ChatGPT لم يتمكنوا من تذكّر اقتباسات من مقالات كتبوها قبل دقائق فقط، وبلغت النسبة 11.1% فقط لدى من استخدموا محركات البحث أو كتبوا دون مساعدة. وعند مطالبتهم بإعادة كتابة المقال دون استخدام الذكاء الاصطناعي، عجزوا عن تذكر معظم المحتوى، مما يشير إلى ضعف معالجة المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد.

تأثيرات مستقبلية في التعليم

تثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات جوهرية عن الخطر المرتبط بالاستخدام الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية، خاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة التي ما تزال في طور تطوير قدراتها العقلية. وقد حذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، Nataliya Kosmyna من أن الطلاب الذين يعتمدون على أدوات مثل ChatGPT قد يطوّرون أنماطًا معرفية مختلفة تؤثر في مهاراتهم الذهنية المستقبلية.

وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى تشير إلى أن الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي قد يُساهم في زيادة الشعور بالوحدة وانخفاض الإبداع، حتى مع مساهمته في تحسين الإنتاجية.

اقرأ أيضاًالتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم

«ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»

الذكاء الاصطناعي يزف بشرى سارة لـ الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي

مقالات مشابهة

  • أكاديمي: دقة اتخاذ القرار في الذكاء الاصطناعي تتجاوز 90%  
  • ميتا تتعاون مع أوكلي لإطلاق نظارات الذكاء الاصطناعي
  • هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027
  • مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين
  • “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق
  • دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ
  • أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • عطاف: القوانين الدولية غيّبت.. لم يعد لمنطق القوة أي قيود أو حدود!
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف