بوابة الوفد:
2025-05-31@01:33:22 GMT

حكومة «أمشير»

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

ما يحدث فى مصر الآن يتطابق تمامًا مع شهر أمشير الذى يضرب به المصريون نموذجًا على التخبط والارتباك -كل ساعة فى حال- والسبب فى ذلك يعود إلى عدم وجود خطط ثابتة وآليات تنظيم سير العمل فى كل المجالات.

الدول الناجحة تضع سياسات ثابتة تنفذ على جداول زمنية وخطط خمسية متلاحقة، ودور الوزير يكون تنفيذيا وإذا أخفق يتم إقالته ويأتى غيره ليكمل المسار، وقد يحدث تطويرًا فى الأداء لكن الثوابت تسير فى طريقها المستقيم.

فى مصر الوضع يختلف تماماً فالوزير يأتى برؤيته التى ربما تكون متعارضة مع سياسة الدولة، وأول أمر أو قرار يتخذه يكون على طريقة -انسف حمامك القديم- فيهيل التراب على انجازات كل من سبقه ويبدأ من جديد وهكذا تدار أمورنا على طريقة - خطوة للأمام وأخرى للخلف- والمحصلة صفر.

مصر تحتاج إلى حكومة اقتصادية من الطراز الأول وإلى جهود الخبراء والمتخصصين لوضع خطة مستقبلية تتضمن خططا منفصلة تعليمية وصحية واقتصادية وغيرها تضمن مستقبلا متناهيا للأجيال القادمة وتنفذ بخطوات متصاعدة تحت إدارة وزراء متخصصين يعرفون ما يفعلون.

المركزية أضاعت حياتنا ودمرت ماضينا وحاضرنا وتهدد مستقبلنا.. حكاية السوبرمان الذى يملك كل شىء فى يديه أثبت فشلها، لابد أن تطبق اللامركزية بمفهومها الحقيقى فى الوزارات والهيئات والمؤسسات على أن يكون كل مسئولاً مسئولية كاملة فى موقعه وعند الخطأ يحاسب المسئول دون الاضرار بالمنظومة، كما أن ذلك يساعد على سرعة وتيرة العمل بدلاً من مدرسة السلحفاة التى تحكم حياتنا وتدفع المستثمرين للبحث عن فرص فى دول أخرى.

مؤشرات النمو الاقتصادى فى مصر ليست جيدة ولم يعد فى حياة المصريين ما يدعو إلى الابتهاج أو التفاؤل، بل إن صدورهم امتلأت غضباً من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى نتعرض لها فى ظل انخفاض غير مسبوق لسعر الجنيه المصرى الذى بات يتراجع بقوة أمام العملات، ولم يعد قادراً على الصمود أمام ارتفاع الأسعار وانخفضت قيمته فى الأسواق المحلية بصورة كبيرة.

الاقتصاد المصرى الآن يعانى من ثلاث مشاكل رئيسية هى التضخم والمديونية ونقص العملة الصعبة، الأمر الذى يحتم على الحكومة التوقف عن سياستها غير المجدية وأن تسعى الدولة فى محاولاتها لإنقاذ البلاد بحكومة اقتصادية متخصصة تعمل وفق منظومة اقتصادية تشبه اقتصاديات الحروب لتنقذ مستقبل البلاد والعباد.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكومة أمشير باختصار مصر المصريون التخبط والارتباك الوزير سياسة الدولة

إقرأ أيضاً:

(حينما يكون الكلب حلا ) !

بقلم : حسين الذكر ..

مع ان اشنع ما يشتم به الرجل الشرقي – خاصة – ان يوصف بالكلب .. الا ان الكثير مما قرات عن وفاء الكلب ما تصح دورس وعبر حياتية مهمة ليست على طريقة الفيلسوف بيدبا ( الهندي) وما ترجم من قبل الاديب عبد الله المقفع ( الفارسي ) في كليلة ودمنة الأشهر على طول تاريخ العرب الادبي مع ان المؤلف هندي والمترجم فارسي وهذه احدى متناقضات تاريخ العرب .. بل ان بعض القصص الحقيقية المثبتة والمشار اليها علنا في المدن العالمية نصبت تماثيل لوفاء الكلب سيما ما شوهد من نصب لتمثال بدا فيه كلب قيل انه ظل ينتظر صاحبه في محطة قطار اعتاد ان يصطحبه وينتظره فيها حتى يعود … وحينما مات الرجل بحادث عرضي لم يغادر الكلب تلك المحطة الى ان مات فيها ..
كنت استمع الى حديث جانبي بين رجلين على ما يبدو انهما صاحبي محلين للعمل والارتزاق ، تبادلا فيه هذا الحوار :-

: ( لقد سئمت المستاجرين كل منهم يؤجر شهر او شهرين ويغادر دون دفع الايجار او يخرب المحل ويسرق منه بعض المواد الثابتة من قبيل مصابيح الكهرباء وبعض نقاطها ومراوحه ..) . : ( يا اخي انا محنتي محنة … لطالما استاجرت عمال في محلي تبين ان اغلبهم لا ينصحون : فاما يكون قليل الخبرة او جاهل امي التعاطي ويسبب مشاكل وخسائر جمة او يكون غير امين ويمد يده للسرقة مرات عدة … او معاملته خشنة للزبائن ويخسرنا الكثير .. او مشغول بالفيس بوك على حساب العمل وشارد ذهنه في مكان أخرى .. وغير ذلك الكثير ..) .
فيما كانا يسردان عدد من التهم الموجه الى كل جهة عانوا فيها وفيما وصلوا الى ما يمكن ان نسميه الاعجاز عن وصول عتبة حل .. ثم قررا بيع المحل والتخلص من تبعاته واتعابه غير المنتهية .
تدخلت على سبيل المزحة قائلا : ( قبل عقدين وفيما كنت في دورة تدريبية إعلامية .. ذكر المحاضر – اوربي الجنسية – قصة على سبيل الطرفة والإنسانية: ان طبيب اوربي خرج كالمعتاد الى عمله واذا بكلب يعرج ليس بعيدا عن بيته ، فاضطر الى اخذ الكلب واصطحابه معه في سيارته ليعالجه في عيادته البيتية وإعطاءه جرعة دواء مع غذاء وتركه في حديقة المنزل .. بقى الكلب معه عشرة أيام حتى شفي .. بعد ذاك اخذه الطبيب وانزله بذات المكان الذي نقله منه اول مرة ..
بعد شهر تقريبا تفاجئ الطبيب بنباح وصياح وضرب على باب بيته .. فلما خرج وجد الكلب قد عاد نابحا في بابه .. لكن المفاجئة الأكبر تمثلت في ان الكلب اصطحب معه كلب آخر مصاب بكسر احدى ساقيه .
فيما ضحك الجميع واستغربنا من هذه القصة الحقيقية التي نقلت على لسان المحاضر والذي اكد حقيقتها وانها ليست للمزاح فحسب .. رد علي احد أصحاب المحلين قائلا : ( اذا احتاج الى من يتصف بوفاء الكلب الاصيل لحل ازمتي ) . حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • السجينى: المجتمع المصرى يتقبل تحريك القيمة الإيجارية بقانون الإيجار القديم
  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • حرس الحدود يواصل ضرباته القاصمة لتجار ومهربي المخدرات
  • (حينما يكون الكلب حلا ) !
  • مبادرة “أبناء السودان” تواصل دعمها للقوات النظامية بولاية شمال كردفان
  • بعد إقرارها.. التفاصيل الكاملة لمشروع قانون العلاوة الدورية الجديد
  • وفد الكنيسة الأرثوذكسية يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك فى اجتماع مجلس الجامعات الأهلية
  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب