خبراء: الذكاء الصناعي سيحدث تغيرًا جذريًا في تطوير مهارات اللاعبين حنان المحمود: نطمح أن يصبح المؤتمر منصة مستدامة لطرح أحدث البحوث العلمية والعملية

 

الشارقة- الرؤية

أكد عدد من العلماء والأطباء المتخصصين في الطب الرياضي أن الذكاء الصناعي سيحدث تغيرًا جذريًا في قطاع الرياضة على مستوى تطوير مهارات اللاعبين، ومراقبة أدائهم في التمرين، وتقليل معدلات إصابتهم، مشيرين إلى أن توظيف التكنولوجيا في الرياضة سيوفر للمتخصصين من المدربين والفنيين خيارات عالية وتحليلات دقيقة تساعدهم في تحسين مستويات الأداء الرياضي للاعبين والفرق على حد سواء.

جاء ذلك خلال جلسات المؤتمر العلمي الدولي: "رياضة المرأة في الشارقة من الهواية إلى الاحتراف"- تألق، الذي تنظمه "مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة" تحت شعار "رؤية مستقبلية للتأسيس والتطوير والإنجاز"، بمشاركة أكثر من 100 متخصص طبي وعلمي في قطاع الرياضة.


 

وشهد المؤتمر، الذي يقام بالتزامن مع انعقاد النسخة السابعة، من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات 2024، شخصيات رسمية وقيادات رياضية عربية وإماراتية، أبرزهم الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة، رئيسة لجنة تكافؤ الفرص في اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، وسعادة هلال الحزامي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وسعادة الدكتور عبدالعزيز النومان، مستشار مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وسعادة حنان المحمود، نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، وموزة الشامسي، عضو في اللجنة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، ومحمد الجروان، نائب مدير منطقة الشارقة الصحية، وخالد الناخي مدير مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات.

وقالت سعادة حنان المحمود نائبة رئيس اللجنة المنظمة العليا للنسخة السابعة من "عربية السيدات" خلال كلمتها الافتتاحية: "ظلت توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تذكرنا أن الهدف من الرياضة، ليس مجرد استعراض المهارات أو الترفيه أو تحقيق الفوز، وإنما هو النهوض بالمجتمع عبر أفضل الممارسات في المجال، وتعزيز قيم الفخر والانتماء والاعتزاز بالإنجازات التي تحققها اللاعبات. هذه هي رؤية الشارقة، وهذا ما يدفعنا للعمل على تعزيز المنجزات، والمُضيّ في  مسيرة البناء بدون توقفٍ مهما كانت التحديات". 

وأضافت: "إن ميزة هذا المؤتمرِ تكمن في أنه يحمل أبعادً تنمويةً من خلال ارتباطه المباشر برياضة المرأة ومتطلبات واحتياجات القطاع الرياضي، حيث سيقدم الخبراء ذوي التخصصات العلمية المعنية، رؤاهم وآرائهم حول كيفية استثمار العلوم في خدمة القطاع، لنخرج في النهاية بتوصياتٍ تؤسس منظومةً متكاملةً تحتضن المرأةَ الرياضية وترعى طموحاتها، ونسعى ليصبح المؤتمرُ منصةً مستدامةً لطرح أحدث البحوث العلمية والعملية كل عامين، ولمدةِ عشرَ سنواتٍ قادمة، تُركز على عدةٍ جوانبٍ تهم المرأة الرياضية لتقديم قيمةٍ مضافةٍ وأثرٍ إيجابي على الرياضة".


 

وتضمن المؤتمر، جلسات علمية قدّمها البروفيسور غيوم ميليه، الأستاذ في جامعة جان مونيه في سانت إيتايان بفرنسا، والبروفيسور لوران بوسكيه، الحاصل على الدكتوراه في علوم النشاط البدني، والدكتور ريتشارد هيوبرت، الحاصل على الدكتوراه في فيزيولوجيا التدريب، والدكتور محمد حسام، خريج مستشفيات ليون الحكومية، تخصص الطب القلبي التداخلي، من جامعة باريس ديسكارت، إلى جانب الدكتورة نادية قاوة، المتخصصة في علم النفس السريري والرياضي، والبروفيسور ريم المعاوي، أستاذة الطب الطبيعي وإعادة التأهيل بجامعة تونس الطبية، والبروفيسور فاطمة حجازي، رئيسة قسم العلاج الطبيعية في جامعة الشارقة سابقًا.

وشهدت جلسات المؤتمر نقاشًا حول: هل الإنسان عامل مؤثر في الأداء أم أن للتكنولوجيا دورًا أكبر؟، حيث أكد المتحدثون أن المدرب مهم للغاية ولا يمكن إهمال دوره، إلا أن التكنولوجيا هي الأخرى مهمة وقادرة بما تتيحه من بيانات أن ترفع من دقة قرارات المدرب، لافتين إلى إن التكنولوجيا تُيسر عمل المدرب، وعلى المدرب أن يستخدمها للوصول إلى أفضل نتائج.


 

وأشار المتحدثون في حديثهم حول أهمية التغذية الرياضية، إلى ضرورة ابتعاد اللاعبين عن تناول المكملات الغذائية إلا في حالات قليلة للغاية، وأكدوا أهمية الحصول على الفيتامينات والمعادن من الغذاء اليومي وعبر تغذية مناسبة ذات جودة عالية، كما شدّدوا على ضرورة الحفاظ على المعدلات الطبيعية لفيتامين "د" في جسم الرياضي، لافتين إلى أن الأبحاث كشفت أن له تأثير مباشر على تطوّر أداء الرياضي.

وأكد المتحدثون في الجلسات أهمية تطوير المعارف في مجال الطب الرياضي، انطلاقًا من كون الرياضة تتجاوز كونها مجرد نشاط ترفيهي أو تنافسي، إلى وسيلة للوقاية والعلاج من العديد من الأمراض، كما شددوا على قدرة المرأة واستعدادها لممارسة رياضات التحمل، مع إبرازهم أهمية الجاهزية البدنية ليوم المنافسة.


 

وأشار المشاركون في المؤتمر إلى موضوع تخطيط القلب للرياضي، من الطبيعي إلى المرضي، والموانع المطلقة الرئيسية لممارسة الرياضة لمرضى القلب، وأهمية التركيز على الصحة العقلية لأداء أفضل، وناقشوا دور التقييم متوازي الحركة في الوقاية ومتابعة الإصابات الرياضية، إلى جانب تسليطهم الضوء على الإصابات الأكثر شيوعًا لدى الرياضيات الإناث، والتي تختلف عن تلك التي تصيب الرياضيين الذكور، وأسبابها وعواملها وطرق الوقاية والعلاج منها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجزيرة للدراسات يختتم مؤتمر التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط

في ظل تحولات متسارعة يشهدها النظام الدولي، وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى على النفوذ والموارد، استضافت جامعة بوغازيجي التركية يومي 16 و17 يونيو/حزيران الجاري مؤتمرا دوليا رفيع المستوى بعنوان "التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط.. إعادة رسم طرق التجارة والشبكات".

جاء المؤتمر بتنظيم مشترك مع مركز الجزيرة للدراسات، وبمشاركة مؤسسات أكاديمية من الصين وتركيا وأوروبا، وبحضور نخبة من الباحثين والخبراء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تُجَرّ أميركا للحرب الإسرائيلية على إيران؟list 2 of 2كيف ترى مراكز الأبحاث الإسرائيلية إيران؟ وبماذا تُوصي نتنياهو؟end of list

وناقش المؤتمر الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لمشاريع الربط والبنى التحتية العالمية، وفي مقدمتها مبادرة الحزام والطريق الصينية، والممر الاقتصادي الهندي- الشرق أوسطي- الأوروبي، ومشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا، فضلا عن المبادرة الأوروبية للبنية التحتية، مع تركيز خاص على موقع الشرق الأوسط ضمن هذه المبادرات باعتباره منطقة تقاطع إستراتيجي في إعادة تشكيل شبكات التجارة والتحالفات الدولية.

طبيعة الصراع الدولي

وفي كلمته الافتتاحية، قدّم مدير مركز الجزيرة للدراسات الدكتور محمد المختار الخليل قراءة إستراتيجية معمقة لطبيعة التنافس الراهن، مؤكدا أن القوى العظمى لا تتصارع اليوم على "إعادة رسم الخرائط" فحسب، بل تسعى إلى بناء شبكات مصالح متجددة ومسارات بديلة لطرق التجارة ترسم بها خريطة النفوذ المستقبلي. واعتبر أن النظام العالمي الجديد لا يمكن أن يولد دون تفكيك ما تبقى من القديم، وأن ما يجري في قطاع غزة وإيران ليس إلا تمظهرا حيا لهذا التحول.

ورأى الخليل أن التنافس القائم في المنطقة يجسد مواجهة بين 3 كتل: قوى صاعدة، وقوى متراجعة، وقوى نزاعة للاستقلال، وأن هذا المؤتمر يسعى إلى صياغة فهم جماعي لهذه التحولات بما يُمكّن الباحثين وصنّاع القرار من استشراف سيناريوهات الخروج من الأزمات المتكررة في الشرق الأوسط.

من جانبه، شدد وو شويمينغ نائب رئيس أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية على الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط ضمن مبادرة الحزام والطريق، واعتبر أن الصين تسعى إلى بناء علاقات قائمة على التفاهم والتكامل في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والتبادل الثقافي، وليس على الهيمنة أو الاستقطاب. كما أكد التزام بكين بتعزيز التعاون الدولي ودعم الاستقرار في المنطقة بعيدا عن الإستراتيجيات القائمة على الفوضى أو التفتيت.

إعلان هشاشة النظام الدولي

من تركيا، اعتبر مدير دراسات السياسة الخارجية في مؤسسة "سيتا" مراد يشلطاش أن الحرب على إيران ليست مجرد تطور عابر، بل هي حدث مفصلي يعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحولات ميزان القوى.

كما نبّه إلى فشل النظام الدولي ومؤسساته الأممية في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط بسبب غياب المرجعيات القيمية الموحدة والتناقضات البنيوية في المنظمات الدولية.

وفي كلمته، رأى سلجوق أيدين نائب عميد كلية الاقتصاد بجامعة بوغازيجي، أن الأحداث الجارية في أكثر من مكان، من الحرب على غزة إلى التصعيد في أوكرانيا، مرورا بالتوتر المتصاعد بين القوى الغربية، تكشف عن هشاشة عميقة في البنية الاقتصادية والاجتماعية للنظام الدولي، وتؤشر على خلل متزايد في قدرته على الاستجابة للأزمات المتراكمة.

واعتبر أن سلاسل التوريد والممرات التجارية لم تعد مجرد مسارات لوجستية، بل تحولت إلى أدوات للتنافس الجيوسياسي والاستقطاب الإستراتيجي، داعيا إلى مراجعة شاملة للمفاهيم السائدة حول الأمن الاقتصادي العالمي في ظل تزايد تداخل الاقتصاد بالتوازنات العسكرية والسياسية.

أبرز مداولات اليوم الأول:

تفكك النظام الدولي، وصراع المصالح، وتحولات التكنولوجيا

ناقشت جلسات اليوم الأول من المؤتمر مظاهر تفكك النظام الدولي الراهن؛ حيث شددت المداخلات على أن الأحداث الجارية، ولا سيما في غزة، كشفت عن هشاشة عميقة في البنية الاقتصادية والاجتماعية العالمية، في ظل تنامي التوترات وتزايد الاعتماد على سلاسل الإمداد والممرات الدولية كمجالات للتنافس الجيوسياسي.

ورصد في هذا السياق تصاعد حاد في التنافسية الإستراتيجية بين القوى الغربية وفي الشرق الأوسط. ولم تغب الإشارة إلى ضعف النظام القانوني الدولي في ضوء غياب المساءلة الفعلية عن الانتهاكات العسكرية، ولا سيما في السياق الفلسطيني.

توقفت النقاشات كذلك عند التحولات في الدور التركي الإقليمي؛ حيث رفضت التصورات التي تربط بين الحضور التركي في بعض الملفات و"الحنين العثماني"، في مقابل التأكيد على دور أنقرة الوسيط والتوازني القائم على الثقة في النفس والسعي نحو التهدئة.

أما في المجال التكنولوجي، فقد طرحت مقاربات تؤكد أن الصراع العالمي بات يتمحور حول الهيمنة الرقمية والتفوق التكنولوجي، لا حول التوسع العسكري فقط، مع تحذيرات من أن الولايات المتحدة تسعى لتطويق صعود قوى أخرى كالصين وتركيا من خلال التحكم في المجال الرقمي والتحالفات الأمنية.

شكلت مداولات اليوم الأول إطارا تحليليا لرؤية القوى الإقليمية والدولية لمستقبل النظام العالمي في ظل عالم تتزايد فيه مؤشرات التمزق أكثر من ملامح الاستقرار.

أبرز مداولات اليوم الثاني

الشرق الأوسط.. مختبر التعددية القطبية

شكل اليوم الثاني من المؤتمر مناسبة لتوسيع النقاش حول موقع الشرق الأوسط داخل نظام عالمي آخذ في التشظي وإعادة التشكل؛ حيث لم يعد العالم محكوما بثنائية الحرب الباردة، ولا باستقرار القطب الأوحد، بل بات ساحة لتفاعلات بين قوى صاعدة وأخرى متراجعة، وتحالفات مرنة تتبدل بحسب المصالح والظروف.

وفي هذا السياق، ناقشت الجلسات بإسهاب إمكانيات أن تتبنى دول المنطقة مبادرات تكاملية خاصة بها بعيدا عن الارتهان للمشاريع العابرة من الخارج، وطرحت تساؤلات عميقة حول ما إذا كان الشرق الأوسط قادرا، في ظل واقعه السياسي المعقد، على صوغ أجندة تكامل إقليمي مستقل.

إعلان

تناولت المداخلات دور المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الدول التركية، باعتبارها منصات محتملة لتفعيل هذا الدور، إلا أن غالبية المشاركين أقروا بأن غياب الرؤية الموحدة والانقسامات السياسية والصراعات الداخلية لا تزال تشكل عائقا حقيقيا أمام بناء مسارات تجارية واقتصادية مشتركة تنطلق من داخل المنطقة نفسها وتستجيب لأولويات شعوبها.

كما استعرضت الجلسات التحديات السياسية واللوجستية التي تواجه هذه المبادرات، بما فيها نقص البنية التحتية العابرة للحدود، والشكوك بين الدول المتجاورة، وتداخل الأجندات الأمنية مع المشاريع الاقتصادية، مما يجعل فكرة "تكامل إقليمي مستقل" هدفا صعب المنال، وإن لم يكن مستحيلا.

وسلط المؤتمر الضوء بشكل خاص على استبعاد تركيا من مبادرة الممر الاقتصادي الهندي- الشرق أوسطي- الأوروبي، معتبرا ذلك مؤشرا على الاصطفافات الجيوسياسية الجديدة التي تعيد تشكيل شبكة النفوذ والمصالح في المنطقة.

مخرجات بحثية

اختتم المؤتمر أعماله بإعلان مجموعة من المخرجات البحثية التي تسعى إلى ترجمة النقاشات النظرية إلى أدوات معرفية وسياساتية قابلة للتوظيف. وشملت هذه المخرجات إعداد كتاب جماعي محرر يوثق أبرز أوراق المؤتمر ومداولاته، بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات ودار نشر دولية، إلى جانب إصدار موجزات سياسات تستند إلى التحليلات والقراءات التي طرحت خلال الجلسات.

كما تم التأكيد على التوجه نحو تنظيم فعاليات بحثية لاحقة، تشمل مؤتمرات متخصصة وورشا ولقاءات تشاورية، بهدف تعميق النقاش في القضايا التي تناولها المؤتمر، وتوسيع نطاقها ضمن دوائر البحث وصنع السياسات.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تدين العدوان الإسرائيلى على إيران ودعوة لتحرك دولي فوري
  • النعمي: ليبيا آخر من يعلم في مؤتمر برلين ولا توافق دولي هناك 
  • بعد تأجيله.. فرنسا تؤكد عزمها عقد مؤتمر دولي حول فلسطين
  • وزارة البيئة تشارك في مؤتمر "الصحة الواحدة.. مستقبل واحد" بتونس
  • فرنسا تؤكد عزمها عقد مؤتمر دولي حول فلسطين
  • بلحيف: برؤى سلطان..«استشاري الشارقة» منبر للشورى
  • مؤتمر دولي في برلين بخصوص ليبيا.. هل يساهم في تحريك الجمود السياسي؟
  • حوار وطني يناقش مستقبل العلاج الإشعاعي
  • الجزيرة للدراسات يختتم مؤتمر التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط
  • كأس العالم للأندية... الوداد الرياضي يواجه مانشستر سيتي الإنجليزي وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية