إسرائيل توسّع رقعة الاستهداف جنوباً.. ونجاة مسؤول من حماس إثر غارة في جدرا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
برز أمس تطور أمني خطير في دلالاته الحربية وتمثل في تجاوز اسرائيل للجنوب اللبناني إلى ساحل الشوف الجنوبي في عمليات الاغتيال والاستهداف التي تُنفّذها، واكتسب التطوّر الميداني الجديد دلالات تصعيديّة إضافية على وقع التهديدات الإسرائيلية التي لا تنقطع وتيرتها بالاستعداد لحرب واسعة على لبنان، إذ إنّه بعد يومين فقط من تنفيذ أول محاولة اغتيال بمسيّرة إسرائيلية في قلب مدينة النبطية منذ حرب تموز 2006، سُجّلت أول عملية اغتيال واستهداف إسرائيلية مماثلة في بلدة جدرا التي تقع في إقليم الخروب، أي عند ساحل الشوف الجنوبي.
بذلك تكون الرسائل الحربية الإسرائيلية توغّلت أوسع ممّا يتّصل بنطاق المواجهات الميدانية، علماً أنّ اليومَين الأخيرَين شهدا تطوّرات تثير القلق التصاعدي لجهة اتّساع نطاق تبادل العمليات. فحزب الله أعلن الجمعة، للمرة الأولى، إطلاق صليات صاروخية كثيفة نحو المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتل، فيما ضربت إسرائيل تباعا في النبطية وجدرا.
وكتبت "الشرق الاوسط": ضربت إسرائيل مجدداً في العمق اللبناني، مستهدفة مسؤولاً في حركة "حماس" تعتقد أنه مسؤول عن عمليات التجنيد في الضفة الغربية، هو باسل صالح الذي نجا من الموت، ونجحت في قتل عنصر من "حزب الله" يدعى خليل محمد علي فارس كان يرافقه، مع مدنيين اثنين صادف وجودهما في المكان أحدهما من الجنسية السورية.
وكتبت "النهار": هذا الواقع المحتدم رسم الكثير من علامات الشكوك المتعاظمة عن المفارقة التي جعلت وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان يكرر من بيروت الحديث عن ترجيحه حلّاً سياسيّاً في غزة، وأن "ينطق" باسم طهران وبيروت برغبتهما بعدم اتساع الحرب، في حين تتسع نذر خطر المواجهة الكبيرة، وهل كلامه ينطوي على رسائل للدول المعنية وأوّلها إسرائيل والولايات المتحدة، أم أنّه مجرّد مناورات دعائية تتّبعها طهران لنفض تبعات التصعيد عن عاتقها؟" وفي الوقائع، فإنّ مسيّرة إسرائيلية نفّذت غارة استهدفت سيارة أثناء عبورها طريق عام بلدة جدرا الساحلية - برجا، وتحدّثت معلومات عن استهداف مسؤول فلسطيني في السيارة. وفي السياق، أكدت مصادر فلسطينية لـ"النهار" أنّ أحد المستهدفين الفلسطينيين وضعه مستقر. من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "هدف محاولة الاغتيال في لبنان هو باسل صالح، المسؤول عن تجنيد وتشغيل الناشطين في الضفة الغربية، وصالح كان يعمل مع القيادي في حماس عزام الأقرع الذي اغتيل مع صالح العاروري". وفي الرواية المتداولة، أنّ غارة المسيرة استهدفت سيارة بصاروخ داخل بلدة جدرا وكان فيها شخصان أحدهما فلسطيني يقيم في المنطقة، لكن "حزب الله" نعى عصراً خليل محمد علي فارس (حمزة) من بلدة عيترون وسكان جدرا. كذلك، قُتِل في الغارة مواطن سوري وجرح الشخصان اللذان كانا في السيارة، وأصيب جندي لبناني بجروح طفيفة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إصابات إثر غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان.. خروقات متواصلة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع "حزب الله" أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حيث شنّت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال غارة استهدفت بلدة حاروف بقضاء النبطية جنوبي لبنان، ما أسفر عن إصابة مواطنَين، أحدهما طفل، بجروح وُصفت بالطفيفة.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، نقلاً عن وزارة الصحة، بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت الطريق المؤدية إلى منطقة الجبل الأحمر في قضاء النبطية، مشيرة إلى أن المصابَين تلقيا إسعافات أولية في المكان.
وكانت الوكالة قد ذكرت في وقت سابق أن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت منزلاً غير مأهول يقع بين بلدتي شوكين وحاروف في المنطقة ذاتها.
تصعيد ميداني واسع
في سياق ميداني متصل، نفّذ جيش الاحتلال عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في أحياء بلدة العديسة الواقعة في قضاء مرجعيون جنوبي البلاد، وسط تحليق مكثف للطيران المسير في أجواء مدينة صور، حيث كانت تُقام المجالس العاشورائية في ساحة القسم ومحيط منطقة الآثار.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، إذ سجلت بيروت أكثر من 3 آلاف خرق منذ توقيع الاتفاق مع "حزب الله"، كما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً، وإصابة 513 آخرين، بحسب بيانات رسمية جمعتها وكالة "الأناضول".
الرئاسة اللبنانية تندد بـ"الاحتلال المستمر"
على الصعيد السياسي، اتهم الرئيس اللبناني جوزاف عون، أمس الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي بـ"التمادي في أعمالها العدائية"، معتبراً أن احتلالها المستمر لما يُعرف بـ"التلال الخمس" جنوبي البلاد، يشكل "انتهاكا صارخا لإرادة المجتمع الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 1701".
وخلال لقائه في بيروت مع القائد الجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا، أكد عون أن "بقاء قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني أمر ضروري في ظل الظروف الراهنة للحفاظ على الأمن والاستقرار، بالتنسيق مع الجيش اللبناني".
وأضاف الرئيس اللبناني أن حكومته تعمل على تعزيز الوجود العسكري في الجنوب من خلال رفع عدد عناصر الجيش، وذلك لـ"ضمان الطمأنينة والأمان" للمواطنين في ظل التوترات الأمنية المستمرة.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلالها لخمسة مواقع استراتيجية جنوب لبنان، وهو ما تعتبره بيروت خرقاً مباشراً للقرار الأممي.
يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتصاعد إلى حرب شاملة في 23 أيلول/سبتمبر 2024، وأسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة ما لا يقل عن 17 ألفاً، وفق تقارير رسمية لبنانية.
وتشهد المناطق الحدودية الجنوبية منذ ذلك الحين حالة من التوتر الأمني المتواصل، مع تصاعد الغارات الإسرائيلية٬ في ظل مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة جديدة، تُعيد إلى الأذهان سيناريوهات حرب تموز/يوليو 2006، مع فارق في السياق الإقليمي والتوازنات العسكرية.