صحف: هفوات بايدن تقلق الديمقراطيين وتزيد المخاوف من عودة ترامب
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
دونالد ترامب مسن جدا وحرّض على انقلاب، وجو بايدن مسن جدا ويخلط بين الأسماء. فكيف لأميركا أن تختار رئيسا لها؟ بهذا التساؤل استهلت مارينا هايد كاتبة العمود بصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية قضية هفوات ذاكرة الرئيس بايدن.
وتناولت الصحافة الأميركية والبريطانية على نطاق واسع قضية هفوات ذاكرة بايدن، وأورد بعضها أن قلق الديمقراطيين الأميركيين يزداد بسبب هذه الهفوات، وقالت أخرى إن بايدن ليس مؤهلا في الوقت الراهن لتسيير مهام الرئاسة، دع عنكم أن يترشح لولاية رئاسية أخرى.
والأمر الذي فجّر هذا التناول الواسع هو تقرير المستشار الخاص روبرت هور، والذي صدر الخميس الماضي وأشار فيه إلى "محدودية ذاكرة الرئيس"، وإلى إشارة بايدن لاحقا في مؤتمر صحفي في اليوم نفسه إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باسم "الرئيس المكسيكي" في وقت الذي كان يصر فيه على أن ذاكرته رائعة.
وورد في تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أيضا أن بايدن أربك في الأسبوع الماضي وحده مرارا وتكرارا القادة الأجانب الذين التقى بهم.
ففي حملة لجمع التبرعات بنيويورك يوم الأربعاء الماضي، أخطأ في تحديد الزعيم الألماني الذي التقى به، قائلا إنه تحدث مع هيلموت كول بدلا من أولاف شولتس. وفي لاس فيغاس يوم الأحد، خلط بين الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون وسلفه فرانسوا ميتران، الذي توفي في عام 1996.
الديمقراطيون بين الخوف واليأسوورد في التقرير نفسه أن ما جرى في المؤتمر الصحفي وقبله بساعات من ملاحظات المستشار هور تردّد صداه في جميع أنحاء أميركا بين شبكات المانحين الديمقراطيين والإستراتيجيين الذين كانوا يقاومون منذ أسابيع لاحتواء قلقهم بشأن حالة حملة بايدن واتجاهها، مضيفة أن مشاعر الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد تتراوح حاليا بين الخوف واليأس.
وذكر التقرير أن استطلاعا للرأي أجرته "إيه بي سي نيوز إيبسوس" في يناير/كانون الثاني الماضي، أظهر أن 28% من الأميركيين قالوا إن بايدن يتمتع بالحدة الذهنية التي يتطلبها العمل بفعالية رئيسا، في حين قال 47% إن ترامب يتمتع بذلك.
ألا يمكن اختيار ديمقراطي آخر؟
وأضاف أنه بعد ما جرى يوم الخميس، تراجع الديمقراطيون في ذعر. وبحلول يوم الجمعة، كان كبار المانحين لبايدن يجرون مكالمات ويتلقون رسائل نصية من الديمقراطيين القلقين، يسألون عما إذا كان لا يزال لدى مرشح ديمقراطي آخر الوقت للقفز إلى السباق الرئاسي.
ونشرت الصحيفة ذاتها مقالا للكاتب مارك ثيسن يقول فيه: دعكم من فترة ولاية ثانية، هل بايدن صالح ليكون رئيسا الآن؟
وقال أيضا إنهم الآن ليسوا قلقين بشأن ما إذا كان بايدن لائقا للخدمة لولاية ثانية، بل يجب أن يشعروا بالقلق بشأن ما إذا كان لائقا لإنهاء ولايته الأولى.
لماذا القلق من حالة بايدن أكثر من ترامب؟وتساءلت ريبيكا أوبراين مراسلة "نيويورك تايمز" في تقرير لها: لماذا تؤذي قضية العمر بايدن أكثر بكثير من ترامب، رغم أن كلا منهما تجاوز 75 عاما من العمر؟ لكن من غير المرجح أن يقلق الناخبون من أن ترامب أكبر من أن يخدم.
ولفتت إلى أن ترامب أشاد برئيس وزراء المجر فيكتور أوربان لقيادته تركيا، وخلط بين نيكي هيلي ونانسي بيلوسي، موضحة أن القلق من حالة بايدن أكبر من حالة ترامب يعود إلى اختلافات عميقة ليس فقط بين الرجلين، ولكن في كيفية نظر الجمهور الأميركي إليهما، وفيما يتوقعه أنصارهما منهما. وهو انقسام يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوعد إيران .. مهلة أخيرة للتسليم .. الرئيس الأمريكي: سنهاجم المنشآت النووية
دعم أمريكي مفتوح لإسرائيل واستعداد لمشاركة عسكرية مباشرةترامب يكشف عن عروض تفاوض إيرانية ويشترط الاستسلام الكاملتحذيرات من تصعيد وشيك ومخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقةفي مشهد يعكس صعود التوتر إلى أقصى درجاته، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات نارية رسمت ملامح مرحلة جديدة في المواجهة مع إيران، مؤكدًا أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا... وربما لن نستكمل الأسبوع".
ترامب، الذي تحدث من مقره في فلوريدا، بدا وكأنه يدير غرفة عمليات سياسية وعسكرية من على بعد آلاف الأميال عن ساحات القتال.
وبنبرة الواثق والمهدد، قال: "منحنا إيران مهلة نهائية... عليهم أن يستسلموا ويتخلوا عن برنامجهم النووي. لا مجال للمناورة بعد الآن".
في خضم الأحداث، كشف ترامب أنه تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغه بوضوح: "استمروا". بل ذهب أبعد من ذلك حين قال: "قلت للإسرائيليين أن يستمروا"، مشيرًا إلى دعم أمريكي كامل للهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا والعراق وحتى داخل إيران.
في سياق أكثر استفزازًا، وصف ترامب الإيرانيين بأنهم "عاجزون تمامًا" ولا يملكون دفاعًا جويًا قادرًا على التصدي للهجمات، مضيفًا: "قد أساهم في ضرب المنشآت النووية، وقد لا أقوم بذلك".
وترك بذلك باب التصعيد مفتوحًا، وجعل من نفسه محور قرار الحرب أو السلم.
ترامب: التصعيد مع إيران قد يبلغ ذروته قريبًا والاستسلام غير المشروط هو الخيار الوحيد
أول تعليق من إيران ردا على تصريحات ترامب.. تفاصيل
وفيما يخص المرشد الإيراني علي خامنئي، جاء رد ترامب ساخرًا ومقتضبًا: "حظًا سعيدًا".
عبارة اختصرت موقفًا أمريكيًا صارمًا لا يعترف بالتحذيرات الإيرانية ولا يأبه بتداعيات التصعيد.
لكن اللافت في حديثه كان إشارته إلى أن الإيرانيين عرضوا التفاوض، بل "اقترحوا المجيء إلى البيت الأبيض".
تصريحات ترامب تكشف وجود قناة خلفية غير معلنة، ربما يقودها وسطاء غير رسميين.
ترامب لم يكتفِ بذلك، بل ذكّر مستمعيه أنه سبق وأن "أوقف الحرب بين الهند وباكستان"، ليعزز صورته كصانع سلام يستطيع أيضًا فرض الحرب إذا تطلب الأمر.
في المشهد الختامي، جاءت كلماته كقنبلة صوتية: "إيران تواجه مشكلات كثيرة، ولا أعلم كم ستصمد. لكننا نقترب من الحسم".
وفي خضم هذا التصعيد المتسارع، يبدو أن الموقف الأمريكي بقيادة ترامب يسير نحو خيارين لا ثالث لهما: إما استسلام إيراني كامل وتخليها عن طموحاتها النووية، أو مواجهة عسكرية قد تكون الأوسع في تاريخ المنطقة. ترامب، في تصريحاته الأخيرة، لم يترك مجالًا للتأويل، بل رسم خريطة طريق واضحة: لا تفاوض دون شروط مسبقة، ولا تهدئة دون إذعان إيراني شامل.
في المقابل، تلوّح إيران بورقة "الرد الحاسم"، محذّرة من أن أي تدخل أمريكي مباشر سيقابل برد فعل لا يمكن احتواؤه. لكن تصريحات ترامب عن تضرر الدفاعات الجوية الإيرانية، وتأكيده على الدعم الأمريكي الكامل للهجمات الإسرائيلية، تشي بأن واشنطن باتت ترى طهران في أضعف حالاتها، وأن الوقت قد يكون مناسبًا لفرض واقع جديد على الأرض، سواء عبر القوة أو عبر ضغط دبلوماسي قاسٍ لا يترك لطهران هامشًا للمناورة.