طلاب مبين وكشر بحجة يخرجون في مسيرتين نصرة للأقصى
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
الثورة نت|
خرج طلاب مديرية مبين وانهم الشرق في كشر بمحافظة حجة في مسيرتين نصرة للأقصى تحت شعار ” ثابتون على الموقف مع غزة حتى النصر” .
وأكد الطلاب المشاركون في المسيرتين الثبات على الموقف المبدئي والالتزام الإيماني الراسخ مع غزة وأهلها الصامدون في وجه الإجرام الصهيوني الأمريكي حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.
واعتبروا إسناد ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة واجب ديني وأخلاقي وإنساني بالإضافة إلى كون القضية الفلسطينية من القضايا المركزية المحورية الاولى لليمنيين.
وندد طلاب مبين وكشر بالمجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء في غزة وجرائم الإبادة أمام صمت مخزي ومعيب للمجتمع الدولي والأمم المتحدة وزعماء الدول المطبعة والعميلة.
وأكد بيان صادر عن المسيرتين التي تقدمها قيادات التربية ومسؤولو التعبئة استمرار الأنشطة والفعاليات الجماهيرية الداعمة للشعب الفلسطيني ومواصلة الدعم المساند للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البر والبحر وفلسطين المحتلة.
كما أكد ضرورة استمرار الحشد والتعبئة والالتحاق بالدورات العسكرية النفير وتخريج الدفعات من المقاتلين وإعداد العدة والجهوزية العالية للمشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
واشاد البيان بالأداء الفعال والمؤثر للمجاهدين في فلسطين من مختلف الفصائل وتكاتفهم وتماسكهم ووحدتهم والتي تتجلى في عملياتهم المشتركة التي تعزز الثبات والصمود والتضحية واستهداف العدو الصهيوني.
واستهجن حالة الخذلان العربي والإسلامي من قبل الشعوب المنوط بها مسؤولية التحرك وتحذيرها مما سيلحق بها من الخزي وعار الصمت واللامبالاة.
وثمن الدور الكبير والبارز للعمليات البطولية الجهادية للمجاهدين في حزب الله في لبنان وحركات الجهاد والمقاومة في العراق وتقديم التضحيات المستمرة في هذه المعركة المقدسة.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى العمل القوي والفعال والمتنوع في مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية والشركات الداعمة لهم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى
إقرأ أيضاً:
الأمة العربية.. مأساة وحدة ضائعة وكرامة مهدورة
د. سالم بن عبدالله العامري
في خضم التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العالم، تتجلى مأساة الأمة العربية في صورتها الأكثر قتامة، حيث فقدت الأمة كثيرًا من مقومات وحدتها وقوتها، وتبعثرت كلمتها بين مصالح متضاربة وأجندات خارجية، وأصبح البعض يُولي اهتمامًا متزايدًا للعلاقات مع جهات غربية، رغم ما تكتنفه تلك العلاقة من اختلال في موازين الاحترام والمصالح، متجاهلين ما قد ينطوي عليه ذلك من مساس باستقلالية القرار ومكانة الأمة.
واليوم، تتجسد هذه التفرقة في مواقف الدول العربية المتباينة تجاه قضايا مصيرية، مثل القضية الفلسطينية، والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، فضلًا عن التطبيع المُتسارع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح عند البعض حليفًا وشريكًا، رغم سجله الحافل بجرائم الحرب والاضطهاد. يُضاف إلى ذلك التبعية السياسية والاقتصادية للغرب، إذ باتت قرارات بعض العواصم العربية تُتخذ خارج حدودها، وتُنفذ على حساب مصالح شعوبها.
لقد آن للعربي أن يتأمل في مرآة تاريخه، لا ليبكي على الأطلال؛ بل ليقف على ما آل إليه حال أمته التي كانت يومًا منارة للعلم، وقلعة للمروءة، وراية للحق. أمة جمعها لسان واحد، وعقيدة واحدة، وتاريخ حافل بالمجد، تفرقت بها السبل حتى أصبحت كالغثاء، تتقاذفها رياح التبعية، وتنهشها مخالب الأعداء.
في مشهد اليوم، تبدو الأمة العربية كجسد بلا روح، فقد تمزقت أواصر الأخوة بين شعوبها، وغابت وحدة الصف والكلمة، وارتفع صوت العصبيات القُطرية والمذهبية على حساب الانتماء الأوسع، الذي كان، وما زال، يمثل صمام الأمان لهويتها ومكانتها. كيف لا؟ وقد استُبدلت البوصلة، وصار العدو صديقًا يُصافَح، والصديق المخلص يُشيطن ويُقصى، وكأن العقل قد نُزع من الرؤوس، والضمير غاب عن القلوب.
لقد باتت بعض الأنظمة تلهث وراء رضا الغاصب، وتفتخر بالتحالف مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء الأمة، في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها. يُستقبل المحتل بالبساط الأحمر، بينما يُعتقل المناضل، ويُشيطن الحُر، ويُلاحق صوت الحق إن نطق. أما الغرب، الذي لا يزال ينظر إلينا بعين الاستعلاء، فهو المستفيد الأول من هذا الانقسام، يبيع لنا الأمن والشرعية، مقابل إذلال وخضوع، ويزرع الفتن ليحصد الهيمنة. وإن أشدّ ما يثير الحزن، أن هذا التنازل لم يكن ثمرة هزيمة عسكرية فحسب؛ بل كان نتاج هزيمة فكرية ونفسية، أفقدت الأمة ثقتها بذاتها، وحوّلت بعض الأنظمة إلى وكلاء، والشعوب إلى متفرجين، يتجرعون الذل على الشاشات، ويصرخون في صمت.
اللافت في هذا المشهد، أن الغالبية من الشعوب العربية لا تزال تحتفظ بوعيها الجمعي، وترفض الذل والهوان، وتطمح إلى وحدة حقيقية تضمن الكرامة والعدالة والسيادة. لكن هذا الوعي يصطدم بواقع تحكمه أنظمة لا تمثل الإرادة الشعبية؛ بل تسعى للحفاظ على سلطتها حتى وإن كان الثمن هو الخضوع والتبعية. لقد تجاوز المشهد حدود السياسة إلى خلل في البنية النفسية والحضارية، جعلت من الذل خيارًا، ومن الانكسار سياسة.
ومع ذلك، فإن الأمة لم تمت، وإن بدا عليها الوجع. فما زال في كل مدينة قلب ينبض، وفي كل قرية روح تقاوم، وفي كل جيل بصيص وعي يتخلق. الحجارة في القدس، والدم في غزة، والهتاف في شوارع العواصم، كلها تقول: إن الشعوب لم توقّع بعد على وثيقة الهزيمة، وإن للكرامة مكانًا في قلوب الأحرار. فوعي الشعوب العربية، وإن أُريد له أن يُدفن تحت ركام الدعاية والتضليل، لا يزال حيًا، يبحث عن لحظة انبعاث، وعن قيادة صادقة تُعيد ترتيب البيت العربي على أسس العدل والكرامة والسيادة.
إن المخرج من هذا الوضع المأساوي لا يكون إلا بعودة الوعي القومي والديني الحقيقي، وتوحيد الصفوف حول الثوابت التي لا خلاف عليها، والتحرر من كل أشكال الارتباط بالقوى التي تعمل على تقويض إرادة الأمة وسلب قرارها، وتجديد المشروع الحضاري العربي الذي ينطلق من إرادة الشعوب لا من مصالح النخب أو توجيهات الخارج؛ فالأمة التي أنجبت عمرًا والمعتصم وصلاح الدين، قادرة على أن تنهض من كبوتها، متى ما عادت إلى ذاتها، وطرحت عن كاهلها أثقال التبعية والتشرذم. ومتى ما اجتمعت الكلمة، وتآلفت القلوب، فإن الفجر لا بد أن يبزغ، مهما طال ليل الشتات.
في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على الأجيال الجديدة، التي وإن عاشت في زمن الانقسام، إلا أنها تملك أدوات التغيير والمعرفة، وقادرة على قلب الموازين متى ما اجتمعت على هدف واحد: كرامة الأمة ووحدتها.