هاجمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، متهمة إياه بـ"الانحياز" و"فقدان الحياد"، ومهددة بالتصعيد بما يتجاوز تعليق التواصل الرسمي معه ومع مكتبه.

وجاءت هذه التصريحات في بيان صادر عن وزارة خارجية حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، نُشر عبر وكالة "سبأ" التابعة للجماعة، وذلك على خلفية البيان الذي أصدره المبعوث الأممي، وأدان فيه الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحر الأحمر، معتبراً إياها انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للملاحة الدولية.

واتهم البيان الحوثي غروندبرغ بتجاهل "الأسباب الجذرية للتصعيد"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن بيانه "افتقر إلى التوازن والحياد"، مضيفاً أن "مثل هذا الانحياز يعرقل فرص التفاهم ويدفع الجماعة إلى إعادة تقييم التعامل مع مكتب المبعوث الأممي".

وأضاف البيان: "تصريحات المبعوث لا تتناسب مع طبيعة دوره كوسيط محايد، بل تعكس رضوخه للضغوط الأمريكية والصهيونية" على حد تعبيرهم. مشيراً إلى أنه الجماعة تجد صعوبة في الاستمرار بالتعاطي معه، وأنه سيلجؤون إلى خطوات تصعيدية تتجاوز وقف التواصل".

ويُنظر إلى هذا الموقف الحوثي المتشدد على أنه صفعة جديدة لمساعي الأمم المتحدة لإحياء مسار السلام اليمني، خصوصاً بعد تجميد التقدم في "خريطة الطريق" التي توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان أواخر 2023، والتي تعطّلت مع استئناف الحوثيين لهجماتهم البحرية والإقليمية.

وكان غروندبرغ قد أعرب عن قلقه الشديد إزاء غرق السفن التجارية جراء التصعيد الحوثي بالبحر الأحمر، محذراً من التداعيات الإنسانية والبيئية الخطيرة للهجمات على السفن، ومؤكداً أن هذه الأفعال تخرق القانون البحري الدولي وقرار مجلس الأمن 2722، وتعرض أرواح المدنيين للخطر.

كما دعا المبعوث جماعة الحوثي إلى وقف الهجمات فوراً وتقديم ضمانات مستدامة لسلامة الملاحة، والبناء على الاتفاقات السابقة مع الولايات المتحدة بشأن تهدئة الأوضاع في البحر الأحمر.

وفي السياق ذاته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن المدنية، واصفاً إياها بـ"التصعيد الخطير"، وداعياً الحوثيين إلى عدم عرقلة عمليات البحث والإنقاذ الجارية لطاقم السفن المنكوبة.

وشدد غوتيريش، في بيان نُقل على لسان المتحدث باسمه، على أن هذه الهجمات تمثل "تهديداً مباشراً لحرية الملاحة والاستقرار الإقليمي"، مطالباً باحترام القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2768 (2025)، ومؤكداً التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهود التهدئة.

من جهته، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً شديد اللهجة أدان فيه الهجمات، داعياً الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن الناجين من طاقم سفينة "إيترنيتي سي"، ووقف أي أعمال تعرقل عمليات الإنقاذ. وأكد البيان أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتؤثر سلباً على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.

ويرى مراقبون أن تهديد الحوثيين بوقف التعامل مع المبعوث الأممي يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في الملف اليمني، ويهدد بإفشال أي محاولات دولية لاستئناف محادثات السلام.

كما يحذر محللون من أن استمرار الجماعة في استخدام التصعيد البحري وسيلة ضغط سياسي، قد يؤدي إلى توسيع رقعة المواجهات وجرّ المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع، في ظل الهجمات المتكررة التي استهدفت سفنًا تجارية في البحر الأحمر والبحر العربي، مخلفة خسائر بشرية واقتصادية جسيمة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا

الأمم المتحدة حثت على تكثيف الدعم الدولي لتصل المساعدات المنقذة للحياة إلى الذين هم في حاجة ماسة إليها في أنحاء السودان.

التغيير: وكالات

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن المدنيين في منطقتي دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا “متصاعدا وعشوائيا”، وجدد دعوته لجميع أطراف النزاع في السودان إلى “وقف الهجمات على المدنيين فورا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني المتمثلة في التمييز والتناسب والاحتياط”.

وأشار نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، إلى تفاصيل جديدة نقلا عن مصادر محلية تشير إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين جراء الهجوم باستخدام طائرة مسيرة الذي استهدف بلدة كتيلا يوم الاثنين. وتقع كتيلا على بعد حوالي 150 كيلومترا جنوب غرب مدينة نيالا، في ولاية جنوب دارفور.

وقال حق إن الهجوم، الذي استهدف موقعا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، “يؤكد الأثر المدمر لتكثيف الهجمات الجوية على المدنيين”.

كما تطرق أيضا إلى الوضع في ولاية جنوب كردفان، حيث تشير الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة على العاصمة كادقلي ومحيطها، ومدينة الدلنج، إلى تدهور سريع في الوضع الأمني.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 1300 شخص بين يومي الاثنين والأربعاء من هذا الأسبوع في أنحاء الولاية بسبب انعدام الأمن والتوترات بين المجتمعات المحلية، والذين فروا من قرى في مناطق كادقلي، وتلودي، والعباسية.

الوضع في الخرطوم

أما بالنسبة لولاية الخرطوم، فقال حق إن نتائج تقييم حديث أجرته إحدى المنظمات الشريكة للأمم المتحدة لأكثر من 1200 أسرة أشار إلى “انعدام حاد في الأمن الغذائي، ناجم عن ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 500% وانهيار سبل العيش على نطاق واسع”.

وأضاف: “تعتمد العديد من الأسر الآن على استعارة الطعام، أو تفويت وجبات الطعام، أو بيع ما تبقى لديها من ممتلكات للبقاء على قيد الحياة. ندعو مجددا إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق ومستدام إلى جميع أنحاء السودان”.

وقال حق إن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على توسيع نطاق المساعدات النقدية والقسائم، ويقدمون مدخلات زراعية طارئة ودعما للثروة الحيوانية لـ 64 ألف أسرة زراعية وعشرة آلاف أسرة من مربي الماشية، وحث المجتمع الدولي على تكثيف الدعم “حتى تصل المساعدات المنقذة للحياة إلى الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إليها في جميع أنحاء السودان”.

الوسومالأمم المتحدة الخرطوم الدعم السريغ السودان القوات المسلحة المجتمع الدولي الهجمات الجوية انعدام الأمن الغذائي دارفور كتيلا كردفان

مقالات مشابهة

  • بعد مقتل 30 مدنيا بدارفور.. أمين الأمم المتحدة يدين الهجمات بالسودان
  • غوتيريش يدين الهجمات على المدنيين في السودان
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • عاجل|المبعوث الأميركي توم براك: الولايات المتحدة لا تزال ترى دورا للجيش التركي على الأرض في غزة
  • واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي السفارة الأمريكية في اليمن
  • واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها في اليمن
  • الأمم المتحدة تندد بإحالة «الحوثيين» موظفين أمميين محتجزين إلى المحكمة
  • تعثر مفاوضات وتوتر عسكري.. غروندبرغ يصارع الوقت قبل اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن
  • جوتيريش يندد بإحالة الحوثيين بعض موظفي الأمم المتحدة المحتجزين للمحكمة