ابتزاز ومساومة.. الحوثيون بقطع التواصل مع غروندبرغ
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
هاجمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، متهمة إياه بـ"الانحياز" و"فقدان الحياد"، ومهددة بالتصعيد بما يتجاوز تعليق التواصل الرسمي معه ومع مكتبه.
وجاءت هذه التصريحات في بيان صادر عن وزارة خارجية حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، نُشر عبر وكالة "سبأ" التابعة للجماعة، وذلك على خلفية البيان الذي أصدره المبعوث الأممي، وأدان فيه الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحر الأحمر، معتبراً إياها انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للملاحة الدولية.
واتهم البيان الحوثي غروندبرغ بتجاهل "الأسباب الجذرية للتصعيد"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن بيانه "افتقر إلى التوازن والحياد"، مضيفاً أن "مثل هذا الانحياز يعرقل فرص التفاهم ويدفع الجماعة إلى إعادة تقييم التعامل مع مكتب المبعوث الأممي".
وأضاف البيان: "تصريحات المبعوث لا تتناسب مع طبيعة دوره كوسيط محايد، بل تعكس رضوخه للضغوط الأمريكية والصهيونية" على حد تعبيرهم. مشيراً إلى أنه الجماعة تجد صعوبة في الاستمرار بالتعاطي معه، وأنه سيلجؤون إلى خطوات تصعيدية تتجاوز وقف التواصل".
ويُنظر إلى هذا الموقف الحوثي المتشدد على أنه صفعة جديدة لمساعي الأمم المتحدة لإحياء مسار السلام اليمني، خصوصاً بعد تجميد التقدم في "خريطة الطريق" التي توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان أواخر 2023، والتي تعطّلت مع استئناف الحوثيين لهجماتهم البحرية والإقليمية.
وكان غروندبرغ قد أعرب عن قلقه الشديد إزاء غرق السفن التجارية جراء التصعيد الحوثي بالبحر الأحمر، محذراً من التداعيات الإنسانية والبيئية الخطيرة للهجمات على السفن، ومؤكداً أن هذه الأفعال تخرق القانون البحري الدولي وقرار مجلس الأمن 2722، وتعرض أرواح المدنيين للخطر.
كما دعا المبعوث جماعة الحوثي إلى وقف الهجمات فوراً وتقديم ضمانات مستدامة لسلامة الملاحة، والبناء على الاتفاقات السابقة مع الولايات المتحدة بشأن تهدئة الأوضاع في البحر الأحمر.
وفي السياق ذاته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن المدنية، واصفاً إياها بـ"التصعيد الخطير"، وداعياً الحوثيين إلى عدم عرقلة عمليات البحث والإنقاذ الجارية لطاقم السفن المنكوبة.
وشدد غوتيريش، في بيان نُقل على لسان المتحدث باسمه، على أن هذه الهجمات تمثل "تهديداً مباشراً لحرية الملاحة والاستقرار الإقليمي"، مطالباً باحترام القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2768 (2025)، ومؤكداً التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهود التهدئة.
من جهته، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً شديد اللهجة أدان فيه الهجمات، داعياً الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن الناجين من طاقم سفينة "إيترنيتي سي"، ووقف أي أعمال تعرقل عمليات الإنقاذ. وأكد البيان أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتؤثر سلباً على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.
ويرى مراقبون أن تهديد الحوثيين بوقف التعامل مع المبعوث الأممي يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في الملف اليمني، ويهدد بإفشال أي محاولات دولية لاستئناف محادثات السلام.
كما يحذر محللون من أن استمرار الجماعة في استخدام التصعيد البحري وسيلة ضغط سياسي، قد يؤدي إلى توسيع رقعة المواجهات وجرّ المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع، في ظل الهجمات المتكررة التي استهدفت سفنًا تجارية في البحر الأحمر والبحر العربي، مخلفة خسائر بشرية واقتصادية جسيمة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع تأمين السفن المارة من البحر الأحمر بعد إغراق الحوثيين سفينتين
قالت مصادر في قطاع النقل البحري، الخميس، إن تكلفة التأمين على شحن البضائع عبر البحر الأحمر ارتفعت بأكثر من المثلين في الأيام القليلة الماضية بعد هجوم مليشيا الحوثي على سفينتين وإغراقهما، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة على الأقل بعد أشهر من الهدوء.
ويعد البحر الأحمر ممرا مائيا حيويا للنفط والبضائع، لكن حركة الملاحة انخفضت على نحو حاد منذ بدء هجمات الحوثيين قبالة سواحل اليمن في نوفمبر تشرين الثاني 2023 في حملة قالت الجماعة المتحالفة مع إيران إنها للتضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة.
وقالت مصادر مطلعة إن علاوات التأمين على مخاطر الحرب ارتفعت إلى حوالي 0.7 بالمئة من قيمة السفينة من حوالي 0.3 بالمئة الأسبوع الماضي قبل وقوع أحدث الهجمات، إذ أوقفت بعض شركات التأمين تغطية بعض الرحلات.
وحددت شركات الضمان الفردية الأسعار لفترة رحلة تقليدية مدتها سبعة أيام هذا الأسبوع بنسبة تصل إلى واحد بالمئة، وهو ما يضاهي مستوى الذروة في 2024 عندما وقعت الهجمات اليومية. ويضيف هذا تكاليف إضافية لكل شحنة بمئات الألوف من الدولارات.
وقال نيل روبرتس رئيس قسم النقل البحري والطيران لدى (لويدز ماركت أسوشيشن) التي تمثل مصالح جميع الضامنين لدى (لويدز أوف لندن) “سلطت أحدث الهجمات في البحر الأحمر الضوء على الحاجة إلى توخي الحذر عند التفكير في النقل”.
وقال مسؤولون بحريون إن هجوم الحوثيين على السفينة اليونانية (إترنيتي سي) يوم الأربعاء أسفر عن مقتل أربعة من أصل 25 شخصا كانوا على متنها. وانتشل رجال الإنقاذ يوم الخميس أربعة ناجين آخرين من البحر الأحمر. وقال الحوثيون إنهم يحتجزون بعض أفراد الطاقم الذين لا يزالون في عداد المفقودين.
وجاء الهجوم في أعقاب غرق سفينة أخرى تشغلها اليونان يوم الاثنين، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.
وأظهر تحليل لبيانات الشحن البحري أن بعض السفن الشقيقة للسفينتين قامت برحلات إلى موانئ إسرائيلية العام الماضي.
وهاجم الحوثيون أكثر من 100 سفينة في الفترة من نوفمبر تشرين الثاني 2023 إلى ديسمبر كانون الأول 2024. وأعلنت الولايات المتحدة في مايو أيار عن اتفاق لوقف قصف الحوثيين مقابل وقف الهجمات على قطاع الشحن على الرغم من قول الحوثيين إن الاتفاق لا يتضمن إسرائيل.
وقالت مصادر في قطاع التأمين إن شركات التأمين ستحاول تجنب تغطية أي سفينة لها علاقة بإسرائيل، حتى لو كانت غير مباشرة.
وقال مونرو أندرسون رئيس العمليات في شركة (فيسيل بروتيكت) المتخصصة في التأمين ضد مخاطر الحرب البحرية “يبدو أن ما رأيناه في الأسبوع الماضي هو… العودة إلى معايير استهداف منتصف عام 2024، والتي تشمل بشكل أساسي أي سفينة لها صلة ولو بعيدة بإسرائيل”، مضيفا“مع الغموض تأتي المخاطر”.