"فضل صيام الست من شوال: تكملة لبركات رمضان وفرصة للتطهير الروحي"
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
صيام الست من شوال.. صيام الست من شوال مستحب في الإسلام، وهو عبادة تقوم بها بعد عيد الفطر المبارك.
"فضل صيام الست من شوال: تكملة لبركات رمضان وفرصة للتطهير الروحي"فضل صيام الست من شوال:
لله الأوسع والأعلم، ولكن هناك عدة فضائل مذكورة عن صيام الست من شوال في السنة النبوية، منها:
جزاء الصيام: يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر"، مما يعني أنه يحصل على أجر الصيام لعمر كامل.
تكفير السيئات: صيام رمضان والست من شوال يُعتبران كفارة للسيئات التي قبلهما، بشرط أن يكون الصوم متتابعًا.
تطهير النفس: يُعتبر الصيام في شوال استكمالًا للتطهير الروحي والنفسي الذي بدأ في شهر رمضان، ويمكن أن يكون فرصة لزيادة التقوى والقرب من الله.
فرصة للتوبة: بعد شهر رمضان المبارك، يُمكن لصيام الست من شوال أن يكون فرصة للتوبة والاستغفار والعودة إلى الله بعد الاجتهاد في العبادة خلال شهر الصوم.
تلك بعض الفضائل المذكورة عن صيام الست من شوال، وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل هذا الصيام.
"فضل صلاة التراويح: طريق إلى قرب الله وتجديد الروح في شهر رمضان" "استعدادًا لرمضان: فضل وأحكام صيام شهر شعبان"أحاديث عن صيام الست من شوال:
ها هي بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى فضل صيام الست من شوال:
عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله، قل لي عملًا أدخلني الجنة، قال: "عليك بالصوم فإنه لا مثل له"، قلت: فعلى كثيرٍ من الصوم؟ قال: "صوم رمضان، ثم لا تدع صوم شعبان، فإني أكثر أن أدخل وأنا صائم" (رواه الترمذي وأحمد).
عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر" (متفق عليه).
عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت على صيام رمضان صومًا، قال: "فمن أصبح من رمضان حتى يُصلي العيد، ولم يفطر فصومه كصيام الدهر" (رواه النسائي وابن ماجه).
هذه بعض الأحاديث النبوية التي تذكر فضل صيام الست من شوال، وهي تشير إلى الأجر العظيم الذي يناله المؤمنون عند ممارستهم لهذا العمل الصالح.
أدعية مستجابة للست من شوال:
هناك عدة أدعية مستحبة لقراءتها في الست من شوال، منها:
دعاء الإفطار: يمكن قراءة دعاء الإفطار بعد صوم يوم من أيام الست من شوال، وهو "اللهم إني لك صمت وبك آمنت وعلى رزقك أفطرت".
دعاء الشكر: يُمكن قراءة دعاء الشكر والحمد لله بعد إتمام الصوم، وهو "الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة".
دعاء العتق من النار: يُمكن قراءة هذا الدعاء لطلب العتق من النار في هذه الأيام المباركة.
دعاء الرضا بالقضاء: يمكن قراءة هذا الدعاء للتسليم بقضاء الله والرضا به في جميع الأحوال.
هذه بعض الأدعية التي يمكن قراءتها في الست من شوال، ويُمكن أيضًا الدعاء بما يرغب المؤمنون فيه من الخير والبركة والرحمة من الله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شوال
إقرأ أيضاً:
دعاء طلب الرحمة والمغفرة والعتق من الله سبحانه وتعالى
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن دعاء طلب الرحمة والمغفرة والعتق من الله سبحانه وتعالى.
أهمية الرحمة في الشريعة الإسلامية:قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم في "المستدرك".
دعاء سؤال الرحمة
وكتب الدكتور علي جمعة في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، التالي: اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت ، اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
دعاء سؤال الرحمة من العذاب بتلاوة القرآن الكريم
اللهم ارحمنا بالقرآن، واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدًى ورحمة، اللهم ذكّرنا منه ما نُسِّينا، وعلِّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيك عنا،واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين.
الرحمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وكانت الرحمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامةً شاملةً للعالمين جميعًا؛ لا تختص بعرق دون عرق، ولا بلون على لون، ولا بدين عن دين، بل كانت رحمة لكل البشر، وكان يأمر الناس بذلك، ويجعل دخول الجنة موقوفًا على ذلك:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَحِيمٌ»، قلنا: كلُّنا رحيمٌ يا رسول الله، قال: «لَيْسَتِ الرَّحْمَةُ أَنْ يَرْحَمَ أَحَدُكُمْ خَاصَّتَهُ؛ حَتَّى يَرْحَمَ الْعَامَّةَ، وَيَتَوَجَّعَ لِلْعَامَّةِ» رواه عَبدُ بنُ حُمَيد في "مسنده".
الرحمة:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ»، قلنا: يا رسول الله، فكلُّنا رحيمٌ، قال: «لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
ولم تكن هذه الرحمة مجردَ تعاليم نظرية، أو تطلعاتٍ فلسفيةً؛ بل كانت -كسائر خصاله وأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم- منهجَ حياةٍ يدعو إلى السلام والتسامح، وسيرةً سلوكية حيةً ترسِّخ منظومة القيم، وواقعًا تطبيقيًّا يجسِّد مظاهر التعايش الديني.
وجاء ذلك واضحًا جليًّا في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله الكريم مع صبره على أذى المنافقين وعفوه؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِي المَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ. متفق عليه.
أهمية الرحمة
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سهل بن حنيف، وقيس بن سعد رضي الله عنهما قاعدَيْن بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض؛ أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» متفق عليه.
ومن مظاهر رحمته ومسامحته صلى الله عليه وآله وسلم: أن كل معاركه وغزواته لم تكن اعتداءً، بل كانت لردع العدوان وصد الطغيان، ومما يدل على ذلك: حُسن معاملته للأسرى ورفقه بهم، رغم قتالهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإرادتهم قتله صلى الله عليه وآله وسلم وقتلَ مَن معه مِن المسلمين؛ فحافظ بذلك على كرامة الإنسان في الحرب كما حافظ عليها في السِّلم، حتى جعل الإسلامُ إطعامَ الأسير من أقرب القربات، الواقية من الشرور والآفات، وذلك امتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ [الإنسان: 8-11].
فلما أطلق النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمامة بن أثال رضي الله عنه وأسلم وحَسُنَ إسلامُه، ثم خرج معتمرًا، فلما قدم مكة، قالوا: أصبوت يا ثمام؟ فقال: لا، ولكني اتبعت خير الدين، دين محمد، ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئًا، وأخذ الله قريشًا بالقحط والجوع حتى أكلوا الميتة والكلاب، فقال له أبو سفيان: أنشدك الله والرحم! فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الميرة-أي الطَّعامَ من الحبِّ والقوت وما يدخره الإنسان-، ففعل.