دريان تسلم من عيتاني نسخة عن مقترحات الرؤساء السابقين لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية لحل مشكلة الاستشفاء
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، عميد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية النائب السابق محمد الأمين عيتاني الذي سلمه نسخة عن المقترحات التي أعدّها مع الرؤساء السابقين للإتحاد، رياض الحلبي، محمد خالد سنو زمحمد عفيف يموت، والتي تناولت مشكلة المستشفيات التي ترفض إدخال المرضى قبل استيفاء قيمة العلاج المقدرة، مما يشكل عبئا إضافيا على كاهل العائلات في هذا الزمن العصيب، وقد ابدى المفتي اهتماما زائدا بهذه القضية الآنسانية ووعد بمتابعتها.
ومما جاء في هذه المقترحات: "من المؤكد أن جميع المهتمين بالشأن العام يدركون مدى اهتمام سماحتكم بأمور المنسيين من فقراء ومهمشين، ويقدرون الجهد الذي تبذلونه لتعزيز صندوق الزكاة وتفعيل تقديماته ليتمكن مع بعض الجمعيات الأهلية والعائلية التي لا تزال قادرة على العطاء، من تشكيل طليعة تعمل على التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بعد أن تراجعت الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة (ضمان اجتماعي – وزارة الصحة – تعاونية موظفي الدولة .....) عن القيام بواجباتها، نظراً لضآلة الاعتمادات المرصودة لهذه الغاية، أو نفاذها وتُرك المحتاج وحيدا تتقاذفه الأحزان في سباق غير متكافئ في مجاليّ التعليم والأستشفاء. كما انها اضافت مشكلة جديدة على المشاكل التي تعاني منها كافة العائلات اللبنانية.
لقد عمدت أغلب المستشفيات مؤخراً إلى الامتناع عن استقبال المرضى قبل استيفاء نسبة معينة من كلفة العلاج المقدرة، غالباً ما يفوق قدرات اهل المريض ويدفعهم الى طلب المعونة من الجمعيات المعنية بهذا الأمر. لكنه يولد لدى المرضى شعورا بالغصة من هدر كراماتهم على أعتاب الحاجة والفقر.
إنه نداء ندعو فيه المستشفيات لأن تخفف من غلوائها وتكتفي بالحد الذي يضمن حقوقهــا واستمــراريتها، وأن يعمـــد صنــدوق الزكــاة، بعد تفعيله، على إدارة غرفة للتقديمات الصحية تضم ممثلين عن الجمعيات التي وافقت على الأشتراك بهذه الخدمة، بحيث توفر على المريض وعائلته مشقـة التنقل بين جمعية وأخرى لجمع ما يمكّنه من دخول المستشفى، في الوقت الذي تساهم فيه كل جمعية من جمعيات الغرفة بتقديم ما ترغب بتقديمه في كل حالة ويقوم الصندوق بتغطية الفرق إذا توفّر له الأعتمادات الكافية. أمام هذا الوضع الأليم فاننا نشعر بأنه آن الأوان القيادات السياسية أن تُدرك مدى الإحباط الذي أصاب اللبنانيين جراء المناكفات السياسية التي ابقت البلد في مهب حرب حقيقية تجري على بُعد اميال من حدودنا دون ان تُحرك ضمير الغيارى، فيعزفون عن مناكفات غيبت انتخاب رئيس جمهورية، وغيبت بالتالي خدمات اساسية قادرة على دعم صمود الوطن والمواطن. فوطن من غير مواطن مستقر يغدو لعبة الأمم".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المونة.. تقليد تتوارثه الأسر جيلاً بعد آخر
دمشق-سانا
مع مجيء فصل الصيف وتوافر الخضار بموسمها كـ”البازلاء والفول والبامية والملوخية وورق العنب” في الأسواق؛ يتوجه السوريون مباشرة إلى ”المونة” ويبدؤون تخزين هذه المنتجات الزراعية بعدة طرق، لحفظها لأطول فترة ممكنة واستخدامها في الشتاء.
وتختلف طرق التخزين من أسرة إلى أخرى، “كالتيبيس” أي التجفيف، و”التفريز” في البراد، أو “التشريش” وهو الحفظ بالماء والملح أو حفظها في مرطبانات زجاجية محكمة الإغلاق، وفي المقابل تفضل بعض الأسر عدم اللجوء إلى تموين الخضراوات؛ لوجودها في كل أوقات السنة سواء طازجة أو مخزنة في المحال والمولات.
الجدة وفيقة عربش حرصت على الاستمرار بما ورثته من والدتها من عادات وتقاليد كل صيف على مدى 50 عاماً بتيبيس الفول والبازلاء والبامية والملوخية، كون هذه العملية من أسهل الطرق وأكثرها صحة فهي لا تحتاج إلى مواد حافظة، ونضمن بقاءها طوال العام بلا هدر.
أما السيدة وعد الملحان فلجأت إلى وضع الفول والبازلاء ضمن المرطبانات الزجاجية بعد غليها بالماء والملح والسكر، إضافة إلى حفظ ورق العنب بالماء والملح، وذلك بعد أن خسرت مونتها التي كانت تحتفظ بها عادة في البراد جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال فترة الأزمة.
من جهتها، السيدة انتصار الحاج علي فضلت طريقة تفريز جميع أنواع الخضار لتكون بمتناول يدها في كل الأوقات ما يسهل عليها عملية الطهو بشكل مباشر، ولا سيما بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية في منزلها التي وفرت الكهرباء على مدار اليوم.
رئيس مجلس جمعية العادة الأصيلة للتراث عدنان تنبكجي؛ أوضح أن مشهد اجتماع العائلات بصغيرها وكبيرها للمساهمة في فصفصة الفول والبازلاء طبع بذاكرة السوريين في هذا التوقيت من كل عام، لافتاً إلى أن زيادة إقبال الأسر حاليا على المونة يعود إلى انخفاض الأسعار عن العام الماضي.
وأشار تنبكجي إلى أن بعض العائلات تستمر بعادة المونة في المنزل لاعتقادهم بأنها الأفضل والأقل تكلفة، رغم دخول شركات إنتاج في هذا المجال على الأسواق السورية، وطرح منتجاتها في جميع أوقات العام.