هنية يعرض شروط المقاومة لعقد صفقة التبادل مع إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية أن المقاومة لن ترضى بأقل من وقف كامل للعدوان وانسحاب الاحتلال خارج قطاع غزة ورفع الحصار وتوفير مأوى للنازحين.
وأضاف هنية أن الحركة تتعامل بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع المفاوضات الجارية ولن تفرط بتضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازات مقاومته.
وتابع بالقول إن "تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم عبرها الإفراج عن أسرانا خصوصا القدامى من أهداف المفاوضات ولا يمكن القفز عن ذلك".
وأوضح هنية أن حماس استجابت بمسؤولية عالية وإيجابية للوسطاء من أجل وقف العدوان على الفلسطينيين وإنهاء الحصار.
في سياق مواز، قال موقع القناة الإسرائيلية 13 إنه من المتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي الأسبوع المقبل إلى قطر، بهدف مناقشة التوصل الى صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبحسب المصدر ذاته، من المتوقع أن يتم منح الوفد تفويضا محددا لصياغة الرد على مطالب حماس أمام الوسطاء، وفقا للظروف التي ستطرأ في المفاوضات.
وفي موضوع الخلاف بين أعضاء مجلس وزراء الحرب، كشفت قالت هيئة البث الإسرائيلية أن توترا كبيرا ساد الاجتماع وزراء الذي عقد قبل يومين.
فقد هدد عضوا حكومة الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل حكومة الحرب إذا استمر في اتخاذ قرارات منفردة بشأن مفاوضات الرهائن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن وزير الدفاع يوآف غالانت أيضا عبّر عن استيائه إزاء قرار نتنياهو عدم إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة.
بايدن ونتنياهو
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه حث نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق النار للتمكن من إطلاق سراح الأسرى.
وأعرب بايدن عن أمله في عدم تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في منطقة رفح جنوبي غزة.
بدوره، حذّر جيسون كرو عضو لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات في مجلس النواب الأميركي من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيعرقل صفقة الرهائن المرتقبة.
وطالب جيسون كرو الرئيس بايدن بأن يكون أكثر حزما مع نتنياهو، قائلا إن الهجوم على رفح سيجعل الوضع صعبا بالنسبة للأمن القومي الأميركي في المنطقة.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلت عن مسؤولين أميركيين أن العملية المكثفة في رفح قد تكون بمثابة ضربة حاسمة للعلاقة المتدهورة بين إسرائيل وإدارة بايدن.
ونقلت عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك أن الرئيس بايدن يعرف من تجربته الطويلة أن نتنياهو سيضع بقاءه السياسي فوق مصالح إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبراء: نتنياهو سيقبل بصفقة مؤقتة لأنه بدأ تفريغ غزة عمليا
يعتقد خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول إثبات أنه ليس تابعا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك من خلال التفاوض تحت النار وصولا إلى صفقة بشروطه تجعله قادرا على مواصلة تهجير سكان قطاع غزة.
فقد أبدى نتنياهو مؤخرا بعض المرونة في المفاوضات التي تجري بينما قواته تواصل إزالة ما تبقى من مباني القطاع تمهيدا لتهجير سكان الشمال والوسط إلى الجنوب.
ولم يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي جولة جديدة من المفاوضات لكنه أيضا حدد لها مسارا لا يسمح لها بالتوصل لصفقة ما لم تكن بشروطه التي تخدم خطة السيطرة الكاملة على القطاع في نهاية المطاف.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد بدأ الجيش بالفعل توسيع العملية العسكرية وفق خطة "عربات غدعون"، التي تقوم على القصف الجوي العنيف والبقاء في المناطق التي تتم السيطرة عليها.
في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الحكومة تواجه 24 ساعة حاسمة في المفاوضات، وأنه ربما يتم التوصل لصفقة خلال الساعات المقبلة. كما قالت قناة "كان" إن جولة المفاوضات المرتقبة ستجري من دون شروط مسبقة من الطرفين.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء السبت إنه بحث مع نتنياهو جهود إطلاق سراح الأسرى، وهو ما يشي بقرب التوصل لاتفاق فعلي، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
إعلانلكن مكي أكد -خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"- أن التنصل الإسرائيلي الدائم من كل اتفاق هو المشكلة التي ستواجه أي صفقة، لأن الضمانة الأميركية لم تحم الاتفاق السابق.
المقاومة في وضع صعب
ومع ذلك، يعتقد مكي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أصبحت في وضع أكثر صعوبة لأن الجميع يضغط عليها ولا أحد يضغط على إسرائيل"، ومن ثم "فإن تضحية المقاومة بنفسها مقابل عدم تفريغ القطاع من سكانه، سيكون نجاحا كبيرا"، برأيه.
ورغم صعوبة هذا الطرح، إلا أن مكي يعتقد أن حماس "تتعرض لضغوط عسكرية وإنسانية في القطاع إلى جانب ضغوط أميركية وعربية، تجعل خياراتها محدودة، فضلا عن أن المقاومة ستتولد مجددا وبشكل أعنف، بينما سكان القطاع لن يعودوا مجددا لو تم تهجيرهم".
لذلك، يعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة أن الهدف الرئيسي لحماس حاليا إفشال خطة التهجير التي بدأت إسرائيل تنفيذها عمليا على الأرض، بينما ترامب لم يرد إنهاء هذا الملف.
وخلص مكي إلى أن إسرائيل تعرف منذ سنوات طويلة أنها لن تسيطر على غزة عسكريا أبدا، ومن ثم فقد قررت تفريغه من سكانه، مستغلة عدم فعل العالم شيئا.
وبالفعل، قام جيش الاحتلال بهدم ألف بيت في شمال القطاع وهجّر نحو 300 ألف فلسطيني من المنطقة خلال يومين، حسب ما أكده مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، أن هذا التصعيد العسكري تزامنا مع المفاوضات، تعكس رغبة نتنياهو في إيصال رسالة مفادها أنه ليس تابعا لترامب، وأنه سيتفاوض تحت النار، لكي يصل إلى اتفاق بشروطه.
ويجزم مصطفى بأن نتنياهو يريد هدنة مؤقتة في الوقت الراهن حتى لو لزم الأمر مرونة في بعض النقاط الخلافية طالما أنه لن يلتزم بإنهاء الحرب، لأن هذه الصفقة ستخفف عنه ضغطا داخليا وخارجيا، وستمنحه فرصة الانطلاق مجددا لإتمام عملية التهجير.
إعلانوالسبب في احتمالية التوصل لاتفاق هذه المرة -برأي مصطفى- أن نتنياهو يدرك جيدا أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأسرى الأحياء، وهذا ما يجعله متمسكا باستعادة نصفهم على الأقل ثمنا لهدنة مؤقتة حتى لو كانت ستصل إلى شهرين.
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن التوصل لصفقة تعيد 10 أسرى إسرائيليين أو أكثر سيكون إنجازا كبيرا لنتنياهو، الذي أصبح المتحكم الفعلي في الحرب والمفاوضات بعد التخلص من كل خصومه السياسيين والعسكريين.
أما من الناحية العسكرية، فإن توسيع العمليات الذي بدأته إسرائيل يقوم على عدم الانسحاب من المناطق التي ستتم السيطرة عليها مع إقامة بنى تحتية فيها، كما يقول العميد إلياس حنا.
ويخطط الاحتلال من خلال هذه العملية إلى ترحيل سكان الشمال والوسط أيضا إلى الجنوب في الوقت الذي يتم التفاوض فيه على وقف لإطلاق النار، وهذا يعني أن نتنياهو يتفاوض على واقع بينما هو يقوم بتغييره على الأرض، برأي حنا.
وتشي الخطة الجديدة -برأي حنا- بوجود قواعد اشتباك جديدة مما يعني أن المقاومة لم يعد أمامها سوى خيار القتال لأن تسليم السلاح يعني انتهاءها تماما، وهذا ما يدفعها لمحاولة استغلال ورقة الأسرى الأحياء لفرض واقع جديد.
وفي كل الحالات، فإن تقليص مساحة تحرك المقاومة من خلال التدمير ونقل السكان، يعني أن المواجهة المقبلة ستكون عنيفة جدا لأن الاحتلال يستهدف القضاء حتى على المقاتلين وتدمير الأنفاق، كما يقول الخبير العسكري.