دراسة: رؤى جديدة لدور الغابات المعقد تجاه المناخ ودورة المياه
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
قام فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة ستوكهولم بتقديم رؤى جديدة عن الدور المعقد الذي تلعبه الغابات في النظام المناخي ودورة المياه، وذلك باستخدام نماذج المحاكاة الحاسوبية المناخية، وهي برامج حاسوب تستخدم معادلات حسابية للتنبؤ بتأثير التغير المناخي، وتحدد كيف يؤثر كل من الجو والماء والأرض والكائنات الحية والطاقة الشمسية على بعضها البعض وعلى المناخ.
ويسلط البحث -الذي شارك فيه علماء من 11 مؤسسة من خمس دول بما في ذلك السويد والمملكة المتحدة وفنلندا وألمانيا والبرازيل- الضوء على العلاقة المعقدة بين الغابات وانبعاث الغازات العضوية منها، وتشكيل السحب العاكسة التي يمكن أن تؤثر على درجات الحرارة العالمية.
من ناحية أخرى، وصف موقع لايف تكنولوجي الدراسة التي نشرتها دورية نتشر كومنيكيشنز، بأنها تؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه الغابات في الحفاظ على مناخ مستقر وتأمين واستقرار دورة المياه، لا سيما وأن المجتمع الدولي يسعى جاهدا للتصدي لتحديات تغير المناخ وندرة المياه، وبالتالي من الضروري تسخير قوة الطبيعة لمكافحة تغير المناخ وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
ووفقا لموقع الأمم المتحدة، فإن الغابات هي مجموعة من الأشجار تغطي أكثر من 30% من أراضي العالم، وتشكل موطنا لنحو 80% من التنوع البيولوجي على الأرض، كما تضم ما يزيد على 60 ألف نوع من الأشجار، إضافة إلى مجموعة متنوعة من النباتات مثل الأعشاب والشجيرات، وذلك بحسب مناخ المنطقة، كما تشمل الغابات على مكونات أخرى مثل البحيرات والبرك والتربة والصخور وغيرها.
ومن المعروف أن نمو النباتات يكون بواسطة عملية التمثيل الضوئي التي تعتبر مصدر الغذاء الأساسي لجميع الكائنات الحية، ومنها البشر وجميع الحيوانات على وجه الأرض تقريبا. وبناء على هذه العملية، فان الغابات تسهم في تقليل تلوث الهواء والتقليل من حرارة الجو، حيث تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في أخشابها في عملية تُسمى "حبس الكربون"، وبالتالي تسهم في التخفيف من تركيز غازات الاحتباس الحراري في الجو، وهذا ما تؤكده أيضا الدراسة التي قام بها الباحثون الدوليون بقيادة جامعة ستوكهولم والتي ذكرت في بيانها أن الغابات تلعب دورا محوريا في تخزين الكربون ودورة المياه، وذلك على الرغم من أن النطاق الكامل لتأثيرها لا يزال يتعين فهمه كاملا.
ومن جانب آخر يقول موقع الأمم المتحدة إن أشجار الغابات تساعد في خفض درجة حرارة الهواء لأنها تحجب بعض أشعة الشمس، مما يزيد الشعور بالبرودة والانتعاش، خصوصا عند تبخر الماء عن سطح أوراق الشجر.
وبحسب البيان الصادر من جامعة ستوكهولم المنشور في موقع فيز أورغ، يتمثل الجانب الفريد لهذه الدراسة في تركيزها على الغابات الشمالية والاستوائية والتي تشكل 27% و45% من مساحة الغابات على الأرض على التوالي، وتختلف في انبعاثاتها وعمليات تكوين السحب، مما يؤدي إلى تأثيرات متباينة على حلقة ردود الفعل من الغابات والسحب والمناخ.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة سارة بليشنر عالمة ما بعد الدكتوراه في قسم العلوم البيئية في جامعة ستوكهولم: "هذه الدراسة تَستخدم بيانات طويلة المدى من بيئات الغابات المتنوعة في فنلندا والبرازيل، وهذه هي المرة الأولى التي تُقدم فيها أدلة رصدية لهذه التفاعلات في الغابات الاستوائية المطيرة".
ويقول البيان الصادر من جامعة ستوكهولم، إن الدراسة أكدت في نتائجها أن الغابات تعمل كمنظّم طبيعي للمناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي، والتي تساعد في التخفيف من آثار انبعاثات الغازات الدفيئة وتقلل من التركيز الإجمالي لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي تعمل على مكافحة تغير المناخ.
ومن ناحية أخرى بينت نتائج الدراسة أيضا أن الغابات تلعب دورا حيويا في دورة المياه، حيث تعمل الأشجار كمضخات طبيعية، إذ إنها تسحب المياه من الأرض وتطلقها في الغلاف الجوي من خلال عملية تسمى النتح، وتسهم هذه الرطوبة اثناء السحب في هطول الأمطار، مما يضمن إمدادات مستدامة من المياه العذبة.
ولكن ورغم النتائج التي توصلت لها الدراسة في إظهار الدور الذي تلعبه الغابات في التخفيف من آثار التغير المناخي وفي المساعدة على ضخ المياه الى الأرض، فإنها أكدت في الوقت نفسه أنها كانت بحاجة إلى نماذج مناخية محسنة لتمثيل هذه التفاعلات المعقدة بدقة.
وفي هذا الصدد تقول سارة بليشنر: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن النماذج الحالية قد تقلل من تأثير الغابات على تكوين السحب والمناخ، خاصة في المناطق الاستوائية، وهو أمر بالغ الأهمية بسبب الكمية الكبيرة من الإشعاع الشمسي الذي تتلقاه هذه المناطق عند خطوط العرض هذه".
كما أكدت الدراسة في توصياتها على أهمية ممارسات الإدارة المستدامة للغابات، ومن خلال تنفيذ تقنيات مسؤولة لقطع الأشجار وتعزيز جهود إعادة التشجير، يمكننا تعزيز قدرة الغابات على الصمود وتعظيم تأثيرها الإيجابي على دورات المناخ والمياه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکسید الکربون الغلاف الجوی دورة المیاه الغابات على التی ت
إقرأ أيضاً:
دراسة: اللافقاريات باتت ملوثة بجزيئات البلاستيك
كشفت دراسة حديثة أن التلوث البلاستيكي وصل إلى الحشرات واللافقاريات الموجودة في قاعدة السلاسل الغذائية الأرضية، مما يثير مخاوف جديدة بشأن التأثير طويل الأمد على الحياة البرية، وعلى الصحة والتنوع البيولوجي.
وحسب دراسة جديدة أجرتها جامعتا ساسكس وإكستر في بريطانيا، اكتشف باحثون لأول مرة جزيئات بلاستيكية في معدة الخنافس والرخويات والقواقع وديدان الأرض، حيث تنتقل الملوثات عبر السلسلة الغذائية إلى الطيور والثدييات والزواحف.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صناعة الملابس.. بصمة كربونية تفوق قطاعي الشحن والطيرانlist 2 of 4"إعادة التدوير المتقدمة" حل بيئي أم حيلة تسويقية بارعةlist 3 of 4دراسة: تلوث البلاستيك يؤثر على ذاكرة النحل وعسلهlist 4 of 4ما يمكنك أن تعرفه عن البلاستيك الدقيق ومخاطرهend of listوشملت الدراسة، التي وصفت بأنها الأكثر شمولا من نوعها تحليل أكثر من 580 عينة من اللافقاريات من 51 موقعًا في جميع أنحاء منطقة ساسكس في المملكة المتحدة.
وحسب الدراسة، تم اكتشاف جزيئات البلاستيك الدقيقة فيما يقرب من 12% من العينات، حيث أظهرت ديدان الأرض أعلى معدل تلوث بنسبة 30%، تليها الرخويات والقواقع بنسبة 24%، وكان البوليستر، الذي يتساقط عادة من الملابس، هو النوع البلاستيكي الأكثر اكتشافا.
وقالت البروفيسورة فيونا ماثيوز، عالمة الأحياء البيئية بجامعة ساسكس "إن المواد البلاستيكية الدقيقة أصبحت الآن موجودة في كل مكان على كل مستوى من مستويات شبكة الغذاء التي تتكون من جميع سلاسل الغذاء في النظام البيئي".
إعلانمن جهتها قالت الباحثة الرئيسية إيميلي ثريفت، من جامعة ساسكس، إن النتائج كانت مفاجئة ومثيرة للقلق العميق، مشيرة إلى أن "هذه هي الدراسة الأولى التي وجدت أن البلاستيك يظهر بشكل مستمر في مجتمع كامل من اللافقاريات الأرضية".
وتم العثور سابقا على أنواع مماثلة من البلاستيك في رئات الطيور وبراز القنافذ، ويبدو أنها تدخل في النظام الغذائي للطيور والثدييات والزواحف من خلال فرائسها اللافقارية".
وحذر فريق البحث من أن التلوث البلاستيكي لا ينبغي أن يُنظر إليه بعد الآن على أنه قضية بحرية فحسب، مؤكدا أن المواد الكيميائية المنبعثة من تحلل البلاستيك في التربة تشكل مخاطر جدية على التنوع البيولوجي، حيث ربطت دراسات سابقة بين تناول البلاستيك وتوقف النمو وتلف الأعضاء وانخفاض الخصوبة لدى الحيوانات.
وقالت البروفيسورة تامارا جالواي، من جامعة إكستر، والمؤلفة المشاركة للدراسة: "لتقليل امتصاص المواد البلاستيكية الدقيقة في شبكة الغذاء، يتعين علينا أولا أن نفهم كيف تصل إلى هناك، مشيرة إلى أن الدراسة "تشكل خطوة أولى حاسمة لفهم هذه العملية وعواقبها على الحياة البرية".
من جهته، قالت البروفيسورة فيونا ماثيوز إن التركيز كان في كثير من الأحيان على البلاستيك في "النفايات المرئية، لكن هناك الآن حاجة ملحة لفهم كيفية تأثير أنواع مختلفة من البلاستيك على النظم البيئية، واتخاذ خطوات للحد من إطلاقها في البيئة".
وأكد الباحثون أن عملهم، الذي شمل 6 مجموعات من اللافقاريات و4 مستويات من السلسلة الغذائية، يسلط الضوء على الحاجة إلى مراقبة بيئية أوسع وتدابير أقوى للحد من التلوث البلاستيكي.
ويخشى العلماء أن تكون السلسلة الغذائية بأكملها ملوثة بالمواد الكيميائية التي تهدد الحيوانات والبشر. وكانت دراسات سابقة قد أكدت وصول جزيئات البلاستيك الناجمة عن تحلل النفايات البلاستيكية إلى قلوب وأدمغة البشر.
إعلانوقدر باحثون أن الإنسان يتناول نحو 5 غرامات أسبوعيا من جزيئات البلاستيك عبر الهواء ومياه الشرب والأطعمة، وهو ما يسبب أمراضا مختلفة، وفق الأبحاث.