تفاصيل ضربات أميركية ضد مسيّرة تحت الماء استخدمها الحوثي لأول مرة لضرب السفن
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها في البحر الأحمر نفذت 5 ضربات بنجاح، لإحباط هجمات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، فيما تبدأ اليوم الاثنين المهمة الأوروبية بقيادة اليونان لحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي وافقت في وقت سابق على خطة "أسبيدس" أو "الحارس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدةً أنها عملية دفاعية بحتة.
وفي التفاصيل، أعلنت واشنطن، الأحد، أن قواتها في البحر الأحمر "نفذت خمس ضربات بنجاح في إجراء للدفاع عن النفس" لإحباط هجمات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وقال الجيش الأميركي إن الضربات نفذت في الساعة الثالثة والثامنة مساء بتوقيت صنعاء (12:00 و17:00 غرينتش)، وهي جزء من سلسلة إجراءات اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحوثيين، بهدف وقف هجماتهم المتكررة في الممرات الملاحية في البحر الأحمر.
وأوردت القيادة المركزية العسكرية الأميركية "سنتكوم" في بيان أن الضربات شملت إحباط "أول استخدام ملحوظ من الحوثيين لمركبة تحت الماء غير مأهولة منذ بدء الهجمات" في أكتوبر. كما استهدفت زورقا مسيّرا، وكان استخدام زوارق مماثلة نادرا نسبيا.
وأضاف البيان أن الضربات الثلاث الأخرى استهدفت صواريخ كروز مضادة للسفن.
وتابع: "حددت القيادة المركزية الأميركية صواريخ كروز المضادة للسفن، والسفينتين واحدة تحت الماء والأخرى السطحية غير المأهولتين، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة"، مشيرا إلى أن الضربات هدفها "جعل المياه الدولية محمية وأكثر أمانا".
وردت القوات الأميركية والبريطانية بشن ضربات ضد مواقع لهم، وأعلن الحوثيون مذاك أن مصالح البلدين صارت أهدافا مشروعة.
وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى ارتفاع كلفة التأمين لشركات الشحن، ما أجبر العديد منها على تجنب البحر الأحمر، وهو طريق حيوي تمر عبره عادة حوالي 12% من التجارة البحرية العالمية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب
في تطور يكشف حجم اليأس والإحباط، أقدم العدو الإسرائيلي على استخدام سلاح البحرية في عدوان مباشر على ميناء الحديدة، بعد أن أثبت سلاح الطيران فشله الذريع في إخضاع اليمن وكسر إرادته.. وهذا التحول ليس تصعيدًا نوعيًا بقدر ما هو اعتراف صريح بالعجز في الجو، ومحاولة أخيرة بائسة للالتفاف على صمود لا يُكسر.. ولكن كما خابت طائراتهم، ستغرق سفنهم في وهم السيطرة، فاليمن اليوم ليس فقط مستعدًا للمواجهة، بل ماضٍ في معركة الوعي والثبات حتى كنس العدوان والانتصار للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى في قلب كل يمني حر.
العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة ليس إلا فصلًا جديدًا من سلسلة الفشل المتواصل لكيان غاصب لم يعد يملك من القوة إلا ضجيج السلاح، ولا من الهيبة إلا ما تصنعه الشاشات. بعد أن انكسر طيران العدوان على صخرة الصمود اليمني، وبعد أن عجزت غارات الأعداء الصهاينة عن إخضاع الإرادة الحرة، لجأوا إلى البحر، ظنًّا منهم أن الموج أضعف من الجبال، وأن الموانئ أسهل من السماء، لكنهم نسوا أو تجاهلوا أن اليمن لا يُؤخذ من الجو، ولا يُركع من البحر، ولا يُساوم على الأرض ولا على المبدأ.
لقد فشل العدوان الإسرائيلي، وسيفشل في كل مرة يظن فيها أن اليمن ساحة مفتوحة لتجريب أدوات القتل، لا البحر ولا الجو سيمنحه نصرًا، ولا كل حلفائه سيمنحونه شرعية، اليمن اليوم أقوى مما يظن، وأكثر وعيًا مما يتخيل، وأشد تصميمًا على كسر كل عدوان، مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، والحديدة التي أراد الأعداء أن يجعلوها بوابة لفرض الحصار، ستكون بوابة لسقوط وهمهم العسكري، ونقطة تحول جديدة في ميزان الردع الإقليمي.
اليمن ليس دولة عابرة، أو شعبًا يمكن عزل بوصلته، هذا الشعب، الذي تحمل الحصار والحرب والمؤامرات، لم يتزحزح يومًا عن موقعه الأصيل في خندق فلسطين. لم تبعده الجراح، ولم تشغله المعارك، ولم تثنه الضغوط، اليمن لا يخذل القدس، ولا يتخلى عن غزة، ولا يصافح قتلة الأطفال في نابلس وجنين، فلسطين ليست مجرد قضية في الوجدان اليمني، بل عهد تاريخي وواجب إيماني وثابت لا يُمَسّ، ولو اجتمع العالم على تغييره.
من يراهن على أن العدوان سيجعل اليمن يراجع مواقفه من القضية الفلسطينية فهو واهم، ومن يعتقد أن القصف سيجبره على الصمت، لا يعرف شيئًا عن شعب لا يعرف الركوع، اليمن لا يباع، ولا يُبتز، ولا يُهدد، وميناء الحديدة سيبقى شامخًا، كما بقيت، صنعاء، وحجة، والجوف، والحديدة، وكل مدن اليمن التي لم تنحنِ لقصف ولا حصار.
العدوان الإسرائيلي فشل وسيفشل، لأن ما يواجهه في اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل وعي عربي أصيل بدأ يستعيد أنفاسه من أقصى اليمن حتى أقصى فلسطين، اليمن باقٍ، وفلسطين في قلبه، ومن يعتقد أن القنابل تستطيع تغيير الحقائق، فليقرأ تاريخ الشعوب الحرة، بل ليقرأ تاريخ اليمن.