في جنوب بحر قزوين وعلى بعد 100 كيلومتر من العاصمة طهران، تقع قلعة ألموت، وهو اسم مرعب لمكان تدور حوله الألغاز والأساطير التي جمعت بين الحقيقة والخيال؛ وسميت بـ«قلعة النسور» أو «الحشاشين» وكانت وكر العقاب؛ خرج اسم القلعة للنور من جديد مع إعلانات الشركة المتحدة لمسلسل الحشاشين التاريخي؛ الذي دخل به الفنان كريم عبد العزيز السباق الرمضاني بدور زعيمهم حسن الصباح، لتدور في أذهان الناس الكثير من الأسئلة لعل أهمها كيف انهارت قلعة ألموت مقر حكم الحشاشين؟؛ وماذا ينتظر كريم عبد العزيز وفق ما ذكرت الرواية «ألموت» الشهيرة للكاتب فلاديمير بارتول، وموقع «iran safar».

كيف انهارت قلعة ألموت مقر حكم الحشاشين؟

ظهرت قلعة ألموت بوضوح في تتر مسلسل الحشاشين بطولة الفنان عبد العزيز، في حالة من تشويق المتابعين للمسلس التاريخي الذي يروي ما حدث للطائفة الأكثر دموية، وفي الأحداث ينتظر المتابعون أحداث مفاجأة لعل أبرزها انهيار وكر الحشاشين، وسميت القلعة بـ أليه أموت وتعني عش النسر، وأليه تعني النسر وعموت تعني العش، ولأن أعشاش النسر في الأماكن المرتفعة أطلقوا على القلعة هذا الاسم. 

وعلى مر التاريخ، تسببت العديد من الأنشطة والأحداث في تدمير هذا المبنى التاريخي والمحصن، إذ تغيرت حظوظ القلعة خلال الغزو المغولي في القرن الثالث عشر، وفي ستينيات القرن الثاني عشر، غزا هولاكو خان ​​مدينة ألموت وأحرق مكتبتها؛ على الرغم من دفاعاتها المرنة، سقطت قلعة ألموت في نهاية المطاف في أيدي القوات المغولية، مما أدى إلى تدمير جزء من هذه القلعة ومن ثم تحويلها إلى مكان للمنفى.

وفي الوقت نفسه، قام أتباع الطائفة الإسماعيلية، الذين كانوا لا يزالون منخرطين في الأنشطة السياسية والعسكرية باحتلال الحصن مرة أخرى؛ وبطبيعة الحال، استمر هذا الاحتلال لفترة قصيرة، وخلال عصر الإمبراطورية الصفوية أُجريت تغييرات في القلعة وإجراء إنشاءات في بعض أجزائها لإنشاء سجن حكومي آمن.

في عهد القاجار، وبسبب إهمال الحكومة، تم تدمير أجزاء مهمة من هذه القلعة، التي طالما اعتبرها بعض الناس بمثابة ملجأ للكنوز، وأدت الحفريات غير القانونية إلى تدمير بعض ما تبقى منها مع مرور الوقت، حتى التخلي عن القلعة وتركها إلى الطبيعة، ومع ذلك، لم يتم نسيان تراث قلعة ألموت، وفي السنوات الأخيرة، تم إعادة اكتشافها كموقع تاريخي وأثري ذو أهمية كبيرة.

ماذا يحدث لـ حسن الصباح في قلعة ألموت قبل انهيارها؟

انتقلت العديد من القصص والأساطير حول أسرار قلعة ألموت إلى الجيل الحالي وأقربها للواقع، والتي وردت في بعض الكتب التاريخية، هي قصة «أصدقاء المدرسة الثلاثة»، المستوحاة من قصة إدوارد فيتزجيرالد (1809 – 1883)، كاتب وشاعر إنجليزي، أما حسن صباح نفسه فهو شخصية غامضة وغريبة جدا في تاريخ إيران والإسلام؛ فهو من أنشأ الطائفة التي أطلق عليها أول منظمة إرهابية في العالم، ويجسد شخصيته الفنان كريم عبد العزيز في مسلسله الجديد«الحشاشين».

وخلال أحداث المسلسل ينتظر كريم عبدالعزيز الكثير من المفاجآت، لعل أبرزها أنهيار حصنه المنيع، قلعة ألموت، التي استولى عليها بطل الحكاية الحقيقية حسن الصباح في نهاية عام 1090 عندما اختار قلعة آلموت في منطقة رودبار؛ وكانت ألموت في ذلك الوقت في يد حاكم اسمه مهدي علوي، أرسل حسن بعض دعاته المهرة إلى تلك المنطقة لدعوة الناس إلى المذهب الإسماعيلي كما دعا الإسماعيليين من مناطق مختلفة واسكنهم في نفس المنطقة، ودخل القلعة سراً ليلة 4 سبتمبر 1090 متنكراً في هيئة معلم، وبدأ بتعليم أطفال حراس القلعة، وبهذه الطريقة، انضم العديد من الحراس إلى الديانة الإسماعيلية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قلعة ألموت قلعة الموت كريم عبد العزيز الحشاشين عبد العزیز کریم عبد

إقرأ أيضاً:

"عائلة شمس"... سيمون تُحيي شمس الأمل من قلب الزلزال

 

في زمن تتسارع فيه الخطى وتتداخل فيه الأصوات وتختلط فيه الملامح، يبقى للفن الصادق بصمته الخاصة… الفن اللي بيخرج من وجع حقيقي، وتجربة صادقة، ومشوار طويل محفوف بالتعب والصبر والوعي. منشور بسيط كتبته الفنانة سيمون على صفحتها الرسمية، يمكن يكون مرّ على البعض مرور الكرام، لكنه في الحقيقة يحمل أبعاد أعمق بكثير من مجرد استعادة ذكرى فنية. منشور عن "عائلة شمس"، ذلك المسلسل الذي مرّ مرور الكبار، وعَبَر بأفكار ومفاهيم إنسانية وفنية لا تموت.

بسطر واحد، قالت سيمون: "من أجمل أدواري والمعاني والأفكار اللي داخل المسلسل… الإصرار على النجاح رغم الزلزال وتوابعه."
ومن هنا تبدأ الحكاية.




 

بين الزلزال والمعجزة... وُلدت شمس

في مسلسل "عائلة شمس"، جسدت الفنانة سيمون شخصية تُعد من أكثر الشخصيات عمقًا وتركيبًا على المستوى الإنساني والفني: فتاة مصرية تُدعى شمس، يضربها الزمان بكل قسوته، تمرّ بكارثة الزلزال، بكل ما يحمل من معانٍ مادية ونفسية، لكنّها ترفض أن تكون ضحية. تقف من تحت الركام، تحوّل الفقدان إلى دافع، وتحوّل الرعب إلى شجاعة، لتشق طريقها نحو قمة النجاح العلمي، وتصبح أول طبيبة مصرية متخصصة في جراحة المخ والأعصاب، بل وتسافر للخارج، تُكمل تعليمها، وتعود أقوى مما كانت.

الحكاية دي مش مجرد خط درامي تقليدي، لكنها إسقاط عميق على واقع عاشه ملايين المصريين بعد زلزال 1992، لما فقدت البيوت استقرارها، والناس فقدت أمانها، وكتير فقدوا أحلامهم ومستقبلهم. لكن "شمس" ما فقدتش غير الخوف... وبعده، عرفت تحب الحياة من تاني.

 

سيمون... صوت المرأة اللي بتتحدى الألم وتخلق المعجزة

منشور سيمون عن المسلسل ماكانش مجرد استرجاع لعمل قديم، لكنه كان بمثابة رسالة إلى جمهورها، وإلى كل امرأة بتعافر في صمت. شخصية "شمس" كانت نقطة تحول مهمة في مشوارها، لأنها ما اكتفتش بس بإتقان الدور، لكنها عاشت الحالة بكل تفاصيلها. وده بيوضح ليه قالت إن الدور ده من "أجمل أدوارها"... لأنه مش مجرد تمثيل، لكنه اقتراب خطير من جرح إنساني كبير، تم تحويله بذكاء درامي إلى انتصار داخلي.

سيمون دايمًا كانت بتختار أعمالها بعناية، مش بتجري ورا الصخب ولا التريند، لكنها دايمًا بتدور على "المعنى"، حتى لو على حساب البريق اللحظي. وفي مسلسل زي "عائلة شمس"، قدرت تقدم نموذج للمرأة القوية، المثقفة، اللى بتحب أهلها، وبتحمل مسئولية بلدها، وفى نفس الوقت بتحافظ على نقاءها الداخلي وكرامتها.


 

كواليس من ذهب... ومزيج فني لا يُنسى

ما ينفعش نذكر "عائلة شمس" من غير ما نتكلم عن العمالقة اللي شاركوا في تشكيل روح العمل. الفنان جميل راتب، بأداؤه الهادئ العميق، كان بمثابة حجر الأساس في البناء الفني، ومحمود قابيل، بحضوره القوي والكاريزما الدافئة، شكّل توازنًا مثاليًا بين العقل والعاطفة. العمل من تأليف كرم النجار، اللي لطالما امتاز بقلمه المختلف وقدرته على الحفر داخل النفس البشرية، ومن إخراج رضا النجار، اللي صنع من الكادرات حكايات، ومن الإضاءة شخصيات.

المسلسل مش بس اعتمد على الأداء القوي، لكنه كمان اشتغل على رسائل متشابكة عن فقدان الوطن، والحلم، والهوية، وعن البحث عن شمس جديدة بعد ظلام طويل.


 

"الدكتورة شمس"... ما بين الدراما والواقع

مشهد سيمون وهي بتواجه أهلها، بتحمي قرارها، وبتصمم تكمل تعليمها في الخارج، هو مشهد يستحق الوقوف أمامه طويلًا. لأنه مش مجرد حوار مكتوب، لكنه نبض حقيقي لوجدان ست مصرية شايفة طريقها بوضوح، رغم الزلزال اللي حصل تحت رجليها. سيمون وقتها ما اكتفتش بالأداء، لكنها أعادت تعريف "المرأة المصرية" على الشاشة، مش باعتبارها ضحية ولا تابعة، لكن باعتبارها قائد، وطبيبة، ومقاتلة ناعمة.

شخصية شمس مكانتش بتنتصر عشان المسلسل يخلص نهاية سعيدة… لأ. كانت بتنتصر علشان تثبت لكل واحدة فينا، إن الشروخ النفسية مش نهاية الحكاية، وإن الزلزال ممكن يهد البيت، بس مش هيهد العزيمة.


 

من الفن للواقع... سيمون بتخاطب القلوب

منشورها الأخير مش بيسترجع ذكرى بس، لكنه بمثابة دعوة لكل واحدة شايفة نفسها منهارة أو فقدت الأمل… إن تقف من جديد. سيمون حطّت إيدها على فكرة جوهرية جدًا:أن الفن الحقيقي مش بس للمتعة، لكن كمان للشفا، للتذكير، وللتحريض على الحياة.

لما كتبت: "الإصرار على النجاح رغم الزلزال وتوابعه"،
كأنها بتقولنا: الزلزال مش دايم، إنما شمسك الشخصية، ممكن تطلع من الركام وتغلب الليل، بشرط تؤمني بيها.




 

الخاتمة... شمس تشرق في قلوبنا من تاني

في وقت بقى فيه الفن أحيانًا خفيف بلا روح، أو صادم بلا معنى، بتجي سيمون بمنشور بسيط، تفتح باب الحنين، وتفكرنا إن فيه أعمال كانت حقيقية... أعمال لما نتفرج عليها تاني، نحس إننا بنكتشف نفسنا من أول وجديد.

"عائلة شمس" مش مجرد مسلسل، وشخصية "الدكتورة شمس" مش مجرد دور… ده درس من دروس الحياة، وراية أمل مرفوعة في وش الزمن، وسيمون كانت ومازالت واحدة من القلائل اللي يقدروا يرفعوها بصدق.

مقالات مشابهة

  • تامر حسني ينافس كريم عبد العزيز بـ "ريستارت"
  • إيرادات الأفلام أمس.. كريم عبد العزيز يصدم تامر حسني
  • دفن شابين لقيا مصرعهما أثناء التنقيب عن الآثار في العياط
  • كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ضيوف فيلم الست بطولة منى زكي
  • كريم عبد العزيز يتصدر إيرادات أفلام عيد الأضحى 2025 بـ”المشروع X”
  • انهارت الرمال عليهما.. .مصرع عاملين خلال التنقيب عن الآثار في العياط
  • إقبال كبير على قلعة قايتباي بالإسكندرية في رابع أيام عيد الأضحى المبارك
  • ارتفاع حصيلة ضحايا التريبورتور في القلعة إلى ثمانية قتلى
  • كريم عبد العزيز يواصل تصدر شباك إيرادات أفلام العيد
  • "عائلة شمس"... سيمون تُحيي شمس الأمل من قلب الزلزال