وإستكمالًا لحديث الأمس عن (مصر كوربريشن) وتحدثنا عن تقسيمات إدارية للدولة وصلت إلى 27 محافظة يتولى إدارتها كبار موظفى الدولة كمكافأة نهاية خدمة سابقة وهذه السنة قد ورثناها منذ قيام ثورة يوليو وإستتباب نظرية أهل الثقة قبل أهل الخبرة فى الإدارة إلا أن هذه الحقبات الزمنية ونظرياتها قد عفى عليها الزمن !!.


ولعل الحوار الذى دار بين جهات عديدة مهتمة بالشأن العام وعلى رأسها الإعلام المصرى، وبين مديرى الإقاليم وممثلى شعوبها بكل طوائفهم وإتجاهاتهم أعتقد بأن أهم ما تحصل عليه من هذه الحوارات واللقاءات وهذه المواجهة وكذلك الدراسات الإجتماعية والسياسة كلها تؤدى إلى ضرورة أعادة تقسيم مصر إلى أقاليم أقتصادية وليس تقسيماَ عرضياَ، كما هو شائع، حينما ترد جملة ( أعادة التقسيم )، فالأقليم الأقتصادي يمكن أن يتضمن على سبيل المثال وليس الحصر والتأكيد، فى جنوب مصر، جزء من أسوان وجزء من البحر الأحمر، وجزء من توشكى، وشرق العوينات  وجزء من الوادى الجديد وجزء من قنا، ولا حتمية للإتصال بين أجزاء الأقليم جغرافيًا ولكن بواسطة شرايين الأتصال الطبيعية(طرق حرة سريعة، مطارات، موانىء، قطارات،وهذا الأقليم، وبهذه المكونات الجغرافية، سوف يتضمن بحر، وبحيرات،وجيولوجيا (تحت الأرض ) وخدمات وثقافة فوق الأرض، وجزء من نهر النيل، وصحراوات، وبهذه العناصر يمكن خلق بناء محترم، كما يمكن أستكشاف ثراوات معدنية بتركيز أكثر، وزراعة نقية غير ملوثة، وعناصر ثقافية تاريخية فريدة عالمياَ، وظواهر طبيعية وكذلك من أبداع المصريون المحدثين والقدامى، كتعامد الشمس فى وقت محدد على وجة رمسيس فى معبد أبو سنبل " التى يحج إلى هذه البدعة الأنسانية من كل أنحاء العالم معجبين "  هذا المثال الأقليمى، لاشك يدعنا نحلم بأنه واقع، هذا الحلم يمكن أن يكون نواه لجزء من الوطن يتحول إلى مؤسسة إقتصادية عظمى،كما أن " أيكولوجيا " يتشكل هذا الأقليم بوجود أكثر من 3 مليون مصرى فى حوزتة الجغرافية، ألا يمكن بإدارة أقتصادية لمثل هذا الأقليم بما يمتلك من عناصر إقتصادية  أن ينتج سنوياَ مالا يقل عن عشرين مليار دولار !!
هذه دعوة مفتوحة لعلمائنا وأساتذتنا فى الإدارة والأقتصاد، وعلى نفس المنوال يمكن أستكمال تقسيم مصر، على أن تطبق تلك الأقاليم سياسة مصر المركزية ولكن بإدارة لامركزية، لتحقيق تنمية شاملة فى كل أرجاء الوطن، وهنا يمكننا أن نجعل مصر مؤسسة أقتصادية كبرى أعظم من أية دولة أشرت اليها فى بداية المقال.
ولعل تلك الأفكار والتى يتم الحوار حولها فى غرف مغلقة تحتاج إلى حوار ونقاش وطنى مفتوح بين كل الأراء وكل أصحاب وجهات النظر حتى ولو كانت متباينة  إلا أن إثراء الفكرة بأكثر من رأى نحن فى أشد الإحتياج إليه لدعم العمل الوطنى فى سبيل إيجاد سبل أكثر واقعية وأكثر تقدمًاً فى إدارة أصول الدولة وتقديم النافع والمتميز من أبناء هذا الوطن إلى الصفوف الأمامية.
متى نستطيع أن نحول هذا الحلم إلى حقيقة ؟ الواقع أننا فى إحتياج لإرادة سياسية !!
من الرئيس /عبد الفتاح السيسى بعد أن يشكل مجموعة عمل عالمة بمثل هذه الأمور، ولعلنا نحظى بخبرات متميزة لمن سبقونا فى هذا المجال لعل وعسى، نلحق بالقطار الذى لا ينتظر غافل عن موعده!

 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وجزء من

إقرأ أيضاً:

إسحاق أحمد فضل الله يكتب: (نحن….٢)

ونقص كيف إن الفارابي يضبط العود ويضرب عليه … وكل من في المجلس يرقص، والفارابي يعيد ضبط العود بطريقة أخرى ويضرب عليه وجميع من في المجلس ضحك غصباً عنه، والفارابي يعيد فك وتركيب العود ويضرب عليه .. وجميع من في المجلس يبكي … غصباً عنه، ثم فك وتركيب وضرب ويغرقون في النوم.
وفك وتركيب السوداني عندنا هو
…..
المرحوم علي المك قال
في مسابقة عالمية لصراع القطط … القط السوداني الهزيل المبشتن
يرزع القط الياباني علقة
ويلطم الأمريكي بعد ثانيتين .. ويطارد البريطاني ويعجز عن الإمساك به
والناس المصابين بالدهشة لمقدرة القط السوداني الهزيل هذا ومقدرته على كل هذا البطش .. الناس هؤلاء يحتفلون بالقط هذا ويطلبون منه إلقاء كلمة
والقط السوداني يقول: احم … احم … الحقيقة … الحقيقة أنا لست قطًا …. أنا نمر… لكن قاتل الله المجاعة …
ونحن الآن تحت الجوع والحرب .. و.. نستطيع أن نقاتل وأن نهرد كل المعوقات …. وأن ننتصر…
و .. قرررربت…
……
(2)
لكن….
جاكسون حاكم الخرطوم في الثلاثينات يكتب في مفكرته
السودانيون لن ينجحوا أبدًا في إقامة دولة
فالسوداني … شجاع
… شهم … حساس …. ذكي
لكن السوداني حقود لدود حسود .. لا يهدأ إن رأى نعمة عند سوداني أخر حتى يزيلها
…….
وعناصر الأرض مائة وستة عشر
وعناصر النفس ألف وستة عشر .. وكلها موجودة عند السوداني
والإنتظار حتى نصل إلى النظافة شيء يصبح هو العنصر السابع عشر بعد الألف … ولن نصل
وفيلم فاز بالأوسكار يهدي إلينا الحل
ففي الفيلم الشاب المراهق الذي هو معجب جداً .. جداً .. جداً .. بنجم سينمائي يفاجأ بالنجم هذا يزور الحي الذي يعيش فيه المراهق
والصبي يفاجأ بأن الزحام حول النجم يجعل الوصول إليه مستحيلاً
والصبي يصل إلى فكرة ممتازة لفتح الطريق
الصبي ينزع ثيابه
ثم ينغمس فى المجاري … حيث أن فضلات الناس … الفضلات الغليظة … تتعلق به
والصبي عندها يندفع وسط الناس والناس يتهاربون لفتح الطريق له
وكامل إدريس للوصول إلى خطته .. وإلى مواد تنفيذها سوف يضطر إلى أن يغمس نفسه في المجاري
كل ما عليه أن يخشاه هو أن هناك من سوف ينظر إلى القاذورات التي تغطيه ثم يصيح معلناً إعجابه برائحة وشكل ومذاق الفضلات هذه ويندفع للتمسح بها حتى يبقى مع كامل
……
(3)
لكن .. حفظ الكرامة له أساليب لا تنتهي
وأيام غزو التعايشي لأمدرمان الجنود يرغمون الناس في الطرقات على أفطار رمضان والزنا
ويرغمون شيخاً على أن يزني بإمرأة هناك
وفي الخلوة الشيخ يقول للمرأة
: أعطيك ريالين .. وقولي لهم أنني زنيت بك
قالت
؛؛ أنت تصون دينك عن الزنا … وأنا لا أصون لساني
عن الكذب في هذا الشهر المبارك؟؟
مستحيل…
إن لم تفعل فضحتك فأنا لا أكذب في رمضان
فتاوى سياسية كثيرة سوف يلقاها كامل وهو يحاول أن يرمم حكومة جديدة

إسحاق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم
  • بالصور.. حماد يشارك في فعاليات الأبواب المفتوحة حول الرياضة العسكرية
  • بالصور.. حماد يشارك فعاليات الأبواب المفتوحة حول الرياضة العسكرية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تنقصنا الحكومة الرشيدة"!!
  • مكافحة الآفات تستهدف أكثر من 5.5 مليون فدان وزيارة أكثر من 655 منزل
  • رصف ورفع كفاءة طريق الحلمية / بحطيط بمركز أبو حماد بطول 5 كم بتكلفة 13 مليون جنيه
  • إسحاق أحمد فضل الله يكتب: (نحن….٢)
  • د.حماد عبدالله يكتب: "المال "والسَّلطَّة !!
  • الفلاح: الدبيبة يهيمن على ميزانية التنمية في غرب ليبيا
  • بلال قنديل يكتب: جبر الخواطر