أثنى وزير الإعلام زياد مكاري على خطوة الجامعة الأنطونية التي أتاحت الفرصة لمناقشة موضوع الذكاء الإصطناعي، سائلاً: "هل تجريد الثقافة الإعلامية من إنسانيتها يؤدي الى تضييق قطاع الإعلام من حيث القوى العاملة البشرية والحد من فرص العمل للعاملين في هذا المجال؟ وماذا عن الإبداع التحريري والأسلوب الفردي والشخصية الإعلامية؟".



ورأى مكاري خلال مؤتمر علمي حمل عنوان "التواصل، التعليم، والأخلاق في ظل الذكاء الاصطناعيّ" من تنظيم  كلّيّة الإعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية  في الحدت- بعبدا "أن التحدي الأخطر يكمن في أخلاقيات المهنة، وهل من ضوابط أخلاقية يراعيها الذكاء الإصطناعي؟ وهل من قيم يقف عندها وهو في طريقه الى التنامي والتطور والتسارع؟" 
وأضاف وزير الإعلام "لا تعني هذه التساؤلات مطلقًا اننا ضد الذكاء الإصطناعي، ولا إننا نشرّع له كل المهن ونفتح كل الأبواب من ضوابط أو حذر، المسألة كلها تبدأ عن طريق التكيّف معه، من دون أن نتركه يستبيح كل شيئ ويحل محل العقل البشري والإبداع الفكري."

وأشار مكاري الى ان "إثنين لا يختلفان على ان الإعلام هو أحد المجالات التي غزاها الذكاء الإصطناعي غزوًا وراح ينطلق فيها بلا حدود. والآن وقد أحدثت صحافة الذكاء الإصطناعي ثورة في صناعة الإعلام، نرى ان القيود القانونية والحدود الجغرافية والأصول المهنية بدأت تمّحي وتزول، أو في أحسن الأحوال تختلط حتى الإلتباس والتعمية، حتى بات المتلقي او المتفاعل مع المواد الإعلامية هو الحكم، وهو من يقرر صلاحية أي مادة إعلامية من عدمها."

ورأى مكاري "ان ما بين chat gpt  والميتافيرس والصناعة الروبوتيّة الهائلة الذكاء، لا بد للعقل الإعلامي أن يحافظ على دوره  وإستقلاليته، فلا يذوب في صناعة آليّة لا تترك له هامش عقل وفكر وابداع".

وقال "إن الجيد في تقنيات الذكاء الإصطناعي هو التطور الهائل السرعة الذي يقصّر على الإعلامي المسافات ويسهّل العمل ويطوّع  كل ما كان صعبا حتى الأمس القريب.اما الأخطر فهو يكمن في جنوح هذه التقنيات الى فبركة اخبار واختلاق ما ليس موجودًا وكل ما يترتّب على ذلك من مساس في الرسالة الإعلامية واخلاقيات المهنة." 

من جهته، لفت رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال سغبيني الى ان الهدف اليوم تسليط الضوء على أهمية العلاقة بين التعليم والتواصل على مستوى المجتمع، وتعميق كل المواضيع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي الذي يطرح تساؤلات عدّة، فالذكاء الإصطناعي على أهميّته يطرح مخاطر كثيرة لها تأثير على الإنسان والمجتمع.

وتطرق الى تأثيرات التكنولوجيا الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، على مستوى التعليم والتدريب والتربية، وللمشكلات الأخلاقية التي يطرحها التفاعل مع الذكاء الاصطناعي على مستوى المواطن والوطن والهوية.

وقال الأب سغبيني، "من المهم جدًا أن نتذكر أن القياس الحقيقي للتقدم هو كل ما يتعلق بالإنسان، ويجب فهم الذكاء الإصطناعي لأن استخدامه قد لا يكون بالضرورة مفيد للتنمية البشرية الشاملة." وأضاف: " الذكاء بشكل عام، سواء كان اصطناعيًا أو بشريًا، إذا لم يكن يعمل لصالح الإنسان، فإنه ليس ذكاء".

ودعا الى ضرورة استخدام الذكاء الإصطناعي بطريقة مسؤولة واحترام القيم الإنسانية الأساسية، من هنا يأتي دور التعليم والتدريب، لأن التحدّيات التي سيطرحها كثيرة ومتنوّعة. 

وختم مؤكدًا أن دور الجامعة الأنطونية سيكون في تعزيز التفكير النقدي، وتطوير قدرة التمييز لدى أساتذتها وطلابها في استخدام البيانات والمحتويات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، ومساعدتهم في استيعاب القيم الأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الذکاء الإصطناعی الذکاء الاصطناعی ة الإعلام

إقرأ أيضاً:

عاجل | تحديد ضوابط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الرقمي

طرح المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، سياسات استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الرقمي، عبر منصة ”استطلاع“ بهدف الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، ووضع ضوابط للمتعلمين وأعضاء هيئة التدريس والإداريين والجهات التعليمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وألزم المركز كل جهة تعليمية أو تدريبية بما يصدر من تشريعات وسياسات ومبادئ حيال استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجهة المشرفة والجهات المشرعة الأخرى.أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعيوأوجب على الجهات الراغبة في استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن نظمها التعليمية أن تستشير وتحصل على موافقة الجهات الإشرافية المعنية قبل التطبيق.
أخبار متعلقة ”البيئة“: المملكة تستهدف إنتاج 16,2 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًابالتفاصيل.. تفعيل المبادرة الأكبر من نوعها في موسم الحجواشترط أن تلتزم ”الجهات“ بوضع ضوابط وإجراءات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يتوائم مع الأنظمة واللوائح والسياسات الوطنية الصادرة من الجهات المعنية.
وأوضح أن تكون الجهات مسؤولة عن قياس مدى امتثال المعلمين أو أعضاء هيئة التدريس أو المدربين، والمتعلمين أو المتدربين، والإداريين لسياسة الاستخدام الأمثل لأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الرقمي، وضمان الجودة لمراقبة الأثر التعليمي.سلامة المحتوى التعليميونصت السياسات على تلتزم الجهات بالتأكد من أن أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تعزز مخرجات التعلم دون المساس بجودة أو سلامة المحتوى التعليمي، وإعداد مبادئ توجيهية واضحة لمنسوبيها بشأن الاستخدام الأخلاقي.
وألزم ”المركز“ الجهات بتوفير قنوات تواصل وإرشادات لأولياء الأمور في مراحل التعليم العام لضمان مشاركتهم الفعًالة وتوعيتهم بالاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل الأبناء، إخطارهم لضمان الشفافية.
من جهة أخرى، يلتزم الإداريون بالضوابط والإجراءات التي تضعها الجهة فيما يخص استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.استخدام البيانات المصنفةوحظر المركز على الإداريين استخدام البيانات المصنفة على أنها حساسة، أو شخصية، أو مقيدة، أو سرية، أو محمية بحقوق الطبع والنشر في أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ونصت السياسات على أنه لا يلزم الإفصاح عن استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمهام الثانوية، مثل تحسين الكتابة أو التحقق من اللغة أو القواعد الإملائية.
في المقابل، أكد المركز على التزام المعلمين والمدربين بالضوابط، وتمكينهم من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عمليات تصميم المناهج الدراسية والتقييمات.ضوابط وإجراءاتومنح ”المركز“ المعلمين صلاحية الحظر أو السماح للمتعلمين أو المتدربين باستخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في أداء المهام، وفق الضوابط والإجراءات التي تحددها الجهة.
واشترط إبلاغ المتعلمين أو المتدربين بالمهام، أو الواجبات ضمن خطة المقرر أو البرنامج التدريبي.
وأكد المركز على المعلمين وأعضاء هيئة التدريس الذين يحظرون استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمهام والواجبات إبلاغ المتعلمين أو المتدربين بذلك، وشرح وتوضيح المسوغات في معايير تقييم المهام، والإشارة بوضوح ما إذا كان استخدام هذه الأدوات يعد بمثابة سرقة أدبية أو انتحال وغش وانتهاك للنزاهة الأكاديمية ومخالف لتعليمات المقرر أو البرنامج التدريبي.التعليم الإلكترونيأما بالنسبة للمتعلمين، فقد سمح ”المركز“ لهم باستخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتهم في التعلم المستقل، والإجابة عن أسئلتهم، وفهم الأفكار أو الدروس، والحصول على الاستشارات، وتوليد الأفكار للمشاريع، أو اختيار المواضيع، بعد موافقة الجهة التعليمية.
ويعد مركز التعليم الإلكتروني استخدام محتوى تم توليده «أو إنتاجه» من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث، أو الواجبات المنزلية، أو التقارير، ونسبها إلى المتعلمين دون الإفصاح عنها غشا وانتهاكًا للنزاهة الأكاديمية.
ونصت السياسات على توثيق المحتوى المُدخل في هذه الأدوات، مثل البيانات أو الأوامر المُدخلة، أو الأسئلة والردود المستخرجة منها، وشرح أي تعديلات أو تحسينات أجراها المتعلمون لضمان الشفافية.توثيق استخدام أدوات أو تطبيقات الذكاء الاصطناعيوأوجب ضوابط المتعلمين بتوثيق استخدام أدوات أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي كمرجع والاستشهاد بها داخل النص وفقا للأسلوب المرجعي الأكاديمي، والالتزام بنسبة الاقتباس المعتمدة من الجهة التعليمية.
واشترطت الضوابط عدم إدخال بيانات، أو معلومات حساسة، أو شخصية، أو سرية، أو مقيدة عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يجب الحصول على إذن مسبق عند التعامل مع البيانات، والالتزام بسياسة تصنيف البيانات وضوابط الجهة التعليمية أو التدريبية والأنظمة الوطنية.
وشدد المركز على الحفاظ على خصوصية المستخدم، وأمن البيانات.

مقالات مشابهة

  • إمبراطورية مردوخ الإعلامية تسمح لـ ChatGPT بالوصول إلى محتواها
  • تحديد ضوابط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الرقمي
  • عاجل | تحديد ضوابط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الرقمي
  • ‎واتساب ينشئ صورتك الشخصية بالذكاء الإصطناعي قريباً
  • الأربعاء.. البحرين تستضيف أعمال الدورة 54 لمجلس وزراء الإعلام العرب
  • إطلاق “قمة الإعلام العربي” مظلةً تجمع “منتدى الإعلام العربي” و”المنتدى الإعلامي العربي للشباب” و”جائزة الإعلام العربي” و”جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب” 
  • بتوجيهات محمد بن راشد.. إطلاق «قمة الإعلام العربي»
  • بتوجيهات محمد بن راشد ..إطلاق «قمة الإعلام العربي»
  • وفد من «التوجيه المعنوي» شارك في ورشة العمل المتخصصة في «مجال الإعلام العسكري»
  • بمشاركة 250 طالب.. الذكاء الإصطناعي وريادة الأعمال ندوة علمية بجامعة سوهاج