استراتيجية لإصلاح التعليم في السودان تماشياً مع شعارات ثورة ديسمبر 2018

بقلم
الدكتور أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري - جامعة الخرطوم
(الجزء 13)

دور الآباء في تشكيل سياسات التعليم وإدارة المدارس

المقدمة:
في المقال السابق تحدثنا عن اهمية التعليم واهدافه، ثم عرجنا على طرح آليات المحافظة واستدامة هذه الاهداف.

وقد تطرقنا الى انشاء هيئات القياس والتقويم التربوي لتقوم بوضع معايير لجودة المؤسسات التعليمية، وكذلك منح شهادات جودة مخرجات التعليم، والرقابة على المحافظة على التطور والتقدم المستمر.
وقد استعرضنا بعض التجارب على المستوى العالمي في امريكا والمملكة المتحدة وكندا، وأخذنا المملكة العربية السعودية على المستوى الاقليلمي. ورأينا كيف تدار عملية توضع معايير وضبط الجودة في التعليم، على كافة المستويات من المدرسة الى الكلية ثم على مستوى الجامعة. وفي هذا المقال سنتحدث اليوم عن آلية أخرى من آليات المحافظة على التعليم ومخرجات التعليم؛ وهو دور الأباء والأمهات في ادارة التعليم والمحافظة على مخرجاته المتمثلة في ابنائهم وفلذات اكبادهم. وسنتناول أيضاً بعض الأمثلة للأدوار التي يقوم بها الأباء والأمهات كرقباء للتعليم في امريكا وكندا وفلندا كمناذج ناجحة، في توضيح دور الأباء والأمهات في التحكم والتدخل في سياسة التعليم في هذه البلدان، على مستوى الدولة ثم الولاية والمدرسة.
• خلفية:
التعليم هو ركيزة للمجتمع الحديث، حيث هو الأساس الذي تبنى عليه الأجيال القادمة معارفها ومهاراتها وفهمها للعالم. فبينما يلعب صانعو السياسات والمربون أدواراً حاسمة في تشكيل النظم التعليمية؛ فإن الآباء يمتلكون أيضًا تأثيراً كبيراً في ضمان تلبية احتياجات أطفالهم وضمان جودة التعليم. في كندا والولايات المتحدة، يشارك الآباء بنشاط في الترويج للسياسات التي تتماشى مع قيمهم وتفضيلاتهم وطموحاتهم لتعليم أطفالهم. يستكشف هذا المقال الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها للآباء أن يؤثروا في السياسات التعليمية على مستوى الولاية ويؤثروا في ممارسات إدارة المدارس في كلتا البلدين.
• دور الآباء في التعليم في الولايات المتحدة الامريكية وكندا:
الآباء أصحاب مصلحة رئيسية في النظام التعليمي في كل الدنيا، لأنهم يهتمون بشدة بنجاح أبنائهم الأكاديمي ونموهم الشخصي ورفاهيتهم العامة. وبالتالي، فإن للآباء مصلحة كبيرة في التأثير على السياسات والممارسات التعليمية لضمان أن يحصل أطفالهم على أفضل تعليم ممكن. في كندا والولايات المتحدة، يمتلك الآباء طرقاً متعددة يمكنهم من خلالها التفاعل مع صانعي السياسات والمربين ومديري المدارس لتشكيل اتجاه السياسة التعليمية والإدارة.
• مشاركة الآباء في سياسات التعليم:
على مستوى الولاية/المقاطعة، يتم صياغة وتنفيذ السياسات التعليمية من قبل المسؤولين الحكوميين، في كثير من الأحيان بالتشاور مع مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الآباء. في كل من كندا والولايات المتحدة، يمكن للآباء التأثير على السياسات التعليمية من خلال قنوات عديدة:
1. منظمات الدفاع: تلعب جماعات الضغط التي يقودها الآباء دوراً حاسماً في تشكيل السياسات التعليمية من خلال تأثيرها على المسؤولين الحكوميين، وتنظيم الحملات الجماهيرية، وزيادة الوعي بالقضايا التي تؤثر على الطلاب والأسر. تركز هذه المنظمات غالباً على قضايا محددة مثل إصلاح المناهج الدراسية، وتوزيع التمويل، وخدمات التعليم الخاصة، أو سلامة المدارس.
2. جمعيات الأهل والمعلمين (الروابط الأهلية/ Parents Teachers Organizations PTOs ): تعتبر الروابط الأهلية قنوات حيوية للمشاركة الأهلية في المدارس. توفر هذه المنظمات منصات للآباء للتعبير عن مخاوفهم، والمشاركة في عمليات اتخاذ القرار، والتعاون مع المربين لتحسين سياسات وممارسات المدرسة.
3. المجالس المدرسية: تتولى المجالس المدرسية المنتخبة مسؤولية الإشراف على حوكمة المدارس العامة واتخاذ قرارات رئيسية بشأن المناهج وتحديد الميزانية وتوظيف الأساتذة وسياسات المدرسة. يمكن للآباء الترشح لمناصب المجلس المدرسي أو المشاركة في اجتماعات المجلس المدرسي للتأثير على عمليات اتخاذ القرار والترويج للسياسات التي تعكس أولوياتهم.
4. استشارات عامة وآليات التعليقات: غالباً ما تطلب الجهات الحكومية آراء الآباء وأعضاء المجتمع من خلال استشارات عامة واستطلاعات الرأي وآليات التعليقات عند وضع أو تنقيح السياسات التعليمية. يمكن للآباء الاستفادة من هذه الفرص لمشاركة آرائهم واقتراح التوصيات والتعبير عن الدعم أو المعارضة للتغييرات السياسية المقترحة.
5. المشاركة الانتخابية: يمكن للآباء ممارسة حقوقهم الديمقراطية عن طريق التصويت للمرشحين السياسيين الذين يدعمون القضايا التعليمية المتماشية مع قيمهم وأولوياتهم. من خلال دعم المرشحين الذين يعطون أولوية لتمويل التعليم والعدالة والمساءلة، ويمكن للآباء أن يؤثروا بشكل غير مباشر على السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة.
• المشاركة الأبوية في إدارة المدرسة:
بالإضافة إلى التأثير على السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة، يلعب الآباء أيضًا دوراً حيوياً في تشكيل ممارسات إدارة المدرسة وتعزيز بيئات مدرسية إيجابية. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها للآباء أن يساهموا في إدارة المدرسة بفعالية:
1. مشاركة الآباء في حوكمة المدرسة: تتكون العديد من المدارس من مجالس أهلية أو لجان استشارية تتألف من الآباء والمعلمين والمديرين وأعضاء المجتمع. توفر هذه الهيئات منصة لاتخاذ القرارات بالتعاون حول القضايا المتعلقة بسياسات المدرسة والبرامج والمبادرات.
2. التطوع ومشاركة الآباء: يمكن للآباء التطوع بوقتهم وخبراتهم لدعم مختلف الأنشطة المدرسية، مثل المساعدة في الفصول الدراسية، والبرامج اللاصفية، وفعاليات جمع التبرعات، وورش العمل للآباء. تعزز المشاركة الفعّالة للآباء شعوراً بالملكية المجتمعية وتعزز الشراكة بين البيت والمدرسة.
3. التواصل والتعاون: تعتبر خطوط الاتصال المفتوحة بين الآباء وموظفي المدرسة أمراً أساسياً لبناء الثقة وحل النزاعات ومعالجة المخاوف في الوقت المناسب. يمكن للمدارس تيسير مؤتمرات الآباء والمعلمين، والنشرات الإخبارية، والمواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي لإبقاء الآباء على اطلاع ومشاركة في تعليم أطفالهم.
4. تعليم الآباء وتمكينهم: يمكن للمدارس توفير فرص لتعليم وتمكين الآباء من خلال تقديم ورش عمل وندوات وموارد حول مواضيع مثل تنمية الطفل، واستراتيجيات الدعم الأكاديمي، ومهارات الأبوة، وكيفية التنقل في النظام التعليمي. يكون الآباء مثل هؤلاء الآباء المدربون مجهزين بشكل أفضل للترويج لاحتياجات أطفالهم والمساهمة بشكل إيجابي في مجتمعات المدارس.
5. التغذية الراجعة والتحسين المستمر: يمكن للمدارس أن تستجيب لرأي الآباء من خلال استطلاعات الرأي وصناديق الاقتراحات لتقييم مستويات الرضا، وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سياسات وممارسات المدرسة. تشجيع الآباء كشركاء في عملية تحسين المدرسة يعزز الشفافية والمساءلة.
وعلى العموم، يلعب الآباء دوراً حاسماً في تشكيل السياسات التعليمية على مستوى الولاية/المقاطعة والتأثير في ممارسات إدارة المدرسة في كندا والولايات المتحدة. من خلال الترويج والمشاركة والتعاون والتمكين، يمكن للآباء ضمان اسماع أصواتهم، ومعالجة مخاوفهم، والحصول على تعليم عالي الجودة يُعد أطفالهم للنجاح في عالم متغير باستمرار. من خلال التعاون مع صانعي السياسات والمربين ومديري المدارس، يمكن للآباء أن يعملوا بصورة جماعية في خلق أنظمة تعليمية عادلة وشاملة ومتمركزة حول الطالب تلبي الاحتياجات المتنوعة لجميع الدارسين.
• الدور الأساسي للآباء في تشكيل السياسات التعليمية وإدارة المدارس في فنلندا
المقدمة:
فنلندا معروفة عالمياً بنظامها التعليمي عالي الجودة، حيث تحتل مراكز متقدمة بشكل مستمر في التقييمات الدولية مثل برنامج تقييم الطلاب الدولي (Programme for International Student Assessment-PISA). وتتميز نجاحات التعليم في فنلندا بالنهج التعاوني الذي يشمل أصحاب المصلحة المختلفين، بما في ذلك الآباء، في تشكيل السياسات التعليمية وإدارة المدارس. في هذا الجزء من المقال، سنستكشف الدور الهام الذي يلعبه الآباء في تأثير السياسات التعليمية في فنلندا وكيف يساهمون في إدارة المدارس بفعالية.
• نظام التعليم الفنلندي:
قبل الغوص في دور الآباء، من الضروري فهم السمات الرئيسية لنظام التعليم الفنلندي. يبرز نظام التعليم في فنلندا التوجه نحو العدالة والشمول والمنهج الشامل للتعليم. ويتميز بمناهج دراسية شاملة ومرنة، ومعلمين مؤهلين تأهيلاً عالياً، واختبارات قياسية وتركيز على تعزيز رفاهية الطلاب ومهارات التفكير النقدي.
• دور الآباء في تشكيل السياسات التعليمية:
1. المشاركة الأبوية في عمليات اتخاذ القرار:
تتجذر المشاركة الأبوية في السياسات التعليمية في النظام في فنلندا، حيث يحظى الآباء بفرص المشاركة في عمليات اتخاذ القرار على مستويات مختلفة، بما في ذلك على مستوى المدرسة والبلدية والدولة. تُعتبر مداخلات الآباء ذات قيمة وضرورية في تشكيل السياسات التي تؤثر على تعليم الطلاب ورفاهيتهم.
2. الجمعيات والمنظمات الأبوية:
تلعب الجمعيات والمنظمات الأبوية دوراً حاسماً في الترويج للسياسات التي تتماشى مع مصالح الطلاب والعائلات. توفر هذه الجمعيات منبراً للآباء للتعبير عن مخاوفهم، وتبادل الأفكار، والتعاون مع صناع السياسات والمربين وأصحاب المصلحة الأخرى. وغالباً ما تشارك في حوار مع المسئولين الحكوميين والسلطات التعليمية للتأثير على قرارات السياسة.
2. التعاون مع المدارس والمربين:
تعزز المدارس الفنلندية ثقافة التعاون بين الآباء والمعلمين ومديري المدارس. يُشجع الآباء على التفاعل مع مدارس أطفالهم، وحضور اجتماعات الآباء والمعلمين، والمشاركة في الأنشطة المدرسية. يضمن هذا النهج التعاوني أن يشارك الآباء بنشاط في تعليم أطفالهم ويكون لهم دور في المسائل المتعلقة بالمدرسة.
4. التمثيل الأبوي في مجالس ولجان التعليم:
قد يكون للآباء دور في مجالس التعليم أو اللجان أو الفرق الاستشارية على مستوى البلدية أو الدولة. توفر هذه الهيئات فرصاً للآباء للمساهمة بآرائهم وتجاربهم وخبراتهم في مناقشات حول السياسات التعليمية والإصلاحات. يلعب الممثلون الأبويون دوراً حيوياً في ضمان أن تستجيب السياسات لاحتياجات الطلاب والعائلات.
5. الترويج للعدالة والشمولية:
يعتبر الآباء الفنلنديون مدافعين قويين عن العدالة والشمول في التعليم. ويعملون على ضمان أن يحصل جميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم، على تعليم وخدمات دعم عالية الجودة. يشارك الآباء بنشاط في المبادرات التي تهدف إلى تقليل الفجوات التعليمية وتعزيز الفرص المتساوية لجميع الأطفال.
• دور الآباء في إدارة المدارس:
1. المشاركة الأبوية في حوكمة المدرسة:
غالباً ما تحتوي المدارس الفنلندية على مجالس أو لجان أبوية تلعب دوراً في حوكمة المدرسة. تتألف هذه المجالس من الآباء والمعلمين، وفي بعض الأحيان الطلاب، الذين يتعاونون في المسائل المتعلقة بسياسات المدرسة والميزانيات والإدارة العامة. يسهم الآباء بآراءهم وآرائهم القيمة في عمليات اتخاذ القرار، مضمنين بذلك استجابة المدارس لاحتياجات الطلاب والعائلات.
3. التطوع والأدوار الداعمة:
يُشجع الآباء في فنلندا على التطوع بمختلف القدرات داخل المدارس، مثل المساعدة في الأنشطة اللاصفية، أو تنظيم الفعاليات، أو تقديم الدعم في الفصول الدراسية. يعزز التطوع الشعور بالمجتمع والمسؤولية المشتركة نحو نجاح المدارس. ويسهم الاشتراك النشط للآباء في تحسين المناخ المدرسي وتعزيز البيئة التعليمية العامة للطلاب.
3. التواصل والتعاون مع المعلمين:
يعد التواصل الفعال بين الآباء والمعلمين أمراً أساسياً لنجاح الطلاب اذ تولي المدارس الفنلندية أولوية لتوفير قنوات اتصال مفتوحة بين المعلمين والآباء، من خلال تيسير الاجتماعات العادية، ومؤتمرات الآباء والمعلمين، وفرص الحوار. يتم إبقاء الآباء على علم بتقدم أطفالهم، ويتم التعامل بشكل تعاوني مع أي مخاوف أو مشاكل.
4. توفير التعليم والدعم للآباء:
توفر المدارس الفنلندية الموارد والدعم للآباء لتعزيز فهمهم للتعليم وتطوير الطفل. تُنظم ورش العمل والندوات والجلسات التثقيفية لمساعدة الآباء في التنقل في مختلف جوانب تعليم أطفالهم، مثل توقعات المنهج الدراسي، وممارسات التقييم، ودعم التعلم في المنزل. تثقيف الآباء بالمعرفة والمهارات يجعلهم يلعبون أدواراً أكثر فعالية في تعليم أطفالهم.
5. التغذية الراجعة والتحسين المستمر:
تُقدر المدارس الفنلندية رأي الآباء وتسعى بشدة للحصول على مداخلاتهم لتحسين ممارساتها. تُستخدم الاستطلاعات وصناديق الاقتراحات وآليات التغذية الراجعة لجمع آراء الآباء حول سياسات المدرسة والبرامج والخدمات. تأخذ المدارس آراء الآباء في الاعتبار عند اتخاذ القرارات وتسعى باستمرار لتحسين جودة التعليم الذي تقدمه.
• الخلاصة:
يلعب الآباء في فنلندا، أدواراً حيوية في تشكيل السياسات التعليمية والمساهمة في إدارة المدارس بفعالية. يساهم مشاركتهم النشطة، والتعاون مع المعلمين، والدعوة لرفاهية الطلاب في نجاح نظام التعليم الفنلندي. من خلال العمل بالتعاون مع صناع السياسات والمعلمين وأصحاب المصلحة الأخرى، يساعد الآباء في خلق بيئة تعليمية شاملة وعادلة ومحفزة تُعد الطلاب للنجاح في عالم متغير بسرعة.

Notes for more details:
Cheung, C.S. & Pomerantz, E. M. (2012). Why does parents’ involvement enhance children’s achievement? The role of parent-oriented motivation. Journal of Educational Psychology.
Epstein, J. (2001). School, family, and community partnerships. Boulder, CO: Westview Press.
Froiland, J. M., Peterson, A. & Davison, M L (2013). The long-term effects of early parent involvement and parent expectation in the USA. School Psychology International, 34, 33-50
Gonida, E. N. & Cortina, K.S. (2014). Parental involvement in homework: Relations with parent and student achievement‐related motivational beliefs and achievement. British Journal of Educational Psychology, 84, 376-396.
Graves, S. L. Jr. & Wright, L B (2011). Parent involvement at school entry: A national examination of group differences and achievement. School Psychology International, 32, 35-48.
Parent Involvement in Finnish Education: A Key Ingredienthttps://finlandeducationhub.com/parent-involvement-in-finnish-education-a-key-ingredient/
Parent engagement policy: https://www.ontario.ca/page/parent-engagementpolicy#:~:text=Parent%20engagement%20includes%3A%201%20providing%20a%20positive%20learning,school%20events%2C%20trips%20and%20other%20activities%20More%20items

aahmedgumaa@yahoo.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الآباء والمعلمین سیاسات التعلیم إدارة المدرسة إدارة المدارس دور الآباء فی على السیاسات یمکن للآباء والتعاون مع المشارکة فی التعلیم فی فی فنلندا فی إدارة توفر هذه من خلال

إقرأ أيضاً:

مدرسة سمد الشأن النموذجية لتعليم القرآن.. صرح يجمع بين التعليم والتربية المجتمعية

في قلب ولاية المضيبي، وتحديدًا في نيابة سمد الشأن، ينبثق صرح قرآني رائد يحمل بين جدرانه رسالة سامية لتعليم كتاب الله وعلومه، إنه "مدرسة سمد الشأن النموذجية لتعليم القرآن"، وهي مؤسسة تربوية قرآنية تأسست لتكون منارة تجمع بين التعليم المتميز والتربية المجتمعية الفعالة، وهي نتيجة حاجة ملحة وجدت صداها في قلوب أهل المنطقة، الذين كانوا يفتقرون إلى مكان مخصص ومنظم لتعليم القرآن الكريم.

التقيتُ بمحمود بن علي الندابي، أحد المشرفين على برامج المدرسة، الذي بدأ حديثه مشيرًا إلى البداية المتواضعة لهذا الصرح الكبير: "لقد استغرق بناء المدرسة عدة سنوات، حيث بدأ الأمر بإعداد الخرائط والتصاميم، والتي تم اعتمادها من الجهات المختصة، بعد ذلك، شرعنا في البناء الذي استمر مدة طويلة، وذلك بسبب اعتمادنا بشكل رئيسي على المساهمات الخيرية من أهل الخير والأيادي البيضاء، مما جعل سير المشروع يعتمد على ما يتم جمعه من تبرعات، وهذا كان تحديًا لكن أيضًا مصدر فخر كبير".

وفي عام 2015، اكتمل الطابق الأول من المبنى واستخدم بالفعل خلال صيف العام نفسه، فيما اكتمل البناء بالكامل في عام 2016، ليضم الآن 24 فصلًا دراسيًا، وقاعتين كبيرتين، ومكتبة مجهزة، بالإضافة إلى مرافق خدمية أخرى موزعة على ثلاثة طوابق.

وعن الظروف والدوافع التي كانت وراء إنشاء المدرسة، أوضح محمود: "قبل وجود هذه المدرسة، لم يكن هناك مكان مخصص لإقامة البرامج الصيفية أو تعليم الناشئة القرآن وعلومه بشكل منظم. كانت الجهود فردية وموزعة في المساجد أو المجالس العامة، وأحيانًا في البيوت، أو من خلال البحث عن قاعات متاحة مؤقتًا، هذا التشتت أثر بشكل واضح على جودة التعليم، خاصة بالنسبة للطالبات، حيث لم تكن هناك أماكن مخصصة لهن، مما جعل البرامج التي تستهدف الإناث محدودة جدًا".

ولم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة، إذ أكد محمود أن نقص المرافق المجهزة مثل الفصول الدراسية التي تحتوي على الكراسي والطاولات المناسبة أو القاعات الواسعة لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب والفعاليات، كان عقبة كبيرة أمام تطور البرامج القرآنية.

"بالإضافة إلى ذلك، كان افتقاد البرامج إلى إدارة متكاملة تشرف على سير العمل وتتابع التطوير من أكبر التحديات التي واجهتنا، لهذا كانت الفكرة الأساسية في تأسيس المدرسة أن نجمع هذه الجهود تحت مظلة واحدة تكون قادرة على توفير بيئة متكاملة تتيح لجميع فئات المجتمع الاستفادة من برامجها ومرافقها، بغض النظر عن العمر أو الجنس".

رؤية المدرسة

وفي الحديث عن رؤية المدرسة ورسالتها، شرح محمود بإيجاز ووضوح: "تقوم رؤية مدرسة سمد الشأن على الريادة في إنشاء جيل قرآني متحصن بالعلم والأخلاق والمعرفة، يكون نافعًا لمجتمعه ووطنه، ويؤدي رسالته على بيّنة وبصيرة، رسالتنا تكمن في التميز من خلال إقامة برامج علمية متنوعة تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، فتسعى لتكامل الشخصية المسلمة في الفكر والسلوك والمعرفة، مع الالتزام بما أمر الله به في كتابه الكريم، وما جاء في سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم".

ولم تغفل المدرسة في رؤيتها تخصيص مداخل ومرافق مناسبة لكل فئة من فئات المجتمع، بحيث تتيح فرصًا متوازنة ومتزامنة للاستفادة من البرامج دون تعارض.

أما عن إدارة المدرسة والإشراف العلمي، فقد أشاد محمود بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وقال: "الوزارة تشرف على المدرسة باعتبارها مؤسسة قرآنية، وتسهل لنا كثيرًا في إقامة البرامج من خلال توفير معلمات القرآن الكريم والمرشدات الدينيات اللاتي يقمن ببرامج متنوعة وفعاليات على مدار العام".

لكن نظام المدرسة ليس مركزيًا بالكامل، إذ تعتمد على نظام لامركزي في تنظيم وإدارة البرامج، حسب الفئات: "البرامج الخاصة بالنساء، على سبيل المثال، يشرف عليها فريق من النساء الخبيرات والفاهمات في مجال تعليم القرآن والعلوم الشرعية، سواء كن معلمات رسميات أو مرشدات أو متطوعات من أهل المنطقة. ويتم التعاون فيما بينهن على تنظيم وتقييم وتطوير البرامج باستمرار".

وبالمثل، البرامج الخاصة بالرجال تدار من قبل فرق مختلفة لكل فئة عمرية أو برنامج، وهو ما يضمن تكاملًا فعّالًا بين كل البرامج والفعاليات المختلفة، مؤكدا على أن التنسيق بين جميع المشرفين قائم ومستمر لضمان نجاح هذه المدرسة في تحقيق أهدافها النبيلة.

البرامج التعليمية

بعد أن استعرضنا نشأة المدرسة ورؤيتها العميقة، انتقلنا مع محمود الندابي إلى الحديث عن البرامج التعليمية التي تقدمها المدرسة، والتي تمثل جوهر عملها ورؤيتها في بناء جيل قرآني متكامل.

يقول: "المدرسة تخدم مختلف فئات المجتمع، مع تركيز واضح على طلاب وطالبات المدارس، لكن لا نغفل أيضًا فئة الكبار من الرجال والنساء، والبرامج التي نقدمها متنوعة وشاملة، تبدأ من تصحيح التلاوة، وتعليم التجويد، والتحفيظ، مرورًا بعلوم القرآن الكريم، والعلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية، إضافة إلى العديد من المناشط والفعاليات التي تهدف إلى صقل شخصية الطالب."

ويشير محمود إلى تفصيل البرامج المخصصة للنساء: "في قطاع النساء، توجد برامج خاصة للأمهات والنساء في تعليم قراءة القرآن الكريم وتجويده، وتستمر طوال العام، مع حفظ أجزاء من القرآن حسب مستويات محددة. تُدار هذه البرامج بمعلمات من وزارة الأوقاف ومتطوعات مجتمعية من ذوات الخبرة والمعرفة في تعليم القرآن الكريم، وقد شهدت هذه البرامج إقبالًا كبيرًا خلال السنوات الماضية".

وأضاف: "هناك أيضًا برامج متقدمة تستهدف خريجات الدبلوم العام وربات البيوت، وغيرهن من النساء الراغبات في تطوير مهارات تلاوتهن للقرآن، بحيث يركز التدريب على التجويد والإتقان في القراءة والحفظ".

وبخصوص البرامج العلمية والثقافية، أوضح: "المرشدات الدينيات يقمن بتقديم برامج مستمرة ومتنوعة تشمل دورات فقهية، وتدبر آيات القرآن، وبرامج موسمية مثل الأكاديمية الإيمانية في شهر رمضان، والفعاليات الخاصة بمواسم الحج، وغيرها من المناسبات الدينية التي نحييها سنويًا مثل ذكرى الهجرة، والمولد النبوي، والإسراء والمعراج".

وتابع عن برامج الطالبات: "خلال أيام الدراسة، هناك برامج مسائية مخصصة لتعليم القرآن وتصحيح التلاوة، تتناسب مع أعمار الطالبات ومستوياتهن. أما في الإجازات بين الفصول، فتتوسع البرامج لتشمل أعدادًا كبيرة، وكذلك في الإجازة الصيفية التي تكون مليئة بالأنشطة المتنوعة، حيث ندمج تعليم القرآن والسنة مع برامج تنمية مهارات حياتية وأنشطة ترفيهية مفيدة، جميع هذه البرامج تشرف عليها كوكبة من المعلمات والمرشدات والمتطوعات المؤهلات من مختلف بلدات النيابة".

أما قطاع الرجال، فله برامج متعددة بحسب الفئات العمرية، قال: "لدينا برامج علمية متنوعة لجميع شرائح الرجال، بدءًا من طلاب الحلقة الأولى وحتى الكبار، تشمل دورات تعليم تلاوة القرآن وتصحيحها، ويُعلن عنها بشكل مفتوح، مع توقيتات مرنة تناسب أوقات مختلف المشاركين".

أما البرامج الخاصة بالطلاب، فهي متعددة ومتنوعة طوال العام الدراسي، مع تكثيف خلال الإجازات بين الفصول والإجازة الصيفية، حيث يستفيد الطلاب من وقت فراغهم للتفرغ لدراسة القرآن الكريم.

"في الفصل الدراسي الثاني الماضي، كانت هناك حلقات لتدريس التجويد وتصحيح التلاوة، بالإضافة إلى إجازة قرآنية صباحية، كما تُخصص حلقات مسائية للطلاب من الصف الثالث حتى الصف الثاني عشر بحسب أيام محددة لكل فئة".

ومن بين البرامج العلمية الأبرز، يسلط محمود الضوء على: "البرنامج الصيفي والشتوي الذي يُقدمه مركز الإمام عزان بن تميم الخروصي، أحد أئمة عُمان المشهورين، والذي يحمل اسمه هذا المركز في نيابة سمد الشأن. يقدم المركز برنامجًا صيفيًا يمتد لستة أسابيع يتلقى فيه حوالي 60 طالبًا تعليمًا مكثفًا في القرآن الكريم، التجويد، علوم اللغة العربية، والعلوم الشرعية، بالإضافة إلى دروس في التاريخ، الأخلاق، التدبر، وتهذيب النفس".

كما يضيف: "يزور المركز مشايخ ومتخصصون لإلقاء محاضرات وورش عمل تغطي مجالات متعددة، ويهدف البرنامج إلى تربية الطلاب تربية إيمانية متكاملة، وصقل مهاراتهم ليكونوا أفرادًا معتمدين على أنفسهم، نافعين لأنفسهم وأهاليهم ووطنهم، متشبثين بالدين والأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة".

المناهج ومستويات التحفيظ

وتحدث عن نظام المناهج، فقال: "نحن نعتمد نظامًا غير مركزي في إدارة المدرسة، وهذا ينعكس على تنوع المناهج المستخدمة خاصة في برامج النساء، إذ تختلف المناهج بحسب الفئة العمرية ومستوى المعرفة، فما يناسب كبار السن قد لا يتناسب مع فئة الناشئات، وكذلك الحال مع الفئات التي تمتلك معرفة جيدة بأحكام التلاوة والتجويد مقارنة بمن لديهم ضعف في القراءة".

وأضاف: "بالنسبة للرجال وطلاب المدارس، تتبنى المناهج التركيز على إتقان القراءة الصحيحة قبل بدء الحفظ، لضمان حفظ خالٍ من الأخطاء بإذن الله تعالى".

وحول طبيعة المواد التي تُدرَّس إلى جانب الحفظ، أوضح: "في البرامج الصيفية، يكون التركيز الأساسي على القرآن الكريم تلاوةً وحفظًا وتدبرًا، لكننا ندمج معه علوم الشريعة، مثل الفقه والعقيدة والسيرة النبوية، وعلوم اللغة العربية، كالنحو والصرف والبلاغة".

وتابع": كما نحرص على تقديم سلسلة من البرامج العلمية المتنوعة تشمل التاريخ، والتهذيب، والأخلاق، والمعارف الأخرى التي تنمي شخصية الطالب".

وأشار إلى جانب مهم في التعليم: "استضافت المدرسة متخصصين للحديث عن قضايا معاصرة تهم المجتمع، مثل الابتزاز الإلكتروني، الجرائم الإلكترونية، آفة المخدرات، وغيرها من الموضوعات التي تتطلب وعيًا مجتمعيًا، بالإضافة إلى تنمية مهارات الإلقاء والتقديم والإنشاد، مع إقامة مسابقات في هذه المجالات".

الفئات العمرية والبرامج الخاصة

عندما سألناه عن الفئات العمرية التي تستقبلها المدرسة، قال: "نستقبل جميع الفئات العمرية، ذكورًا وإناثًا، حسب نوعية البرنامج والفئة المستهدفة. في الصيف، نركز على طلاب وطالبات المدارس، مع وجود برامج خاصة للفئات الأخرى".

وعن برنامج مركز الإمام عزان بن تميم الخروصي، أضاف: "يستقبل المركز الطلاب الذين أتموا الصف الثامن حتى الصف الثاني عشر، ويتم استقبالهم لسنوات متتالية بهدف استكمال دراستهم وتطوير مهاراتهم".

وحول شروط القبول، بيّن محمود: "في معظم البرامج، لا نشترط وجود حفظ مبدئي للقبول، بل تكون متاحة لجميع الراغبين حسب الفئة المستهدفة. مع استثناءات لبعض البرامج الخاصة، مثل برنامج الإجازة القرآنية، الذي يتطلب تأهيلًا مسبقًا".

وأكد: "أما برنامج مركز الإمام عزان، فيقوم بإجراء اختبارات ومقابلات للطلاب المتقدمين بسبب محدودية المقاعد وازدياد أعداد الراغبين في كل صيف".

المسابقات القرآنية والأنشطة

كما تحدث محمود عن المسابقات القرآنية التي تنظمها المدرسة: "لدينا مسابقة للقرآن الكريم في نيابة سمد الشأن، وتُعدّ جزءًا من أنشطة المدرسة القرآنية الوقفية. وقد أُطلقت النسخة الأولى من هذه المسابقة في عام 2024، واشتملت على تسعة مستويات، وشارك فيها حوالي 580 مشاركًا، وكانت المدرسة هي المقر لاستضافة التصفيات".

وتابع: "وقد أعلنت المدرسة الوقفية عن النسخة الثانية من المسابقة لهذا العام 2025، حيث نتوقع مشاركة أوسع ونجاحات أكبر بإذن الله".

وعن الأنشطة غير التعليمية قال محمود: "من أهداف المدرسة أن تكون مركزًا حيويًا لاستضافة الأنشطة والفعاليات النافعة التي تنظمها مختلف المؤسسات والفرق والجمعيات. نحن نمتلك مرافق وقاعات مجهزة تسمح بإقامة هذه الفعاليات بكفاءة".

وأضاف: "تُقام في المدرسة مناسبات دينية مهمة، مثل ذكرى الهجرة النبوية، الإسراء والمعراج، والمولد النبوي، بالإضافة إلى فعاليات توعوية واجتماعية".

وأشار إلى مثال حي: "في وقت سابق استضفنا ندوة توعوية عن المخدرات وآثارها الاجتماعية الخطيرة، شاركت فيها شرطة عمان السلطانية، وزارة الصحة، والشيخ أفلح بن أحمد الخليلي". كما لفت إلى التعاون مع الجهات الحكومية: "نُقيم فعاليات تثقيفية صحية واجتماعية، بالإضافة إلى برامج للعناية بذوي الإعاقة. نحن نرحب بأي جهة ترغب في الاستفادة من مرافق المدرسة بما يخدم المجتمع".

وذكر فعالية حديثة في مايو الماضي احتضنت المدرسة الاحتفاء باليوم الدولي لصحة النبات، الذي نظمته دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بسمد الشأن، وهذه من الفعاليات المتنوعة التي تستضيفها المدرسة".

تفاعل المجتمع المحلي

وحول مدى تفاعل المجتمع، أوضح: "يعد المجتمع المحلي شريكًا حيويًا في نجاح المدرسة وتحقيق رسالتها، والتفاعل يتزايد عامًا بعد عام، وهذا يحفزنا على تطوير البرامج وتعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والحكومي".

وذكر: "نشهد إقبالًا كبيرًا خصوصًا في الإجازات الصيفية وبين الفصول الدراسية من طلاب وطالبات المدارس، الذين يستثمرون أوقات فراغهم في برامج نافعة تعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع."

وحول تقييم الأثر المجتمعي قال محمود بفخر: "للمدرسة أثر واضح في ربط الناشئة بكتاب الله، سواء في الحفظ أو التلاوة أو التدبر، وهذا يظهر جليًا من خلال الإقبال الكبير من مختلف ولايات السلطنة، وكذلك من القرى المحيطة".

وأضاف: "استمرار البرامج وازدياد الأعداد عبر السنوات، بالإضافة إلى استحداث برامج متقدمة في القراءات وعلوم القرآن، كل ذلك يدل على نجاحنا في مهمتنا". وتابع: "الناس يرغبون في تعلم القرآن وتعليمه بإتقان، وهو ما يحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وهناك مطالبات مستمرة لتوسيع البرامج وزيادة أعداد المقبولين".

التحديات

وأوضح لنا أن "لكل مشروع أهلي يقام ويسعى إلى التطوير والتحسين والاستمرار تحديات يواجهها، إلا أنه يجعل هذه التحديات عاملا محفزًا ومشجعا له لبذل المزيد من الجهد والوسع لتحقيق الغاية المرجوة والأهداف المنشودة"، وأضاف: " وإذ إن المدرسة مشروع أهلي مبارك قام على تكاتف المجتمع وتآزره في البناء فإن المعول عليه أيضا في تفعيل دورها وتنفيذ أهدافها، فالبرامج التعليمية والفعاليات تحتاج إلى موارد مالية وبشرية، وهذا يتطلب تعاون الجميع، ولذلك فإن دعم إقامة هذه البرامج التعليمية يعتمد على توافر الموارد المالية لتغطية التكاليف".

وأشار إلى أن القائمين على هذه البرامج والفعاليات متطوعون ولا يحصلون على مقابل مادي فإن هذا التحدي يكون في استمرار بعض هذه البرامج.

في ختام الحديث، شاركنا محمود أبرز التحديات التي تواجه المدرسة: "مثل كل مشروع أهلي، نواجه تحديات عديدة، لكنها تمثل لنا دافعًا لبذل المزيد من الجهد وتحقيق أهدافنا"، وأشار إلى مجموعة من التحديات منها: الحاجة إلى موارد مالية مستمرة لدعم البرامج التعليمية والفعاليات، واعتماد المدرسة بشكل كبير على المتطوعين، مما يؤثر أحيانًا على استمرارية بعض البرامج، وأهمية تكاتف المجتمع وتضافر جهوده لضمان استدامة المشروع.

مؤكدا على أنه من الأهمية بمكان عمل وقوفات لهذه المدارس القرآنية لاستمرارية عملها وتحقيق رسالتها وأهدافها وإمكانية تعيين موظفين دائمين للإشراف والتعليم والتدريس.

مقالات مشابهة

  • التعليم تعلن عن فتح باب التقدم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج للعام الدراسي ٢٠٢٥/ ٢٠٢٦
  • من دكّة تعليم إلى دكان!.. التعليم بين قبضة الفساد ووهم «الأمل»
  • وزير التعليم: إطلاق أول مدرسة بمشروع المدارس المصرية–الألمانية العام الدراسي المقبل
  • مدرسة سمد الشأن النموذجية لتعليم القرآن.. صرح يجمع بين التعليم والتربية المجتمعية
  • مراسلة سانا بدمشق: وزارة التربية والتعليم توقع مع نظيرتها التركية بروتوكولاً للتعاون المشترك في ترميم المدارس المدمرة في سوريا، وتوسيع فرص التعليم أمام الشباب السوري، وتوطيد الروابط التعليمية والثقافية بين البلدين
  • قرارات جديدة تُطبق بجميع المدارس من العام الدراسي المقبل ..ماذا أعلنت التعليم؟
  • التعليم الفنى يعلن استثناء 4 مدارس فنية متقدمة لقبول الطلاب بنظام الـ5 سنوات
  • التعليم في السودان.. كيف ضيعته الحرب؟
  • التعليم تحدد ضوابط تكليف شاغلي الوظائف التعليمية لسد العجز المؤقت
  • عاجل"التعليم" تطلق آلية لسد العجز الطارئ بالمدارس في يوم عمل واحد