ليبيا – رأى المحلل السياسي عبد الله الديباني، أن إشكالية وجود التشكيلات المسلحة هي إشكالية موجودة في ليبيا منذ انطلاق ثورة فبراير، وقوبلت بالعديد من الحلول التلفيقية كان جلها غير مبني على استراتيجية إنهاء وجودها وإنما اعتمد على عملية التقليل منها بدمج بعضها ببعض.

الديباني، وفي تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك”، تابع حديثه:” أن تصريحات وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية قريبة من تصريحات وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا عندما بدأ بعملية أطلق عليها اسم عملية رأس الأفعى، التي أدى من خلالها إلى تخفيض عدد كبير من التشكيلات المسلحة غير الشريعة وغير المنضوية بشكل رسمي في الدولة، ولكن عادت هذه التشكيلات بقوة في عهد حكومة الدبيبة بعد انشطارها من داخل تشكيلات أخرى تأتمر بإمرة الدبيبة وتنفذ تعليماته”.

ورأى بأن وزير الداخلية لا يقصد بإخراج التشكيلات المسلحة من العاصمة هو إنهاء وجودها، وإنما هو إخلاء العاصمة من هذه التشكيلات التي بدأت تتمايز فيما بينها بالاستحواذ الأكبر داخل العاصمة، ومنها التشكيلات الشرعية وغير الشرعية، وقال لن يكون هذا الأمر هو الحل إن استطاع تنفيذ ما قاله، وهذا لا يعني إخفاء تواجدهم من المشهد حتى وأن تم إخراجهم من العاصمة، ولكن لا يعني بأنهم سوف يتغيبون عن المشهد السياسي والأمني.

وأشار إلى أن الحل هو دمج أفرادهم فرادى للأجهزة الرسمية كوزارة الداخلية والدفاع، وإعطاء الباب للخيار في عملية إعادة تنسيب هؤلاء الأفراد المنضوين في هذه المؤسسات بمؤسسات الدولة المدنية، فمنهم من يرغب أن يترك السلاح وأن يترك هذه المهمة الخطرة، وبأنه سوف يكون في مقدمة أي صراع قد ينشب داخلة العاصمة، ولديه الخيار بوجوده في مكان أفضل بمؤهله وما لديه من سيرة ذاتية مدنية ومزايا الراتب المدني، فإن جل الأفراد سوف ينتسبون لهذه المؤسسات.

وأوضح أن هذه الحلول هي حلول تلفيقية، التي لا تزال الدولة تدور في كنفها، ولا تزال هناك جهات تريد استعمال هذه التشكيلات لتحقيق المصالح الشخصية، وأن وزير الداخلية المكلف يريد أن يكون نسخة كربونية لفتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق، ولكن هذا الأمر بعيد عليه لأن معايير القدرات تختلف والقيادة تختلف، لهذا لن يتعدى هذا الإجراء سوى كونه بيانا لا يمكن تطبيقه على الأرض.

واعتبر أن الحل السليم هو دمج هذه التشكيلات بشكل فردي في مؤسسات الدولة من هذه التشكيلات كلا حسب مؤهله، بمزايا تضاهي المزايا من هذه التشكيلات، وفتح الباب للمشاريع الصغرى لهؤلاء الشباب لبداية مشاريع صغرى من الممكن أن تجني ثمارا أفضل مما هم عليه اليوم، فهم بتواجدهم على صفيح ساخن وهم في مقدمة أي مواجهات عسكرية بين هذه التشكيلات المتصارعة في العاصمة.

وأكد بأن هذه التشكيلات تسعى للسيطرة على أكبر رقعة جغرافية من العاصمة طرابلس ليكونوا ذوي هيمنة كبيرة بها

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التشکیلات المسلحة وزیر الداخلیة هذه التشکیلات من العاصمة

إقرأ أيضاً:

احميد: تمكين الجيش الليبي هو شرط لضمان نزاهة أي عملية انتخابية

قال المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، إنه لا يمكن الحديث عن انتخابات في ظل هيمنة السلاح، وهو ما يدركه الليبيون جيدًا، فكل دعوة للانتخابات دون نزع السلاح وتفكيك التشكيلات المسلحة هي دعوة للتمديد لا للتغيير، لذلك فإن تمكين المؤسسة العسكرية أولًا هو شرط لضمان نزاهة أي عملية انتخابية.

أضاف في مقال رأي له، “يُجمع كثير من الليبيين اليوم على ضرورة تمكين المؤسسة العسكرية الوطنية، وفي مقدمتها القيادة العامة للجيش الليبي، التي نجحت في محاربة الإرهاب في الشرق، وتحرير الجنوب من العصابات الإجرامية، فيما بقيت مناطق أخرى رهينة للجماعات المسلحة المدعومة من أطراف خارجية”.

وتابع قائلًا “ورغم حملات التشويه الإعلامية التي تتعرض لها هذه المؤسسة، فإن دورها كان واضحًا في حماية وحدة البلاد ومنع تمدد الفوضى”.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: عملية شباك العنكبوت أكبر ضربة أوكرانية ستُخلد في التاريخ
  • اللافي لـ “سفيري تونس والجزائر”: نعمل على كافة التشكيلات المسلحة
  • لبنان.. خطوات عملية نحو حصر السلاح بيد الدولة
  • البعثة الأممية: أحداث طرابلس.. تحدي وفرصة
  • رسالة أمن وطمأنينة من طرابلس.. دوريات الداخلية تؤمن الملاعب ومناطق التماس
  • وزارة الداخلية تواصل جهودها الأمنية لتأمين العاصمة طرابلس
  • احميد: تمكين الجيش الليبي هو شرط لضمان نزاهة أي عملية انتخابية
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • أكبر عملية إجلاء.. حرائق الغابات تفرض الطوارئ في هذه المنطقة| ما القصة؟
  • أكبر عملية إجلاء.. حرائق كندا تجبر 17 ألف شخص على النزوح