عبدالله أبوضيف (بيروت، القاهرة)

أخبار ذات صلة غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوب وشرق لبنان منتدى «التبادل المعرفي» بين الإمارات ولبنان يعزز الشراكة في تطوير العمل الحكومي

تشهد الساحة اللبنانية جهوداً مكثفة وخطوات عملية نحو حصر السلاح بيد الدولة، الذي أصبح التزاماً أساسياً على عاتق الإدارة السياسية الجديدة، منذ أن أدى الرئيس جوزيف عون اليمين الدستورية أمام مجلس النواب.


وعقد الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام، في الفترة الأخيرة، سلسلة من الاجتماعات مع مختلف القوى اللبنانية والفصائل المسلحة، بهدف التوصل إلى آلية واقعية لتطبيق مبدأ «حصرية السلاح بيد الدولة»، مما فتح الباب أمام تساؤلات عدة حول مدى قدرة لبنان على تنفيذ هذا التعهد، والسبل العملية لتحقيقه، والإطار الزمني المتوقع للوصول إلى الهدف المنشود.
وشدد عضو مجلس النواب اللبناني، فادي كرم، على أن نجاح مسار الإنقاذ في لبنان يبدأ من حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً أن الضغوط ستتزايد على حاملي السلاح غير الشرعي، وعلى رأسهم «حزب الله» والمجموعات المسلحة غير اللبنانية. 
وأوضح كرم، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية اتخاذ الخطوات العملية نحو حصرية السلاح بيدها. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الجمهورية عزمه بدء المفاوضات من أجل وضع ترتيبات واضحة لتسليم السلاح إلى الدولة ضمن مهلة لا تتجاوز الأشهر، مشدداً على أن الجدية حاضرة، ويتوجب متابعة الدولة لهذا الملف بإصرار.
 وأشار إلى أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب هذه التحركات، ويعتبر أن نجاح لبنان في فرض سيادة الدولة هو مفتاح لدعمه سياسياً واقتصادياً، موضحاً أن هناك مناخاً داخلياً بات أكثر وعياً بخطورة ازدواجية السلاح، مما يعزز فرص التغيير إذا توافرت الإرادة السياسية.
 من جهته، قال شارل جبور، السياسي اللبناني، إن الحل الوحيد المطروح اليوم يبدأ بإبلاغ جميع الفصائل المسلحة في لبنان بانتهاء مشروعها، سواء إقليمياً أو محلياً، حيث لم يعد أي منهم قادر على مجاراة الأوضاع الحالية، ولم يعد من الممكن الاستمرار في امتلاك سلاح تتعرض بنيته للاستهداف اليومي من قبل إسرائيل. 
وأضاف جبور، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه لم يعد هناك خيار سوى تسليم السلاح للدولة بشكل سلمي، خاصة مع دخول رئيس الجمهورية، جوزيف عون، على الخط، وطلبه بشكل واضح ضرورة تسليم السلاح المتبقي في مدة زمنية لا تتجاوز نهاية العام الجاري، وهو ما يتفق مع وثيقة الوفاق الوطني التي نصت في اتفاق الطائف عام 1991 على ضرورة نزع سلاح جميع الفصائل، لبنانية وغير لبنانية. 
وأشار إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في قدرة الدولة، بل في رفض الفصائل المسلحة تسليم السلاح، وهو ما عبر عنه بعضهم مؤخراً، مؤكداً أن وجود سلاحين على الأراضي اللبنانية يعطل الدولة، ويقوض السيادة، ولا يمكن الحديث عن دولة فعلية في ظل وجود سلاح خارج الشرعية. 
ونوه جبور بأن الرئيس عون شدد في خطاب القسم على احتكار الدولة للسلاح، كما كرر الرئيس نواف سلام الموقف نفسه عند تكليفه، وهو ما أكد عليه أيضاً البيان الوزاري للحكومة الجديدة، موضحاً أن التكرار المستمر لهذا المبدأ من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يعكس إدراكاً عميقاً بأن لا استقرار ولا إصلاح ممكن من دون حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نواف سلام لبنان ميشال عون مجلس النواب اللبناني بيروت حصر السلاح بید الدولة

إقرأ أيضاً:

بغداد وواشنطن في مفترق السيادة: ملف الحشد يكشف أعصاب العلاقة المتوترة

24 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: وسط تداخلات السياسة الإقليمية وتقاطعات المصالح الدولية، اندلع خلاف دبلوماسي جديد بين بغداد وواشنطن حول مصير الحشد الشعبي، الكيان المسلح الذي وُلد من رحم الفتوى الدينية لمواجهة تنظيم داعش، وتحول مع الوقت إلى لاعب أمني ــ سياسي يصعب تجاهله في المعادلة العراقية.

وظهرت التباينات بشكل علني بعد مكالمة هاتفية جمعت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي أعرب بوضوح عن قلق واشنطن من مساعي تشريع قانون الحشد الشعبي، محذّراً من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى ترسيخ النفوذ الإيراني وتكريس دور الجماعات المسلحة على حساب الدولة.

وتُقرأ تصريحات روبيو، المنشورة على منصة إكس، ضمن سياق التوجس الأميركي من تصاعد النفوذ الإيراني في العراق، خصوصاً بعد أن نجحت فصائل الحشد في تأطير وجودها داخل مؤسسات الدولة.

ورغم ذلك، حرصت بغداد على تقديم رواية مختلفة تُحافظ على التوازن بين الداخل والخارج، مؤكدة أن مشروع القانون يأتي في إطار «إصلاح المؤسسة الأمنية»، ويهدف إلى تنظيم وضع الحشد تحت مظلة الدولة الرسمية، بصلاحيات يمنحها القائد العام للقوات المسلحة، أي رئيس الوزراء ذاته.

ويدلّ هذا الخلاف على تعقيد العلاقة بين الطرفين، حيث تختلف القراءة الأميركية للواقع العراقي عن رؤية بغداد التي تحاول المواءمة بين الضغوط الداخلية من القوى الشيعية المتنفذة، والتوازنات الإقليمية الدقيقة، وبين متطلبات العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن.

وتتقاطع هذه المستجدات مع دعوات حكومة إقليم كردستان إلى وقف الهجمات على البنية التحتية النفطية، في تلميح قد لا يخلو من اتهام مبطن لفصائل مرتبطة بـ«الحشد» بالوقوف وراء عمليات زعزعة أمن الطاقة في الشمال، ما يعمّق فجوة الثقة بين المكونات العراقية نفسها، ويزيد من هشاشة الأمن الوطني.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
  • ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن تقدم بطيء في ملف السلاح
  • الأمر في عهدة الدولة
  • لحل مسألة السلاح... اتصالات مباشرة بين الرئيس عون وحزب الله!
  • عن حصرية السلاح... هذا ما أكّده الجميّل
  • خارطة طريق جديدة لتعزيز الصادرات والاستثمارات اللبنانية
  • شحادة: حصرية السلاح بيد الدولة
  • عون استقبل وفدا من الجالية اللبنانية في أوستراليا.. وأشاد بدعم الكويت
  • بغداد وواشنطن في مفترق السيادة: ملف الحشد يكشف أعصاب العلاقة المتوترة
  • تبدل الأولويّات اللبنانيّة وارتياح لدىحزب اللهبعد جولة براك الثالثة