هل حقا واشنطن قد تتحرك بدون نتنياهو؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
سرايا - تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن صباح السبت عن دول عربية تعمل على ترسيم خطة لمرحله ما بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة يضفي المزيد من الإثارة على خطوات إنجزت في الكواليس طوال الأسابيع القليلة الأربعة الماضية بين عدة دول عربية.
ويبدو ان أنتوني بلينكن يساند تصريحات سابقة باسم الناطق باسم البيت الأبيض او تقاريرا أشارت الى ان مبعوث الرئيس الأمريكي أبلغ رئيس وزراء "اسرائيل" بنيامين نتنياهو بان عدة دول العربية تعمل على مسار ما بعد غزة او ما بعد وقف Yطلاق النار في غزة الان .
وان الإدارة الأمريكية ستعمل مع هذه الدول بصرف النظر موقف "إسرائيل" مقترحا اي الرئيس الأمريكي على نتنياهو عبر مبعوثه ان يبادر الى التحرك في نفس الاتجاه وإلا واشنطن ستتحرك بدونه.
والحديث هنا عن خطة أنتوني بلينكن التي تشمل عدة دول من بينها المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية ومصر والامارات وقطر اضافة الى تركيا حيث يفترض ان تزيد جرعة التشاور والتنسيق بين هذه الدول في المرحلة اللاحقة تحت عنوان هندسة المشهد الفلسطيني.
ووضع أطر عامة لخطة مفصلة تعقب وقف العمليات الحربية في قطاع غزة .
وهي خطة أبلغت مصادر في حركة حماس وفصائل المقاومة مقدما انها لن تكون جزء منها الا من خلال ثغرة واحدة يبدو ان الإدارة الأمريكية لا تمانعها وهي إعادة تجديد منظمة التحرير بمعنى ادخال فصائل المقاومة الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية ثم العودة الى هيئة شرعية جديدة او مستجدة تمثل الشعب الفلسطيني و يمكن التفاوض معها.
وكان سياسيون أردنيون قد نقلوا عن قياديين سياسيين في حركة حماس ان الحركة لا تمانع ان تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بـ "إسرائيل" في اطار المفاوضات تنتهي بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .
وان الحركة لا تجد انها مضطرة لا لإعاقة مثل هذا الإعتراف في مثل هذا التوصيف والشرح ولا حتى لإعتبار نفسها مضطرة للإعتراف بـ "إسرائيل".
ومن المرجح ان فصائل المقاومة تستطيع ركوب موجة الإنضمام الى منظمة التحرير دون ان تجد نفسها ملزمة اصلا بنقاشات كفصائل يتوجب عليها الاعتراف بـ "اسرائيل" من عدمه لا في المرحلة الحالية ولا في المرحلة اللاحقة.
والخطة التي يشير لها الأمريكيون الان هي تقريبا في بعض ملامحها الأساسية ما ورد في نص وثيقة النداء الفلسطيني التي صاغتها عدة شخصيات أردنية وعربية وإسلامية بارزة وقدمت للعديد من الدول الغربية وايضا للمسؤولين في السفارة الأمريكية في عمان ولبعض الاطراف الفلسطينية .
والمضمون هنا توفير آلية تسمح لفصائل المقاومة الفلسطينية بالانضمام الى منظمة التحرير ثم العودة لتجديد شرعية المنظمة ودفعها باتجاه ان تكون ممثلة لجميع الشرائح والفصائل والمكونات الفلسطينية على ان يعقب ذلك مرحلة إنتقالية لثلاث سنوات تتشكل فيها بالتشاور مع الفصائل ولكن عن بعد حكومة تكنوقراط وطنية فلسطينية تتولى إدارة ملفات إعادة الاعمار في غزة وتعيد التشبيك والربط ما بين الضفة الغربية والقطاع .
ومن المرجح ان الجانب القطري تولي اما تخدير او هندسة الموقف مع السلطة الفلسطينية والرئيس عباس.
وان تفاعلات جرت بين وزراء خارجية الأردن ومصر والإمارات خلف الستائر لوضع خطة شاملة وترتبط بسقف زمني والتحرك على اساسها مع الأمريكيين والمجتمع الدولي .
وفي الوقت الذي تزيد فيه قناعة الاردنيين على الاقل بان حماس ستكون بمعناها الحركي والتنظيمي الحالي خارج حسابات هذا المشهد الا ان ثغرة ستفتح لحماس ولغيرها للتسلل داخل منظمة التحرير بمعنى ان تمثيل حركة حماس في حال تحولها الى فصيل جزء من منظمة التحرير مع حركة الجهاد الاسلامي او غيرهما سينحصر على حصتها داخل اطار المنظمة ،الأمر الذي يسمح أولا بتجديد الشرعية الفلسطينية.
وثانيا بحل كل معضلات ومشكلات إعادة إعمار غزة بعيدا عن فصائل المقاومة وبدون التعامل معها وعبر آلية حكومة التكنوقراط مع الشرعية التي تمثلها المنظمة عموما ليس بموجب قوانينها فقط ولكن بموجب تراثها التاريخي المناضل مع الشعب الفلسطيني.
راي اليوم
إقرأ أيضاً : بـ"الفسفور الأبيض" .. الاحتلال يقصف رفح قرب الحدود المصرية إقرأ أيضاً : الصحة العالمية: دمار غير مسبوق في غزة يحتاج إصلاحه عقودا من الزمنإقرأ أيضاً : بعد التحقيق .. جيش الاحتلال يقدم روايته لمقتل الطفلة "هند"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة الرئيس رئيس غزة غزة الرئيس السعودية الهاشمية تركيا غزة الشعب عمان غزة الأردن الاقل غزة الشعب عمان الأردن السعودية الهاشمية تركيا الصحة غزة الاحتلال الاقل الشعب رئيس الرئيس منظمة التحریر
إقرأ أيضاً:
فرنسا وبريطانيا يتراجعان: لا اعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحال
تراجعت طموحات مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك كان يعتقد أنه سيشكل خطوة كبرى نحو اعتراف غربي جماعي بالدولة الفلسطينية.
وأكد دبلوماسيون أن المؤتمر المزمع عقده بين 17 و20 يونيو الجاري لن يشهد إعلان اعتراف رسمي، بل سيركز على اتخاذ "خطوات تمهيدية" نحو ذلك الهدف, وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت.
وكان من المنتظر أن يشهد المؤتمر، الذي ترعاه فرنسا والسعودية، إعلانًا مشتركًا من دول غربية كبرى – بينها فرنسا وبريطانيا – للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. إلا أن التوجهات الجديدة أظهرت تراجعًا واضحًا عن هذا الطموح، وسط حسابات سياسية معقدة وضغوط إسرائيلية واضحة.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الاعتراف بفلسطين بأنه "واجب أخلاقي وضرورة سياسية"، عبر مسؤولين في حكومته أن المؤتمر لن يكون مناسبة للإعلان عن الاعتراف.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن باريس ترى أن الاعتراف يجب أن يبنى على سلسلة خطوات تشمل: وقف دائم لإطلاق النار في غزة، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إصلاح السلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع، بالإضافة إلى إنهاء حكم حماس.
في هذا السياق، أنشأت فرنسا والسعودية ثماني مجموعات عمل للتحضير لما تعتبرانه "مرتكزات حل الدولتين"، بينما تستضيف باريس مؤتمرًا للمجتمع المدني ضمن منتدى باريس للسلام قبيل مؤتمر نيويورك.
ورغم مشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة وإسرائيل في الاجتماعات التمهيدية، فإنهم لم يدلوا بأي تصريحات، ما أثار تكهنات حول احتمال مقاطعتهما للمؤتمر.
ويبدو أن إسرائيل، التي أعلنت مؤخرًا بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، تعتبر المؤتمر تهديدًا لمشروعها الرافض لقيام دولة فلسطينية.
أما بريطانيا، التي يتوقع أن يمثلها وزير الخارجية ديفيد لامي، فتواجه ضغوطًا داخلية من نواب في البرلمان يدعون إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وأكد وزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، أن موقف الحكومة البريطانية "يتطور"، مشيرًا إلى أن مواقف الحكومة الإسرائيلية المتشددة دفعت كثيرين إلى مراجعة موقفهم من ترتيب الاعتراف كخطوة لاحقة في مسار حل الدولتين.
لكن لندن تشترط التزامات واضحة في المؤتمر بشأن مستقبل الحكم الفلسطيني، خاصة إقصاء حماس من إدارة غزة.
وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس ماكرون، دعا أعضاء مجموعة "الحكماء" – وهم مسؤولون أمميون سابقون – إلى الاعتراف الفوري بفلسطين باعتباره "خطوة تحولية ضرورية من أجل السلام"، ويجب أن تفصل عن شروط نزع سلاح حماس أو التفاوض على شكل الدولة الفلسطينية.
وقالت آن-كلير ليجوندر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط: “المؤتمر يجب أن يشكل لحظة تحول نحو التنفيذ الفعلي لحل الدولتين. علينا أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، ومن نهاية الحرب في غزة إلى نهاية الصراع بأكمله.”