لا يخفى على أحد، أن الظروف الاقتصادية المعيشية التي يعيشُها كثير من المواطنين في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا المعاصر، أرهقت معيشتهم واقلقت مضجعهم، خاصة ممن لا دخل لهم ثابت، والذين حرموا من الإستفادة من حزمة الحماية الاجتماعية التي اقرها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة الحد الأدنى للأجور لـ 6000 جنيه.

من هذه الأسر التي تأمل أن يشملهم توجيهات القيادة السياسية بالرعاية والمساعدة حتى تتمكن من العبور من مرحلة «عنق الزجاجة» كما يطلق عليها السياسيون، بدون أضرار؛ سمير أبو وردة عبد العاطي، 65 عاما، يعيش مع أسرته المكونة من 4 أفراد، هو وزوجته ذات الـ 45 ربيعًا، وأبنائه مريم 10 سنوات، ومحمد عامين ونصف.

يجلس أبو وردة وأسرته البسيطة على بُساط صغير «حصيرة»، منسوج من خيوط البلاستيك، يقبعون في أحد أركان صالة منزله الصغير المُعرش بالسدة والخشب، والمغطى بالمشمع البلاستيك لحمايتهم من مطر الشتاء، والذي لا يقوى على منع المياه من السقوط عليها وقت ما تعرضت البلاد إلى السيول خلال الفترة الماضية.

ويشير الرجل المسن إلى أن منزله صغير جدًا، مساحته لا تتجاوز الـ 40 مترًا، ويضم غرفة نوم وصالة وحمام ومطبخ صغير، ويقع منزله المشيد بالطوب البلوك الخرساني في منطقة المقابر بأطراف قرية منشأة أبو عامر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية؛ وحيدا لا  يطلب أمرًا أو شيئًا من أحد، ولسان حالة لأولاده « لا تحزنوا إن الله معنا».

« أربكتني ظروف الحياه، وارهقني المرض، أصبحت قعيد في البيت، لا أقدر على العمل» هكذا حال أبو وردة، الذي يؤكد لـ «الوفد» إنه مريض فشل كلوي، ويذهب 3 مرات أسبوعيًا إلى مدينة الحسينية، للخضوع لجلسات الغسيل الكلوي التي يتلقاها في مستشفى الحسينية المركزي، الأمر الذي اضعف قواه وقلل نشاطه، وذلك لشعوره الدائم بالإعياء والتعب والإرهاق، وبالتالي أفقده القدرة على القيام بأي عمل.

«أنا قاعد في منطقة خارج البلد، في مكان مهجور، بمدخل المقابر، لا أخاف الوحدة والمكان، لكني أخاف على مستقبل ابنائي وزوجتي، خاصة عندما لا استطيع أن أوفر متطلبات حياتهم الأساسية، عاوز أجيب لوزم رمضان لعيالي، اقطر دمعًا عندما يطلبون مني شيئًا ولا استطيع»، كلمات أبو وردة المُسن؛ هي تعبير صادق عن حال كثير من الأسر التي أُجبرت على التخلي عن كثير من متطلباتهم، وقد يطول حالهم على هذا -لا قدر الله- مع قدوم شهر رمضان والمعروف بأطباقه الشعبية الشهيرة ومشروباته التقليدية الرمضانية، والتي أصبح وجودها على الموائد أمرًا صعبًا، في ظل تزايد أسعار المواد الغذائية أكثر من مرة في اليوم الواحد، إلا أن هناك بارقة أمل في صفقة «رأس الحكمة» والمتوقع لها أن تعمل على انخفاض أسعار السلع الغذائية بشكل نسبي أو ثباتها طوال الشهر الكريم، خاصة وأن الدولار فقد أكثر من 20 جنيهًا من قيمته أمام الجنيه خلال الأيام القليلة الماضية.

يقول الرجل المسن: أملي في هذه الأيام أن يشملنا توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جمهوريته الجديدة، والتي من شأنها تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وحتى تواكب تلك التغيرات الطارئة على الأسعار في الأسواق، لافتًا إلى إنه يعيش هو وأسرته على مساعدات أهل الخير فقط، والتي تكاد أن تُحيهم في هذه الظروف، خاصة وإنه حاليًا بدون أي معاش تضامني من الحكومة بعدما انقطع عنه الـ 400 التي كان يتقاضاها من التضامن من قبل، بدون أي سبب، ولم يعلم حتى الآن سببًا في هذا الحرمان، مطالبًا دعمًا حقيقيًا من القيادة السياسية وفق توجيهات الرئيس السيسي، ومراعاة كبر سنه، وإنه أب لطفلين لا يملكون من حطام الدنيا إلا والديهما ورئيس الجمهورية والدولية الحنونة، ولهم مطالب كباقي الأطفال خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم.

IMG-20240226-WA0025 IMG-20240226-WA0026 IMG-20240226-WA0024 IMG-20240226-WA0028 IMG-20240226-WA0019 IMG-20240226-WA0017 IMG-20240226-WA0018 IMG-20240226-WA0023

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحسينية محافظة الشرقية رأس الحكمة السيسي بهجة رمضان أبو وردة IMG 20240226

إقرأ أيضاً:

التسمُّم بالمبيدات الحشرية كمرض مهني في قانون الضمان 

#سواليف

كتب #موسى_الصبيحي 

من #الأمراض_المهنية التي نصّ عليها #قانون_الضمان مرض ( #التسمم_المزمن_بالمبيدات_الحشرية “الفسفور العضوي”)

ويعتبر #العمال_الزراعيون الأكثر عُرضةً للإصابة بهذا المرض الذي يحدث نتيجة تعرّضهم المتكرر والمستمر لمستويات منخفضة من #المبيدات_الحشرية، مما يكون له تأثيرات سلبية على صحتهم على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة غزة: الأمطار تغرق خيام النازحين.. نسف منازل بالتفاح وبيت لاهيا 2025/12/10

ومن أعراض هذا المرض؛ التشنّج، ضعف العضلات، ضيق التنفس، الغثيان، التهيج والطفح الجلدي، آلام في البطن، وقد يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الكلى.

لذا يُعدّ هذا المرض مرضاً مهنياً ويعامل في الضمان كإصابة عمل في حال تم تشخيصه على أنه ناتج عن طبيعة عمل ومهنة المؤمّن عليه العامل في الزراعة. وتُحدَّد نسبة العجز الناشئة عن هذا المرض بعد تشخيصه كمرض مهني بقرار من اللجنة الطبية المختصة في مؤسسة الضمان الاجتماعي.

ولأن العمال الزراعيين هو الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض، وكثير منهم مع الأسف ما زالوا خارج مظلة الضمان، ولا سيما عمال الحيازات الزراعية، بالرغم من أن القانون المعدل لقانون الضمان نص على البدء بشمولهم بتأمين إصابات العمل وتأمين الأمومة، فيجب العمل على توجيه جهود مؤسسة الضمان لشمول كل من تنطبق عليه أحكام قانون الضمان من هؤلاء العمال، حمايةً لهم وضماناً لحقوقهم ولا سيما في حال تعرضهم لإصابات العمل والأمراض المهنية ومنها مرض التسمم المزمن بالمبيدات الحشرية.

مقالات مشابهة

  • التسمُّم بالمبيدات الحشرية كمرض مهني في قانون الضمان 
  • هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته؟
  • بعد 14 عاما.. صرخة علي تعود لتُبكي السوريين وتتصدر الترند
  • تبدو من عالم آخر.. مصور يوثق مشاهد حالمة لبحيرات وردية اللون في فرنسا
  • براءة مصور فيديو واقعة الفعل الفاضح أعلى طريق المحور
  • محكمة الجيزة تصدر حكم براءة مصور فيديو الفعل الخادش وتحبس المتهمين سنتين
  • الحبس عامين ونصف للمتهمين في واقعة الفعل الفاضح أعلى محور 26 يوليو
  • القوة التي تبني ولا تهدم.. من وحي تقرير "عُمان 2040"
  • «العار والألم».. المعركة المزدوجة لمرضى الإيدز
  • ماذا تعرف عن الهربس النطاقي؟