رأس صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية اليوم وفد المملكة المشارك في الدورة الـ”55″ لمجلس حقوق الإنسان المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية.

وألقى سمو وزير الخارجية في الجلسة كلمة، أكد فيها اهتمام المملكة باستمرار تعاونها الوثيق مع آليات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان، التي تنطلق في تعاطيها مع مفهوم حقوق الإنسان من منظور شامل، يرتكز على حماية الفرد والمجتمع، وتحسين جودة الحياة، وتمكين عوامل التنمية والنهضة الشاملة.

وشدد على أهمية احترام القيم المختلفة، وعدم السعي لفرض قيم مختارة على الجميع، ومراعاة الاختلافات بين الدول والمجتمعات.

وقال: “إن كنا نؤمن بوجود قيم ومبادئ عالمية مشتركة إلا أن ذلك لا يلغي حق الدول والمجتمعات بأن تتبع المنظومة القيمية التي تتناسب مع التنوع الثقافي والاجتماعي في المجتمع الدولي”.

وأكد حرص المملكة على تعزيز مفهومها الشامل لحقوق الإنسان من خلال رؤيتها التنموية الطموحة 2030م، التي انعكست على تطوير البنية القانونية والمؤسساتية للمنظومة الوطنية لحقوق الإنسان ضمن إطار تطوير منظومة التشريعات بشكل عام، وأنظمة وسياسات العمل والوافدين، وتعزيز حقوق المرأة وتمكينها، وغيرها من المجالات التي تمس الحياة اليومية للمواطن والمقيم.

وأضاف سموه: “لا يمكن أخذ أي حوار مؤسسي حول حقوق الإنسان على محمل الجد إذا أغفل الوضع المأساوي في فلسطين. عن أي حقوق نتحدث وغزة تحت الرماد؟ كيف للمجتمع الدولي البقاء ساكنًا وشعب غزة يهجر ويشرد ويعاني من أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان؟”.

اقرأ أيضاًالمملكةخطبتا الجمعة بالحرمَين: الاستسلام لمراد الله وشكر نعمه وحسن الظن به من أجل العبادات

ولفت إلى أن المملكة دعت مرارًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إيقاف الحرب والتصعيد غير المسؤول حماية للمدنيين الأبرياء، وتمهيدًا لعملية سلام واضحة ذات مصداقية، تحظى بالتزام جميع الأطراف. محذرًا من التداعيات الكارثية لتهديدات اقتحام مدينة رفح، التي أصبحت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من المدنيين، نتيجة التهجير القسري لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن سقوط ثلاثين ألف قتيل، وتجويع أكثر من مليونَي شخص، وانعدام الأمن، وانقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ودواء في قطاع غزة ومحيطها، وبالرغم من ذلك فإن مجلس الأمن لا يزال يخرج من اجتماعاته دون نتيجة، معربًا عن رفض المملكة لازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها، ومطالبتها بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم “2720” وتفعيل الآلية الإنسانية بموجبه، ورفع القيود عن دخول شاحنات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، لرفع المعاناة الإنسانية غير المبررة.

وجدد دعوة المملكة إلى وقف فوري لإطلاق النار بما يمهد لعملية سلام جادة وعادلة وشاملة.

ضم وفد المملكة: معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، ‏‌ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور سعود الساطي، والمندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في جنيف عبدالمحسن بن خثيلة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

شاطئ السلام

الخميس11 /يناير/2024
بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
باحث في قضايا السلام والتنمية
*حاجةالإنسان الى الأمن ومأزق افتقاده **

يمثل الأمن أحد أهم أركان النعيم الدنيوي، بل يعتبر أولها؛ فقد فهم الإنسان منذ القدم أن أمنه الفردي هو أساس أمن أسرته التي أمنها تمثل أساس أمن المجتمع والدولة.
وقد ورد معنى الأمن في القرآن: بأنه نقيض الخوف، أما في الاصطلاح فيقصد به إحلال الشعور بالسكينة والاستقرار، وزوال الخوف الناشئ عن سيادة الحق والقانون، وضمان حقوق الفرد في المجتمع، وحرية التفكير والتعبير، وحفظ الكرامة الإنسانية، والمساواة في الفرص الحياتية...الخ.
وقد عرف العلماء في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية الأمن بأنه الحالة النفسية التي يوجد عليها الإنسان وما يشعر به نحو أحتياجاته التي تختلف من إنسان إلى آخر، وبالحصول عليها يستكمل مطالبه من الاستقرار وطمأنينة النفس التي تجلب وفرة الأرزاق وكثرة الثروات والرفاه الاجتماعي الذي لا يتحقق إلا بسلامة المكان(الوطن) الذي يستقر فيه الإنسان، فيقال أمن البلد أي أهله مطمئنون.
وفي هذا المنحى قال البروفيسور/ شهاب الدين سليمان أستاذ القانون الدولي الانساني بعدد من الجامعات السودانية في مقدمته عن الأسس ومبادئ الأمن الوطني: إن الأمن والخوف يعتبران حالتين لا تجتمعان في النفس، إذ يستقر أحدهما في نفس الإنسان أو الجماعة، حيث ذكر أنه في حالة الأمن يمارس الإنسان نشاطه بصورة عادية طبيعية وبلا توتر، أما في حالة الخوف وحالة الشعور بالتهديد لأمنه فإن عصبيته تثار ويظهر التوتر على أدائه ويظل كذلك حتى تزول المسببات(تهديدات الأمن) أو يواجهها ليزيلها بنفسه أو مجموعته بأي وسيلة يراها مناسبا لقدراته، أو قد يهرب بجلدته من المواجهة ويخسر ما كان يخاف عليه لعدم قدرته على الحماية وعدم إمكانيته، منقذا أمنه الشخصي في أدنى درجاته(الحياة المجردة مع قليل من الاحتياجات الأولية لو أمكن)، وعندما تتوفر له القدرات والامكانيات المناسبة فإنه قد يبادر إلى التخلص من الذي يرى فيه تهديدا لأمنه، أو قد ينشىء ملجأ محصنا يحميه من اعتداءات الآخرين، أو قد يجهز قدراته وإمكانياته ويدرب عليها ليرهب بها أعداءه فيجتنبوه، وقد يبادر هو بالاعتداء عليهم إذا ظن أنهم قد اقتربوا من قوته وأنهم ربما يفوقونه لاحقا.
في هذا الصدد يعيش مجتمعات البشرية في عالم اليوم أوضاعا مضطربة وظروفا مأساوية بالغة الخطورة من(معاناة الحروبات، والدمار وفقدان في الأنفس والأموال ...الخ)؛ لذلك برزت الحاجة إلى دراسة العلاقات الإنسانية من عدة أبعاد من منظور الحرب والسلام.
وقد أشار معالي الشيخ حسين الخشن أستاذ الدراسات العليا في مادتي: الفقه والأصول بمعهد الشرعي الإسلامي في لبنان في الحوار الذي أجراه معه مركز آفاق للدراسات والأبحاث إلى أن المآزق والاضطرابات التي يعيش فيها الإنسان اليوم نتيجة لافتقاده للأمن بكل أبعاده: عسكريا وأمنيا: الاعتقالات، والاغتيالات، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي. ووجود مليشيات ذات تنظيمات شبه عسكرية غير مسيطر عليها من قبل كثير من الدول. أما سياسيا فتتمثل في: الصراعات السياسية والانقسامات بين الجماعات الحزبية، وزيادة نفوذ جماعات الضغط على نظام الحكم، والانقلابات العسكرية، ...إلخ، بينما تكمن مظاهر أبعاده على المستوى الاجتماعي في: استفحال ظاهرة النهب المسلح، والتفكك الأسري، وضعف الروابط الإنسانية، والصراعات( القبلية والعرقية، والمذهبية...إلخ).
وعلى الصعيد الاقتصادي تتثمل: في الإضرابات، والحصار وقطع العلاقات والأزمات المالية والاقتصادية( أزمة الوقود والغذاء، والدواء...إلخ).
*ولأهمية* الأمن وحاجة الإنسان إليه في حياتة بدأ الرَسُولُ الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها). فالأمن على نفس الإنسان وعلى سلامة بدنه من العلل، والأمن على الأرزاق هو الأمن الشامل، وجعل تحقيق هذا الامن لدى الإنسان بمثابة ملك الدنيا بأسرها؛
لذا يعتبر الأمن حاجة ضرورية وأساسية للمجتمع الإنساني ومؤثر على الإستقرار والتقدم والازدهار في الوطن، بل يعتبر من أعظم نعم الله تعالى على العباد والبلاد.
وفي هذا السياق يرى المحللون الاستراتيجيون وخبراء الأمن القومي أن تحقيق أمن الفرد مقدم على تحقيق أمن الدولة؛ لأن من غاب عنه الأساس سقط عنه بنيانه ولو بعد حين.
فإذا القى الأمن بظلاله على الناس أمنوا على(رزقهم، ودينهم، وأنفسهم، وأموالهم وأعراضهم...إلخ)؛ فالحياة لا تستقيم ولا تصلح بدونه؛
لقوله تعالى:(وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ){سورة النحل: الآية 112}.
وحتى يتحرر الإنسان من الخوف والجوع...إلخ ليعيش حياة آمنة وكريمة لابد من إشباع حاجاته الأساسية والضرورية، منها الحاجات الجسمية والفسيولوجية والروحية(مأكل، مشرب، ملبس، مسكن، الأمن، الحرية، الهوية، العدالة، والانتماء...إلخ).
التي لا تدوم إلا بتوفير الأمن بكل ابعاده(العسكرية، والأمنية، والسياسية، والاقتصادية...إلخ)، المفضية الى حماية الإنسان من كل ما يهدد أمنه وكيانه، مع الدوام على شكر نعم الله وعدم حجودها، وذلك عن طريق توفير أسباب الرزق الكريم الآمن والمطمئن، واحترام حقوق الإنسان، وإرساء مبدأ سيادة القانون. وهذه أمور يعد تحقيقها دليلا على الوجود القانوني للدولة وممارسة حقها السيادي على إقليمها وشعبها، وعلى اسقلالها السياسي.
**وفي ضوء ما تقدم ذكره: هل من سبيل لتحقيق الأمن بكل أبعاده؟!!*

Email: ibrahimsarokh@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وزير حقوق الإنسان يطلع على الأضرار بمبنى إذاعة الحديدة
  • عقب 8 أشهر من حرب الإبادة بغزة.. أي جدوى للقوانين الدولية الإنسانية؟
  • شاطئ السلام
  • وزير الخارجية الإماراتي يدعو للتعامل بجدية مع مقترحات بايدن لإنهاء حرب غزة
  • وزير الخارجية الإماراتي يدعو للتعامل بجدية مع مقترحات بايدن لإنهاء الحرب في غزة
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين الاستهداف «الامريكي البريطاني» للأعيان المدنية في اليمن
  • سامح شكرى يتلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكي
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين استهداف العدوان الأمريكي البريطاني للأعيان المدنية في صنعاء وتعز والحديدة
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين استهداف العدوان الأمريكي البريطاني للأعيان المدنية
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي وقف إطلاق النار في غزة