الوسائل البديلة لفض النزاعات وأهميتها
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تعتبر النزاعات جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد والمجتمعات كطبيعة بشرية موجودة، ناشئةً عن اختلاف وجهات النظر والاهتمامات وغيرها، ولا شك أن إدارة وفض النزاعات بالطرق البديلة له دور فعّال وحاسم في بناء مجتمعات مستدامة وداعيةً للسلمية واللحمة المجتمعية، وتعد الوساطة والتحكيم من أبرز وسائل فض النزاعات وأكثرها فاعلية في مجالات الأعمال ونحوه.
فالسبل البديلة لفض النزاعات مثل الوساطة والتحكيم خصيصاً، تتجاوز الطابع الخصومي، وتسعى لتبادل المنافع لكل الأطراف المعنيّة في النزاع وتتمثل في عدة فوائد للأطراف أهمها توفير الوقت والتكلفة؛ إذ تسهم هذه الوسائل في تجنب الإجراءات القضائية الطويلة، والحفاظ على العلاقات لمساهمتها في إبقاء أطراف النزاع على تواصل للوصول الى حل مع الحفاظ على المصالح التجارية والشخصية وكذلك مشاركة الأطراف في تحديد الحلول لكونها بطبيعتها تمنح الأطراف الحق في اقتراح الحلول.
ويمكن تعريف الوساطة بأنها إجراء غير ملزم يشتمل على شكليات بسيطة يقوم فيها الوسيط بتقديم المساعدة للأطراف كطرف مستقل يعمل على تقريب وجهات النظر وتحديد أفضل إطار للوساطة وكيفية تنفيذها، ويشمل هذا تحديد القضايا المهمة التي يجب مناقشتها، وكذلك قدرة الوسيط على التعامل بالسرية حفاظاً على الأسرار والعلاقة بين الأطراف المعنيّة.
أما التحكيم فقد يعرف بأنه إجراء رسمي على خلاف الوساطة، ويتم في التحكيم عرض النزاع باتفاق الأطراف على محكم أو أكثر ويصدر المحكم قراراً نهائياً وملزماً لكافة الأطراف، ويختلف التحكيم عن الوساطة في أنه يعتبر كالمحكمة ولا يمكن للأطراف الانسحاب برغبة منفردة بعد بدأ الإجراءات، كما يعطي التحكيم كذلك الأطراف الحق في اختيار محكم واحد أو أكثر ومن خلال ذلك يصدر الحكم النهائي في النزاع.
ختامًا تعتبر مثل هذه الوسائل بلا شك تطورًا حضاريًا بنّاءً يعكس النضج والتقدم الاجتماعي كونها تبرز القدرة الفريدة لأفراد المجتمع على التفاهم والتعاون من أجل إيجاد حلول مرضية ومستدامة للتحديات القائمة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: التحكيم فض النزاعات المصالح التجارية
إقرأ أيضاً:
تجدد التوترات في هضبة حضرموت رغم جهود الوساطة وتهدئة المحافظ الخنبشي
شهدت هضبة حضرموت النفطية عودة التوترات العسكرية مجددًا على الرغم من إعلان محافظ المحافظة، سالم أحمد الخنبشي، اقتراب انتهاء الأزمة مع مسلحي حلف قبائل التابع لـ "بن عمرو بن حبريش" الذي يتمركز في مواقع نفطية في الهضبة منذ أيام.
وشهدت الهضبة، الأربعاء، إندلاع مناوشات في منطقة عقبة كوه بين نقطة تابعة لقوات حماية حضرموت التابعة للحلف قوة تابعة للقوات الجنوبية، بحسب ذكره الإعلام التابع للحلف.
وأوضح الإعلام أن بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، واللواء مبارك أحمد العوبثاني، قائد قوات حماية حضرموت، حضرا إلى الموقع، برفقة عدد من القبائل المجاورة، مشددين على ضرورة مساندة القوات للحفاظ على مناطقهم والشركات النفطية، على حد زعمه.
وفي تسجيل مصوّر، أكد عمرو بن حبريش أن قوات حماية حضرموت ستدافع عن الشركات النفطية، وأن المقاتلين ثابتون في مواقعهم ولن يتخلوا عنها، مؤكدًا أنهم أبناء المنطقة المدافعين عن أراضيهم وليسوا نازحين أو باحثين عن راتب.
وأضاف أن أي قوات تريد التوجّه نحو الوادي يمكنها ذلك، لكن الشركات والمنشآت النفطية محمية ولن يدخلها أحد.
من جهته، جدد المحافظ سالم الخنبشي مساء الثلاثاء تأكيده أن الأزمة قاربت على الانتهاء، مشيرًا إلى جهود الوساطة المحلية التي تتواصل مع حلف قبائل حضرموت وعمرو بن حبريش، مع توقع الإعلان عن اتفاق نهائي قريبًا.
وأوضح في مقابلة مع قناة اليمن الفضائية أن الوضع في الهضبة مستقر حتى اللحظة من جانب قوات النخبة الحضرمية وحلف حضرموت، وأن وادي حضرموت يشهد استقرارًا ولا توجد أي مظاهر لتوتر أو إطلاق نار، مضيفًا أن الحياة تسير بشكل طبيعي والمواطنون يمارسون أعمالهم.
وناشد الخنبشي العقلاء في الحلف وبقية وجهاء المحافظة بالاستجابة للتهدئة وتجنيب المحافظة أي صراع، مؤكدًا أن السلطة المحلية تعمل على منع أي احتكاكات مسلحة قد تؤثر على حياة المواطنين، وأن جهود الوساطة المحلية تأتي ضمن خطة للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وتطرّق المحافظ إلى أبرز المشاكل التي تواجه السلطة المحلية، من بينها توقف بعض الخدمات مثل بترومسيلة والكهرباء، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بالتنمية والتعليم واحتياجات المتعاقدين، مشيرًا إلى أن حضرموت كانت تحصل على نسبة من النفط أثناء التصدير، وأن إغلاق بعض المنافذ يحتم زيادة الموارد المحلية لتنفيذ مشاريع التنمية والخدمات.
بدوره، أكد الشيخ سالم عبدالرحمن باوزير، عضو لجنة الوساطة الحضرمية، أن الجهود التي بذلتها اللجنة خلال الأيام الماضية أثمرت عن التوصل إلى حلول من شأنها إحداث انفراج حقيقي في الأزمة، مشددًا على أهمية التعاون والتكاتف وتغليب المصلحة العامة لضمان استمرار الخدمات وتحسين مستوى المعيشة.
وأشار باوزير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات تنفيذية للتفاهمات على الأرض، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وشكر اللجنة وأعضاءها على جهودهم في حل الأزمة، مؤكدًا أن حضرموت تستحق البقاء بعيدة عن أي صراع يهدد أمنها واستقرارها.
وخلال لقاء مع المحافظ في المكلا، استمعت لجنة الوساطة إلى مطالب حلف قبائل حضرموت المتعلقة بتعزيز السلم الاجتماعي وترسيخ الأمن وتفعيل دور مؤسسات الدولة، حيث رحب المحافظ بجهود اللجنة واعتبر ملف التهدئة أولوية قصوى للسلطة المحلية. وأكد الخنبشي على أهمية تغليب المصلحة العامة ووحدة الصف، مشددًا على دور حضرموت التاريخي كنموذج للسلم والتعايش، وأن الحفاظ على وحدتها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.