سرايا - نظمت مجموعة مؤيدة لفلسطين في نيويورك فعالية لتأبين الجندي الأميركي آرون بوشنل، الذي أضرم النار في نفسه تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتجمع المتظاهرون أمام مركز تسجيل الجيش في مانهاتن لإحياء ذكرى بوشنل، كما وضعوا أزهار القرنفل والشموع أمام صورة للجندي قرب علم أميركي عملاق في ميدان التايمز.



وحمل الناشطون لافتات كتبوا عليها عبارات مثل "تكريم آرون بوشنل" و"أوقفوا الدعم العسكري الأميركي للإبادة الجماعية في غزة".

كما بسطوا على الطريق لوحة كبيرة ملفوفة تضم أسماء المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

والاثنين، توجه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله هناك سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه بينما كان يصرخ "الحرية لفلسطين"، وأعلنت شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة متأثرا بإصاباته.


وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنل أمام السفارة "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا مقارنة بما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".

ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى -أغلبهم أطفال ونساء- وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة. الأناضول
إقرأ أيضاً : الشريدة يوضح حديث الخصاونة: قصد المشككين ولم يشير للنوابإقرأ أيضاً : الأمانة تقرر تعطيل موظفيها الأحدإقرأ أيضاً : النائب العكور: حذاء "ختيار" فلسطيني هو الثمن لمن يأتي برأس إيدي كوهين لأهالي الصريح


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: نيويورك الاحتلال غزة نيويورك الحرية الخصاونة غزة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

أزمة منتصف العمر

في منتصف العمر بين الشباب والشيخوخة، أي بين الأربعين أو الخمسين، وحينما تتباطأ خطى الأيام، يجد الإنسان نفسه في مواجهة هادئة مع حياته، ذلك عندما تداهمه فجأة “أزمة منتصف العمر”، وهو مصطلح يقصد به في علم النفس مرحلة يمر بها بعض الأشخاص عادة بين سن الأربعين والخمسين، ويشعرون خلالها بمراجعة حياتهم وإنجازاتهم وأحلامهم الماضية، ويرافقها أيضًا شعورهم بمواجهة بعض مشاعر القلق، أو الندم، أو الخوف من التقدم في العمر، أو قد ترافقها رغبة في تغيير نمط الحياة، أو تحقيق أحلام مؤجلة، كتعدد الزواج مثلا، أو البحث عن وظيفة أفضل، أو غيرها.
“أزمة منتصف العمر”، ليست مرضًا نفسيًا، لكنها فترة طبيعية من التأمل وإعادة التقييم، ولا تأتي دائمًا في شكل صاخب أو مأساوي، بل قد تبدأ بهمسة عابرة أثناء صباحٍ عادي، أو نظرة طويلة في مرآة مزدحمة بالذكريات، وفي هذه اللحظة، يطرح الأنسان على نفسه سؤالًا يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل وزن العمر بأكمله: ماذا حققت؟ وأين ذهبت أحلامي القديمة؟
إنّ “أزمة منتصف العمر” لا تعني بالضرورة أزمة وجودية حادة كما تصفها الروايات أو الأفلام، بل هي في أحيان كثيرة عملية صامتة لإعادة تقييم المسار، وأبرز ما يمّيزها محاولة الإنسان التكيّف مع الأماني غير المحققة، كعدم الحصول على الوظيفة المناسبة، أو فتاة أو فارس الأحلام. وهنا يبدأ الإنسان في إعادة قراءة فصول حياته، ويستعرض محطات عبرها دون أن يتوقف طويلًا، وأحلامًا حملها يومًا ثم تركها تسقط، ربما بفعل الزمن، أو تغير ترتيب الأولويات، ثم يكتشف في لحظة مكاشفة صادقة، أن بعض الأحلام لم تُنجز، وأن سنوات العمر التي كان يراها سابقًا بلا نهاية، أصبحت معدودة ومحسوبة، ويرى نفسه بين طموحات شابة ما زالت تسكن داخله، وواقع عملي وأسري رسم معالمه بطريقة مختلفة تمامًا عمّا تخيله في بداية المشوار. وفي هذه المرحلة يشعر الإنسان أنه فجأة، تغيرت نظرته إلى حياته، فالوظيفة التي كانت يومًا مصدرا للفخر، باتت روتينية تستهلكه دون أن تمنحه شعور الرضا، والشغف القديم بمواهب مثل الكتابة أو الفن أو السفر صار هامشيًا، مؤجلًا دومًا لمستقبل قد لا يأتي، والأحلام الكبرى التي طالما خطط لها، أصبحت أحاديث مؤجلة مع النفس، بلا يقين بتحقيقها.
ومع هذا الشعور، تظهر الحاجة إلى التكيُّف مع واقع جديد، فكيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع الأماني غير المحققة، دون أن يقع في فخ الإحباط أو جلد الذات؟ فمنهم، وهو الصنف الأول الذي يعترف دون قسوة أن بعض الأحلام كانت جزءًا من مرحلة عمرية معينة، وما كان يناسب طموحات الشاب المليء بالحماس، قد لا يناسب الشخص الناضج الذي تغيرت أولوياته، وأن الاعتراف بعدم تحقيق كل شيء، لا يعني الفشل، بل يعكس مسارًا طبيعيًا لتطور الإنسان وتجدد اهتماماته عبر السنين.
أما الصنف الثاني فهو الذي يحتفي بما تحقق بالفعل، كتكوين علاقات صادقة، أو خوض تجارب ناجحة في الحياة، أو تكوين أسرة مستقرة، أو حتى لحظات صبر وشجاعة، على اعتبار أنها إنجازات تستحق أن يحتفي بها الإنسان، بدلًا من أن يحتقرها مقارنة بأحلام مثالية رسمها في وقتٍ سابق.
أما الصنف الثالث، فيبدأ بإعادة صياغة أحلامه، على اعتبار أن الأحلام لا تموت، لكنها تتغير أحيانًا، فلربما لم يتحقق حلم السفر حول العالم، لكن أثري عالمه الداخلي بقراءة عن ثقافات جديدة، أو تعلم لغة أجنبية طالما كان يحبها، على اعتبار أن الأحلام ليست نصوصًا جامدة، بل يمكن تشكيلها لتناسب مراحل الحياة المختلفة، دون التخلي عن جوهر الشغف.
أما الصنف الرابع والأخير، فيفضل الرضا بالواقع دون الاستسلام، على اعتبار أن الرضا الحقيقي لا يعني أن يتخلى الإنسان عن الطموح، بل أن يتوقف عن معاقبة نفسه على كل فرصة ضاعت، والفرق بين الرضا والاستسلام هنا: أن الأول ينبع من قبول واعٍ للذات وما مرت به، والثاني يولد من اليأس، وبين الاثنين، تبنى حياة متزنة أكثر واقعية وإنسانية.
والحديث حول هذا الموضوع، أعتقده مهمًا لكل منهم يعيشون هذه المرحلة، أو من يتعامل مع أفراد يعيشون هذه المرحلة، لكن المساحة المتاحة هنا قد لا تسمح بالتوسع أكثر ممّا تم عرضه وتدوينه، ولكن خلاصة الأمر: أن أزمة منتصف العمر ليست نهاية الطريق، بل فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأولويات وتصحيح المسار، وهي دعوة للتصالح مع الذات، ولرؤية الماضي والحاضر بعين ناضجة لا ترهقها المثالية، ولا تجلدها الأخطاء، على اعتبارها لحظة يجب أن يعترف فيها الإنسان بأنه، رغم كل ما لم يتحقق، لا يزال قادرًا على أن يحيا بسعادة، ويتنفس بشغف، ويواصل رحلته وهو أكثر حكمة وواقعية، حتى لو لم يصعد  كل القمم التي حلم بها صغيرًا، لكنه بالتأكيد قطع مسافات لم يكن يظن أنه سيقطعها، وهذا وحده، في ميزان الحياة، كافٍ ليُقال له: “لقد عشت حياتك”.

al_mosaily@

مقالات مشابهة

  • شرطة نيويورك تفض اعتصاماً مؤيداً لفلسطين
  • جامعة كولومبيا تنتفض من جديد: الطلاب المؤيدون لفلسطين يتظاهرون وشرطة نيويورك تعتقل العشرات
  • شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا لفض اعتصام مؤيد لفلسطين
  • وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين بمناسبة يوم النصر يدخل حيز التنفيذ
  • وقفة تضامنية أمام ضريح نصر الله.. الحاج حسن: التطاول لن ينال من قامة الشهيد
  • ‏حماس تنعى المسؤول العسكري خالد الأحمد الذي قتل في غارة اسرائيلية فجر اليوم في صيدا جنوب لبنان
  • أزمة منتصف العمر
  • ماذا يريد الأردنيون والدولة أيضاً؟
  • مفاجأة علمية.. ماذا حدث للأمريكي الذي حقن نفسه بسم الأفاعي لمدة 18 عامًا؟
  • طلاب جامعة كورنيل يعرضون لافتة ضخمة تضامنا مع غزة