أمام بوابة حصن جبرين الجميل، يأفل نجم إمام حاكم، ويسطع نجم إمام آخر في زمن واحد، وكلاهما حكما عُمان أواخر القرن السابع عشر، ومطلع القرن الثامن عشر الميلاديين، أما الإمام الذي أفل نجمه، فهو: بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي (حكم: 1679-1692م)، والإمام الذي بزغ نجمه هو: سيف بن سلطان بن سيف اليعربي (حكم: 1692- 1711م)، وقد عرف بلعرب بذوقه الفني وحسه الأدبي الرفيعين، ظهر في بنائه لحصن جبرين، التحفة المعمارية الجميلة، شُيِّد الحصن في روضة جبرين، سامق في فضاء رحب، إلا من نخيل باسقة، تكسر سكون الصَّحراء، وتضفي اخضرارًا ناعمًا على المكان، كما عرف سيف بن سلطان اليعربي بلقب «قيد الأرض»، لشدة حزمه وعدله بين الناس.
وحكاية الأفول والبزوغ، سردتها لنا كتب التاريخ العماني، ولعل أفضل من قصها هو المؤرخ حميد بن محمد بن رزيق النخلي (1784-1874م) في كتابيه: «الشعاع الشائع باللمعان»، و«الفتح المبين»، في كليهما سرد لقصة عجيبة تنتهي بنهاية مؤلمة، فقد حاصر سيف بن سلطان اليعربي أخاه الإمام بلعرب بن سلطان، لتنحيته عن الحكم، فالأخ الفنان الأديب مشغول بتعليم طلبة العلم في قصره جبرين، الذي يعده الباحثون أول جامعة عمانية، خرَّجت مجموعة من الدارسين، بينهم الأديب والفقيه والشاعر، من مثل: خلف بن سنان الغافري، ومحمد بن عبدالله بن عبيدان، وراشد بن خميس الحبسي، وغيرهم، بعد أن استقر له الملك، وكأن الإمام غارق في الإعجاب بقصره، لكنه إعجاب ينتهي بحزن، وقد عبَّر عنه بهذين البيتين: (أفنَيْتُ عُمْرِي في عِمَارَةِ مَنزِلِي.. شيَّدْتُهُ وَجَعلتهُ لي مَسْكنا، (لمَّا أتَيْتُ إلى القبُورِ فَقالَ لِي.. عَقلِي سَتنقلُ مِنْ هُناكَ إلى هُنا).
وصدق حدس الإمام الأديب، حيث ثار عليه بعد سنوات أخوه سيف بن سلطان، فجيَّش الجيوش، وحَشَد القبائل، وكَسَب «أهل الحل والعقد»، ليقفوا في صفه، فهو بصدد أن يكون إماما على عمان بديلا عن أخيه، وقد آن للأخ الأكبر بلعرب أن يتخلَّى عن الحكم، وآن لسيف أن يحل محله، لذلك فإن أول خطوة سيقدم عليها، هو إرغام أخيه على التخلي عن الحكم ولو بالقوة، فذهب الأخ الطموح إلى جبرين بجيش جرَّار، وحاصر الحصن أياما وليالي، لم يخرج منه الأخ الأكبر مستسلما، ولم يقتحمه الأخ الأصغر حقنا للدماء، وبقي الحصار ينذر بخبر وشيك قادم، خبر يحلم به الإمام الطموح، لكنه سيحزنه بعد ذلك؛ لأن تفاصيله تنتهي بموت أخيه بلعرب!.
ألم يكن ثمة حل آخر لانتقال الحكم إلا بالموت؟، وهل قتل الأخ أخاه؟، لم يحبذ المؤرخ حميد بن محمد بن رزيق النخلي أن يذكر ما حدث كما هو متوقع، ولم يشر إلى قتل قيد الأرض لأخيه الإمام بلعرب، حتى لا يثير غضب محبي أخيه عليه، إنه يريد أن يكسب الجميع في صفه، فما هو الحل إذن؟
تقول الرواية كما يسردها ابن رزيق في كتابه «الشعاع الشائع باللمعان»: بلعرب أنهى هذا الحصار: فقد (توضأ وصلَّى نفلًا لله ركعتين، وسأل الله -عز وجل- أن يميته، فما فرغ من دعائه إلا وخرَّ ميتا على البساط الذي صلَّى فيه)، هكذا تنتهي قصة الحصار الطويل، أمام الحصن الجميل الذي بقي ثابتا، رغم المدافع التي ضربته.
ولأن ابن رزيق كما أراه في أكثر مؤلفاته راوية، يجيد سبك الحوار في النص، فإنه بعد أن خرَّ الإمام بلعرب ميتا على البساط الذي صلى فيه، خرج بعض خدامه من الحصن، وأخبروا أخاه سيفا بوفاته، فاتهمهم وقال:
-أقتلتموه قتلكم الله؟
فحلفوا له أنه مات حتف أنفه، ثم خرج أصحابه من الحصن، ومضوا إلى أخيه سيف، وأخبروه عن أخيه بلعرب، فمضى سيف إلى الحصن، وغسل أخاه بلعرب، وكفَّنه، وصلى عليه، ودفنه قريبا من الحصن، وقبره مشهور، وخلصت عمان إلى سيف ولم ينازعه فيها منازع، (دفن الإمام بلعرب داخل الحصن، ولعل ابن رزيق لم يزر الحصن، ولا يعلم عن مكان الضريح).
أسوق هذه القصة التي حدثت أمام أعتاب حصن جبرين ذات يوم من أيام عام 1692م، ورواها ابن رزيق النخلي بعد مائتي عام، بمناسبة تجمع الاثنين معا، وهما: القصر والمؤرخ، فقد أدرجتهما منظمة «اليونسكو» في نوفمبر 2023م، ضمن المعالم التاريخية والشخصيات المؤثرة عالميا، هكذا تجمع الأيام بين المؤرخ الذي رحل عن عالمنا قبل 150 عاما، وبين القصر الذي شُيِّد قبل 350 عاما، وكلاهما مؤثران في الحياة، القصر بملامحه الفنية وهندسته المذهلة، والمؤرخ الأديب بمؤلفاته المهمة والكثيرة، في التاريخ والشعر والأدب، وقائمة كتبه تثير الإعجاب والعجب.
قبل أسبوعين، احتفت أمانة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بذكرى الشخصيات العمانية المؤثرة عالميا، والمدرجة في قائمة اليونسكو، وفي صدارتهما: ابن رزيق النخلي وحصن جبرين، المؤرخ بصحيفتيه: «القحطانية» و«العدنانية»، ومؤلفاته الأخرى في التاريخ، كالشعاع والفتح، ودواوينه ومنظوماته، والحصن بما يحويه من إبداع زخرفي، وما يشعه من إبهار جمالي، وبزخارفه وشرفاته وتشكليه الهندسي، وبما ضمه من أحداث، فقد كان ينبض بالحياة، وبقي رمزا لمجد يعربي آفل، شيده الإمام بلعرب بن سلطان، الذي لم يستمتع به كثيرا، ولعل زمن إقامته فيه لا تزيد عن عقدين من السنين.
اجتمعنا في ذلك المساء الاحتفائي، وشعرت أن هذه التحفة المعمارية الملهمة هي في استقبالنا، وأول ما وصلت المكان، رحت أطوف ببصري أرجاء المكان، ومع أن هذه الزيارة ليست الأولى للحصن، ولكن في كل زيارة أجد في الحصن جاذبية ورونقا، ولعلها دعوة زيارة متكررة، من الإمام النائم في ضريحه أسفل القصر. عند أعتاب جبرين، وكأنَّ صهيل خيول سيف بن سلطان، تتسلل إلى وجداني، وأصيخ السمع إلى حمحماتها، ولعلي بعين البصيرة أرى «قيد الأرض»، ممسكا بلجام خيله، مادًا بصره إلى شرفات جبرين، متى سينزل الإمام المحتمي به ليعلن استسلامه، فالحصار طال، وأرى عيون «بلعرب» تمتد خلسة بين حين وآخر إلى الساحة الخارجية، لعل أخاه قرر الانسحاب، ولكن الإمام الطموح لم يترك فرصة له، وكان وعد الله يأذن بالنهاية الحزينة.
ولأن الحديث عن الإمام بلعرب، فإنه لم يشد حصن جبرين فقط، بل نشر فكرة بناء الأسواق المغلقة، فشيد في منح سوقا طويلا، تتقابل دكاكينه، وفي الوسط مساحة تسمح بحركة الناس فيها، وظل السوق باقيا، نتردد عليه لشراء احتياجاتنا من أصحاب الدكاكين، حتى هدم منتصف الثمانينات الماضية، وضاعت منا تحفة تجارية رائعة، كان يمكن أن ترمم، كما رممت أسواق أخرى، في بهلا ونزوى وغيرها، ولكنه هدم بلا وعي لأهميته التاريخية.
أما حصن جبرين، فما تزال شرفاته، تستقبل انهمار ضياء الشمس، وانسكاب نور القمر، من نوافذ «غرفة الشمس والقمر»، وما يزال صوت الإمام بلعرب وأسرته، يتردد بين جنبات الحصن، في الجناح الخاص به، وما تزال النقوش الشعرية، تحدث الزائر بلسان شعري فصيح، نصوص نُقِشَت في أخشاب الغُرَف، وزُخرِفت بها جنبات السلالم.
وغير تلك النصوص، هناك نصوص أخرى نثرية وشعرية كثيرة كتبت لاحقا، فكل من زار الحصن كتب فيه قصيدة، منهم: الشاعر علي بن ناصر الريامي، والشاعر راشد بن خميس الحبسي، وسعيد بن محمد الغشري، والشاعر بدر بن هلال البوسعيدي، الذي نظم قصيدة في وصف حصن جبرين، منها: (يومِي بقصْرِكَ يا جَبرينُ قدْ قَصُرَتْ.. ساعاتهُ وَدَقيقُ الفَنِّ أفناها).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سیف بن سلطان
إقرأ أيضاً:
السيد بلعرب يفتتح مؤتمر ومعرض عُمان العقاري.. و2.3 مليار ريال قيمة استثمارات 9 اتفاقيات شراكة وتطوير في المدن المُستقبلية
◄ مشاركة دولية واسعة وحضور استثنائي في نسخة 2025
◄ "طلعت مصطفى" المصرية توقع اتفاقيتي تطوير لمدن نموذجية وأحياء سكنية بـ1.5 مليار ريال
◄ اتفاقية توقيع للبنود الرئيسية لتطوير حيين بمدينة السلطان هيثم بـ150 مليون ريال
◄ إسناد مناقصة لأعمال تهيئة وتسوية الموقع بمدينة السلطان هيثم بأكثر من 6 ملايين ريال بتطوير "الأدراك"
◄ تطوير أول واجهة فندقية في مدينة السلطان هيثم بـ45 مليون ريال
◄ اتفاقية تطوير بـ240 مليون ريال لتطوير الحي رقم (6) بمدينة الثريا
◄ 200 مليون ريال قيمة اتفاقية البنود الرئيسية لتطوير الحي الصحي في "الجبل العالي"
◄ توقيع 23 اتفاقية تعاون لتنفيذ البنية الأساسية لمشاريع الأحياء السكنية المتكاملة "صروح"
◄ إطلاق 8 فرص استثمارية جديدة بمساحة إجمالية تتجاوز 1.3 مليون متر مربع
◄ توقيع 43 عقد انتفاع بـ7.3 مليون ريال عُماني في الأمن الغذائي والصناعة والرياضة
الرؤية- سارة العبرية
تصوير/ راشد الكندي
تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، انطلقت أمس أعمال النسخة العشرين من مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء، وذلك خلال الفترة من 19 إلى 24 مايو في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بتنظيم من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وبالتعاون مع الجمعية العقارية العُمانية وشركة "كونكت".
ويُعد هذا الحدث من أبرز المنصات العقارية في سلطنة عُمان؛ حيث يشهد مشاركة واسعة من كبار المستثمرين والمطورين العقاريين المحليين والدوليين، إلى جانب نخبة من الخبراء والمستشارين في مجالات العمران والتنمية العمرانية والتطوير العقاري.
وشهد المؤتمر تدشين مدينة "الثريا" في ولاية بوشر، كمدينة عمرانية ذكية ترتكز على رؤية عالمية واستثمارية طموحة؛ حيث تُعد "الثريا" نموذجًا مستقبليًا للعيش المستدام والتكامل الحضري، وتغطي ثلاث مراحل تطويرية، تمتد المرحلة الأولى على مساحة تتجاوز 3 ملايين متر مربع، تستهدف استيعاب أكثر من 8 آلاف نسمة من خلال 2600 وحدة سكنية ضمن 8 أحياء سكنية متكاملة صُمّمت وفق أعلى معايير جودة الحياة والتخطيط العمراني الذكي، مع التركيز على تنوّع أنماط الاستخدام، واعتماد الحلول البيئية منخفضة الكربون.
ومن وسط جبال الحجر العُمانية وعلى ارتفاع 2400 متر مربع فوق سطح البحر؛ تم تدشين الجبل العالي، كوجهة جبلية عالمية متفردة في سلطنة عُمان والمنطقة؛ حيث يقع المشروع على حافة جبلية بطول 5.4 كم بإطلالة آسرة على تشكيلات جيولوجية استثنائية، بمساحة 11.8 كيلو متر مربع، ويستوعب أكثر من 10 آلاف نسمة ووحدة سكنية مبتكرة ومتنوعة في ثلاثة قرى رئيسية، تقدم أنماطًا معيشية متنوعة تجمع بين الفخامة، الارتباط بالطبيعة، والتجارب الثقافية والمغامرات.
وفي إطار تدشين أعمال مؤتمر ومعرض عُمان العقاري، التوقيع 9 اتفاقيات شراكة وتطوير بقيمة استثمارية إجمالية تجاوزت 2.3 مليار ريال عُماني، وتشمل مشاريع تنموية نوعية في مدينة السلطان هيثم، ومدينة الثريا، بما يعزز خارطة النمو العمراني في السلطنة ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاع العقار.
وشملت الاتفاقيات الموقعة اتفاقيتي شراكة وتطوير استثماري تتجاوز قيمتها 1.7 مليار ريال عُماني، تغطي مساحة تتجاوز 4.8 مليون متر مربع، من تطوير مجموعة طلعت مصطفى العقارية أحد أبرز المطورين الإقليميين في المنطقة، وشملت الاتفاقية تطوير الأحياء (7)، (8)، (9)، (11)، (12A)، و(12B) في مدينة السلطان هيثم على مساحة إجمالية تتجاوز 2.6 مليون متر مربع.
أما الاتفاقية الثانية تضمنت تطوير الأرض الساحلية بولاية السيب لمشروع سياحي نوعي بمساحة تتجاوز 2.2 مليون متر مربع، إذ يضم المشروع فندقًا سياحيًا، مناطق سكنية راقية تضم وحدات سكنية بإطلالات بحرية فريدة، متصلة ببحيرات صناعية و مارينا بحرية.
من جانب آخر، تم توقيع اتفاقية البنود الرئيسية لتطوير الحي رقم (6C) و(6D) بقيمة استثمارية تزيد عن 150 مليون ريال عُماني مع شركة الأدراك للتطوير العقاري بمدينة السلطان هيثم. كما سيتم إسناد مناقصة لأعمال تهيئة وتسوية الموقع بمدينة السلطان هيثم الحزمة رقم (1أ) بقيمة استثمارية تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني بتنفيذ شركة الأدراك للتجارة والمقاولات، في خطوة محورية نحو تجهيز البنية الأساسية للمدينة، وتسهيل الربط بين أحيائها ومرافقها الحيوية.
وبقيمة استثمارية تصل إلى 45 مليون ريال عُماني، سيتم توقيع اتفاقية شراكة بين مجموعة الأدراك وشركة (LUX Collection) العالمية وهي مجموعة ضيافة عالمية تدير علامات تجارية في مجال الفنادق الفاخرة وأسلوب الحياة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، من أجل تطوير أول واجهة فندقية بتصنيف 4 نجوم في مدينة السلطان هيثم في مساكن يناير، يضم (170) غرفة فندقية، و (123) شقة فندقية، و(96) شقة سكنية.
وشهد الافتتاح توقيع اتفاقية شراكة وتطوير بقيمة استثمارية تتجاوز 240 مليون لتطوير الحي رقم (6) أحد الأحياء الرئيسية ضمن المرحلة الأولى بمدينة الثريا من تطوير شركة تثمير العقارية، وتبلغ مساحة الحي 285 ألف متر مربع، ويضم ألف وحدة سكنية.
وشهد الحدث إسناد مناقصات بمدينة الثريا بقيمة إجمالية 13 مليون ريال عُماني، شملت إسناد مناقصة أعمال تهيئة وتسوية الموقع بقيمة تتجاوز 7 ملايين ريال عُماني لشركة التسنيم للمشاريع المحدودة، إلى جانب إسناد مناقصة لأعمال الاستشارات الهندسية للإشراف على الأعمال الإنشائية بمدينة الثريا بقيمة استثمارية تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني؛ ما يعكس الانتقال الفعلي من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع.
وجرى الإعلان عن إطلاق مسابقة دولية لتصميم المرحلة الثالثة لمدينة الثريا تهدف لاستخدام الموقع كوجهة عامة للمغامرات والرياضات الجبلية.
وفي الجبل العالي تم توقيع اتفاقية البنود الرئيسية لتطوير الحي الصحي بالقرية الغربية بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون ريال عُماني على مساحة 630 ألف متر مربع، ويضم 500 وحدة سكنية وفندقية بمساحة بناء تتجاوز 100 ألف متر مربع، ليُرسّخ الجبل العالي مكانته كوجهة متكاملة تجمع بين الصحة، والسياحة البيئية، وجودة الحياة.
وعلى هامش المؤتمر، جرى التوقيع على 23 اتفاقية تعاون لتنفيذ البنية الأساسية لمشاريع الأحياء السكنية المتكاملة "صروح"، تشمل إنشاء شبكات المياه والصرف الصحي، وشبكات توزيع الكهرباء، وتطوير البنية التحتية للإنترنت، مع كل من الشركة العُمانية لخدمات المياه والصرف الصحي، وشركة نماء لتوزيع الكهرباء، وشركة نماء لخدمات ظفار، والشركة العُمانية للنطاق العريض، وتغطي الخدمات 8 مشاريع من مشاريع "صروح "وهي حي العلا، حي المزن، حي عز، حي المسرات، حي الشروق، حي النسيم، حي النما، حي السلام.
وفي إطار تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يشهد الحدث طرح 8 فرص استثمارية جديدة لتطوير الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة "صروح"، موزعة على محافظات جنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، وظفار، ومسقط، والداخلية، وتشكل هذه الفرص نافذة واعدة للمستثمرين الراغبين في المساهمة في تطوير القطاع العقاري؛ مما يعزز من تنويع المشاريع الإسكانية ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستثمار والاستغلال الأمثل للأراضي الحكومية، شهد الحدث توقيع 43 عقد انتفاع، بقيمة استثمارية تجاوزت 7.3 مليون ريال عُماني شملت عدد من القطاعات التنموية، ففي الأمن الغذائي تم توقيع 11 عقدًا بمساحة إجمالية تجاوزت 881 فدانًا، وتوقيع 11 عقدا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمساحة تجاوزت 5600 متر مربع في القطاع الصناعي، كما شمل التوقيع عقد انتفاع لإنشاء أكاديمية رياضية متخصصة على مساحة تتجاوز 26 ألف متر مربع، بما يعكس تنوع الاستثمارات واستهداف قطاعات حيوية تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويقدّم المعرض المصاحب المقام على مدى ستة أيام ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض عُمان العقاري، تجربة تفاعلية ثرية تمكّن المستفيدين من التعرف عن قُرب على الخيارات الإسكانية المتاحة، كما يتيح للزائر التعرف على نماذج وتصميم الشقق من خلال استعراض نموذج حيّ للشقق السكنية في مدينة السلطان هيثم، بما يُوفّر تجربة عملية لفهم جودة الوحدات وتصاميمها على أرض الواقع.