صحيفة البلاد:
2025-06-27@00:08:43 GMT

السبعون وأنا

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

السبعون وأنا

أستيقظ على رسالة تصلني صباح كل إثنين من صحيفة “البلاد”، تذكّرني بإرسال المقال لينشر الأربعاء.
كنت حقاً بين موضوعين لا ثالث لهما: إمّا الحديث عن رحلتي الأخيرة ،والتي قضيتها مع زملاء الدراسة من الصف الأول الإبتدائي ، ونحن سوياً منذ أكثر من ستين عاماً ،ولا زالت تربطنا علاقة طيبة حتى اليوم ،والذي اخترت أن أتحدث فيه عن دور الأمازيغ في التاريخ الإسلامي.

والرسالة الأخرى التي استوقفتني ،وأظنها مهمة أيضاً ،وهي من إبني هتّان ، تحمل تأكيداً لحجز المكان ، الذي اتفق فيه مع العائلة بفروعها ، على موعد اللقاء للعشاء سوياً ،بمناسبة بلوغي السبعين.

فوجدتني متأثراً برسالة إبني أكثر من الحديث عن الأمازيغ، والرحلة مع زملاء العمر، الموضوع الذي يستحق أن اكتبه لاحقاً.
خرجت في عجل ، وكانت الساعة قاربت العاشرة صباحاً ،إلى مكتبتي محاولاً أن أضع مادار في خاطري لحظتها.

إنها حقاً السبعون التي تحدث عنها الكثيرون ، منهم من اعتبرها المرحلة الذهبية من العمر، ومنهم من قال إنها شمس الغروب ، ومنهم من استخفّ بها ،ووصفها بأنها سلسلة إخفاقات، وكثير شعر أنها عادية ، لم توثر في مصير أحد ، ولم تغير في الكون شيئاً، ومنهم الذين صوّروا حياتهم على أنها سلسلة من النجاحات ،والأحرى أنهم كاذبون ،ولكن من الطبيعي أن ما يتوقعه الناس ،أن يؤلف الآخرون قصصاً عن أنفسهم تمتع القراء.

قد تكون ذكرياتنا عن الحياة بعد السبعين ،هي جملة هذا كله . وإن كنا نستطيع عدَّها أياماً واسابيع وشهوراً ، ولكن نعجز أن نتذكّرها بتفاصيلها على مدى هذه السبعين عاماً.
وعندما أحاول أن أبحث تاريخ ميلادي، أجد أن هويتي تحمل الرقم ٧/١ ( الأول من رجب) كغيري من أبناء جيلي ، وكان هذا مخرجاً تقنياً للتاريخ الهجري ( وعندما أنظر إلى جواز سفري ،أجده السادس مارس ، وقد يكون أفضل مقاربة للأول من رجب حينها ، ولكن والدتي -يرحمها الله- ،تقول إن ميلادي كان في اليوم الأربعين بعد وفاة الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ، أعلم أن هذا لا يعني أحداً، فأنا لست من وضَعَ النسبية ،ولا من اخترع المصباح الكهربائي، أو حتّى تسلّق جبلاً أو غاص في بحر.
كنت في حديثي مع همام ابني ،عن ماهية مفتاح النجاح ،حيث قال إنه العلم فقلت مضيفاً إن النجاح توفيق من الله نصله بالإحسان إلى الناس و حسن الخلق، ولا شك أن العلم بكافة تخصصاته ،مطلوب شرعاً ،وهو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، و عسى الله أن يلهمنا أن نحسن استخدام ما تعلمناه.

وكما يقول كاتبي المفضّل عندما بلغ السبعين : هذه السنوات السبعون التي طويتها على الأرض حتّى الآن ،كانت حقبة عجيبة بما تمخّضت عنه من اختراعات هائلة ، تفتّق عنها عقل الإنسان ضمن حيز ضيق من الزمان، حتّى ليبدو لإنسان اليوم، أن العالم الذي ولد فيه هو غير العالم الذي يعيش فيه اليوم،

وإن كنت لا أتفق مع ميخائيل نعيمة في وصفه السبعين ،أنها شمس الغروب، فلا زال أمامنا الكثير من الكتب التي لم نقرأها ، والكثير من المدن التي لم نزرها ، والكثيرمن المناسبات التي لم نحضرها، وكثير من الأعياد والأفراح التي ننتظرها ،داعين الله أن يمتّعنا بما بقي لنا ،وأن يصلح أعمالنا ويغفر لنا.

عندما أعود للوراء ،لا أنسى ذلك الطفل الذي لم يقارب السادسة من العمر ،يمشي بين خالته وأمه عندما انتقلا من بيتهما إلى البيت الجديد ، يستعد أن يدخل المدرسة ، حيث بدأت حياته الحقيقية في
معرفة العالم والإنطلاق بنفسه إلى آفاقه مختلطاً بزملاء ، لازال أكثرهم رفاقه حتى اليوم، وكذلك اليوم الذي تقدم فيه لاختبار العمل ، وكان انطلاقة أخرى في حياته المليئة بالعجائب ، يحلو له اليوم أن
يستعيدها مبتسماً ، ولكن أجملها ،كان اليوم الذي رزقه الله فيها بمولوده الأول ،لقد كان شعور الأبوة لحظتها يفوق كل شعور .
أشعر أني بهذا الحديث ، لم أضف شيئاً يهم أحداً، وإنما هو شيئ من حديث النفس راودني، أردت التنفيس عنه ،مدركاً بعد كل هذه السنوات ،أن العمر رقم للسجلات ليس إلا ،وأن الحياة تعامل ،وأن المفتاح هو الإحسان ، والنجاح في العمل هو الإخلاص فيه، وأن التوفيق بعد ذلك بيد الله سبحانه وتعالى القائل في كتابه:( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين
فيها لا يبغون عنها حولا )-ياسين ١٠٧- ١٠٨- صدق الله العظيم

sal1h@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الفن مش رسالة وأنا مش قدوة.. تصريح جريء من سلوى عثمان عن تعريف دور الفنان

أكدت الفنانة سلوى محمد، أن الفنان ليس قدوة والفن مش رسالة، مشيرة إلى أنه أي فنان يقدم دورا لا يمكن أن يكون قدوة، فأنا كممثلة أؤدي دوري كما يجب أن يكون، وأنا مش قدوة.

وقالت سلوى محمد، خلال لقاء لها لبرنامج واحد من الناس، عبر فضائية الحياة، أن الفن يقدم الجمال والإنسانيات والعواطف النبيلة، مؤكدة أن السينما المصرية هي سينما نظيفة، وخلال السنوات الأخيرة كان لا يوجد مشاهد إغراء.

وتابعت الفنانة سلوى محمد، أنه أنا سعيدة بوجود تشابه بيني وبين الملكة اخناتون، ولو عرض عليا دور للملكة حتشبسوت سأقوم برفضه، بسبب عامل السن.

طباعة شارك سلوى عثمان الفنانه سلوى عثمان تصريحات سلوى عثمان

مقالات مشابهة

  • طاقة نور .. صلاح دياب: وأنا صغير شفت ليلة القدر
  • إنتشال جثة طفل غريق من البحر ببومرداس
  • “كوميدية استعراضية غنائية”.. موعد عرض مسرحية «الملك وأنا»
  • رانيا يوسف: انت عرفتني وانا لابسة الشورت يبقى ماتقولش البسي طويل.. فيديو
  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • الفن مش رسالة وأنا مش قدوة.. تصريح جريء من سلوى عثمان عن تعريف دور الفنان
  • بيان صادر عن تكتل قبائل بكيل بشأن القصف الذي استهدف قاعدة العديد في دولة قطر الشقيقة
  • بيان ملتقى مشايخ ووجهاء اليمن بشأن القصف الإيراني الذي طال دولة قطر
  • تعرف على موعد عرض مسرحية «الملك وأنا»
  • أذكار الصباح مكتوبة.. حصن المسلم الذي يحفظه من الشرور