دراسة تكشف تفاصيل جديدة حول الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
كتبت دراسة جديدة لجامعة باث البريطانية، استخدمت الذكاء الاصطناعي، سيناريو جديداً للعلاقة بين اندماج المجرات وتراكم الثقوب السوداء الهائلة وتشكل النجوم، مما يتحدى النظريات القديمة في الفيزياء الفلكية. وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة "الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، إلى أن اندماج المجرات وحده قد لا يكون كافياً لتغذية نمو الثقوب السوداء فائقة الكتلة، إذ إن وجود خزان من الغاز البارد في مركز المجرة المضيفة، ضروري أيضاً لهذه المهمة.
ولعقود من الزمن، اقترحت النماذج النظرية أن الثقوب السوداء تنمو في أثناء اندماج المجرات، ومع ذلك، فإن الدراسات السابقة التي اعتمدت على الفحص البصري البشري لتصنيف اندماج المجرات قد أسفرت عن نتائج غير متسقة، مما يثير تساؤلات حول موثوقية هذه الطريقة.
في هذه الدراسة الأخيرة، استخدم الباحثون تقنيات التعلم الآلي لتصنيف عمليات اندماج المجرات بشكل أكثر دقة.
ومن خلال تدريب شبكة عصبية على محاكاة عمليات اندماج المجرات وتطبيقها على المجرات المرصودة، تمكنوا من تحديد عمليات الاندماج دون تحيزات بشرية.
وأظهرت النتائج أن الشبكة العصبية تفوقت على المصنفات البشرية في تحديد عمليات الاندماج.
وكشفت أن توقيعات الاندماج شائعة بنفس القدر في المجرات التي تحتوي على ثقوب سوداء فائقة الكتلة أو لا تتراكم.
وخلافًا للافتراضات السابقة، وجدت الدراسة أن اندماج المجرات وحده لا يرتبط بقوة بنمو الثقب الأسود، وبدلًا من ذلك، يعد وجود كميات كبيرة من الغاز البارد في المجرات المكونة للنجوم أمراً ضرورياً لتغذية نمو الثقوب السوداء في أثناء عمليات الاندماج.
وتقول ماتيلدا أفيريت ماكنزي، المؤلف الرئيسي لورقة البحث: "تتحدى دراستنا الحكمة التقليدية فيما يتعلق بالعلاقة بين اندماج المجرات ونمو الثقب الأسود، ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي، تمكنا من تحليل آلاف المجرات واكتشاف رؤى جديدة حول التفاعل المعقد بين تطور المجرات وتراكم الثقوب السوداء".
وأضافت كارولين فيلفورث، محاضر أول في قسم الفيزياء في جامعة باث والمشرفة على الدراسة: "يفتح هذا البحث مجالاً جديداً ومثيراً تماماً في الفيزياء الفلكية، حيث يمكننا تحليل عينات كبيرة من المجرات باستمرار، وهذه النتائج لها آثار مهمة على فهمنا لتطور المجرات ودور الثقوب السوداء الهائلة في تشكيل الكون".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
بعد إضرابات الكتّاب والممثلين في عام 2023، أُقرت زيادات في الأجور وحصل العاملون في صناعة السينما على بعض الامتيازات، مما أسهم في استئناف الإنتاج بشكل تدريجي. لكن قطاع السينما عاد وانكمش من جديد، إذ تراجع الإنتاج بنسبة 37% في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وانخفض التوظيف في مجال السينما والتلفزيون بنسبة 25% عن ذروته في عام 2022، مما أثار العديد من التساؤلات حول جدوى المكاسب التي تحققت بفعل الإضراب.
يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تقليص الميزانيات، واعتماد الذكاء الاصطناعي، وتغير إستراتيجيات الإنتاج، وهي عوامل دفعت هوليود إلى تبني نهج أكثر تحفظا في اختياراتها الإنتاجية. في هذا السياق، بات البحث عن وسائل فعّالة لخفض التكاليف دون الإضرار بجودة المحتوى أمرا ضروريا، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة لتقليل النفقات، بل تحول إلى وسيلة تعزز كفاءة وسرعة الإنتاج، خصوصًا في مجالات مثل المؤثرات البصرية وأفلام الرسوم المتحركة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غولوم" يعود بعد غياب.. فصل جديد من ملحمة "سيد الخواتم" في 2027list 2 of 2للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2025end of listفي هذا السياق صرح تيد سارندوس، الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، أن الذكاء الاصطناعي يساعد في خفض التكاليف، وتحسين جودة الإنتاج بنسبة لا تقل عن 10% من خلال تجهيز تصور مسبق للمشاهد. بينما يرى جيفري كاتزنبرغ الشريك المؤسس لشركة دريم ووركس، أن أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تتطلب 500 فنان على مدى 5 سنوات، يمكن إنجازها بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال الثلاث سنوات المقبلة، بجهد بشري وتكلفة أقل بنسبة 90%.
إعلانأما توني فينسيكيرا الرئيس التنفيذي لشركة سوني بيكتشرز، فقد أكد أن الشركة تعيد هيكلة إستراتيجيات الإنتاج الخاصة بها، اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، لتقليل تكلفة العمليات المعقدة.
في السياق ذاته، يعكس تصريح المخرج جيمس كاميرون، المعروف بأفلامه ذات الميزانيات الضخمة، التوجه المتنامي نحو اعتبار الذكاء الاصطناعي حلا لا تهديدًا. فبعد أن كان من أبرز منتقدي استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات، أصبح اليوم يدعو إلى توظيفه في مجال المؤثرات البصرية لتقليل التكاليف دون المساس بجودة العمل. ومن اللافت أن كاميرون انضم في عام 2024 إلى مجلس إدارة شركة "ستابيليتي إيه آي"، حيث عبّر عن رغبته في فهم الذكاء الاصطناعي من الداخل بهدف دمجه في صناعة المؤثرات، ليس بديلا عن الإبداع البشري، بل كأداة مساندة له.
وفي السياق نفسه، يُتوقّع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع التحول الرقمي داخل صناعة الترفيه، من خلال توسيع آفاق الإبداع الفني وتقليص الاعتماد على العديد من الوظائف التقليدية. كما يُنظر إليه كأداة قوية تعيد تشكيل صناعة الرسوم المتحركة، إذ يتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بتكاليف أقل، ويُسهم في تسريع وتيرة الابتكار والإبداع في هذا القطاع.
الذكاء الاصطناعي في خدمة تقليل تكاليف إنتاج الأفلامعند النظر تفصيلا إلى ما يمكن أن تسهم به أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة السينما، نجد أن استخداماته تتنوع في المراحل المختلفة لصناعة العمل الفني، في مرحلة ما قبل التصوير، يسهم في محاكاة المشاهد بنماذج ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن للمخرجين والفنيين ضبط زوايا الكاميرا والإضاءة، وحركة الشخصيات، مما يقلل بصورة كبيرة أوقات التحضير ما قبل التصوير، ويجنب فريق العمل تكلفة إعادة تصوير المشاهد.
أما في مرحلة الإنتاج، فيستخدم الذكاء الاصطناعي، لصناعة الخلفيات الرقمية والمؤثرات البصرية، ما يختصر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة التي كانت تتطلبها الفرق الضخمة من المصممين والفنانين سابقا. برزت هذه التقنية بشكل واضح في فيلم الرجل الأيرلندي، حيث استخدمت خوارزميات متقدمة لتجسيد الشخصيات في مراحل عمرية مختلفة، دون الحاجة إلى إعادة تصوير المشاهد بممثلين مختلفين أو استخدام مكياج معقد، مما ساعد في توفير مبالغ كبيرة من ميزانية الفيلم.
إعلانأما في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تعديل الألوان وتحسين جودة الصوت، وتصحيح الأخطاء التقنية، وتسريع عملية المونتاج، عبر التحليل التلقائي للمشاهد الأكثر تأثيرا والمشاهد غير الضرورية، مما يؤدي إلى تقليص الجهد البشري وبالتالي خفض التكاليف.
الذكاء الاصطناعي يسهم في خطط الدعاية والتوزيعيمتد دور الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة ما بعد صناعة العمل الفني، حيث تلعب خوارزميات الذكاء الاصطناعي دورا متزايدا في توزيع العمل، حيث يمكنها التنبؤ بأفضل أسواق المشاهدة، والجمهور المستهدف، بالإضافة إلى جدولة مواعيد الإطلاق الرقمي، مما يقلل نفقات الإعلانات التقليدية وطرق التوزيع المعتادة. كذلك فإن الذكاء الاصطناعي سهل العمل من بُعد، بين الفرق الإبداعية، سواء في تبادل الملفات، أو تعديل العمل في الوقت الفعلي، أو إدارة ومتابعة العمل.
أسهمت كل تلك العوامل في جعل الذكاء الاصطناعي خيارا إستراتيجيا، لتقليل تكاليف الإنتاج السينمائي، مع تحسين جودة الأعمال الفنية المقدمة، وقد أسهم بالفعل في تقليص ميزانيات الأفلام بنسبة تصل إلى 25%، بفضل استخدامه في مراحل الصناعة المختلفة، مما يؤكد أن هذه التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل ضرورة تنافسية في مشهد سينمائي متغير.