سودانايل:
2025-05-18@13:44:05 GMT

جيران السودان لوقف الحرب…!!!

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

إسماعيل عبد الله
عندما نقول جيران السودان نعني بذلك الدول المحيطة به حينما كان موحّداً، قبل انفصال جنوبه عن شماله، فمعظم السودانيين لم يستشعروا حقيقة وواقع انفصال الجنوب، وما يزالون يذكرون تميز بلادهم في المساحة على مستوى القارة الأفريقية، إذ أنه ما يزال هنالك الكثير من الباحثين عند استضافتهم لدى القنوات الفضائية يقولون (أرض المليون ميل)، و(أرض الأربعين مليون نسمة)، وما يميز هذا البلد العظيم عن غيره، هو أن أطول نهر في العالم يشق أرضه طولاً، وربما هو البلد الوحيد في أفريقيا والعالم الذي تجاوره ثمان دول، ناهيك عن الحديث الدائم عن التنوع المناخي والتعدد السكاني والثراء الثقافي، فبلد بهذا الحجم العملاق لا يمكن أن يرجو سكانه من العالم الذي تديره المؤامرة، أن يحرص على جعله سليم من الأذى دون أن يراق على جوانب أرضه الدم، ولو لم تؤمّن حدوده وتثمّن اسهامات مجتمعاته العديدة الممتدة، لن يحظى هذا القطر الأفريقي الكبير بأي دور رائد في النهضة والتنمية الاقتصادية المستدامة، فواحدة من مفاتيح حلول أزماته السياسية والاقتصادية، الشروع في جمع جميع جيرانه على طاولة واحدة، للتفاوض والتشاور حول مصيره المجهول، الذي فرضته هذه الحرب اللعينة، فلو اجتمعت هذه الأقطار على كلمة توافقية فيما يتعلق بمصالحها المشتركة مع رجل أفريقيا العملاق – السودان، لتبرأ المتشاكسون حول كعكة السلطة عن المنابر القائمة اليوم، تلك الساعية لحلحلة المعضلة الوطنية السودانية، فجذر المشكل الوطني يضرب بعمق في تربة الامتدادات الديموغرافية والجغرافية للشعوب والأراضي السودانية، وهذا التمدد الاجتماعي المنتشر في ربوع جميع الدول المجاورة، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، صار نقمة ووبالا بدلاً من أن يكون نعمة وكمالا.


العقول الصغيرة التي كانت مسؤولة عن شئون الحكم والإدارة في البلاد، والقلوب الضعيفة التي نبضت بحب الوطن الذي لا تحده الحدود، لعبت دوراً سالباً في بناءه، وفشلت في صناعة الكيان الكبير للدولة العظيمة، التي تستطيع أن تترجم عظمة هذا الثراء وذلك التنوع للمنفعة العامة المشتركة، فابتليت البلاد بقادة أقزام لا يتجاوز طموحهم الوطني أرنبة أنفهم، فعملوا على تعطيل عجلة التنمية من أول يوم لبزوغ فجر الدولة الوطنية الثانية (دولة ما بعد المستعمر)، وأولى المعضلات التي لم يفلح في تشخيصها هؤلاء الأولون، هي حقيقة أن السودان وطن لم يسع الجميع في يوم من الأيام، برغم سعة صدر جغرافيا أرضه، المتجاوزة لأربعة مناخات – الصحراوي – السافانا الفقيرة – السافانا الغنية – الاستوائي، ويمكن لأحدث طالب في علوم الاجتماع ان يبيّن دور الاختلاف المناخي في تشكيل الوجدان الإنساني، وأن الحروب المندلعة في البلاد جنوباً وشرقاً وغرباً، لعب فيها الاختلاف البيئي دوراً فاعلاً، وحسمت فيها الميول الثقافية مسألة الولاءات السياسية، والحرب الأخيرة طرحت هذه الجدلية بصورة صارخة لا تخطئها العين ولا تغفلها الأذن، فوضحت معالم ثورة المفردة المناطقية – (قنقر وطقيق ودنقاس) – من محبسها نتاج الكبت والقهر الثقافي، وبانت الخصائص الثقافية للشعوب المتمددة داخل الدول المجاورة غصباً عن مخططات الفرنسيين والبريطانيين، وعبّر الثائرون الجدد عن خصائصهم الثقافية رغماً عن أنف الأحاديين، أصحاب الرؤية المكرّسة لتعميد نظرية مسرح الرجل الواحد، عاكسين بذلك واقع التشارك السكاني بين السودانيين والأحباش والنوبيين في جنوب مصر، والتشاديين في غرب البلاد والارتريين في شرقها.
جيران السودان يمكن أن يسهموا في تحقيق سلام وأمان الشعب الذي قطّعت أوصاله الحرب، وهؤلاء الجيران هم كينيا ويوغندا والكنغو زائير، وإفريقيا الوسطى وتشاد، وليبيا ومصر، وإرتريا وإثيوبيا، وقد يستغرب القارئ لماذا لم يرد ذكر جنوب السودان، الدولة الطموحة الحديثة المولد، لم يحدث ذلك لأن الجنوب ما هو إلّا هذا الإنسان الذي يجلس تحت ظلال أشجار المانجو في أويل وواو وأبو جبيهة وسنار، لكن وللأسف العميق فإنّ عسف الكهنوت الإخواني جعله يغرد خارج السرب، ومن أسباب عدم أهليته للتوسط بين أشقائه تأثره برواسب الأزمة الوطنية الأم، التي ورثها الشمال والجنوب معاً، وانحيازه المكشوف لفئات أيدلوجية وحزبية وسياسية سودانية ضد أخرى، والدليل على مذهبنا هذا هو المخرجات الفطيرة لاتفاقية جوبا، تلك الصفقة التي وصفها الحاكم المزعوم لإقليم دارفور بأنها كانت مجرد اتفاق سري متستر عليه، تمت هندسته تحت الطاولة، فالمنبر الذي يجب أن يشارك فيه جميع المذكورين أعلاه، يجيء نتيجة للرفض المستمر لأحد طرفي النزاع لأطروحات المنابر السابقة التي تقدمت الصفوف وأدلت بدلوها، فلكسر الجمود الذي حاق بالعملية التفاوضية، لابد من طرح جديد يتناسب والتحدي الحاضر الذي أوصل البلاد لعنق الزجاجة، ومهما بلغ سيل التقوقع بين الطرفين الزبى، لابد من صنعاء السلام المستدام وإن طال السفر.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
7مارس2024  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية يجددون التزامهم بوحدة السودان وإنهاء الحرب

تقرر الاستفادة من القمم المقبلة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، لعقد اجتماع جديد على مستوى القادة لمتابعة تطورات الأوضاع في السودان، وتحديد الخطوات اللازمة لرفع كفاءة العمل المشترك وتقييم أدائه.

التغيير: وكالات

جددت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، في بيان مشترك صدر السبت، التزامهم الثابت بـسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، محذرين من خطر انهيار مؤسسات الدولة الوطنية، وداعين إلى استناد الجهود الدولية إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإعلان جدة، إضافة إلى قرارات الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية بشأن السودان.

وجاء البيان في ختام اجتماع تشاوري رفيع المستوى جمع الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، على هامش قمة الجامعة العربية الرابعة والثلاثين التي انعقدت في بغداد.

وشدد القادة الثلاثة على أهمية توحيد جهود المنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز فرص السلام في السودان، وتقديم استجابة دولية أكثر فاعلية وتنسيقاً لوقف القتال، وتخفيف معاناة المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وصولاً إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

وأكد البيان على الحاجة إلى وضع رؤية استراتيجية موحدة تعتمد على التكامل والتعاون النشط، وتستفيد من المزايا النسبية لكل منظمة، مع تعزيز العمل المشترك لدعم استقرار السودان.

وأشار الاجتماع إلى الإرث الطويل من التعاون المشترك بين هذه الأطراف في دعم جهود السلام بالسودان عبر العقود الماضية، لكنه أقر في الوقت ذاته بصعوبة تنسيق الجهود الدولية وتحديد الأدوار بوضوح، ما أثر على فعالية الوساطات وثقة الأطراف السودانية والدولية.

واتفق المجتمعون على ضرورة تعزيز التنسيق متعدد الأطراف من خلال تشكيل تجمع أوسع من المؤسسات والمنظمات القادرة على تقديم الدعم السياسي واللوجستي، مع ضمان التناغم والتكامل مع آليات الدول الأعضاء.

كما تقرر الاستفادة من القمم المقبلة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، لعقد اجتماع جديد على مستوى القادة لمتابعة تطورات الأوضاع في السودان، وتحديد الخطوات اللازمة لرفع كفاءة العمل المشترك وتقييم أدائه.

وشهدت العاصمة العراقية بغداد، السبت، أعمال القمتين العربية العادية والتنموية، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب، إلى جانب الأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي.

الوسومالأمم المتحدة الإتحاد الأفريقي الجامعة العربية

مقالات مشابهة

  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • الإحتفاء الإعلامي قصير النظر … ونقل صراعات غرب أفريقيا لدارفور
  • الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية يجددون التزامهم بوحدة السودان وإنهاء الحرب
  • أمين الجامعة العربية يثمن جهود المملكة لوقف الحرب على غزة
  • أمين الجامعة العربية: نثمن جهود المملكة ودعمها لوقف الحرب في غزة
  • أبو الغيط: الحرب في السودان تسببت في أسوأ أزمة إنسانية على الأرض
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟