الإحتفاء الإعلامي قصير النظر … ونقل صراعات غرب أفريقيا لدارفور
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
الإحتفاء الإعلامي قصير النظر …
ونقل صراعات غرب أفريقيا لدارفور …
الدبلوماسية الشعبية … دور مطلوب …
لاحظت إكثر من مرة حالة إسفيرية من البهجة المهتاجة المتعددة الدوافع لمقتل بعض القادة من دول وسط وغرب أفريقيا في صفوف الدعم السريع المتمرد.
وبصفتي متابعا لسنوات للخلافات والصراعات المسلحة في دول غرب أفريقيا (مالي ، تشاد ، أفريقيا الوسطى وغيرها ) فإن هناك ما يجب وضعه في الإعتبار.
إن الحس الوطني المشترك في غالب دول غرب أفريقيا جنوب الصحراء لا يزال في طور التكوين ولا تزال الغلبة حتى اليوم لعصبية القبيلة المتجاوزة للحدود التي رسمها المستعمر الأوروبي.
ولذلك فإن حركات المعارضة المسلحة في تلك الدول هي في الأساس حركات قبائل مع بعض الرتوش والإضافات من هنا وهناك لزوم إقامة الحجة بقومية الحركة.
ولهذا تجد بعض الحركات تعمل وتتحرك بشكل عابر للحدود وتجد العديدين من القيادات من ذوي الجنسيات المشتركة فتجد مثلا حركة مسلحة زعيمها وزير في تشاد ونائبه وزير في أفريقيا الوسطى ومقاتليها يتحركون بين الدولتين وفقا للمتغيرات وهكذا دواليك
هذا الوضع المزدوج ينطبق أيضا على بعض حركات دارفور المعتمدة على إثنيات تتوزع على جانبي الحدود بين دارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى وهي تتلقى أيضا دعما ومتطوعين من بني عمومتهم من الجانب الآخر من الخط وفي سنوات مضت لعبت دورا في الإطاحة بحكومات في تلك الدول وصار لأفرادها حظوة في المناصب فتجد مثلا قيادي في حركة دارفورية له أخوة وأخوات في مناصب سيادية في تلك الدول.
نموذج المسلحين الجدد :
حين ينتشر السلاح فإن القبيلة العزلاء تتعرض للاستباحة والإستضعاف فتضطر لحمل السلاح لحماية نفسها في البداية وبالتدريج تبدأ في صياغة خطابها التظلمي الاحتجاجي والمطالبة بالمشاركة في قسمة السلطة والثروة.
ينطبق ماذكرنا أعلاه على القبائل المسلحة الجديدة مثل قبيلة أو شعب الفولان (فولبي ، بيو ، فلاتة) وعددها بالملايين ورعاة أبقار (بقارة) عابرين للحدود.
وعليه فإن المبالغة في الإحتفاء والإبتهاج بقتل قائد قادم لحرب السودان من غرب أفريقيا والزعم بأن مقتله ضربة قاضية لعموم عرب غرب أفريقيا فهو وصف لا يخلو من المبالغة فوق أنه تحد وتحريض لمجاميع بشرية ضخمة نحن في غنى عن إستعدائها وجرها لجغرافيا الحرب في دارفور كما وأنه وللأسف الشديد تأطير لحرب السودان وكأنها حرب ضد عرب غرب أفريقيا ويالها من مصيدة.
ولن تجد الجهات الراغبة في تطويل أمد هذه الحرب وسيلة لدفع الحشود للقدوم فزعة وحنقا أو تكسبا من الدول الغرب أفريقية أفضل من هذه الإحتفاءات المبتهجة دافعا للحشد والتحريض والتشوين البشري لميادين القتال من غرب أفريقيا عربها وعجمها.
وبالبحث في سيرة القائد القتيل صالح الزبدي وهو من قبيلة المسيرية التشادية تجد إنه مجرد نموذج فردي لقيادي ظل يتنقل بين حركات أفريقيا الوسطى وتشاد وأخيرا ليبيا قبل أن ينفتح له مورد جديد للتكسب في حرب السودان مع ضرورة تذكر أن سوق الإرتزاق الليبي ولغت فيه أيضا حركات دارفورية هي الآن في قمة السلطة وهرم الدولة.
متحركات الدبلوماسية الشعبية … أين هي ؟
كما تتطلب إدارة الحرب إدارة عسكرية لتجهيز وتشوين المتحركات تتطلب كذلك إدارة إعلامية للسيطرة والتحكم في الخطاب الإعلامي للقوات المشاركة المساندة للجيش أيا كانت وضبطه من حالة التفلت الحالية وتتطلب كذلك تأسيس إدارة للدبلوماسية الشعبية للتحرك خارج الحدود لتجفيف التشوين البشري في مظانه وإن هذه الدبلوماسية الشعبية لكي تنجح فهي تحتاج أن تعزز وتقاد بنخبة من العلماء والدعاة حتى يفهم العلماء والنخب والرأي العام في تلك المجتمعات أن مبتدأ ودوافع الحرب في السودان كانت سياسية وأبعد ما تكون عن مشاحنات القبائل وهكذا يجب أن تظل لتخمد ولو تدريجيا.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أفریقیا الوسطى غرب أفریقیا فی تلک
إقرأ أيضاً:
رقعة لاصقة تُراقب حركات الجنين داخل الرحم
ابتكر فريق من المهندسين والأطباء في جامعة موناش الأسترالية، رقعةً صغيرة خفيفة الوزن ومرنة يُمكن للحوامل ارتداؤها بشكل مريح لفترات طويلة دون إزعاج، من أجل تتبع حركات الجنين عبر بطن الأم.
ووفق الباحثين، تشبه الرقعة التي طُوِّرت ضمادة الجروح، بحيث تصبح رقيقة على الجسم، مُقدمةً بذلك طريقة جديدة لدعم حملٍ أكثر أماناً من المنزل.
ولا تزال المراقبة الذاتية لحركة الجنين في المنزل محدودةً؛ إذ تعتمد معظم النساء الحوامل على آلية تقليدية تعتمد على العد الذاتي، مما قد يخلق حالة من عدم اليقين أو القلق والتوتر لديهن.
تُقدم الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة «ساينس أدفانسز»، رقعة بمساحة تتراوح بين 10 و14 سم مربع، بحيث تكون قادرةً على رصد حركات الجنين، مثل التدحرج والتمدد والركل.
وقد أظهرت نتائج التجارب التي شملت 59 امرأة حاملاً، قدرة هذه الرقعة على رصد هذه الحركات بدقة تجاوزت 90 في المائة.
قالت الأستاذة المشاركة فيناياك سميث، من قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة موناش، إن هذه الرقعة القابلة للارتداء تهدف إلى سد هذه الفجوة من خلال توفير مراقبة ذاتية مستمرة وغير جراحية.
وأضافت في بيان نُشِر الجمعة: «تُخبرنا حركات الجنين بكثير عن حالته الصحية، ولكننا لا نملك حالياً طريقة سهلة ومريحة لمراقبتها باستمرار خارج المستشفى. وقد صُمّم جهازنا من أجل تغيير ذلك».
وأوضحت: «صممنا رقعة خفيفة الوزن ومرنة يُمكن للحوامل ارتداؤها بشكل مريح لفترات طويلة من دون إزعاج خلال الحياة اليومية».
وأضافت الدكتورة فاي مارزبانراد، المؤلفة المشاركة في الدراسة رئيسة مختبر أبحاث معالجة الإشارات الطبية الحيوية في كلية الهندسة بجامعة موناش، أن قوة هذه الرقعة الصغيرة تكمن في الجمع بين المواد ناعمة الملمس ومعالجة الإشارات الذكية التى ترتكز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت: «تُنشئ حركات الجنين المختلفة أنماطاً مميزة على سطح البطن، ويتم التقاطها بواسطة مستشعرات حساسة. يستخدم نظام التعلم الآلي هذه الإشارات لاكتشاف وقت حدوث الحركة؛ أخذاً في الاعتبار إلغاء حركات الأم».
وتابعت: «من خلال دمج بيانات المستشعرات مع الذكاء الاصطناعي، يلتقط النظام الجديد تلقائياً نطاقاً أوسع من حركات الجنين مقارنة بالأجهزة القابلة للارتداء الحالية، مع الحفاظ على حجمه الصغير وراحته».
قيَّمَ فريق البحث أولاً أجهزة الاستشعار باستخدام نماذج بطنية اصطناعية ثنائية وثلاثية الأبعاد، لاختبار مدى قدرتها على اكتشاف الركلات المُحاكاة في اتجاهات وأعماق مختلفة.
ومن ثم جُرِّب الجهاز على 59 امرأة حاملاً. وُضعت لاصقتان على البطن، واستُخدمت الموجات فوق الصوتية بوصفها معياراً مرجعياً، في حين درَّب الباحثون واختبروا نموذج التعلم الآلي الذي يُفسر إشارات الحركة.
وأوضحت سميث أن الرقعة الجديدة يُمكن أن تُساعد الآباء على الشعور بمزيد من الوعي، وتُساعد على الكشف المُبكر عن التغيرات المُقلقة في الحركة.
وأضافت: «يُعدّ انخفاض حركة الجنين أحد أكثر الأسباب شيوعاً لمراجعة المرضى للمستشفى، ومع ذلك نعتمد بشكل كبير على الإبلاغ الذاتي. إن جهاز المراقبة المُريح والمستمر لديه إمكانات حقيقية لتزويدنا بمعلومات أوضح، ومساعدة الحوامل على الشعور بمزيد من الثقة في الفترات التي تقع بين المواعيد الطبية. إنها أداة واعدة لرعاية الأمومة».
وأكد الباحثون أن هذه التقنية لم تُصمم لتحل محل التقييمات السريرية، بل يُمكن أن تُكمل الرعاية القياسية، وتُساعد الآباء والأمهات على الشعور بمزيد من الوعي، وتَدعم التدخل المُبكر عند تغير أنماط الحركة.