غدًا.. افتتاح مشروعات تنموية وخدمية احتفالًا بالذكرى الـ35 لعودة "طابا"
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تنطلق غدًا الجمعة، أولى فعاليات احتفالات محافظة جنوب سيناء بعيدها القومي؛ احياءً للذكرى الـ35 لمعركة تحرير "طابا"، حيث يفتتح المحافظ اللواء الدكتور خالد فودة، عددًا من المشروعات التنموية والخدمية على أرض طابا الحبيبة ومنها افتتاح الملعب الخماسي ومكتب البريد ووضع حجر الأساس لبناء 60 منزلًا بدويًا ورفع كفاءة عمارتين سكنيتين، وفي المساء من المقرر اقامة حفل فني، ذلك بحضور عدد من الوزراء ولفيف من كبار الشخصيات ورجال الأعمال والمستثمرين ومشايخ وعواقل بدو جنوب سيناء.
19 مارس 1989
وتحتفل محافظة جنوب سيناء، بالذكرى الخامسة والثلاثين لاسترداد طابا ورفع العلم المصري فوق أرض سيناء الطاهرة، لتكون بذلك آخر مئات الأمتار التي تعود إلى حضن الوطن الأم مصرنا الغالية، وسيظل التاسع عشر من مارس عام 1989، محفورًا في ذاكرة التاريخ تتذكره الأجيال جيلا بعد جيل، وسيظل استرداد هذه القطعة الطاهرة من الأرض ملحمة خالدة لن ينساها التاريخ المصري الحديث الذي سجلها بحروف من نور، بل إن كل حرف من هذه الملحمة كان شاهدًا على مدى ما تملكه الدولة المصرية من إرادة صلبة لا تقهر وقادرة على التغلب على كل الصعاب مهما كان حجمها.
عودة طابا.. تتويجا لنصر أكتوبر
لقد عادت طابا تتويجا لنصر أكتوبر العظيم الذي حققه الجنود الابطال والشهداء الذين بذلوا الدم الغالي ليروي تراب سيناء المحررة التي ارتفعت أعلامنا الخفاقة على ربوعها وسهولها وجبالها عدا " طابا " فقد آثرت إسرائيل أن تراوغ وتماطل حتى انكشف زيفها امام العالم ومؤسسات التحكيم.
فملحمة طابا التي عادت إلى أحضان الوطن هي قصة كفاح، فعودة طابا إلى وطنها الأم تعد معلما بارزا في طليعة الإنجازات السياسية والدبلوماسية على طريق تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني...... وعودة العزة والكرامة والإباء بعودتها المظفرة.
وفي التاسع من شهر مارس عام 1989جرى رفع العلم على طابا الحبيبة وهو اليوم الذي اتخذته محافظة جنوب سيناء عيدا قوميا لها؛ نظرا لمكانته وعظمته.
مشروع القرية البدوية بـ"طابا"
يعد مشروع القرية البدوية بطابا، الذي جرى افتتاحه في أكتوبر 2016، الأول من نوعه في مدينة طابا، والذي يهدف إلى تنمية المجتمع البدوي من خلال القرية البدوية النموذجية، التي تم انشاءها على مساحة 345 ألف متر مربع، تبرعت بها محافظة جنوب سيناء لمؤسسة ساويرس التي قامت بتنفيذ بجميع أعمال الإنشاءات والبنية التحتية، بالتعاون مع احدى الشركات القابضة للتنمية، بميزانية اجمالية تقدر بحوالي ٥٥ مليون جنيه، ومنذ آن ذاك ومشروع القرية البدوية بطابا يؤتي ثماره الطيبة حيث تشتمل القرية على 200 منزلا بدويا، و60 محلا تجاريا، ومدرسة، ومسجد، ووحدة صحية، ومركز للشباب ودار للمناسبات ومكتبة ثقافية مهداة لأهالي المنطقة والقرية شاملة المرافق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة جنوب سیناء
إقرأ أيضاً:
الدكتور امتياز سليمان.. الطبيب الذي أصبح رمزًا للعطاء الإنساني بأفريقيا والعالم
في أحد مطاعم مدينة ديربان، التقيت الدكتور امتياز سليمان، مؤسس منظمة "وقف الواقفين"، إحدى أبرز منظمات الإغاثة في جنوب أفريقيا. كان قد أنهى للتو اجتماع إفطار مع ممثلين عن شركة متخصصة في رعاية العيون تبرعَت بمستلزمات طبية بقيمة مليون راند لدعم برنامج إزالة المياه البيضاء الذي تديره زوجته ضمن المنظمة.
قبل ذلك بيوم، كان في جوهانسبرغ لتسلُّم "جائزة التيتانيوم للتميّز في توفير الرعاية الصحية"، التي منحته إياها هيئة ممولي الرعاية الصحية في جنوب أفريقيا، تقديرًا لجهود منظمته في تعزيز النظام الصحي بعد جائحة كوفيد-19، من خلال تحسين البنية التحتية وتقليص قوائم الانتظار الجراحية وتقديم الرعاية الأولية للمجتمعات المهمشة.
رغم جدول أعماله المزدحم، فلا يعرف الدكتور سليمان معنى للراحة، إذ يؤكد: "أعمل 365 يومًا في السنة. لا أحب العطلات، بل أجدها مرهقة".
ينام 3 ساعات فقط يوميًا، ويخصص بقية وقته لعائلته الكبيرة التي تضم زوجتين، و6 أبناء، و9 أحفاد. حتى ابنته الصغرى، البالغة من العمر 9 سنوات، ترافقه في المؤتمرات، ويصر على حضورها، وإلا يعتذر عن المشاركة.
تأسست منظمة "وقف الواقفين" عام 1992، استجابة لتوجيه "روحي" يقول دكتور سليمان إنه تلقاه خلال زيارة إلى تركيا. يتذكر تلك اللحظة قائلًا: "قال لي مرشدي الروحي: يا بني، لا أطلب منك، بل آمرك بتأسيس منظمة اسمها بالعربية سيكون ‘وقف الواقفين’. ستخدم جميع الناس، من كل الأعراق والأديان والثقافات، دون مقابل، ولا حتى كلمة شكر".
إعلانكان حينها طبيبًا شابًا في أوائل الثلاثينيات من عمره، يدير 3 عيادات في بلدته بيترماريتسبورغ. لكنه قرر الاستجابة لأزمة البوسنة، وأرسل 32 حاوية مساعدات إلى هناك. ومن تلك التجربة، تعلّم كل ما يحتاجه في العمل الإنساني: من اللوجستيات والتحويلات المالية، إلى البيروقراطية، والشحن، والطيران، والمخاطر، والدبلوماسية.
في العام التالي، صممت المنظمة مستشفى متنقلًا، وأرسلته داخل حاويات من جنوب أفريقيا إلى البوسنة. يقول بفخر: "كانت أول مرة في العالم يُبنى فيها منتج طبي بتكنولوجيا أفريقية ويُرسل إلى أوروبا".
منظمة متعددة الأوجهبعد تأسيس "وقف الواقفين"، اضطر سليمان للتخلي عن عياداته الطبية. يقول: "المشاريع أضيفت مع مرور الوقت– كانت هناك حاجة، وجاء الناس إلينا، فدرسنا الأمر ونفذناه".
بدأت المؤسسة بتقديم خدمات متنوعة، منها مطابخ لتوزيع الطعام، ومنح دراسية للطلاب غير القادرين على دفع الرسوم، وخدمات استشارية للمحتاجين.
على مدى أكثر من 3 عقود، تدخلت المنظمة في أزمات إنسانية في رواندا، والشيشان، وأفغانستان، وكوسوفو، وفلسطين، وموزمبيق، ونيبال، وغيرها. كما أسهمت في تحرير رهائن جنوب أفريقيين دون دفع فدية، مثل يولاند كوركي وستيفن ماكغوان في اليمن عام 2014، وفي مالي عام 2017.
يقول سليمان "بعض المنظمات تقدم خيامًا أو طعامًا أو أدوية. نحن نقدم كل شيء: فرق طبية، ومستشفيات ميدانية، ودعم نفسي، ومعدات، وحتى مفاوضات لتحرير الرهائن. يمكننا إنشاء مستشفى كامل في الصومال خلال 3 ساعات، أو غرفة عمليات على مدرج طائرات خلال 45 دقيقة".
اليوم، تضم المنظمة مكاتب في جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وملاوي، والصومال، واليمن، وغزة، وسوريا، وتركيا، ويعمل بها أكثر من 600 موظف.
إعلان رؤية سليمان لأفريقيارغم التحديات، يرى سليمان أن جنوب أفريقيا هي "أعظم بلد في العالم"، مشيدًا بحرية التعبير فيها، لكنه يعترف بأن الفساد والبيروقراطية يعرقلان التقدم. ويؤكد أن الحكومة تتعاون مع منظمته بشفافية، رغم الصعوبات.
مؤخرًا، عيّنه الرئيس سيريل رامافوزا ضمن لجنة وطنية تضم 31 شخصية بارزة لقيادة الحوار الوطني في البلاد.
أما عن القارة الأفريقية، فيدعو سليمان إلى التحرر من النفوذ الأجنبي، ويقول: "لدينا الموارد، ولدينا الانسجام. يجب أن نعيد بناء قارتنا بأنفسنا، بكرامة وفخر، دون أن نسمح لأي قوة خارجية أن تملي علينا ما نفعل".