تفاصيل ملاحقة بريطانيا 5 من جنودها بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسوريا
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
لندن- رغم التكتم الكبير الذي تفرضه وزارة الدفاع البريطانية حول متابعة جنودها بتهم جنائية، فإن واقعة متابعة 5 من قوات النخبة البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا، لم تكن لتبقى طي الكتمان مدة طويلة خاصة أنها المرة الأولى التي تتم فيها متابعة جنود شاركوا في عمليات عسكرية فيها.
وبعد تحقيق دام لأشهر قادته الشرطة العسكرية البريطانية، قدمت نتائج تحقيقها للنائب العام العسكري الذي قرر توجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا إلى 5 من القوات الخاصة البريطانية.
ورغم إصرار وزارة الدفاع -في بيان مقتضب لها- على أنها حريصة على "التزام جنودنا بأعلى المعايير ونأخذ أي اتهام بشكل جدي"، فإن كثيرين تساءلوا: هل الوزارة أو الجيش البريطانيين قررا فتح ملف الانتهاكات التي ارتكبها الجنود البريطانيين في سوريا خلال سنوات من القتال هناك؟
الدرس الأفغانيحسب المعلومات العلنية حول هذه القضية، فإن الجنود الخمسة شاركوا في قتل رجل في سوريا دون وجود مبررات أمنية كافية، وحسب تحقيقات الشرطة العسكرية فإن الرجل لم يكن مسلحا ومع ذلك استعمل الجنود القوة المفرطة مما أدى لمقتله.
في المقابل، يقول الجنود إن الرجل كان مقاتلا في صفوف تنظيم الدولة، وهو أمر لم تستطع التحقيقات إثباته خصوصا وأنه كان غير مسلح.
هذا التحقيق الأول من نوعه في قضية تتعلق بسوريا، يأتي بعد سنوات من مشاركة قوات من الجيش البريطاني في عمليات عسكرية في سوريا تحت مبرر محاربة تنظيم الدولة.
غير أنها ليست المرة الأولى التي يلاحق فيها الجيش جنوده بسبب جرائم ارتكبوها خلال حروب سابقة مثلما حدث في حرب أفغانستان، حيث يتابع القضاء البريطاني أكثر من 88 ملفا متعلقا بجرائم لجنود بريطانيين ارتكبوها خلال حرب أفغانستان.
يرى المحامي والخبير في القانون الدولي صباح المختار، في حديثه مع الجزيرة نت، أن متابعة الجنود من طرف المحاكم البريطانية تبقى دائما معقدة.
ويُرجع ذلك إلى أن المملكة المتحدة لا تعلن بشكل صريح عن الأعمال التي يقوم بها الجيش في الخارج، سواء تلك المرتبطة بتقديم دعم لوجيستي وعسكري لحركات انفصالية أو مجموعات ودول بعينها، أو التي تشارك أيضا في تدخلات عسكرية بإرسال أفراد من قوات النخبة دون الإعلان عن ذلك، حيث يقدمون مهام التوجيه والتدريب.
وفسر قيام الحكومة البريطانية بمعاقبة جنودها الذين تورطوا في تجاوزات تم توثيقها ضدهم، بالرغبة في إظهار التزامها بقواعد القانون الدولي والإنساني في الوقت الذي يرى فيه هؤلاء الجنود أنفسهم ضحية لهذه السياسات التي تضعهم محل اتهام، لا الحكومة البريطانية التي تورطت في إرسالهم إلى مناطق النزاع.
واعتبر صباح المختار أن حوادث القتل خارج إطار القانون تكررت في حروب شاركت فيها القوات البريطانية كحربي أفغانستان والعراق وتم فتح تحقيقات ضد جنود بتهم جرائم حرب، وأبرز مثال على ذلك التهم التي وُجهت للجنود البريطانيين للانتهاكات الصارخة التي اقترفوها خلال وجودهم بمدينة البصرة العراقية.
لكن ما يعيبه الخبير القانوني على تحرك الحكومة البريطانية هو أنها سرعان "ما تلتف على هذه القضايا"، ففي حالة العراق مثلا تم إلغاء لجان التحقيق واتخاذ إجراءات إدارية لحماية هؤلاء الجنود، ولم يقدَّم أحد للمحاسبة، وتمت مواجهة هذه الخطوات برفع دعاوى في المحكمة الأوروبية.
وخلُص إلى أن الحكومة البريطانية لا تعمل -عبر فتحها لهذه القضايا- سوى على غسل سمعتها، ولن يتجاوز الأمر -على الأغلب- حد الإعلان عن الاعتقال أو التوقيف دون أن ينتهي إلى المثول أمام المحاكم أو إصدار أحكام ضدهم.
من جهته، أكد مازن المصري أستاذ القانون في جامعة لندن، للجزيرة نت، أن تعريف جريمة حرب في القانون البريطاني يتطابق مع تعريفات المعاهدات والقانون الدولي، كمعاهدات روما وجنيف والمحكمة الجنائية الدولية، حيث يقدم الادعاء العسكري تهما ضد أفراد الجيش الذين يشتبه بتورطهم في ارتكاب جريمة حرب، ويتم التحقيق معهم بناء على المعطيات والأدلة المتوفرة.
ويرى أن الجيش البريطاني لم يكن ليقدم على توقيف هؤلاء الجنود لولا وجود مخالفات جدية، وتوفر أدلة يمكن وصفها بالقوية ضدهم تم الإدلاء بها من طرف الادعاء، وعلى الأغلب تتعلق هذه الانتهاكات بتجاوزات يرتكبها الجنود ضد الأهالي.
وأكد المصري أن الجيش البريطاني لا يبادر عادة إلى اتخاذ هذا الإجراء دون وجود أدلة قوية، وشهود من داخل المؤسسة العسكرية تؤكد ارتكاب هذه الجريمة، مضيفا أن هذا الجيش معني بضبط عناصره تجنبا لحصول أي شكل من أشكال الفوضى وعدم الانضباط للأوامر في صفوفه.
ويفسر ذلك بأن العمليات العسكرية التي ينخرط فيها الجيش البريطاني في الخارج يجب أن تبقى خاضعة لمراقبة ومحاسبة أجهزته، ويبادر الجيش لاتخاذ هذه الإجراءات منعا لأي تسيب في أوساط أفراده خاصة في عمليات من هذا النوع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة البریطانیة الجیش البریطانی جرائم حرب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل.. مصير سفاح المعمورة ينتظر تقرير العباسية.. وجنايات الإسكندرية تفصل أول يوليو
أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، قرارًا بإيداع نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ "سفاح المعمورة"، مستشفى العباسية للصحة النفسية لمدة 15 يومًا قابلة للتجديد، لبيان مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد، بينها اثنتان مقترنتان بالخطف والسرقة، في واحدة من أبشع القضايا التي هزت الشارع السكندري مؤخرًا.
وجاء القرار برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، ومحمد لبيب دميس، وعبد العاطي إبراهيم صالح، وسكرتارية حسن محمد حسن، وحددت المحكمة جلسة 28 يونيو لتقديم التقرير الطبي، على أن تُستكمل المحاكمة أول يوليو المقبل.
دموع أمام المحكمة وشهادات صادمةوشهدت الجلسة استماع المحكمة إلى أقوال شهود الإثبات، وكان أبرزهم سارة محمد عبد العزيز عدس، ابنة الضحية الأولى المهندس محمد إبراهيم عدس، والتي دخلت إلى القاعة والدموع تسبق كلماتها، لتقول بشجاعة:
"المتهم استدرج والدي وقتله بدم بارد، بعد ما خدعه واستغل طيبته".وأضافت أن والدها كان دائم التواصل معها ولم يغب يومًا، وأن غيابه المفاجئ أثار قلق الأسرة ودفعهم لتحرير محضر تغيب.
لم تمر الشهادة دون رد من المتهم، الذي قاطعها داخل القاعة، متهمًا إياها بالكذب، زاعمًا أنه ذهب طواعية لقسم الشرطة بعد بلاغ أسرتها، ولم يُتهم بأي شيء في البداية.
بداية كشف الجرائمكما استمعت المحكمة إلى شهادة رئيس مباحث قسم أول المنتزه، الذي أوضح أن أول بلاغ ورد صباح 8 فبراير من الشاهد إسلام صبحي، يفيد بوجود مشاجرة داخل شقة واحتجاز سيدات. وبالانتقال، تم العثور على جثتين مدفونتين داخل حفرة، إلى جانب بطاقة هوية للضحية الثالثة.
الشاهد يروي لحظة الرعبفيما كشف تامر السيد، نجل صاحبة إحدى الشقق التي استأجرها المتهم، أنه بدأ يشك في أمر نصر الدين عندما لاحظ وجود غطاء إسمنتي غريب على الأرض.
وتابع:بعد أن حفر، اكتشف الجثمان وأبلغ السلطات. لكن المتهم أنكر معرفته به واتهمه بتعاطي المخدرات، محاولًا النيل من مصداقية الشهود.
المتهم يتراجع عن اعترافاتهفي مفاجأة مثيرة، تراجع نصر الدين عن اعترافاته التفصيلية التي أدلى بها أمام النيابة العامة ومثّل فيها الجرائم، زاعمًا أن شهود العيان هم الجناة الحقيقيون، وأنه بريء مما نُسب إليه.
جرائم بشعة ومتهم يرواغوتعود أحداث القضية رقم 9046 لسنة 2025 جنايات المنتزه ثان، إلى بلاغات بوقائع تغيب، انتهت بكشف رجال المباحث عن ثلاث جرائم قتل عمد، ارتكبها المتهم نصر الدين. أ، بحق كل من: المهندس محمد إبراهيم عدس، وزوجته "م.ف.ث"، وموكلته "ت.ع.ر".
وقام المتهم بإخفاء الجثامين داخل وحدتين سكنيتين استأجرهما في منطقتي العصافرة والمعمورة، مستعينًا بالتحايل والإكراه، ما أسفر عن حالة من الصدمة في الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي.
جلسات قادمة ومصير غامضمع استمرار الجلسات، يترقب الرأي العام نتائج التقرير الطبي الخاص بسلامة قوى المتهم العقلية، والتي قد تحدد مسار المحاكمة في واحدة من أبشع القضايا الجنائية التي عرفتها الإسكندرية خلال السنوات الأخيرة.
49jfc7p919991 InShot_٢٠٢٥٠٥٢٧_٢١٢٧٠٧٢٠٩