الرملي: الدبيبة أكثر بعداً عن التنازل عن السلطة لرئيس وزراء جديد
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
ليبيا – رأى أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الليبية محمود الرملي، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة أكثر قرباً للموافقة على التفاوض من عقيلة صالح، لكن في الوقت نفسه فإن الدبيبة أكثر بعداً عن التنازل عن السلطة لرئيس وزراء جديد، مردفا :”نعم، الدبيبة يريد أن يجلس، لكن إن جلس فإنه يريد البقاء في الكرسي”.
الرملي،وفي اتصال مع “أصوات مغاربية”، أضاف:” أن طموح الدبيبة السياسي يرفضه معسكر شرق البلاد، وهذا هو مكمن المشكل”، موضحاً أن الشخصيات الخمسة المدعوة لحوار المبعوث الأممي عبد الله باتيلي جزء من المشكلة وليس الحل، وأن اختزال ليبيا في هؤلاء قد لا يقود إلى الحلول المرغوبة بسبب تمسك شديد لكل طرف بالسلطة”.
وأعتقد الرملي أن هناك توجها غربياً لفرض ضغوطات على الأطراف جميعا، بسبب المخاوف الأميركية من تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا عبر ما يسمى بالفيلق الأفريقي، خاصة بعد ورود تقارير عن مساعي موسكو لإنشاء قاعدة شرق البلاد.
واعتبر أن زيادة التأثير الروسي في ليبيا قد يكون دافعا لممارسة الضغوط على الأطراف المختلفة للجلوس إلى التفاوض،مؤكدا أن الملف الليبي ملف دولي، فالشخصيات المحلية تخدم مصالح الداعمين الخارجيين.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد الأردنيون والدولة أيضاً؟
صراحة نيوز ـ حسين الرواشدة
ماذا تريد الدولة من الأردنيين، والعكس صحيح أيضاً؟ استدعاء هذا السؤال ضروري في هذا الوقت بالذات، الأسباب معروفة تماماً، ما حدث منذ عام ونصف قلب كثيراً من المعادلات، وأسقط العديد من الفرضيات، لا أحتاج للتذكير بجردة حسابات ما جرى، يكفي أن أقول: إن منعة الدولة الأردنية، والحفاظ على مصالحها وأمنها واستقرارها، مرتبط، أولا، وقبل أي شيء، بقوة الجبهة الداخلية، أقصد ثقة الأردنيين ببعضهم ومؤسساتهم، وحرصهم على الدفاع عن مكتسباتهم الوطنية، واجب إدارات الدولة أن تقنعهم، بالأفعال لا الأقوال فقط، أن الأردن يستحق منهم الصبر والإخلاص والتضحية.
لكي نفهم ماذا يريد الأردنيون، بعيدا عن التسطيح والكلام المدهون بالعسل، لابد أن نعترف أن أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليست على ما يرام، اغلبية مجتمعنا تعاني من الإحساس بتصاعد فاتورة المعيشة، وارتفاع كلفة الحياة الكريمة، كما تعاني، أيضا، من تراجع موازين العدالة الاجتماعية، ومن الانسدادات السياسية، النتيجة ولادة طبقات من الأردنيين المهمشين والغاضبين والعاتبين، ومع اتساع فجوة الثقة بالحاضر والمستقبل، وسطوة « اللايقين» السياسي، تبعاً للتحولات الداخلية والخارجية، أصبح من الضروري إعادة «ترتيب البيت الداخلي»، وفق معادلات جديدة، تعيد للأردنيين مسألتين مهمتين: هيبة الدولة وهيبة المجتمع، بكل ما يقتضي ذلك من مصارحات وإصلاحات ومصالحات، إنجازات ومعالجات للوضع القائم، هذا ما يريده الأردنيون الآن.
في المقابل، تريد الدولة من الأردنيين أن يلتفوا حولها ويثقوا بقراراتها، ويضعوا المصالح العليا أولوية لهم، وتريد، أيضا، أن يتحملوا الظروف الصعبة ويلتزموا بما عليهم من واجبات نحوها، ويتحرروا من الإحساس باليأس والكسل، وينخرطوا في أعمالهم بكل أمانة، تريد، ثالثا، أن يكونوا على مستوى المسؤولية وأن يتوقفوا عن جلد بلدهم وشيطنة بعضهم، وأن يتوحدوا أمام الأزمات ويغلقوا بوجه المتربصين بهم أبواب الفتنة، وأن تكون الهوية الأردنية بوصلتهم الوحيدة، غايتهم خدمة الأردن لا تهشيم صورته وهدفهم رفعته لا إضعاف دوره .
لكي تستقيم هذه المعادلة؛ معادلة تبادل الأخذ والعطاء بين الأردنيين ودولتهم، على مسطرة الانتماء الصادق، والعدالة الحقة، والشراكة الحقيقية، والإحساس المشترك بالدولة الأبوية، لابد أن نستعيد ما افتقدناه من حسّاسات سياسية واجتماعية تمكننا من استبصار القادم واستدراك أزماته، ومن وسائط اجتماعية تساعدنا على ضبط إيقاع الغضب والعتب والحرد، عندئذ يمكن، لا بل يجب، أن نتحدث بلسان أردني فصيح: الأردنيون كلهم: فلاحون ومعلمون، عمال وجنود، تجار ومهنيون وطلاب، فتحوا شرايينهم لكي ترتوي «شجرة» الوطن وتظل دائما باسقة، لكي يبقى الأردن، كما كان دوما، سيداً عزيزا، آمناً مستقراً