قالت صحيفة ليبراسيون إن جنودا أوكرانيين عائدين من السودان تحدثوا لصحيفة وول ستريت جورنال عن التعاون بين كييف والمجلس العسكري السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقدموا لها تفاصيل عن طبيعة الصفقة بين السلطات السودانية والحكومة الأوكرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيق وول ستريت جورنال كشف أن أوكرانيا تحتاج بصورة ماسة إلى المعدات والذخيرة، في حين أن المجلس العسكري السوداني، يسعى للحصول على دعم تكتيكي لعكس اتجاه الحرب التي يكسب فيها غريمه قوات الدعم السريع مزيدا من الأرض على حسابه.

وقد بدأت عمليات تسليم الأسلحة -وفقا لتحقيق وول ستريت جورنال- قبل اندلاع الحرب الأهلية السودانية، إذ يمتلك السودان مخزونا قديما من المعدات العسكرية، ولديه صناعة دفاعية قوية، و"بحسب مسؤولين عسكريين أوكرانيين وسودانيين، زوّد البرهان كييف سرا بالأسلحة بعد وقت قصير من الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022″.

والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرجل الأول في النظام السوداني، عبد الفتاح البرهان، في سبتمبر/أيلول الماضي أثناء توقفه في مطار شانون الأيرلندي، وقد نشر بنفسه صورة "لقائهما غير المتوقع".

وبعد بضعة أسابيع، كشفت الصحافة الأوكرانية عن مقاطع فيديو -نقلها مصدر عسكري أوكراني على الأرجح حسب التحقيق- تظهر سلسلة من هجمات المسيرات الانتحارية، نُفذت في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2023 في العاصمة السودانية، بالإضافة إلى مشاركة القوات الخاصة الأوكرانية في عمليات مستهدفة ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم.

ويقول التحقيق إن فريقا أول مكونا من حوالي 100 جندي من المخابرات العسكرية الأوكرانية هبط في السودان في أغسطس/آب الماضي، وقال جنود أوكرانيون ممن التقت معهم وول ستريت جورنال إن "طرفي النزاع السوداني لم يقوما بالهجوم ليلا" لكن الأوكرانيين المجهزين بنظارات الرؤية الليلية والمسيرات دخلوا الخرطوم، وفاجؤوا مقاتلي قوات الدعم السريع الذين اعتادوا على النوم في العراء على طول خط المواجهة، بغارات ليلية".

تعطيل المصالح الروسية

ولم يأت الأوكرانيون -بحسب الصحيفة- لمواجهة مرتزقة فاغنر الروسية، حليفة قوات الدعم السريع بشكل مباشر، ولم يشاهد فريق "كينغ"، رئيس وحدة الجنود الأوكرانيين أي قوات من فاغنر خلال شهرين ونصف في السودان، رغم أنهم كانوا يتابعون الإشارات الهاتفية ذهابا وإيابا بين الخرطوم وسانت بطرسبرغ.

وتولت فرقة ثانية من الجنود الأوكرانيين المسؤولية في نوفمبر/تشرين الثاني، بقيادة رجل يُدعى "برادا"، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن "فريقه أسر أحد مقاتلي فاغنر خلال شجار في أم درمان، وقتل اثنين آخرين"، وقال برادا "لم يكن هدفنا أبدا طرد جنود فاغنر، بل تعطيل المصالح الروسية في السودان"، وزعم أن مجموعة فاغنر "تقاتل باستخدام السكان المحليين. يعطونهم شارات ويدفعون لهم رواتب ويقولون لهم الآن أنتم فاغنر".

وذكرت الصحيفة الأميركية كذلك أن الأوكرانيين قاموا بتدريب جنود سودانيين على استخدام مسيرات صغيرة تسمى "أف بي في" (FPV) تتم قيادتها باستخدام كاميرا مثبتة على متنها، وبحسب الجنود الأوكرانيين، ساعدت أوكرانيا السودانيين في شراء مسيرات تركية من طراز بيرقدار تي بي 2، قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.

وأدى القتال المستعر منذ 15 أبريل/نيسان 2023 في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 8 ملايين آخرين.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس 7 مارس/آذار الجاري، إلى أن "نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة"، داعيا الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع وول ستریت جورنال فی السودان

إقرأ أيضاً:

توضيح هام  من المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات: لماذا إدانة التدخل الإماراتي في الشأن السوداني أمام محكمة الرأي العام السوداني وعدم إنتظار ملهاة تنازع المصالح الدولية داخل مجلس الأمن الدولي

بسم الله الرحمن الرحيم: أفرج مجلس الأمن الدولي بتوقيع رئيسه الحالي (جيروم بونافون ) عن رسالة مؤرخة في ٤/نيسان/ أبريل ٢٠٢٥ موجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي عملا بالفقرة ٢ من القرار ٢٧٢٥ / ٢٠٢٤م المعني بالسودان بموجب القرار  ١٥٩١/ ٢٠٠٥م بشأن السودان، وهو يتصرف بوصفه رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار المذكور، وقد أحيل التقرير إلى اللجنة ونظرت فيه في ٩ نيسان /أبريل ٢٠٢٥م للإطلاع والتقرير بشأنه بأعتباره وثيقة من وثائق مجلس الأمن.

التقرير المذكور سيعيد فتح وتكرار الجدل داخل مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في السودان بما سيرجح قيام مجلس الأمن بإعادة تمديد ولاية فريق لجنة الخبراء بمثل ما فعل سابقا، كما وسيقوم أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غويتريش بتكرار ممارسة هوايته المفضلة في الاكتفاء بالإدانة والشجب والتنديد بالأدوات التي برع في استخدامها  .

ترى المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات أن استفحال الأوضاع في السودان قد تجاوز الآليات الدولية ومنابر علاقاتها العامة والمسؤولية الآن هي مسؤولية الشعب السوداني .

إن السودان الآن ساحة لصراعات إقليمة ودولية ، واخطر أنواع  التدخل الخارجي هو التدخل الإماراتي الذي تمكن من إنشاء  إلتزامات على السودان وحقوق ومصالح للإمارات بواسطة قطبي الصراع الحالي (البرهان ونائبه السابق حميدتي) الشريكان السابقان والغريمان المتنازعان حاليا ،وكان ذلك في ظل تغييب تام للشعب السوداني ، ومن وراء ظهره حصلت الإمارات على حقوق مدعاة تتحدث عن حمايتها د. ابتسام الكتبي رئيس مركز الإمارات للسياسات بجراءة متناهية ، وعن حق الإمارات في حماية مصالحها المدعاة على السودان ، لقد صارت مصالح الإمارات المنشأة بواسطة (البرهان وحميدتي) وفي غياب تام للإرادة  السودانية وعدم الإعلان عنها  في ظل الحرب الدائرة ليأخذ الشعب السوداني العلم بها على الاقل ، اهم لدولة الإمارات ورئيسها من قيمة حياة الإنسان السوداني .

* ترى المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات أن الأزمة السودانية دخلت مرحلة خطرة في حلقة دائرة التنازع الخارجي، وأن  الحل للأزمة السودانية لن يأتي إلا من خلال الإرادة السودانية الحرة المستقلة غير المرتبطة بالاصابع والمحاور الخارجية.

 

٨/ ٥ / ٢٠٢٥م  

مقالات مشابهة

  • تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّرات
  • عاجل | وول ستريت جورنال: جامعة كولومبيا تعلق دراسة 65 طالبا شاركوا في احتجاج مؤيد للفلسطينيين داخل مكتبة الجامعة
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور .. سقوط قتلى وجرحى مدنيين
  • الإمارات تنفي تسليح أي طرف في النزاع السوداني
  • وول ستريت: تعطل ترحيل المهاجرين بسبب رفض الحكومتين، رغم وعود سابقة بقبولهم
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • درع السودان: ندعو كافة قطاعات الشعب السوداني بالداخل والخارج للاستجابة لنداء الدولة ومواجهة دولة العدوان
  • وول ستريت جورنال: دمشق تسعى لإقناع واشنطن برفع العقوبات
  • توضيح هام  من المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات: لماذا إدانة التدخل الإماراتي في الشأن السوداني أمام محكمة الرأي العام السوداني وعدم إنتظار ملهاة تنازع المصالح الدولية داخل مجلس الأمن الدولي
  • تصاعد وتيرة التصعيد العسكري.. الجيش السوداني يحبط هجوماً على أكبر قاعدة بحرية