الممثل العالمي خالد عبد الله: رمضان فرصة لتذكيرنا بالمجاعة في غزة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
وجّه الممثل البريطاني -ذو الأصول المصرية- خالد عبد الله رسالة دعم للشعب الفلسطيني عبر حسابه على منصة "إكس"، معتبرا دخول شهر رمضان مناسبة للتذكير بمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وإنقاذهم من الجوع.
وكتب عبد الله "إنه اليوم الأول من رمضان، بينما تعاني غزة الجوع وتقترب من المجاعة، لم أشعر يوما بحدة ما قيل لي عندما كنت طفلا، الصيام هو: فهم والشعور بما يمر به أولئك الأقل حظا منك.
It’s the first day of Ramadan. As #Gaza is starved and put into famine never have I felt more acutely what I was told, as a child, fasting is about: to understand and feel what those less fortunate than you are going through. Around the world I expect billions are using Gaza as…
— Khalid Abdalla (@khalidabdalla) March 10, 2024
وكان برنامج الغذاء العالمي أعلن قبل أسابيع أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وذلك خلال بيان تضمن قيام المنظمة بوقف تسليم المساعدات الغذائية حتى تسمح الظروف بتوزيع آمن، بينما حذرت المنظمة الأممية للطفولة "يونيسيف" من أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.
يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق الشديد إزاء العواقب الإنسانية الناجمة عن الهجمات العسكرية الموسعة في #رفح، حيث يتجمع أكثر من مليون شخص في منطقة صغيرة.
مع وصول معظم المساعدات إلى #غزة عبر معبر رفح وتوزيعها هناك، فإن ذلك سيزيد من صعوبة جهود الإغاثة. pic.twitter.com/t2URhvLVP4
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) February 14, 2024
وكان الممثل المولود في غلاسكو الأسكتلندية نشر أمس عبر حسابه على إنستغرام لقاء تحدث خلاله عن التحديات التي يواجهها بسبب دعمه الشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.
View this post on InstagramA post shared by Middle East Eye (@middleeasteye)
وفي الثالث من مارس/آذار الجاري، أعلن الممثل، الذي جسّد شخصية دودي الفايد في مسلسل "ذا كراون" (The Crown)، عبر حسابه على إنستغرام انضمامه لحملة تبرعات طبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، مطالبا متابعيه بالمشاركة والتبرع.
View this post on InstagramA post shared by Khalid Abdalla (@khalid3bdalla)
وقف إطلاق النارويواصل الممثل، الذي ينحدر من أصول مصرية، دعمه للقضية الفلسطينية منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استغل تواجده على السجادة الحمراء للعرض الخاص لمسلسل "ذا كراون" وتواجد عدسات كاميرات القنوات الإخبارية، ورفع يديه أمام الكاميرا بعد أن كتب عليها رسالة بالإنجليزية "أوقفوا إطلاق النار".
وفي يناير/كانون الأول الماضي وجّه الممثل البريطاني رسالة أمام الكاميرات مجددا خلال حفل توزيع جوائز "غلودن غلوب"، حيث ارتدى بدلة سوداء وضع عليها دبوسا على هيئة حمامة، وكتب في منشور على حسابه على إنستغرام "الحمامة مصنوعة في بيت لحم، يصادف اليوم 3 أشهر من الدمار والموت، يجب وقف إطلاق النار".
View this post on InstagramA post shared by Khalid Abdalla (@khalid3bdalla)
وخالد عبد الله هو ممثل وناشط حظي بشهرة كبيرة بعد أن جسّد شخصية الطيار زياد جراح في فيلم "يونايتد 93" (United 93)، الذي يتناول أحداث رحلة الخطوط الجوية رقم 93 التي تم اختطافها كجزء من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهو الفيلم الحائز على جائزة البافتا.
كما شارك في العديد من الأفلام العالمية مثل "عداء الطائرة الورقية" (The Kite Runner)، وشارك مات ديمون في فيلم "المنطقة الخضراء" (Green Zone).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حسابه على عبد الله
إقرأ أيضاً:
الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه
في عالم تتقاذفه موجات الفتن الفكرية والدينية والسياسية، يبرز مفهوم الاعتصام بالله كقضية قرآنية مركزية تُعيد الإنسان إلى أصله الإيماني، وتحدد له بمن يجب أن يتعلق، ومن يجب أن يبتعد عنه. فـالقرآن الكريم لم يطرح الاعتصام كخيار إضافي، بل كمنهج نجاة ، ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
توجيه إلهي صريح يُلزم الإنسان أن يعرف بمن يعتصم، حتى لا يجد نفسه من حيث لا يشعر معتصماً بأهل الباطل أو خاضعاً لهيمنة أهل الكفر. فالاعتصام بالله ليس مجرد شعور، بل موقف وخطّ وانتماء.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
الاعتصام بالله يوقظ في نفس المؤمن حالة من الوجل الإيماني، خشية التقصير، وخشية الانزلاق إلى موالاة أعداء الله، هذا الخوف البنّاء هو ما يرفع الإنسان إلى مستوى التعلق الحقيقي بالله، ويجعله يرى أن أي بديل أو ملجأ غير الله لا يعدو أن يكون سراباً، فالله سبحانه وتعالى لم يجعل في علاقتنا به بديلاً عنه، والقرآن الكريم جعله الله سبحانه وتعالى كتاب توجيه وحركة، يعيد ارتباط الأمة بالله تعالى، وأن يمنع حصول أي انفصال بين الإنسان وبين الله، غير أن مساراً طويلاً من الانحراف في التاريخ الإسلامي أدّى إلى فصل القرآن عن الله، حتى أصبح كثير من الناس يتعاملون معه كمتنٍ روحي منفصل عن الواقع، وفي هذا يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه : (( الله سبحانه وتعالى لم يجعل شيئاً بديلاً عنه في علاقتنا به، وحتى القرآن الكريم ليس بديلاً عن الله إطلاقاً, بل هو من أكثر ما فيه، وأكثر مقاصده، وأكثر ما يدور حوله هو أن يشدك نحو الله ، الله ليس كأي رئيس دولة، أو رئيس مجلس نواب يعمل كتاب قانون فنحن نتداول هذا الكتاب ولا نبحث عمن صدر منه، ولا يهمنا أمره، ما هذا الذي يحصل بالنسبة لدساتير الدنيا؟ دستور يصدر، أنت تراه وهو ليس فيه ما يشدك نحو من صاغه، وأنت في نفس الوقت ليس في ذهنك شيء بالنسبة لمن صاغه, ربما قد مات، ربما قد نفي، ربما في أي حالة، ربما حتى لو ظلم هو لا يهمك أمره. لكن القرآن الكريم هو كل ما فيه يشدك نحو الله، فتعيش حالة العلاقة القوية بالله، الشعور بالحب لله، بالتقديس لله، بالتعظيم لله، بالالتجاء إليه في كل أمورك، في مقام الهداية تحتاج إليه هو، حتى في مجال أن تعرف كتابه.{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً}، ألم يتحدث القرآن عن التنوير، والنور, والفرقان، التي يجعلها تأتي منه؟ ليس هناك شيء بديلاً عن الله إطلاقاً)) .
فصل القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله عن الله .. مسألة خطيرة صنعت ضلالاً واسعاً
أهل الظلال في تقديمهم الفهم المغلوط للقرآن الكريم، ساهموا في صناعة حالة من الانفصال بين القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، وذلك حين جعلوا السنّة في بعض مراحلها منفصلة عن مرجعيتها الإلهية.
ومع مرور الزمن، وصلت الأمة إلى حالة أكثر خطورة، انخفضت قداسة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم في الوعي العملي،
بينما ارتفع تقديس الرواة والمحدّثين تحت مسمى علماء السنة، حتى غدا قولهم عند بعض الناس فوق النص ومرجعيته.
هذا المنحى أحدث تشويهاً في العلاقة بين المسلم ومصادر الهداية، وأن إعادة الأمور إلى نصابها تبدأ بإرجاع مركزية التوجيه إلى القرآن والرسول باعتبارهما متصلين بالله لا منفصلين عنه،
يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه : (( الذين يقولون: قد معنا كتاب الله وسنة رسوله, نفس الشيء بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو هاديا إلى الله، أليس كذلك؟ هاديا إلى الله، فُصل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في ذهنية الأمة عن القرآن، وهو رجل قرآني بكل ما تعنيه الكلمة، فُصل عن القرآن، ثم قسموه هو فأخذوا جانباً من حياته، جانباً مما صدر عنه وسموه سنة، فأصبحت المسألة في الأخير: الله هناك، رسوله هناك! هناك بدائل نزلت: قرآن، وكتب حديث. ولاحظنا كيف أصبح الخطأ رهيباً جداً جداً في أوساطنا؛ لأننا فصلنا كتاب الله عن الله، وفصلنا رسول الله … ))
طريق الأنبياء .. طريق شاقة نحو الجنة
القرآن يؤكد أن طريق النجاة المؤدي إلى الجنة ليست سهلة ولا قصيرة، فهي طريق الأنبياء الذين حملوا الرسالة، وجاهدوا، وقدّموا النموذج العملي، والمواقف العملية ، مهما كانت هذه المواقف شاقة ، مهما كانت خطورتها ، ولا سبيل للوصول إلى الجنة إلا أن يقيس الإنسان نفسه بميزان الأنبياء، وأن يجعل من رسول الله صلوات الله عليه وآله، معياراً لحركته وسلوكه وخياراته.
فالاعتصام بالله ليس مجرد خطاب نظري، هو منهج سلوك يبدأ من الداخل، ويترجم بالمواقف، والولاء لله تعالى ولرسوله والمؤمنين من أولياءه .
تحذير من واقع خطير .. كلام مع الله ومواقف مع أعداء الله
من أخطر الظواهر الدينية المعاصرة تلك التي يظهر فيها الإنسان متديناً بلسانه أو قلمه، بينما مواقفه تميل إلى أعداء الله، هذه الازدواجية تشكل تهديداً لسلامة الإيمان، لأن القرآن يؤكد أن الموقف هو معيار الصدق، فالحديث عن الله لا يصنع إيماناً، ما لم يرافقه انتماء عملي إلى مواقف عملية تتجسد في الواقع جهاداً وتضحية، والكلمة ليست مجرد صوت، بل هي جهاد، غير أن خطورة الكلمة تتضاعف عندما تصبح خارج إطار الهداية، أو عندما تتحول إلى أداة تبعد الناس عن الله بدل أن تقرّبهم منه، أن تكون دعوة إلى الله تدفع الناس نحو الجهاد في سبيل الله بمعناه الشامل، الفكري، والعملي، والأخلاقي. فالكلمة المنفصلة عن هذا الإطار قد تُحدث ضجيجاً لا قيمة له.
التقوى .. البوصلة التي تمنع الانحراف وتردّ الإنسان إلى الله
التقوى في القرآن الكريم ليست مجرد حالة شعورية، بل منظومة وعي وسلوك، وهي قائمة على ثلاثة أسس، المراقبة الدائمة لله، والحذر من التقصير، والخوف من العقوبة الإلهية.
فالإنسان الذي يغفل عن التقوى يعرض نفسه لغضب الله وسخطه، لأن التقوى هي جوهر الاعتصام بالله، وهي التي تحمي المؤمن من الانجرار إلى ولاءات منحرفة أو مواقف مضللة، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه : (( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) القضية مهمة جداً يجب أن تخافوا من الله من أن يحصل من جانبكم تقصير فيها، أن يحصل من جانبكم أي إهمال، أي تقصير، أي تفريط, القضية مهمة جداً جداً، هو يقول لنا هكذا، يذكرنا بأن نتقيه فالقضية لديه مهمة، وبالغة الخطورة، وبقدر ما تكون هامة لديه، وبالغة الخطورة أي أنه سيكون عقابه شديداً جداً على من فرط وقصر فيها، فيجب أن نتقيه أبلغ درجات التقوى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} أقصى ما يمكن فالقضية خطيرة جداً، وهامة جداً لديه، ولن يسمح لمن يقصر، لن يسمح لمن يفرط، لن يسمح لمن يهمل))
كيف سقطت الدول العربية والإسلامية في الضعف حين اعتصمت بأعدائها
تاريخ الأمة وواقعها المعاصر يقدم شواهد واضحة على أن التخلي عن الاعتصام بالله يقود بلا استثناء إلى الذلّ والضعف والتبعية.
فكثير من الدول العربية والإسلامية اختارت أن تجعل مصدر أمنها وسياساتها قائماً على الاعتماد على قوى الهيمنة المعروفة بمعاداتها للإسلام، واستبدال مرجعية القرآن بمرجعية الأجنبي، واختارت هذه الدول الاحتماء بغيرها عبر قواعد عسكرية، واتفاقيات أمنية، وتحالفات تُمنَح فيها السيادة للعدو المستعمر، والنتيجة ، فقدان الاستقلالية ،والعجز عن حماية نفسها، وهذه نتيجة طبيعية لأن الاعتصام بغير الله لا يجلب إلا الضعف.
ختاماً
يقدم مفهوم الاعتصام بالله من خلال الرؤية القرآنية، مشروعاً لإعادة تشكيل الوعي الديني والوجودي للمسلم، إنه ليس مجرد توجيه روحي، بل بوصلة حياة تحدد المعسكر الذي ينتمي إليه الإنسان، وتمنع اختلاط الولاء، وتعيد القرآن والرسول إلى مقام القيادة والتوجيه.
إن أخطر ما يواجه الأمة ليس فقدان المعرفة، بل فقدان المعيار، ومعيار النجاة هو الاعتصام بالله وحده، والسير في طريق الأنبياء، والالتزام بالتقوى، والحذر من كل انحراف يلبس ثوب الدين بينما جذوره ممتدة نحو أعداء الله.