الجديد برس:

تعرضت اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات التابعة لسلطات صنعاء، الثلاثاء، لإطلاق نار من قبل الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، أثناء قيامها بفتح طريق صنعاءالضالع – عدن.

وأكدت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، أن اللجنتان “فور وصولهما إلى منطقة مريس بمحافظة الضالع تعرضتا لإطلاق نار من قبل الطرف الآخر بالرغم من التنسيق المسبق معه”، مشيرةً إلى أنها “محاولة مكشوفة وواضحة لإفشال الجهود والمساعي الجارية لفتح هذا الطريق المهم الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة عدن”.

ونقلت الوكالة عن أعضاء اللجنة الرئاسية وممثلون عن منظمات المجتمع المدني والمشايخ والوجهاء، قولهم إن “الطرف الآخر وبدلاً من التجاوب مع اللجنتين واللقاء بهما قام بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة شخصين”، مؤكدين أنه “على الرغم مما قام به الطرف الآخر من تصعيد ومحاولة لإفشال هذه المساعي، إلا أن المبادرة ما تزال قائمة لفتح هذا الطريق الحيوي حرصاً من القيادة على تخفيف معاناة المواطنين وفتح هذا الطريق المهم”.

وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، نقلت عن القائم بأعمال محافظ الضالع عبد اللطيف الشغدري، قوله إن “قيام مسلحي الطرف الآخر بمحاصرة اللجنة واستهدافها بالسلاح الخفيف والثقيل دليلاً على تعنتهم واستمرارهم في تضييق الخناق على المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق في استخدام الطريق بأمن وسلام”.

وأكد الشغدري أنه ورغم التنسيق مع الطرف الآخر إلا أنهم غدروا بالجميع إمعاناً في مضاعفة معاناة المواطنين.. مشيراً إلى أن تصريحات الطرف الآخر كانت للاستهلاك الإعلامي فقط.

فيما أوضح عضو لجنة الوساطة ممثل منظمات المجتمع المدني الدكتور حمود العودي، أن “اللجان كانت مستبشرة خيراً خلال توجهها لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، لكنها تفاجأت بالاعتداء عليها من الطرف الآخر”.

وقال العودي في تصريح نشرته الوكالة: “كنا بانتظار من يقابلنا بالمحبة والسلام ففوجئنا بكل ما ينافي القيم والأخلاق والعادات اليمنية”.. لافتاً إلى أن الاعتداء أثناء مهمة فتح الطريق يستهدف كل اليمنيين ويخدم أعداء اليمن في الداخل والخارج.

وكانت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، نقلت في وقت سابق عن رئيس اللجنة- وزير الأشغال العامة والطرق، غالب مطلق، قوله إن من وصفهم بـ”مرتزقة العدوان قاموا بمحاصرة اللجنة الرئاسية والعسكرية بمنطقة الزيلة في مريس بمحافظة الضالع ويواصلون استهدافهما بكل أنواع الأسلحة”.

وأضاف في تصريحه أن “اللجنتين الرئاسية والعسكرية وبرفقتهما العشرات من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية كانوا قد وصلوا إلى منطقة مريس في إطار التنسيق والترتيبات لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن إلا أن مرتزقة العدوان قاموا بمنعهم سعياً لإفشال أي جهود لفتح الطريق”.

يشار إلى أن طريق صنعاء – الضالع – عدن هو أحد أهم الطرق في اليمن، ويُعد شريان الحياة الرئيسي لربط العاصمة صنعاء بمحافظة عدن.

مرتزقة العدوان يعتدون على لجنة الوساطة والمواطنين في منطقة مريس بـ #الضالع أثناء قيام اللجنة بفتح طريق #صنعاء – الضالع – #عدن pic.twitter.com/ldOK4BWtzU

— خليل ابراهيم (@ibr7711) March 12, 2024

???? شاهد | مرتزقة العدوان يعرقلون فتح طريق #دمت #مريس #قعطبة 02-09-1445هـ 12-03-2024م

???? تقرير: جميل المقرمي#اليمن #فتح_طرقات_الضالع #مرتزقة_العدوان #شاهد_المسيرة pic.twitter.com/VGuzIG0uKq

— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) March 12, 2024

https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/ssstwitter.com_1710269873197.mp4

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: مرتزقة العدوان فتح طریق صنعاء الطرف الآخر إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين الاستشراق والاستغراب: حين نكون موضوعًا بلا أدوات

أحمد بن محمد العامري

منذ لحظة الاحتكاك الأول بين  العرب والغرب الحديث، لم يكن التبادل الثقافي بين الطرفين قائمًا على الندية، بل انطلق من علاقة اختلال معرفي وقيمي شكلت فيها القوى الغربية طرفًا فاعلًا ممسكًا بأدوات البحث، بينما وقع العرب في موقع الطرف المنظور إليه، المراقب، الخاضع لعمليات تفكيك ممنهجة في مجالات اللغة والتاريخ والدين والاجتماع. هكذا وُلد "الاستشراق"، لا كمجرد نشاط بحثي أو فضول ثقافي كما يحلو للبعض تبسيطه، بل كمشروع طويل المدى، ارتكز على بنية معرفية ذات وظيفة سياسية واستراتيجية واستخباراتية عميقة.

لم يكن المستشرقون مجرد باحثين معزولين في أبراجهم الأكاديمية، بل كانوا – في كثير من الأحيان – امتدادًا للمؤسسات الإستعمارية والاستخباراتية والوكالات اليهودية، وخدمًا ناعمين لمشاريع السيطرة والتفكيك.. درسوا الإنسان العربي ليس حبًا في المعرفة بل لتشكيل معرفة تُستخدم ضدّه. استقصوا لغته، وحلّلوا بنيته الاجتماعية ورصدوا منظومته الدينية، ودوّنوا ملاحظاتهم عن عاداته وأمثاله وأسواقه ونكاته وتاريخه الجمعي؛ ليرسموا في نهاية المطاف خريطة ذهنية دقيقة لمجتمع معقّد، أُريد له أن يُفهم بغرض الهيمنة لا التفاهم.

ولأنهم أدركوا منذ وقت مبكر أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل بل خزانًا للهُوية ومحركًا للانتماء، استثمروا في اللسانيات العربية لا ليُقرّبوا ثقافتنا، بل ليُفجّروها من داخلها، فمن الاشتقاقات العربية القديمة صنعوا قوميات وهويات فرعية بثوا من خلالها النزاعات وأعادوا تركيب المجال الثقافي والاجتماعي العربي على أسس التنافر بدلًا من التكامل. ما كان استشراقًا في ظاهره، كان استهدافًا بنيويًا في جوهره.

لقد أدرك الغرب أن الفهم العميق للآخر هو الخطوة الأولى للسيطرة عليه، وعبر هذا الفهم تشكّلت استراتيجيات ناعمة لتفكيك المجتمعات وزرع الشك في الذات والقدوات، وهدم الأسرة الت تشكل نواة الأمة، وخلق صراعات داخلية، جعلت من العالم العربي ساحة نزاعات مفتوحة على كل الاتجاهات. الحدود التي نتقاتل عليها اليوم، والانتماءات التي تمزقنا، والمذاهب التي نُذكي بها نار الطائفية، ليست من إنتاجنا المحض، بل هي نتائج حتمية لرؤية استشراقية سبقتنا إلى فهم أنفسنا، قبل أن نفهم نحن أنفسنا.

وفي مقابل هذا المشروع المتكامل، وقف العرب عاجزين – أو غير راغبين – في بناء علم مضاد، لم يظهر لدينا ما يمكن أن نسميه "علم الاستغراب"، أي ذلك العلم الذي يُعنى بدراسة الغرب كما درسنا هو، ويقلب عدسات المراقبة ليُخضع مجتمعاته للتحليل والتفكيك. لم نسعَ لتكوين مراكز بحثية مكرسة لفهم الآخر، ولا أرسلنا "مستغربين" يدرسون اللغات الغربية وسلوك الإنسان الأوروبي والأمريكي، وقيمه، وتاريخه غير الرسمي، وتناقضاته النفسية والاجتماعية، كما فعل الغرب معنا.

"علم الاستغراب" لم يوجد بعد، لا كمجال معرفي، ولا كمشروع مؤسسي. وإن ظهرت بعض المحاولات النقدية – ككتابات إدوارد سعيد، ومالك بن نبي، وعلي الوردي – إلا أنها ظلت محصورة في النخبة الفكرية، ولم تتحول إلى تراكم معرفي يُنتج خطابًا استراتيجيًا عربيًا يُعادل الهيمنة الثقافية الغربية، بل إن هؤلاء المفكرين رغم عمقهم وتنوع زوايا طرحهم، لم يحظوا بمنظومات مؤسسية تحتضن أفكارهم وتطوّرها وتحوّلها إلى مشروع جامع يتجاوز حدود التحليل إلى التأثير.

وحتى تلك الجهود غالبًا ما اتخذت منحًى دفاعيًا أو أخلاقيًا، ولم تنخرط بعمق في تفكيك البنية الغربية، وقراءة تناقضاتها، ومكامن ضعفها، وفجواتها القيمية التي يمكن الاشتباك معها فكريًا.

إن علم الاستغراب الذي نحتاجه اليوم ليس ترفًا نظريًا، بل هو ضرورة للنجاة الحضارية. نحن بحاجة إلى عقول تُدرَّب على تفكيك الآخر وتقرأ بنيته من الداخل، وتخترق طبقات الخطاب التي يخفي بها أزماته. إن المجتمعات الغربية – على ما يبدو من تماسكها – تخفي خلف ستار الحداثة أزمات هوية، وفراغًا روحيًا، وتفككًا أسريًا، واستلابًا وجوديًا، وانقسامًا طبقيًا. لكنها بارعة في إخفاء هذا الجمر تحت رماد النظام والانضباط الظاهري. من دون علم يقرأ هذا الآخر بعمق، سنظل نستقبل فعله ونتفاعل معه دون أن نملك أدوات فهم حقيقية لما يُحاك ضدنا، أو حتى لما يُقدَّم لنا من سرديات مغلفة بالقيم الكونية والحياد المعرفي.

آن الأوان لأن نعيد التموضع، لا من خلال ردّات الفعل، بل عبر إنتاج مشروع متكامل تتضافر فيه المؤسسات البحثية، والجامعات، ومراكز الدراسات الاستراتيجية، لتكوين جيل جديد من "المستغربين" الذين يُدركون الآخر كما يدرك نفسه، ويقرؤون خلف لغته ويتعقبون أنساقه الثقافية والتاريخية، بنفس الدقة التي قرأنا بها همومنا من خلال نصوص المستشرقين.

إن الهيمنة لا تُواجه بالعاطفة ولا تُردّ بالشعارات، بل تُواجه بمعرفة مضادة تُنتج خطابًا وتُشكّل وعيًا، وتبني مشروعًا يرى في ذاته قيمة، وفي الآخر موضوعًا معرفيًا مشروعًا للدراسة والتفكيك، لا فقط مرآة للانبهار أو موضوعًا للشكوى.

إذا كان الاستشراق قد صنع وعيًا غربيًا مشوّهًا عن الشرق، فإن الاستغراب الحقيقي يجب ألا يسعى إلى تشويه الغرب، بل إلى فهمه... فهمه من أجل التحرر منه.

ahmedalameri@live.com

مقالات مشابهة

  • قذيفة تقتل خمسة أطفال في ريف تعز
  • بين الاستشراق والاستغراب: حين نكون موضوعًا بلا أدوات
  • اليمن.. إحباط هجوم «حوثي» شمالي الضالع
  • محلي الجوف يسلم موقع مشروع طريق كحيلة المبنى الزراعي في الزاهر للجهة المنفذة
  • خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للمقاومة
  • وزير النقل يزف بشرى بشأن طريق هام يربط مأرب
  • السليمانية.. إحباط هجوم بطائرة مسيرة انتحارية قرب مقر للتحالف الدولي
  • الانتقالي يرفض لجان برلمان البركاني بــ عدن
  • صحيفة فرنسية: مشارع لبنان التنموية تصطدم بنفوذ حزب الله والأزمة الاقتصادية
  • تقييم جسر القساطل على طريق أريحا – اللاذقية بهدف إعادة تأهيله