تتباين المشاكل الصحية باختلاف كل مريض، ولكل مرض شروط خاصة للتعامل معه، غير أن التوعية والتشخيص المبكر يظلان أفضل وسيلة للوقاية وعلاج مجموعة من الأمراض، على غرار أمراض الكلي.

 

وبحسب المختصين يمكن تفادي الإصابة بهذه الأمراض أو تفاقم حالتها، إذا ما تمت التوعية بالدور الأساسي للكلى في الصحة العامة للفرد، وبأهم السلوكات الوقائية للحفاظ على سلامة وظائفها.

 

وتبرز أهمية التوعية بدور الكلى في تخصيص منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الثاني من كل شهر مارس، للتحسيس بخطورة أمراض الكلى، وتعزيز الوعي بالدور الحيوي لهذا العضو وبالجوانب الطبية والعلاجية المتعلقة بالتكفل بالمرضى.

 

ويؤكد الشعار الذي اختاره الاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى لهذه السنة "صحة الكلى للجميع: سبيل الوصول العادل إلى الرعاية والممارسة العلاجية المثالية "، على ضرورة العمل من أجل إرساء استراتيجيات مبتكرة للتصدي لأوجه اللامساواة، وبحث أنجع السبل لتمكين المصابين بهذا المرض، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، من الولوج إلى رعاية صحية ناجعة.

 

ويعتبر الكشف المبكر ، وفق المختصين، عنصرا حاسما في الخطة العلاجية لأمراض الكلى، التي تعتبر من الأمراض الصامتة التي لا تصاحبها أعراض في مراحلها المبكرة. كما أن تشجيع الأشخاص على إجراء الفحوصات بانتظام، خاصة المعرضين للخطر، من شأنه تعزيز فرص التعافي.

 

وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم أمراض الكلي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، البروفيسور طارق الصقلي الحسيني، إن "التشخيص المكبر يزيد من فرص العلاج، لذا ينبغي تشجيع المصابين وعموم الناس على المشاركة في برامج الفحص المنتظمة".

 

وأوضح السيد الصقلي الحسيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكشف المبكر لأمراض الكلى عند شرائح معينة، أكثر عرضة من غيرها للإصابة بهذه الأمراض، يظل الركيزة الأساسية للحد من انتشار الفشل الكلوي الذي يستدعي في أغلب الأحيان علاجات تصفية الدم أو زرع الكلى.

 

وبعد أن أكد على الدور الكبير الذي يضطلع به الإعلام في مجال التوعية بخصوصية مرض الفشل الكلوي، أبرز أن هذه التوعية يتعين أن تنطلق من المدرسة، حيث يتلقى الطفل التربية والتكوين إلى جانب الإدماج الاجتماعي.

 

واعتبر أن حملات التوعية بشأن أنماط الحياة الصحية، وتعزيز النظام الغذائي المتوازن والمتنوع، وممارسة الرياضة، والحد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، ضرورية للغاية للوقاية من الإصابة بالفشل الكلوي، مشيرا بهذا الخصوص إلى خطورة تناول الأعشاب بنية العلاج، والأدوية بدون تأطير، والتي تتحول إلى سموم تأثر على الكلى بشكل مباشر.

 

ونبه الدكتور الصقلي الحسني إلى أهمية تناول كميات كافية من الماء بصفة منتظمة، لا سيما خلال ارتفاع درجات الحرارة أو ممارسة الرياضة بهدف تجنب اجتفاف الجسم، داعيا إلى التقليل من كميات ملح الطعام والسكر لما لهما من تأثير على ارتفاع ضغط الدم والسكري، وبالتالي على باقي الأعضاء كالقلب والشرايين والكلى.

 

وأشار إلى أن المغرب حقق إنجازات مهمة في مجال التكفل بالمصابين ، وذلك بفضل انخراط كل المكونات من وزارة ومؤسسات وجمعيات مدنية، فضلا عن المحسنين.

 

وفي هذا الصدد ، أبرز البروفيسور أهمية الجهود التي تبذلها الدولة في مجال التوعية والوقاية من مرض الفشل الكلوي، وذلك بهدف تفادي الوصول إلى المرحلة النهائية، الأمر الذي يفرض تعويض وظائف الكلى إما من خلال الخضوع لحصص طويلة ومؤلمة لتصفية الدم، أو عن طريق زرع كلية جديدة، مسجلا أنه بالرغم من النتائج الإيجابية المحققة، لا سيما من ناحية التكفل بالمرضى وتوفير عدالة صحية للجميع، يبقى من الضروري تكثيف الجهود لتشجيع التبرع بالأعضاء للمرضى الراغبين في إجراء عملية زرع الكلى.

 

وسجل أن من ثمرات التغطية الصحية الشاملة إقبال مرضى على العلاج، كانوا بالأمس القريب يواجهون صعوبات في الولوج إلى مراكز تصفية الدم أو تحمل تكاليف العلاج الباهظة.

 

وعبر عن اقتناعه بأن التبرع بالأعضاء، بوصفه عملا إنسانيا نبيلا يمنح أمل الحياة للمرضى، سيساهم لا محالة في التخفيف من معاناة المصابين بهذه الأمراض المزمنة، ما يقتضي تضافر جهود مختلف المتدخلين للرفع من عدد المتبرعين الذي يبقى "متواضعا جدا".

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

بروتوكولات استراتيجية لدعم السياحة العلاجية والتوعية الصحية في أفريقيا

في مشهد حافل بالتكامل الصحي والتعاون القاري، خطفت مستشفي شفاء الأورمان الأضواء خلال اليوم الثاني من فعاليات معرض ومؤتمر "صحة أفريقيا 2025"، الذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتؤكد مجددًا ريادتها في علاج الأورام بالمجان ودعم المنظومة الصحية على المستويين المحلي والأفريقي.

وبحضور لافت لمجلس إدارة جمعية الأورمان ومؤسسة شفاء الأورمان، شهدت الفعاليات توقيع مجموعة من بروتوكولات التعاون المهمة، التي تمثل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للسياحة العلاجية، وتعزيز جهود التوعية الصحية والمجتمعية.

تسليم 447 جهازا تعويضيا وسماعة طبية لغير القادرين بقرى الأقصرمحافظ الأقصر يشارك في احتفالات أوقاف الأقصر بمناسبة العام الهجري الجديدمحافظ الأقصر يتفقد مركز تدريب هيا ويشيد بدورها في دعم الصادرات البستانية

خطوات عملية نحو صحة شاملة

وتضمنت البروتوكولات تنظيم حملات توعوية كبرى داخل المؤسسات الطبية والشركات والمستشفيات المشاركة في المؤتمر، بمشاركة نخبة من مقدمي الرعاية الصحية، إلى جانب تنفيذ أنشطة تثقيفية وقوافل طبية منتظمة تخدم مختلف فئات المجتمع.

كما تم الاتفاق على دعم الفعاليات الصحية الكبرى، مثل "اليوم العالمي للسكري"، والمساهمة في مبادرة "إحساسك نعمة" للحد من مضاعفات المرض، بالإضافة إلى التعاون في تنظيم المؤتمرات العلمية، وتدريب الكوادر الصحية ورفع كفاءتهم، وتقديم باقة متكاملة من الخدمات الطبية والعلاجية المجانية بأعلى معايير الجودة العالمية.

رسالة مصرية من قلب أفريقيا

من جانبه، ثمّن الأستاذ محمود فؤاد، المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، هذا التعاون الفعّال مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدًا أن البروتوكولات الجديدة تدعم بقوة توجه الدولة نحو تعزيز السياحة العلاجية، وجذب المرضى من مختلف الدول، إلى جانب تعزيز الثقافة الصحية داخل المجتمع.

وقال فؤاد: "نواصل في شفاء الأورمان تقديم كل ما يحتاجه مريض الأورام من رعاية متكاملة، بدءًا من الفحص وحتى صرف العلاج، مجانًا، ووفق أعلى المعايير العالمية، إيمانًا منا بحق كل إنسان في العلاج الكريم

طباعة شارك الاقصر اخبار الاقصر شفاء الاورمان

مقالات مشابهة

  • مفتي عام المملكة يستقبل نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أمراض وغسيل الكلى الصحية بالطائف
  • بروتوكولات استراتيجية لدعم السياحة العلاجية والتوعية الصحية في أفريقيا
  • طبيب يكشف عن 3 أسرار لتقوية الصحة الجنسية وعمر طويل بدون أمراض.. فيديو
  • الصحة الإيرانية: مقتل 627 شخصا وإصابة 4935 جراء العدوان الإسرائيلي
  • هذه المشروبات نتناولها يوميا وتسبب الفشل الكلوي.. تفاصيل
  • الشعور بالدوار بعد السباحة .. ما السبب وما العلاج ؟
  • ارتفاع كثافة الدم قد يهدد حياتك
  • عُمان تكثف جهود التوعية للوقاية من أضرار المخدرات والمؤثرات العقلية
  • تزامنًا مع الإجازات.. حملة توعوية لمواجهة أمراض الصيف في الشرقية
  • الصدمات النفسية.. ما تأثيرها على الدماغ وما أهمية العلاج المبكر لها؟