ترى واشنطن أن عقدتها بالمنطقة هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحتضن فصائل المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا إلى العراق واليمن، وان النفوذ الإيراني يتسع في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إضافة للقدرات العسكرية الإيرانية التي بلغت مراحل متقدمة في قطاع التصنيع العسكري، وهذا بنظر أمريكا وبريطانيا والغرب لا يهدد الكيان الصهيوني وجوديا فحسب بل يتجاوز ذلك إلى تهديد المصالح الحيوية لأمريكا وبريطانيا والمنظومة الغربية بالمنطقة، كما أن التحالف الاستراتيجي بين طهران من جهة وبين موسكو وبكين يشكل خطرا حقيقيا على المصالح الأمريكية –الغربية، ليس في الوطن العربي وأفريقيا وحسب، بل وفي قارتي آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث تتطور علاقة دول القارتين مع طهران بشكل مضطرد رغم الإجراءات الأمريكية -الغربية ضد طهران اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، والحصار الذي تفرضه واشنطن وحلفاؤها على طهران منذ أربعة عقود، غير أن تداعيات الأحداث أثبتت أن كل إجراءات واشنطن وحلفائها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تجد نفعا على ضوء السياسة الاستراتيجية التي اعتمدتها طهران لمواجهة الحصار الأمريكي -الغربي وتفوقها في إدارة سياسة خارجية وداخلية متزنة تراعي مصالح شعبها، إضافة إلى مرونتها في التعامل مع دول المحيط وخاصة مع العربية السعودية التي كانت أمريكا تخطط أن تجعل منها رأس حربة في استهداف إيران ودفعها لخوض معترك التنافس معها لتأصيل الخلاف (السني -الشيعي) ومنحه بعدا ثقافيا وسياسيا وإعلاميا، وصولا لتكريسه كخيار أيديولوجي وجودي يقطع كل ممكنات التواصل وجسورها مع طهران، لتحل العدو الأول للأمة العربية مقابل جعل الكيان الصهيوني الصديق الأقرب للأمة والحليف لدولها وأنظمتها.
بل وجعل الكيان المدافع الأول عن وجود الأمة العربية ومصالحها ضد ما يسمى بـ”النفوذ الإيراني” و(التمدد الشيعي) وسمعنا تصريحات متعددة من خبراء ومسؤولين صهاينة عن (احتلال إيران لأربع عواصم عربية)، وردد هذا بعض العرب من سياسيين وإعلاميين مرتبطين بالمشروع الأمريكي بوعي أو بدونه..!
ترى أمريكا أن النظام في سوريا عدو للكيان الصهيوني وبالتالي هو عدو لها ويجب إسقاطه، وترى في حزب الله عدوا لها لأنه عدو للكيان الصهيوني، وترى في المقاومة الفلسطينية عدوا لها لأنها تعادي الصهاينة وتقاتل من أجل حرية وطنها وشعبها وإقامة دولتها المستقلة، وترى في أنصار الله في اليمن أعداء لها، لأنهم يدعمون المقاومة ويساندون الشعب الفلسطيني، وبالتالي كل من لا يقبل بهيمنة أمريكا، ومن لا يرتهن لها، هو عدو أيا كان وأياً كانت هويته ومعتقداته السياسية والفكرية والدينية والايدلوجية، وتلكم هي إحدى الأزمات التي تعاني منها أمريكا وتفقدها مكانتها كدولة عظمى وأيضا احترام العالم لها وثقتهم بها وبالسياسة التي تنتهجها حول العالم، وتؤمن أمريكا أن كل من يخالفها هو عدو يجب مواجهته ولا تؤمن بحرية الآخر وقناعته، بل تطلب من الجميع أن يكونوا أحرارا على طريقتها وأن يؤمنوا بما تؤمن به وأن يلتزموا سياستها وإلا فهم أعداء مارقون وينتمون (لمحور الشر)..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عراقجي: واشنطن طلبت تسليم اليورانيوم مقابل تأجيل آلية الزناد
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة طلبت من طهران، الشهر الماضي، تسليم اليورانيوم المخصب مقابل تأجيل تفعيل آلية الزناد.
وأكد عراقجي -في تصريحات إعلامية- أن تخصيب اليورانيوم حق لإيران ولا يمكن لأحد حرمانها من هذا الحق لأن لديه مخاوف، مشددا على أن مطالب أميركا غير منطقية ولا نرى أي أرضية إيجابية للتفاوض معها.
وأضاف، أن إيران مستعدة للتفاوض وبناء الثقة لإزالة المخاوف من برنامجها النووي وإبرام اتفاق وتنفيذه، لكنه أشار إلى أن أسلوب الولايات المتحدة في التفاوض هو فرض الإملاءات وهو ما لن تخضع له وستصر على استقلالها.
وتتيح "آلية الزناد" لأي طرف من أطراف الاتفاق النووي الموقع في يوليو/تموز 2015 بين إيران ومجموعة 5+1، إعادة العقوبات الأممية إذا خرقت إيران التزاماتها.
وكانت إيران قد علّقت في يوليو/تموز تعاونها مع الوكالة الذرية الدولية عقب حرب استمرت 12 يوما في يونيو/حزيران الماضي اندلعت إثر قصف إسرائيلي أميركي لمنشآت نووية إيرانية، وردّت عليها طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل.
وقال غروسي، الأربعاء الماضي في مقابلة لصحيفة "لوتان" السويسرية، إنه "إذا فشلت الدبلوماسية، أخشى من استخدام جديد للقوة" ضد المواقع النووية الإيرانية.
وأضاف أن إيران "تمتلك ما يكفي من الوقود لصنع نحو 10 قنابل نووية، لكن لا دليل لدينا على أن طهران تسعى لامتلاك سلاح نووي".
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تُعدّ إيران البلد الوحيد غير النووي الذي يخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من الحدّ التقني البالغ 90% اللازم لإنتاج قنبلة نووية، وفق الوكالة الذرية.