بوابة الوفد:
2025-06-02@08:35:30 GMT

القرآن الكريم تاج اللغة وحارسها (1)

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

فى مجال الحديث عن المصنفات العربية والإسلامية فى علوم شتى،  وعن الأصل فى صناعة الكتب والمكتبات، والأصل فى حماية اللغة ونشرها وبقائها  ينبغى أن نشير إلى أعرق كتاب،  كتاب الله تعالى،  القرآن الكريم،  ثم الحديث الشريف، وقد قلنا إن العرب كانوا يكتبون على العسب، واللخاف، والرقاع، وقطع الأديم، وعظام الاكتاف العريضة من الحيوانات، وعلى الأضلاع، وكانوا يكتبون على الرقوق، جمع رق،  فى قولهم: «مكتوب عندنا فى أديم خوْلانى» وهى قبيلة يمنيّة،  اشتهرت بصناعة هذا الرق،  كما كان القرآن الكريم مُدوّنًا فى شكل تفاريق فوق جلود،  وعظام، وعُشب، وذلك قبْل جمعه، أمّا بعد جمعه فقد رأى الصحابة، رضى الله عنهم، كتابته فى الرق،  وهو نوع من الجلود الرقيقة،  وبقى القرآن على ذلك إلى أن ولـّى الرشيد الخلافة.


صار زيد بن ثابت أحد كتاب الوحي،  وثانى أساتذة ابن عباس،  بعد على رضى الله، وتدلنا المصادر، ومنها كتاب الإتقان للسيوطي، على عدد كبير من الصحابة، ومن الأنصار، رضى الله عنهم، فى وقت باكر، حفظوا القرآن كله على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفى المدينة بات نفر، عددهم سبعون رجلا من الأنصار، يقْضون لياليهم يتدارسون القرآن، ويضبطون لغته ويحررون كلماته ومخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه،  وعدد سجداته،  ومضى معاصروهم،  ومن تلاهم فى الطريق ذاته.
لقد حُفظ القرآن الكريم فى الصدور، وفى شهر رمضان كان الرسول يراجعه فى معارضة جبريل عليه السلام كل عام؛ ضمانًا للتوثيق، وأمْنًا من وقوع نقص أو زيادة أو تحريف، وقد روجع مرتين عام وفاته، إلى جانب متابعة من النبى   لكتـّاب الوحى، حيث بلغوا ستة وعشرين كاتبا، وقيل: هم ثلاثة وعشرون،  أو أربعون فى مقدمتهم عثمان بن عفان، وحكوْا عن وجود منْ يكتب للرسول صلى الله عليه وسلم بعض أموره، أو يكتب لغيره (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب، القاهرة 1333هـ / 1950 13/353)، ومتابعة لحَفَظة القرآن الكريم؛ فقد كان الخط العربى القديم مرتبطًا بعدم شيوع الكتابة اعتمادًا على الذاكرة القوية لدى العرب.
القرآن الكريم وأحاديث الأقوام والقرون     
ذكر القرآن الكريم ما حدث للأقوام عبر القرون، ويهمنا هنا أن نتوقف عند قوم عاد، قال تعالى: «ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لمْ يخْلق مثلها فى البلاد».
وقال تعالى: «واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فى الخلق بسطة».
وقال تعالى: «فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق وقالوا منْ أشد منا قوة».
وقال تعالى: «كأنهم أعجاز نخل منقعر».
وقد رأى بعض الباحثين أن قوم عاد هم الذين بنوا الآثار المنسوبة للفراعنة الذين جاءوا بعدهم، قال تعالى: «وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم».
واستدل على ذلك بوصف القرآن الكريم لأجساد قوم عاد فى الآية السابقة؛ مما مكنهم من نقل تلك الأحجار الثقيلة، التى تتناسب مع قوتهم وطول قاماتهم، وأشار إلى المصادر التاريخية التى أرّختْ للتاريخ العربى القديم.
  ومن هنا نرى أن الحديث عن تاريخ اللغة العربية ضارب فى أعماق التاريخ العتيق، كما نرى فى القصص القرآنى الذى يسرد ما لا يعرفه المحْدثون من أخبار الأمم البائدة، وهى ما أطلق عليه ( القرون )، وهى فوائد تضاف إلى الفائدة العظمى التى جنتْها اللغة العربية بفضل القرآن الكريم، المتمثلة فى محورين:
 الأول: الانتشار الواسع على ألسنة من اعتنقوا الإسلام على مدى حقب وقرون تاليات حتى يومنا هذا، وعلى مساحات قارات وأقاليم تفوق الحصر.
 الثانى حفظها، وحمايتها من الاندثار، أو المحو أمام لغات أخرى كما حدث للغات أخرى غيرها  كالعبرية لغة التوراة، والآرامية لغة الإنجيل.
عضو المجمع العلمي
أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يوسف نوفــل القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها

ما هي الأشهر الحرم؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك.

قالت دار الإفتاء المصرية إن الأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].

وأوضحت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.

واشارت الى ان هذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.

هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟حكم استعمال المحرم بالحج أو العمرة للشمسية .. اعرف رأي الشرعأفضل مكافأة.. الإمام الطيب يلتقي بواعظات الأزهر بعد توعيتهن حجاج بيت الله الحرام بالمطاراتكلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات اللهخصائص الأشهر الحرم

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن خصائص الأشهر الحرم، وقال: إنه في هذه الأشهر يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217].

كما يعد من خصائص الأشهر الحرم، تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36].

وتشتمل الأشهر الحرم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.

من خصائص الأشهر الحرم أن الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.

-إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"،

-أنه يحرم في الأشهر الحرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» (المائدة: 2)، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5).

فضائل الأشهر الحرم

-من فضائل الأشهر الحرم : أن أعمال الحج كلها تقع في ذي الحجة، قال تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» قال البخاري: قال ابن عمر: هي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة»

-النبي صلى الله عليه وسلم أدى العُمرة أربع مرات كانت في الأشهر الحرم، كما يقول ابن القيم رحمه الله: وقد علق على ذلك بقوله: لم يكن الله ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أَوْلى الأوقات وأحقها بها، وقال: فأولى الأزمنة بها - أي العمرة - أشهر الحج وذو القعدة أوسطها، وهذا مما نستخير الله فيه، فمن كان عنده فضل علم، فليرشد إليه»

وكذلك من فضائل الأشهر الحرم أن فيها عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من أفضل الأيام، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، روى البخاري والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

- وفي الأشهر الحرم يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القر، وأيام التشريق، وهي من أعظم الأيام عند الله، وعيد أهل الإسلام، روى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَعَالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».

-وفي الأشهر الحرم: صيام شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ»

-وفي الأشهر الحرم : يوم عاشوراء الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر السنة الماضية، وهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه.

ما يجب تجنبه فى الأشهر الحرم

وينبغي على المسلم أن يتجنب في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم 3 أمور، هي:

1- الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.

2- الظلم في شهر محرم وسائر الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"،

3- يحرم في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» (المائدة: 2)، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5).

ومن أفضل الأعمال في الأشهر الحُرم:

1- الإكثار من العمل الصالح

2- الاجتهاد في العبادات "الصلاة على وقتها، النوافل، قيام الليل..."

3- الابتعاد عن المعاصي

4- الإكثار من الصدقات

طباعة شارك الأشهر الحرم خصائص الأشهر الحرم فضائل الأشهر الحرم ما يجب تجنبه فى الأشهر الحرم أفضل الأعمال في الأشهر الحُرم

مقالات مشابهة

  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • إنشا “متحف القراء” بإذاعة القرآن الكريم ليضم مقتنيات وتسجيلات ووثائق
  • القرآن الكريم والحديث.. انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية 2025 للشعبة الأدبية
  • المفتي: التمسك بأحكام وحدود القرآن الكريم سبيلنا للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي
  • مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
  • مفتى الجمهورية يشهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية أم الزين بالشرقية
  • المفتي يشارك في احتفالية تكريم حفظة القرآن الكريم من أبناء قرية أم الزين بالشرقية
  • إمام بالأوقاف يتبرع بجزء من جائزته في مسابقة القرآن الكريم لأهل غزة