قمة تاريخية.. شراكة استراتيجية بين مصر أوروبا وحرب غزة على طاولة البحث| فيديو
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
شهدت القاهرة عقد قمة مصرية أوروبية، اليوم الأحد، لرفع مستوى العلاقات إلى “الشراكة الاستراتيجية”، وبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. تأتي القمة وسط ترقب لضخ تمويلات أوروبية جديدة لمصر.
وتُعد القمة المصرية الأوروبية حدثًا تاريخيًا هامًا يُعزز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي ويُساهم في حل الأزمات الإقليمية.
قالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، إن اليوم يعد تاريخيا للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، فالدور الذي قامت به إيطاليا لتحقيق الشراكة الشاملة كبير، فالاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي تأتي في السياق الحالي في ظل العديد من الأزمات التي يمكن أن تزعزع الاستقرار بمنطقة البحر المتوسط.
وأضافت رئيسة وزراء إيطاليا، خلال كلمتها في الاجتماع السداسي للترحيب بالقادة الأوروبيين في قصر الاتحادية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعرضته قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي تعزيز علاقاته مع جيرانه في الجنوب لمواجهة التحديات المشتركة التي نواجهها معا مثل الأمن والغذاء والمياه والطاقة والتنمية والهجرة.
وتابعت رئيسة وزراء إيطاليا أن الإعلان المشترك والمبادرة تظهر جليا الاستعداد لتشجيع أسلوب هيكلي جديد للتعاون بين شرق البحر المتوسط، مشددة على أن مصر تلعب دورا رياديا في المنطقة، وهو نموذج جديد من أجل التعاون، وإيطاليا تدعم مصر وتقف إلى جانبها، ونرحب بجهود مصر في هذا الصدد ونتطلع للعمل أكثر، وسنوقع اليوم عددا من الاتفاقيات الثنائية مع مصر.
رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن الموافقة على مجموعة من الحزم فى التجارة والاستثمار ودعم مالى لمصر بـ7.4 مليار يوروأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" ترفيع العلاقة فيما بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى مستوى استراتيجي يشمل شراكة استراتيجية شاملة.
وقالت "أورسولا فون دير لاين":" نوافق على مجموعة من الحزم تشمل التجارة والاستثمار والاستثمار في التعليم والثقافة والشباب يصاحبه حزمة من الدعم المالي تقدر بـ 7.4 مليار يورو في السنوات المقبلة.. وسوف نعمل معا لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والفرص المتكافئة".
وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية:" نلتقي في وقت ممتليء بالأزمات"، معربةً عن قلقها إزاء الحرب والوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وفى هذا السياق، قالت إن غزة تواجه المجاعة ومن المهم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الآن، والذي من شأنه أن يوقف الاعتداءات ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، كما أننا نخشى من دخول حملة عسكرية في رفح والتى ستؤدي إلى إضعاف السكان أكثر فأكثر.
ووجهت "أورسولا فون دير لاين" شكرها إلى مصر على دعمها الكبير والتأكد من وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى يولى أولوية قصوى للمساعدات الإنسانية وتوصيلها إلى غزة برًا وبحرًا وجوًا، ونعمل جنبًا إلى جنب مع مصر بهدف الوصول إلى سلام دائم على أساس حل الدولتين.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن تطلعها لتعميق التعاون أكثر فأكثر مع مصر، مضيفة:"اتفقنا على أن أهم شيء بالنسبة للشراكة الاستراتيجية والشاملة هو أن نصل إلى أن تتحول الاتفاقية إلى استثمار ينعكس على أرض الواقع".
مستشار النمسا: مصر شريك بالغ الأهمية لأوروبا وعلينا خلق فرص لتعزيز الاستثمار
شكر المستشار النمساوي كارل نيهامر، الرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن الضيافة والاستقبال، مؤكدا أنهم جميع أصدقاء مصر في القاهرة اليوم، ومصر كانت دومًا شريكًا مهمًا وبالغ الأهمية لأوروبا في مجالات عدة.
وأضاف المستشار النمساوي، خلال القمة المصرية الأوروبية لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، أذاعته قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّه سعيد بترفيع العلاقات إلى مستوى أعلى، مشيرا إلى أنّه عندما زار القاهرة في أبريل الماضي شعر بأهمية إبرام اتفاقية تعاون مشترك ما بين مصر والاتحاد الأوروبي، فكان هذا من أهم أولويات الأجندة السياسية للنمسا في عام 2018.
وتابع: "أستطيع القول إنّهم وصلوا لهذه الاتفاقية، وهذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة ما بين مصر والاتحاد الأوروبي، واستطعنا أن نوجد حالة يفوز فيها كلا الطرفين.. أود أن أشكر الرئيس السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية على هذه القيادة الرائعة، وأود أن أجدد امتناني لك فخامة الرئيس السيسي لتأكد مصر من عدم وجود أي مراكب للتهريب الأشخاص إلى البلدان الأخرى".
وأكمل: "عند النظر في هذه الاتفاقية لا ينبغي أن نركز فقط على موضوع الهجرة والتنقل بالنسبة للعمالة المهرة، لكن ينبغي أن نساعد في خلق فرصٍ لتعزيز التعاون فيما يتعلق بالاستثمار والهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا".
رئيس وزراء بلجيكا: استثمارات جديدة وفرص عمل.. وسنساعد مصر في التحديات
قال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، إن الاتحاد لديه شراكة استراتيجية ومهمة مع مصر، وسيقدم المزيد من الاستثمارات وفرص العمل وسنساعد مصر في التصدي للتحديات .
وأضاف: مصر كانت ولا زالت شريكتنا في تأسيس وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، ومن المهم جدا أن يكون هناك شراكة استراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن هذه الاتفاقيات ستعمل على تحسين فرص الاستثمار بمصر، كونها تلعب دورا هاما في مكافحة الهجرة غير الشرعية. قال ألكسندر دي كروو، رئيس وزراء بلجيكا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، إن الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع مصر سوف تؤتي بثمارها ونتطلع إلي مثل هذه الشراكة، حيث أنها تخلق فرص عمل وتعمل على تعزيز القدرات والتعاون.
وأضاف خلال كلمته في القمة المصرية الأوروبية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "نحن بحاجة إلى مثل هذه الشراكة.. العالم أكثر اضطرابا لدينا صراعات في الشرق الأوسط ونري تأثيرها في البحر الأحمر.. ونحن بحاجة إلى هذه الشراكة ونحن على الشراكة على المستوي السياسي والحد من الهجرة غير الشرعية ونعمل على الحد منها.
وتابع "ألكسندر دي كروو": "نخلق منظورا جديدا وفرص عمل ونمو اقتصادي أحد السبل للحد من الهجرة غير الشرعية.. ومجتمعات حيوية من خلال الشراكة وخلق عناصر دفع إلى الأجيال الجديدة".
الرئيس القبرصى: مصر ركيزة أساسية لضمان استقرار وأمن المنطقة
قال الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس: ان مصر ركيزة أساسية لضمان استقرار وأمن المنطقة ، مؤكدا أن مصر تقوم بدور هام للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة .
وجه الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس، الشكر للرئيس السيسي، قائلا: "أشكر سيادة الرئيس السيسى على هذا الترحاب الحار وكرم الضيافة، وأنا فخور بوجودى هنا فى مصر مع رئيسة المفوضية الأوروبية والزملاء وذلك لفتح علاقة جديدة ما بين العلاقات المصرية الأوروبية وهى العلاقة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبية".
أضاف رئيس قبرص، أن الإعلان المشترك الذى يوقع بين مصر والاتحاد الأوروبى يرسى لبنة العلاقة واسعة النطاق التى تمنح الفرص للاستفادة منها، وتابع: "إن الاتحاد الأوروبى ومصر هم شركاء طبيعيين استراتيجيين بسبب الاهتمام بآفاق الأمن والازدهار، ومصر هى أقرب بلد فى الجوار الأوروبى بالشرق الأوسط ولها دور محورى فى البنيان الأمنى للمنطقة، وهذا الفصل الجديد فى العلاقة ما بين مصر والاتحاد الأوربى يبين أن مصر ركيزة الاستقرار فى خضم التهديدات والصراعات وعنصر مثبت للاستقرار ينبغى الاستثمار فيه".
وتابع رئيس قبرص: "على صعيد غزة، نحن نتوجه بالشكر لقيادة مصر لتأمين مسألة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وكذلك للقيام بعملية مساعدات إنسانية واسعة النطاق لإنقاذ المدنيين فى غزة ووقف الصراع حتى لا يتشعب أكثر من ذلك، وتقود الطريق كى تؤدى إلى حل الدولتين، ونحن ضد نزوح المدنيين ونحن عن حق نعرف قلق مصر الأمنى ونعلم أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للعيش فى أمن وسلام".
رئيس وزراء اليونان: أمن واستقرار مصر يمثل أهمية كبرى للاتحاد الأوروبىقال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس ، إن أمن واستقرار مصر يمثل أهمية كبرى للاتحاد الأوروبى . وأضاف رئيس وزراء اليونان: نقوم بدور دفاعى في البحر الأحمر لحماية الملاحة البحرية، ومهم جدا للمجتمع الدولى العمل على وقف زعزعة الاستقرار بالمنطقة. قال رئيس وزراء اليونان، إنه من دواعي سروري التواجد في القاهرة في هذا اليوم الخاص، متابعا: "نحن هنا عملنا بجد من أجل رفع العلاقات مع مصر إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة.. هذا يوم فارق في التأكيد على الدور المصري".
وأضاف: "نهدف إلى جعل الشراكة الاستراتيجية تتعلق بالعمق فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والأهمية التي يمكن أن نقوم بها ليس فقط في مجال الاقتصاد وخلق فرص عمل للمصريين من خلال الاستثمار والعمل في المشروعات المهمة من خلال تطوير مصادر للطاقة".
وتابع: "هناك المزيد من المشروعات الجديدة الأكثر طموحا في إطار التعاون مثل مجال الغاز.. ونتعاون أيضا في مجال الهجرة غير الشرعية.. ومصر تستضيف عدد كبير من اللاجئين.. ومصر إذا كانت تتمتع بالرخاء فإنها سوف تساعد دول أخري غير مستقرة مثل السودان وليبيا.. وندعو إلى الأبرياء الذين يشعرون باليأس وعدم فتح مسارات جديدة.. ونعمل على كثب مع مصر ونرحب على مدار العقود بالعمل مع مصر.. ويمكن أن تكون هذه الشراكة نموذج يحتذي به".
وحول الوضع في غزة، قال: "أعرب على بالغ قلقي إزاء الأوضاع.. ونؤكد على الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاح سراح الرهائن ونرفض النزوح القسري للشعب الفلسطيني إلى مصر أو غيرها.. ونأمل في العمل معا من خلال الاتحاد الأوروبي ومصر فيما يخص الحلول الواقعية والسياسية طويلة الأمد والعمل من أجل حل الدولتين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بین مصر والاتحاد الأوروبی رئیسة المفوضیة الأوروبیة الشراکة الاستراتیجیة رئیسة وزراء إیطالیا استراتیجیة بین مصر رئیس وزراء الیونان الهجرة غیر الشرعیة المصریة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی شراکة استراتیجیة الاتحاد الأوروبى سراح الرهائن حل الدولتین هذه الشراکة إطلاق النار إلى مستوى فرص عمل من خلال عمل على ما بین مصر فی مع مصر
إقرأ أيضاً:
رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
لم يكن مستغرباً رد فعل مسؤولي "حزب الله" ومؤسساته الإعلامية على المواقف التي أعلنها رئيس وزراء لبنان نواف سلام حول نهاية عصر "تصدير الثورة الإيرانية"، وتشديده على تطبيق بنود الدستور اللبناني "اتفاق الطائف" لجهة منع ثنائية السلاح وحصره بمؤسسات الدولة، وهو السلاح الموجود لدى "حزب الله" أو بيد منظمات ومجموعات داخل المخيمات الفلسطينية.
عدم استغراب ردود الفعل من "حزب الله" ومكوناته على نواف سلام يأتي من تاريخ التنظيم الرافض لأي مطالبة بتسليم السلاح وتحوله إلى حزب سياسي مثل بقية القوى، على الرغم من جلسات الحوار الطويلة التي عملت لوضع إستراتيجية عسكرية منذ عام 2005 ولم تصل لنتيجة.
خطابات نواف سلام الأخيرة وإحداها على شاشة CNN اعتبرها حزب الله تحدياً لدوره الذي لا يزال يعتقد أنه قادر على تغيير الموازين في المنطقة أو على الأقل في الداخل، خصوصاً بعد نتائج الحرب الأخيرة التي أدت إلى دخول إسرائيل الأراضي اللبنانية والقضاء على قيادة "الحزب" الأساسية وآلاف من عناصره.
الهجوم الموصوف بـ"الحرب" الذي تعرض له نواف سلام من قبل قادة في "حزب الله" وإعلامه وجمهوره تخطى أدبيات الخطاب السياسي، ليصل حد التلويح باتهامه بالعمالة لإسرائيل، على الرغم من أن الرجل كان يترأس المحكمة الجنائية الدولية حينما أصدرت في عهده طلب توقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن موقف نواف سلام الذي يمثل الدولة اللبنانية لم يأتِ من فراغ، بل يستند إلى مجموعة مسائل موضوعية تحتم على بيروت التزام القرارات الدولية وتطبيقها، للقيام بإصلاحات أمنية واقتصادية وسياسية تسمح بالعودة إلى خارطة الدول النامية.
وقبل الحديث عن الضغوط الدولية التي كان آخرها تلويح واشنطن بضرورة التزام بيروت نزع سلاح الميليشيات من خلال إجراءات ملموسة، من الضروري التذكير أن لبنان دفع أثماناً باهظة نتيجة الصراع مع إسرائيل، وكاد قبل 42 عاماً أن يوقع اتفاق سلام معها سُمي "اتفاق 17 مايو/أيار"، قبل أن تطيح به الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية، وأعطى ذاك الاتفاق اللبنانيين مجموعة نقاط تمنع إسرائيل من دخول أراضيه أو مهاجمتها، وتسمح له بالحصول على ترسيم حدودي للبر والبحر.
مقابل رفضه المستمر نقاش مسألة سلاحه داخليًا أظهر "الحزب" تحوّلاً في موقفه تجاه إسرائيل عندما وافق، على اتفاق ترسيم الحدود البحرية في أكتوبر 2022. الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، أقرّ لإسرائيل حقل "كاريش" النفطي كاملاً، وأفسح المجال أمام الحكومة السابقة التي تمثله لتسويق الاتفاق كـ"إنجاز سيادي"، رغم أن "اتفاق 17 مايو/ أيار" كان لحظ المناطق البحرية من ضمن الحدود اللبنانية، وبموجب الاتفاق الجديد التزم "الحزب" بعدم التعرض للحقل النفطي على الرغم من الحرب المدمرة التي تواجه بها مع إسرائيل خلال نهاية العام الماضي.
وزاد المشهد تغيّراً في خريف 2024، وبعد وساطة أمريكية مباشرة، توصّل الطرفان أي "حزب الله" وإسرائيل إلى تفاهم يُنهي الحرب الميدانية. لكنه لم يكن اتفاق "هدنة" بالمعنى الكلاسيكي، بل وضع خارطة نحو "سلام" غير معلن، تنهي حال الحرب وتمنح إسرائيل القدرة على توجيه الضربات لأي تحرك عسكري لـ"الحزب" في كل المناطق اللبنانية، وهو لم يكن إلا إقراراً عملياً بانتهاء زمن الحرب المفتوحة بين الطرفين ووضع خطوات أولى للسلام أو انتظار تغير عالمي أو إقليمي يعيد لـ"الحزب" دوره الوظيفي، رغم أن الاتفاق "سمح" فعلياً ببقاء 5 مواقع إسرائيلية قرب الحدود حتى الانتهاء من تطبيق بنوده، ومنَع عودة الأهالي إلى قراهم في الشريط الحدودي، وأبقى المجال مفتوحاً أمام الطائرات المسيّرة لاستهداف "الحزب" ميدانياً، وتجاوز في مضمونه ما رفضته الدولة اللبنانية قبل 42 عاماً في "اتفاق 17 مايو/أيار".
مقابل التفاهم الحدودي، صعّد حزب الله هجومه الإعلامي والسياسي الداخلي، رافضاً الحديث عن ضرورة إنهاء "ثنائية السلاح"، وشنّ إعلامه حملة على المطالبين بتسليم السلاح للجيش اللبناني ومن بينهم نواف سلام الذي يرأس حالياً خطاب تنفيذ الدستور والقوانين، الذي لم يكن يتحدث من فراغ، فـ"اتفاق الطائف" الذي يُعدّ المرجع الدستوري الأول للجمهورية الثانية، نصّ صراحة على حلّ جميع الميليشيات المسلحة ومنها بالتأكيد "حزب الله".
ربما يسهل ذكر الكثير من أسباب امتعاض "حزب الله" من أي حديث حول سلاحه، لكنه لم يستطع السكوت عن خطابات نواف سلام التي يبدو أنها أربكت الحزب وفاجأته، فهي تنقل النقاش إلى مستوى جدِّي ورسمي جديد وتعجل من مواعيد "الحوار" الذي يقوم به رئيس البلاد جوزاف عون لتسليم السلاح، ويدفع لوضع مهلة له بدلا من تركه مستمر بفترة زمنية مفتوحة بلا نهاية، كما أنه يفرض عدم انتظار المفاوضات الإيرانية الأميركية التي يعتبرها "محور المقاومة" فرصة ومهلة قد تؤدي لانقلاب الموازين أو إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.
لم يوقّع "حزب الله" اتفاق "سلام" واحد مع إسرائيل، بل اتفاقي. الأول بحريّ أعطاها فيه حقلاً نفطياً، والثاني ميداني سمح لها بالتحرك لتأمين حدودها كاملة. وكلاهما أنهى مرحلة "المقاومة" المسلحة، وإن لم يُعلن ذلك رسمياً. وفي المقابل، تحوّل السلاح إلى أداة لإسكات الداخل وإعلان "الحرب" على المطالبين بتسليمه للدولة.
* عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.
لبنانحزب اللهنشر الجمعة، 30 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.