تمكنت مصر خلال مارس الجاري من ترتيب حزم تمويل ومساعدات من النقد الأجنبي مع عدد من المؤسسات الدولية، بقيمة 47.26 مليار دولار، ليجري ضخها في شرايين الاقتصاد المحلي على المدى القصير والمتوسط، حتى منتصف العام 2027.

وترصد «الأسبوع» في السطور التالية أبرز التمويلات الجديدة بين مصر والمؤسسات الدولية

صندوق النقد الدولي واتفاقية الـ8 مليارات دولار

تمكنت مصر في 6 مارس الجاري بعد إجراء تعويم كامل للجنيه المصري من التوصل لاتفاق جديد على مستوى خبراء صندوق النقد الدولي، يقضي برفع القيمة التمويلية لبرنامج «تسهيل الصندوق الممدد» الموقع عليه في منتصف ديسمبر من العام 2022، بنحو 5 مليارات لتصل إلى 8 مليارات دولار من 3 مليارات، كما اتفقت البلاد مع الصندوق بحسب بيان أصدره الأخير، على مجموعة من السياسات والإصلاحات الشاملة اللازمة لاستكمال المراجعة الأولى والثانية في إطار البرنامج التفق عليه.

وأشار صندوق النقد إلى ما اتخذته الحكومة من خطوات حاسمة فيما يخص نظام سعر الصرف المرن وموثوق، مؤكداً أن تلك الخطوة ستبدأ في توحيد سعر الصرف بين السوقين الرسمية والموازية.

وأضاف صندوق النقد، أن خطوة تحرير سعر الصرف في السوق المصرية ستساعد على زيادة تدفقات النقد الأجنبي، ما سيقضي على التراكم الحالي للطلب على النقد الأجنبي الذي لم تتم تلبيته، مطالباً البلاد بضرورة إعادة إنشاء شبكة جيدة من النقد الأجنبي في سوق ما بين البنوك «الأنتربنك».

وأشاد صندوق النقد بخطوة البنك المركزي المصري الكبيرة لتشديد السياسة النقدية بشكل إضافي لخفض التضخم، وعكس اتجاه الدولرة داخل السوق المصرية، حيث رفع البنك أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس، 6%، بجانب الـ 200 نقطة أساس التي اتخذها في شهر فبراير الماضي، لتتراوح المعدلات بين 27.25% على الإيداع و28.25% على الإقراض.

الدولارصندوق الاستدامة البيئية وقرض بقيمة 1.2 مليار دولار

تجري مصر في الوقت الحالي مناقشات مع صندوق الاستدامة البيئية التابع لصندوق النقد الدولي بغرض الحصول على تمويل آخر في حدود مليار إلى 1.2 مليار، حسبما أشار مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر على خلفية التوصل لاتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي.

الاتحاد الاوروبي ومساعدات لمصر بقيمة 7.4 مليار يورو

تمكنت مصر خلال قمة تاريخية عقدت الأسبوع الجاري بالقاهرة، الحصول على حزمة تمويل ومساعدات من الاتحاد الأوربي بقيمة إجمالية 7.4 مليار يورو، ما يعادل 8.06 مليار دولار، تتضمن قروض ميسرة بقيمة 5 مليارات يورو، ما يعادل 5.45 مليار دولار، منها مليار يورو يتم صرفها بشكل فوري.

اليورو

وعن حزمة التمويل الميسرة، قال بدر عبد العاطي، سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي، في مداخلة على قناة اقتصاد الشرق مع بلومبيرج، إنها قروض منخفضة الفائدة، لا تتجاوز نسبة 3% مع سهولة السداد على فترات طويلة لا تقل عن 20 عاما، على أن يتم ضخ مليار يورو منها في الوقت الجاري، فيما يتم أرسال الباقي على شرائح بدءاً من نهاية العام 2024 لمدة عامين ونصف.

وتحوي حزمة الاتحاد الأووربي ضمانات بضخ استثمارات من دول الاتحاد بقيمة 1.8 مليار يورو، بما يعادل 1.96 مليار دولار، إلى جانب 600 مليون يورو، ما يعادل 653.7 مليون دولار، فى شكل دعم فني منها 217.9 مليون دولار لإدارة الهجرة.

مجموعة البنك الدولي وحفنة الدولارات

تعتزم مجموعة البنك الدولي في ضوء الشراكة الاستراتيجية طويلة الأجل مع مصر، توفير نحو 6 مليارات دولار على مدار الثلاث سنوات المقبلة، بواقع 3 مليارات دولار لمساندة برنامج الإصلاحات الاقتصادية في مصر، بجانب 3 مليارات دولار لتمكين القطاع الخاص بالسوق المحلية.

من المقرر أن يرفع التمويل الجديد لمجموعة البنك الدولي محفظة التعاون الإنمائي له في مصرإلى أكثر من 14 مليار دولار من 8.4 مليار دولار في الوقت الجاري.

الدولاررأس الحكمة والـ24 مليار دولار

كانت «ADQ» القابضة الإماراتية وقعت في فبراير الماضي اتفاقية جديدة مع الحكومة المصرية، تقضي بالاستحواذ على تطوير مشروع رأس الحكمة، والذي يجري إقامته على مساحة 170.8 مليون متر مربع على طريق الساحل الشمالى الغربي لمصر، مقابل ضخ سيولة تقدر بـ24 مليار دولار في شرايين الاقتصاد المصري، على أن تحتفظ الدولة على نسبة 35% بالمشروع الجديد.

وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء أن المشروع يضمن لمصر استثمار أجنبي مباشر بقيمة 35 مليار دولار، منها 24 مليار دولار يجري ضخها على مدار شهري مارس وأبريل 2024، ونحو 11 مليار دولار أخري هي قيمة ودائع بآجال مختلفة لدولة الإمارات لدي البنك المركزي المصري، سيتم ترتيب على تحويلها إلى الجنيه المصري لتضخ في استثمارات مشروع رأس الحكمة.

اقرأ أيضاًصندوق النقد الدولي يشيد بمشروع رأس الحكمة: يسهم في تخفيف الضغوط التمويلية

مجموعة البنك الدولي تُعلن حزمة تمويلات للاقتصاد المصري بقيمة 6 مليارات دولار للثلاث سنوات المقبلة

بتمويل دولاري من البنك الدولي.. القابضة للصوامع والتخزين تستكمل تجهيز الصوامع الحقلية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اتفاقية صندوق النقد مع مصر البنك المركزي المصري تعويم الجنيه تمويلات لمصر رأس الحكمة صندوق النقد الدولي قرض صندوق النقد لمصر مجموعة البنك الدولي مشروع رأس الحكمة صندوق النقد الدولی النقد الأجنبی ملیارات دولار البنک الدولی ملیار دولار ملیار یورو ما یعادل

إقرأ أيضاً:

الحكم بسجن ملك الكريبتو دو كوون 15 عاما بسبب احتيال عملة مستقرة بقيمة 40 مليار دولار

حكم على الشريك المؤسس لشركة العملات المشفرة "Terraform Labs" بالسجن 15 عاما، بعدما خلصت محكمة أمريكية إلى أن منظومته للعملات المستقرة بقيمة 40 مليار دولار كانت قائمة على الاحتيال.

حُكم يوم الخميس على قطب العملات المشفرة دو كوون، الذي يبلغ من العمر 34 عاما، بالسجن 15 عاما بسبب عملية احتيال محَت قيمة قدرها 40 مليار دولار (34.1 مليار يورو)، ودمّرت جمعيات خيرية، ودَفعت بعض المستثمرين إلى حافة الانتحار.

واعتذر كوون، وهو خريج جامعة ستانفورد ويعرفه البعض بأنه "ملك العملات المشفرة"، بعد أن استمع إلى الضحايا، أحدهم في المحكمة وآخرون عبر الهاتف، وهم يصفون ما ألحقه احتياله بحياتهم، بما في ذلك تبديد المدخرات ونسف مدخرات التقاعد بالكامل.

وقال القاضي بول أي إنغلمَيَر خلال جلسة النطق بالحكم التي استمرت يوما كاملا في محكمة فدرالية بمانهاتن إن توصية الحكومة بالسجن 12 عاما كانت "متساهلة على نحو غير معقول"، وإن طلب الدفاع الحكم بالسجن خمس سنوات كان "غير قابل للتصور ومبالغا فيه في عدم معقوليته".

وكان كوون يواجه عقوبة قصوى بالسجن 25 عاما.

وقال إنغلمَيَر لكوون، الذي كان يجلس على طاولة الدفاع مرتديا بدلة السجن الصفراء: "جريمتك تسببت في أن يخسر أشخاص حقيقيون 40 مليار دولار (34.1 مليار يورو) من المال الحقيقي، وليس مجرد خسارة على الورق".

ووصف القاضي ذلك بأنه "احتيال على نطاق ملحمي عابر للأجيال"، وقال إن كوون كان له "قبضة شبه أسطورية" على المستثمرين وتسبب في "خراب إنساني" لا يُحصى.

أكثر من الخسائر المجمعة في قضيتي "FTX" و"OneCoin"

أقرّ كوون بالذنب في أغسطس في تهم احتيال ناتجة عن انهيار شركة "Terraform Labs" ومقرها سنغافورة، وهي الشركة التي شارك في تأسيسها عام 2018. وقال المدعون إن الخسارة تجاوزت الخسائر المجمعة للاحتيالات التي ارتكبها مؤسس "FTX" سام بانكمان-فريد والمشارك في تأسيس "OneCoin" كارل سيباستيان غرينوود.

قدّر إنغلمَيَر أن عدد الضحايا ربما بلغ مليون شخص.

وكانت "Terraform Labs" قد روّجت لعملتها "TerraUSD" بوصفها "stablecoin" موثوقة؛ وهو نوع من العملات يُربط عادة بأصول أو عملات مستقرة لمنع التقلبات الحادة في الأسعار.

لكن المدعين يقولون إنها كانت مجرد وهم مدعوم بحقن نقدية خارجية، انهار بالكامل بعدما هبطت إلى ما دون تثبيتها عند دولار واحد بفارق كبير.

وقد دمّر الانهيار مستثمري "TerraUSD" وعملتها الشقيقة العائمة "Luna"، مفجّرا "سلسلة من الأزمات اجتاحت أسواق العملات المشفرة".

وقال المدعون إن كوون حاول إعادة بناء "Terraform Labs" في سنغافورة قبل أن يفرّ إلى مونتينيغرو، وهي دولة ساحلية في البلقان، مستخدما جواز سفر مزورا.

واعتُقل هناك في مارس 2023، وسيُحتسب له 17 شهرا قضاها في السجن قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وافق كوون على مصادرة أكثر من 19 مليون دولار (16.2 مليون يورو) ضمن اتفاق الإقرار بالذنب. وجادل محاموه بأن سلوكه لم ينبع من الطمع، بل من الغرور واليأس.

ورفض إنغلمَيَر طلبه قضاء عقوبته في وطنه كوريا الجنوبية، حيث يواجه أيضا ملاحقة قضائية، وتعيش زوجته وابنته البالغة من العمر 4 أعوام.

قال كوون لإنغلمَيَر: "لقد قضيت تقريبا كل لحظة يقظة خلال السنوات القليلة الماضية أفكر في ما كان بوسعي أن أفعله بشكل مختلف وما يمكنني فعله الآن لإصلاح الأمور".

وأضاف أن الاستماع إلى الضحايا كان "مفزعا وذكّرني مرة أخرى بالخسائر الكبيرة التي تسببت بها".

الضحايا يقولون إن الخسائر دمّرت حياتهم وأضرت بالجمعيات الخيرية

قال أحد الضحايا عبر الهاتف إن زوجته طلقته، واضطر أبناؤه إلى ترك الجامعة، واضطر هو إلى العودة إلى كرواتيا للعيش مع والديه بعد أن أطاح انهيار "TerraUSD" بمدخرات أسرته بالكامل.

وقال آخر إنه عليه أن "يعيش مع شعور بالذنب" لأنه أقنع أصهاره ومئات المنظمات غير الربحية بالاستثمار.

قال ستانيسلاف تروفيمتشوك إن استثمار أسرته هوى من 190.000 دولار (161.977 يورو) إلى 13.000 دولار (11.082 يورو)، قائلا: "17 عاما من حياتنا تبخّرت"، خلال ما وصفه بأنه "أسبوعين من رعب محض".

قال تشونسي سانت جون في المحكمة إن بعض المنظمات غير الربحية التي عمل معها خسرت أكثر من مليوني دولار (1.7 مليون يورو)، وإن مجموعة كنسية فقدت نحو 900.000 دولار (767.263 يورو). وأضاف أنه وزوجته مُثقلان بالديون، وأن أصهاره أُجبروا على العمل لفترة طويلة بعد موعد تقاعدهم المخطط له.

ومع ذلك، قال سانت جون إنه يغفر لكوون، مضيفا: "أدعو الله أن يرحم روحه".

وقرأ أحد المدعين مقتطفات من بعض الرسائل التي تجاوز عددها 300 رسالة وقدّمها الضحايا، من بينها رسالة لشخص مُعرّف فقط بحروف أولية خسر ما يقرب من 11.400 دولار (9.718 يورو) بينما كان يكافح سداد الفواتير ويحاول إكمال دراسته الجامعية.

وقال الشخص إن كوون جعل "Terra" تبدو مكانا آمنا لإيداع المدخرات.

وكتب الشخص: "بالنسبة للبعض، هذا مجرد رقم على صفحة، لكن بالنسبة لي كان سنوات من الجهد". "رؤية ذلك يتلاشى، حرفيا بين ليلة وضحاها، كانت من أكثر التجارب رعبا في حياتي".

وأضاف الشخص: "ما حدث لم يكن حادثا. لم يكن حدثا سوقيا. كان خداعا"، متوسلا إلى القاضي أن "يأخذ في الاعتبار الكلفة الإنسانية لهذه المأساة".

وقالت مساعدة المدعي العام الأمريكي سارة مرتضوي لإنغلمَيَر إن كوون خلق "وهما بالصمود بينما كان يخفي فشلا منهجيا". "كان هذا احتيالا نُفّذ بغرور وتلاعب وتجاهل تام للناس".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • العليمي يبحث مع محافظ البنك تداعيات توقف أنشطة صندوق النقد الدولي
  • عاجل.. الرئيس اليمني يحذر من تداعيات قرار النقد الدولي وقف أنشطته ويؤكد بأن الإنسحاب الفوري لقوات الإنتقالي من المهرة وحضرموت هو الخيار الوحيد
  • بقيمة 5 مليارات جنيه.. البنك المركزي يطرح رابع إصدار من الصكوك السيادية غدا
  • التمويل التنموى السعودي يوقع اتفاقيات بقيمة 6 مليارات ريال لدفع عجلة النمو الأخضر
  • صندوق النقد يوافق على صرف 130 مليون دولار ويشيد باستقرار الأردن المالي
  • تعاون saib وصندوق الإسكان لتوفير تمويل عقاري للمواطنين بقيمة 1.5 مليار جنيه
  • الصين تدرس حزمة حوافز بقيمة 70 مليار دولار لتمويل صناعة الرقائق
  • صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة ويُتيح للأردن 240 مليون دولار دعمًا للبرنامج الاقتصادي
  • الحكومة تعلن قبول استثمارات جديدة بقيمة 2.9 مليار دولار.. تفاصيل
  • الحكم بسجن ملك الكريبتو دو كوون 15 عاما بسبب احتيال عملة مستقرة بقيمة 40 مليار دولار