كميات صغيرة علشان يظبط دماغي.. مخدرات اعترف أغنى رجل في العالم بتناولها| ما هي وتأثيرها ؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أثار الملياردير الأمريكي إيون ماسك جدلا جديدا ليس عن التكنولوجيا أو السيارات، ولكن هذه المرة لاعترافه بتناوله كميات صغيرة من نوع قوي من المخدرات.
جاءت تصريحات إيلون ماسك، عندما تحدث عن تناوله لكميات من “الكيتامين” بمعدل مرة كل أسبوعين، وأشاد به وقال إنه يوفر لجسده المواد الكيميائية التي تمنع إصابته بالاكتئاب، وأن هذه المادة تساعده في الخروج من إطار التفكير السلبي.
تسببت تصريحاته المثيرة للجدل في مجموعة من ردود الفعل في وسائل الإعلام، بما في ذلك على موقع X (تويتر سابقًا)، بدءًا من الدعم القوي لاختيار ماسك للعلاج، وحتى الادعاءات بأنه يعاني من مشكلة مخدرات.
تم استخدامه لأول مرة كمخدر، والكيتامين هو مخدر فصامي يستخدم في الجراحة ولتخفيف الألم.
ووفقا لمجلة “ساينس أليرت" العلمية، عند تناول جرعات معينة، يكون الأشخاص مستيقظين ولكنهم منفصلون عن أجسادهم. وهذا يجعله مفيدًا للمسعفين، على سبيل المثال، الذين يمكنهم الاستمرار في التحدث إلى المرضى المصابين بينما يمنع الدواء الألم ولكن دون التأثير على تنفس الشخص أو تدفق الدم.
يستخدم الكيتامين أيضًا لتخدير الحيوانات في الممارسة البيطرية، والكيتامين عبارة عن خليط من جزيئين، يُشار إليهما عادةً باسم S-Ketamine وR-Ketamine.
يعتبر S-Ketamine، أو الإسكيتامين، أقوى من R-Ketamine وقد تمت الموافقة عليه في عام 2019 في الولايات المتحدة تحت اسم الدواء Spravato لعلاج الاكتئاب الخطير وطويل الأمد ويتناوله الشخص الذي لم يستيب لنوعين آخرين على الأقل من العلاجات.
ويعتقد أن الكيتامين يغير المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية، في حين أن الطريقة الدقيقة التي يعمل بها الكيتامين على الدماغ غير معروفة، يعتقد العلماء أنه يغير كمية الجلوتامات الناقل العصبي وبالتالي يغير أعراض الاكتئاب .
تصنيع الكيتامينتم تصنيع الكيتامين لأول مرة من قبل الكيميائيين في شركة بارك ديفيس للأدوية في ميشيغان بالولايات المتحدة كمخدر. وقد تم اختباره على مجموعة من السجناء في سجن جاكسون في ميشيغان عام 1964، وتبين أنه سريع المفعول مع آثار جانبية قليلة .
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الكيتامين كمخدر عام في عام 1970. وهو الآن مدرج على القائمة الأساسية لمنظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية للأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم باعتباره عقارًا مخدرًا .
في عام 1994، بعد تقارير المرضى عن تحسن أعراض الاكتئاب بعد الجراحة حيث تم استخدام الكيتامين كمخدر، بدأ الباحثون في دراسة آثار الجرعات المنخفضة من الكيتامين على الاكتئاب .
ونشرت نتائج التجارب السريرية الأولى في عام 2000 . وفي التجربة، تم إعطاء سبعة أشخاص إما الكيتامين عن طريق الوريد أو محلول ملحي على مدار يومين. وكما هو الحال في دراسات الحالة السابقة، وجد أن الكيتامين يقلل من أعراض الاكتئاب بسرعة، غالبًا خلال ساعات وتستمر التأثيرات لمدة تصل إلى سبعة أيام.
على مدار العشرين عامًا الماضية، درس الباحثون تأثيرات الكيتامين على الاكتئاب المقاوم للعلاج، والاضطراب ثنائي القطب ، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات الأكل، وتقليل تعاطي المخدرات ، وكانت النتائج إيجابية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التكنولوجيا التفكير السلبي التجربة الباحثون الغذاء والدواء الكيمياء فی عام
إقرأ أيضاً:
تحويل الأندية إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة
د. إبراهيم بن سالم السيابي
تُعد الرياضة اليوم من أدوات القوى الناعمة الأكثر تأثيرًا في بناء المُجتمعات وتعزيز مكانة الدول؛ فهي لم تعد مجرّد نشاط ترفيهي أو وسيلة لقضاء وقت الفراغ؛ بل أصبحت صناعة قائمة بذاتها ترفد الاقتصاد الوطني وتؤثر في السياسات والاستراتيجيات العامة، وتُسهم في تشكيل صورة الدول على الساحة الدولية.
ويشهد قطاع الرياضة في سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا من القيادة الرشيدة، وفي مقدمتها صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، الذي يقود برؤية طموحة تطوير هذا القطاع الحيوي، بهدف الارتقاء به إلى آفاق جديدة تتواكب مع تطلعات رؤية "عُمان 2040".
وفي ظل هذه الرؤية الواعدة، تبرز فكرة طموحة يمكن أن تكون واقعية، وهي تحويل الأندية العُمانية إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة. وقد تبدو الفكرة غير تقليدية، لكنها تمثل تحولًا جوهريًا في طريقة إدارة الأندية؛ حيث تستند إلى إعادة هيكلة هذه الكيانات لتعزيز استقلالها المالي والإداري، وجعلها مؤسسات قائمة على مبادئ العمل المؤسسي الحديث، ولا يهدف هذا المقترح إلى التغيير الشكلي؛ بل إلى بناء نموذج مُستدام يضمن استمرارية الأندية وتعزيز دورها الثقافي والرياضي والاجتماعي.
ويُعد فهم الواقع الحالي للأندية العُمانية ضرورة مُلحَّة قبل الشروع في هذا التحول؛ فالكثير من هذه الأندية تُعاني من ضعف في الموارد المالية، واعتماد شبه كلي على الدعم الحكومي وبعض الداعمين، إلى جانب وجود مشكلات إدارية تتمثل في غياب الخطط الاستراتيجية، والاعتماد على العمل التطوعي غير المتخصص، كما تعاني بعض الأندية من محدودية البنية التحتية والتجهيزات، وهو ما يعيق تحقيق طموحاتها وتوسيع خدماتها للمجتمع.
من هنا تبرز أهمية إدارة التغيير كأداة محورية لضمان نجاح عملية التحول، ويجب أن يكون هذا التغيير مدروسًا ومبنيًا على مراحل، مع إشراك جميع أصحاب العلاقة؛ بدءًا من إدارات الأندية، مرورًا بالأعضاء والجماهير، وانتهاءً بالجهات الحكومية والخاصة الداعمة، كما ينبغي تعزيز الوعي بفوائد هذا التحول، وتقديم برامج تدريب وتأهيل للعاملين في الأندية لمساعدتهم على التكيف مع النموذج الجديد.
الهدف الأساسي من هذا التحول- إضافة الى الأهداف المتعلقة ببناء كيانات إدارية يمكن أن تطبق عليها مبادئ الحوكمة (الشفافية، المساءلة، العدالة، الاستقلالية والمسؤولية)- يتمثل في تمكين الأندية من توليد مصادر دخل ذاتية تُسهم في تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، الذي غالبًا ما يكون محدودًا وغير مستدام، كما يفتح الباب أمامها للاستثمار في مجالات متعددة، مثل التسويق الرياضي، وتنظيم الفعاليات، وإقامة الشراكات مع القطاع الخاص، وبهذا يمكن تعزيز مكانتها وتستطيع المنافسة في كافة المجالات، وكذلك تقديم خدماتها وتوسيع دورها في المجتمع، لتصبح أكثر فاعلية وقدرة على التأثير محليًا وإقليميًا.
من جهة أخرى، سيسهم هذا التوجه في خلق فرص عمل حقيقية للشباب العُماني في مختلف التخصصات وخاصة تلك المتعلقة بالجوانب الرياضية، من خلال توظيفهم وتمكينهم في قطاعات الإدارة الرياضية، والتسويق، والاتصال المؤسسي، وإدارة المشاريع، وغيرها من المجالات المرتبطة بالرياضة الحديثة، وبمرور الوقت، ستجذب هذه الأندية الكفاءات الوطنية، مما يرفع من مستوى الأداء الإداري ويُسهم في إعداد جيل جديد من المتخصصين في المجال الرياضي.
وتبنِّي نموذج الإدارة المؤسسية، سيُمكِّن الأندية من وضع خطط استراتيجية واضحة، وتحديد أهداف قابلة للقياس، وتقييم الأداء بشكل دوري، مما يرفع من جودة العمل ويُعزز القدرة على التنافسية والابتكار، كما إن هذا التحول سيسهم في تحسين جودة الخدمات الثقافية، الرياضية والاجتماعية التي تقدمها الأندية، وبالتالي رفع مستوى الوعي الثقافي، ورفع الصحة العامة، وتحفيز المجتمع على ممارسة الرياضة كنمط حياة.
ورغم أن هذا التحول يبدو طموحًا، إلّا أنه قابل للتنفيذ من خلال مراحل تدريجية مدروسة، تبدأ بتطبيق النموذج على عدد محدد من الأندية كنموذج تجريبي. ويمكن للجهات المختصة بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تؤدي دورًا كبيرًا في إنجاح هذه التجربة، من خلال المساعدة في أيجاد شراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص أو من خلال تقديم الدعم الفني والاستشاري والمالي، كخدمات الاحتضان أو حتى منح التسهيلات التمويلية عند الحاجة، وكذلك وزارة العمل يمكنها تبني الفكرة من خلال إيجاد فرص العمل في هذه الأندية التي ستصبح مؤسسات عن طريق المشاريع التي تديرها في هذا الشأن مثل التدريب المقرون بالتوظيف، بغرض التخفيف على هذه المؤسسات في بداية إنشائها من عبء مصاريف التشغيل.
في الختام.. لا بُد لنا من تبنِّي سياسة التغيُّر والخوض في غمارها وعدم إطلاق الأحكام سلفًا؛ لأن تحويل الأندية العُمانية إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة يُعد خطوة محورية نحو تطوير قطاع الثقافة والرياضة في السلطنة ودمجه ضمن منظومة الاقتصاد الوطني، كما يُسهم هذا التحول في توفير فرص عمل، وتعزيز التنافسية، ورفع مكانة سلطنة عُمان على المستويات الإقليمية والدولية، وتبقى هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من رؤية "عُمان 2040"، التي تهدف تمكين الشباب وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في جميع القطاعات؛ بما فيها القطاع الرياضي.
رابط مختصر