الكرملين يعلن ضبط إرهابيين متورطين في هجوم موسكو
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
أعلنت السلطات الأمنية في روسيا اعتقال 11 شخصا، من بينهم 4 إرهابيين، نفذوا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع “كروكوس سيتي هول” بضواحي العاصمة موسكو والذي راح ضحيته نحو 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وجاء في بيان الكرملين: “مدير جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باعتقال 11 شخصًا، من بينهم 4 إرهابيين تورطوا بشكل مباشر في الهجوم الإرهابي على مجمع “كروكوس سيتي هول”.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الكرملين القول إن العمل جار لرصد المزيد من المتواطئين.
وكشفت لجنة التحقيق عبر “تليغرام” أن “الحصيلة ارتفعت إلى 93 قتيلا. و”من المتوقّع أن يستمرّ عدد القتلى في الارتفاع”. كما أعلنت أن منفّذي الهجوم في موسكو أشعلوا المبنى بواسطة “سائل قابل للاشتعال”.
وكانت السلطات الروسية نشرت، على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة في منطقة موسكو، قائمة تضم أسماء 121 شخصاً يتلقون العلاج في عدة مستشفيات بعد إصابتهم في الهجوم الذي وقع بقاعة الحفلات الموسيقية.
وصرح وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو في وقت سابق لقناة "روسيا 24" التلفزيونية بأن 5 أطفال بين المصابين الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات، مشيراً إلى وجود 60 مصاباً في حالة خطيرة.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره على قنوات تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونفذ عدد من المسلحين هجوماً هو الأكثر دموية في روسيا منذ سنوات، حيث اقتحم المسلحون "كروكوس سيتي هول"، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في منطقة كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة، وقاموا بإطلاق النار والقنابل مما أدى إلى اشتعال النيران في المبنى وانهيار سقفه.
امتدّت النيران إلى ما يقرب من 13 ألف متر مربّع من المبنى قبل احتواء الحريق، وفق خدمات الطوارئ. لكن حوالي الساعة الواحدة فجر السبت كان الحريق لا يزال مشتعلا، وفق الوزارة التي استخدمت مروحيّات في عمليات الإطفاء.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
هجوم سيبراني خطير يستهدف جهات حكومية أمريكية بتقنية Brickstorm الخبيثة
في تصعيد جديد يسلّط الضوء على تعقيد الهجمات الإلكترونية التي تشهدها المؤسسات حول العالم، كشفت تقارير أمنية غربية عن عملية اختراق واسعة نفذتها مجموعة قراصنة يُعتقد أنها مرتبطة بالصين، استهدفت جهات حكومية وتقنية باستخدام برمجية خبيثة متطورة تُعرف باسم Brickstorm.
وبينما لا تزال هوية الضحايا طي الكتمان، تشير التحقيقات إلى أن الهجوم لم يكن عابرًا، بل شكّل عملية تجسس رقمي طويلة الأمد امتدت لأكثر من عام دون أن تُكتشف.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، فقد أكدت كل من وكالة الأمن السيبراني الأمريكية CISA، ووكالة الأمن القومي NSA، ونظيرتيهما في كندا، أن الهجوم استهدف أنظمة تعمل عبر منصة VMware vSphere، وهي إحدى أكثر منصات الحوسبة السحابية استخدامًا في المؤسسات الحكومية والشركات التقنية.
الهجوم اعتمد على برمجية خلفية متطورة تسمح للمخترقين بالتغلغل داخل الأنظمة بهدوء وبناء موطئ قدم يصعب اكتشافه.
ويقدّم تقرير المركز الكندي للأمن السيبراني، الصادر في الرابع من ديسمبر، صورة مقلقة حول مدى تعقيد هذا الهجوم. فوفقًا للتقرير، تمكن القراصنة من الاحتفاظ بـ"وصول مستمر طويل الأمد" داخل شبكة مؤسسة واحدة على الأقل، ما سمح لهم بتنفيذ سلسلة من الأنشطة الخبيثة دون أن يثيروا أي شكوك.
وتشير الأدلة إلى أن عملية الاختراق ربما بدأت في أبريل 2024، واستمرت حتى سبتمبر 2025، في عملية هي من بين الأطول والأكثر تعقيدًا خلال هذا العام.
التحقيقات بيّنت أن القراصنة نجحوا في سرقة بيانات اعتماد حساسة، والتلاعب بملفات مهمة، بالإضافة إلى إنشاء "آلات افتراضية مخفية" تعمل كقنوات خلفية غير مرئية يمكن استخدامها لتنفيذ أنشطة خبيثة أو نقل البيانات خارج الشبكة دون رصد. هذه القدرات تُعد مؤشرًا واضحًا على أن الهجوم تم بدعم دولة وليس مجرد عملية اختراق فردية.
واعتمد الخبراء الأمنيون على تحليل ثماني عينات مختلفة من برمجية Brickstorm، والتي أظهرت مستويات عالية من التخصيص والتطوير المستمر، ما يشير إلى أن الجهة القائمة عليها تمتلك موارد تقنية ضخمة وخبرة واسعة في مجال التجسس الإلكتروني. ولم تُعلن أي جهة رسمية حتى الآن عدد المؤسسات التي وقعت ضحية لهذه البرمجية، لكن التوقعات تشير إلى أن النطاق قد يكون أوسع مما ظهر.
وفي تعليق لشركة Broadcom المالكة لمنصة VMware vSphere، أكدت الشركة أنها على علم بالحادثة، ودعت عملاءها إلى تحديث أنظمتهم بشكل مستمر لتجنب أي ثغرات يمكن استغلالها في هجمات مشابهة. كما أوصت المؤسسات بمراجعة إعدادات الحماية وقواعد الوصول، وتنفيذ التحديثات الأمنية فور صدورها.
من جانبها، كانت مجموعة Google Threat Analysis Group قد نشرت تقريرًا منفصلًا في سبتمبر الماضي، حذّرت فيه من خطورة Brickstorm ودعت الشركات والمؤسسات إلى "إعادة تقييم نماذج التهديد الخاصة بها"، مؤكدة أن الهجمات التي تعتمد على الأجهزة الافتراضية المخادعة تمثل تحديًا جديدًا يصعّب على فرق الأمن اكتشافها في الوقت المناسب.
وتعكس هذه الحادثة تصاعدًا واضحًا في مستوى التهديدات السيبرانية التي تواجهها الحكومات والمؤسسات حول العالم، خاصة من مجموعات تُصنّف ضمن الهجمات المدعومة من حكومات أجنبية. ومع استمرار اعتماد المؤسسات على البنية السحابية والأنظمة الافتراضية، تزداد الحاجة إلى تعزيز قدرات المراقبة والكشف المبكر عن الأنشطة غير الطبيعية.
ومع أن تفاصيل الضحايا لم تُكشف بعد، إلا أن طول مدة الاختراق وتعقيد أساليبه يمثلان جرس إنذار حقيقي لمؤسسات تعتمد على الخدمات السحابية في إدارة بياناتها وعملياتها. فالهجمات الحديثة لم تعد تهدف إلى التشفير أو التخريب فقط، بل أصبحت أكثر تركيزًا على التجسس والاستيلاء على البيانات وبناء وجود سري طويل الأمد داخل البنى التحتية الرقمية.
هذه القضية لا تعكس مجرد حادثة اختراق عابرة، بل تؤشر إلى مرحلة جديدة تتطلب من المؤسسات تطوير دفاعاتها وتحديث أنظمتها بشكل مستمر، مع تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هجمات تتجاوز الحدود ولا تعترف بالسيادة الرقمية.