عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما-، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، وُلد بعد البعثة بـ4 أعوام، وكان أبوه ما زال على الكفر، وما أن أصبح يافعًا حتى كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب إلى الإسلام.

بدأت علاقته مع الإسلام منذ أن هاجر مع والده إلى المدينة وهو ابن 10 أعوام، وبعد الهجرة أخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسول مباشرةً، حيث كان يتبعه كظلِّه.

ولم يشهد بدرًا وأُحدًا؛ لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبي بذلك، وهو ابن 15 عامًا، وشارك في بيعة الرضوان. كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب، لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام.

محاكاة عبدالله بن عمر للرسول

كان عبد الله بن عمر حريصًا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول يفعله، فيصلي في ذات المكان، ويدعو قائمًا كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل؛ ففي مكة دارت ناقة الرسول دورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك دون سبب، لكن عبد الله لا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تمامًا كما رأى الرسول يفعل، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما كان أحد يتبع آثار النبي في منازله كما كان يتبعه ابن عمر ". حتى إنّ النبي نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس.

جهاد عبدالله بن عمر
أول غزوات عبد الله بن عمر كانت غزوة الخندق، فقد اسْتُصْغِرَ يوم أُحد، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس، وورَدَ المدائن، وشهد اليرموك، وغزا إفريقية مرتين.

كان عبد الله مثل أبيه تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن؛ فقد جلس يومًا بين إخوانه فقُرئ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ثم مضى يردد: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ودموعه تسيل كالمطر، حتى وقع من كثرة وجده وبكائه.

موقف عبدالله بن عمر من الفتنة
رفض استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين عليٍّ ومعاوية، وكان الحياد شعاره ونهجه: "من قال: حي على الصلاة أجبته، ومن قال: حي على الفلاح أجبته، ومن قال: حي على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا". يقول أبو العالية البراء: "كنت أمشي يومًا خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي، فسمعته يقول: "واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم، يقتل بعضهم بعضًا، يقولون: يا عبد الله بن عمر، أَعْطِ يدك".

وفاته:
كُفَّ بصر عبد الله بن عمر آخر عمره، وقد مات بمكة سنة 74 للهجرة، وقيل: سنة 73 وهو ابن 84 سنة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

مصر تُشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الأفريقية للتعلم مدى الحياة في المغرب

أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو- ألكسو- إيسيسكو)، على الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية في العمل على المُشاركة في تنفيذ برامج ومشروعات المنظمات الثلاث على نحو يُحقق أهداف جمهورية مصر العربية ورؤية مصر 2030.

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

وفي هذا الإطار، شارك الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو- ألكسو- إيسيسكو) في الاجتماع الأول للمؤسسة الأفريقية للتعلم مدى الحياة، بحضور الدكتور شِكيب بن موسى وزيرالتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة المغربية، ورئيس اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، وذلك خلال يومي 29 و30 مايو الجاري، بمُشاركة مُمثلي 39 دولة، ولفيف من وزاراء التربية والتعليم بالدول الأفريقية، والأمناء العامين للجان الوطنية بعدد من الدول الأفريقية والعربية، إلى جانب مُمثلين عن مُدن التعلم المغربية والأفريقية، الأعضاء في تحالف اللجان الوطنية ومُدن التعلّم الأفريقية، ولفيف من سفراء ووفود الدول، ومُمثلي المنظمات الدولية وذلك بالعاصمة المغربية الرباط.

تقوية العلاقات الغربية والأفريقية في مختلف المجالات 

وأشار الدكتور شريف صالح إلى أهمية تقوية أواصر العلاقات العربية والأفريقية في مُختلف المجالات، موضحًا أن إنشاء المعهد الأفريقي للتعلم مدى الحياة جاء بهدف تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة بالقارة السمراء، وتقاسم التجارب والمُمارسات الفُضلى بين الدول الأفريقية بغية المُساهمة في بناء مُستقبل أفضل ودامج للجميع.

ولفت المُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، إلى أن إنشاء المعهد الأفريقي للتعلم مدى الحياة جاء بتوجيهات من الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار، الذي عُقد بمراكش في يونيو 2022، مؤكدًا على تعزيز إدارة برامج تعلُّم الكبار وتعليمهم وجودتها، وتعزيز مُشاركة الكبار في التعلُّم، وكذا زيادة الاستثمار المادي بتعليم الكبار لضمان استفادة الجميع من التعلم مدى الحياة.

وأضح أن المعهد الأفريقي للتعلم مدى الحياة يهدف إلى تقوية التنسيق والتعاون بين الجنوب والجنوب في مجال تعلم وتعليم الكبار مدى الحياة، فضلًا عن تبادل أفضل المُمارسات وتناقل المعرفة وتقاسم الخبرات والعمل على الأولويات المُشتركة لبناء مدن تعلم آمنة ومُنصفة وشاملة.

ونوه إلى أن مناهج تعليم الكبار تتضمن التمكين الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي، والتجديد التربوي بما يتسق مع مُتغيرات الثورات المعرفية والرقمية، إضافة إلى دعم سُبل الابتكار في مجال تعلم وتعليم الكبار مع تعزيز الاستخدام الأخلاقي للتقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي، وكذا تعميم مفاهيم تعلم وتعليم المواطنة، والتعلم والتعليم من أجل التنمية المُستدامة وبناء السلام التفكير الناقد والإبداع والتواصل الفعال والذكاء الرقمي.

 

مقالات مشابهة

  • حاز على لقب أصغر فنان بالعالم وعمره لم يتجاوز العامين (صور)
  • توقيف ولي أمر طالب شارك بالاعتداء على معلم في عمان
  • إذا بحثت بالذكاء الصناعي عن غزة... هذا ما ستجده عن لبنان
  • الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة أندرونكوس أحد السبعين رسولا.
  • قائد الثورة:فلسطين هي الخندق الأول
  • السيد القائد: فلسطين هي الخندق الأول والمعركة التي يواجهها هي معركة لكل الأمة
  • مصر تُشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة بالمغرب
  • عالم أزهري يوضح شروط ملابس الإحرام (فيديو)
  • مصر تُشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الأفريقية للتعلم مدى الحياة في المغرب
  • غزوة الكنتاكي العراقية‬ !