الثورة نت:
2024-06-06@02:30:04 GMT

هل تغير شيء من زمن عبدالناصر ؟

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

 

توطئة
أقصد من العنوان بالخارطة الجيوسياسية في العالم عموماً والمنطقة العربية والإسلامية خاصة والنضال الفلسطيني تحديداً، كانت القوى الكبرى سابقاً قوتين شرقاً واحدةً وغرباً أخرى .
بعد سقوط الإمبراطورية البهلوية تغيرت تلك الخارطة برمتها وألى ذلك السقوط سقوط دول أوروبا الشرقية والقوة العظمى في الشرق ومعها حلف وارسو، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية ردحاً من الزمن هي الدولة الوحيدة التي تحكم العالم بجبروتها وغطرستها وتتحكم فيه كله، بعدها بدأت بالتدريج تتأكل هي الأخرى في مواجهة قوة إسلامية كبيرة وأذلت وكسرت غطرستها أمام مقاومة غزة ورد اليمن اليوم .

التحالفات الجديدة
التحالف الغربي
كان التحالف الغربي القديم وفي مقدمته سيد القطب العالمي الجديد الذي يقود دول الناتو والصهيونية العالمية والرجعية العربية التي تتناغم أهدافها مع أهداف الأول والثاني، فكان التدخل العسكري في شرق أوروبا وتفكيك النظام الاشتراكي فيها وتقسيم تلك الدول إلى مجموعات من الدول الصغيرة التي يروق لهم، وتلا ذلك التوجه شرقاً إلى حيث بلاد الإسلام فعاثوا فيها الفساد وألقوا فيها من الفتن بشتى أنواعها، وحاولوا تحقيق ما ورد لهم التحقيق في شرق أوروبا؛ لكنّ مهد الحضارات في بلاد المسلمين وما فيها من وعي وفهم ديني وثقافي وأخلاقي أفشلت كل تلك المخططات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرسومة في أدمغتهم . وإلى هذا اليوم أصبح هذا الحلف بدل أن يتقدم خطوات إلى الأمام نراه يتراجع كيده وكل حين يصبح في ذلةٍ أكثر وخسارات أكبر .

التحالف الشرقي
تغيرت الظروف بشكل كبير، وتسارعت الأحداث إلى هذا اليوم، ولم تغمض لعين الأكابر جفن وأرتبك القلب في القفص المريض؛ فقلب ناصر الذي ظنّ التحالف الغربي إنه بالترياق الذي دسّه في لقمته سيتوقف بعد موته، إذا هو ينبض بالحياة من جديد وبوتيرة ثابتة ومنهج جديد بشعارات وطنية عربية كانت؛ وإسلامية اليوم أضحت وهي دعوة عالمية التعاليم وشمولية النظر؛ وليست ببوتقة ضيقة كالقومية والوطنية التي كان الاستعمار هو الذي أظهرها في بلاد الإسلام بديلاً عن ثقافة الإسلام …
ظهر التحالف الشرقي المنضوي تحت مظلته اليوم روسيا والصين ودول ومنظمات محور المقاومة التي تشكل شوكة عسكرية وسياسية غضّة وعصيّة .
هكذا يستمر الصراع القديم الجديد بقوة اليوم، ومنذ أكثر من أربعة عقود وقطب الصراع السياسي الظاهر سياسيا والحقيقة دينياً من الطرف البعيد الحاضر في المنطقة من وراء الحدود ؛ والديني الثوري في الطرف الآخر القريب وهو اليوم في واجهة الصراع مع القوى التي تحارب معها علناً أو سراً .

مواقف التحالفين من القضية الفلسطينية
نحن الجميع نعيش اليوم لحظات صعبة من الصراع بين التحالفين؛ الذي اشتد الوطيس فيه اليوم في الساحة الفلسطينية، والتي كشفت بوضوح غزة عن حقيقة هذا الصراع بين المعسكرين وإن الصراع الذي كان يقوده الرئيس الراحل عبد الناصر ضد تحالف الغرب ما زال حاضراً في ذلك الصراع بل هو في أشد ذروته ؛ حيث رمى فيه التحالف الغربي بكل ثقله وقوته في هذا الصراع وبعدد أكبر من الدول الغربية المشاركة مع نفس القوى العربية التي كانت تقف معها في زمن الزعيم الراحل جمال؛ فهي حاضرة لدعم الدولة اللقيطة؛ التي ليست سوى قوة ردع متقدمة لهم تخدم مصالحهم وأهدافهم في هذا الصراع .
إذن؛ لم يتغير شيء من الصراع القديم؛ إلاّ إن شعارات القوى القومية والوطنية التي كانت في زمن عبد الناصر؛ استبدلت أو خفت صوتها اليوم بالشعارات الأيديولوجية الإسلامية الهادفة والتي يقودها اليوم محور المقاومة أكانت دولاً أو منظمات دينية شعبيّة ومن يقف معه معهم …
بيت – مسقط

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فشل أوسلو الذريع.. هل تعترف النرويج بنهاية المسار الذي وُلد فيها؟

يمكننا القول باطمئنان إن عملية أوسلو فشلت فشلًا ذريعًا. هذه العملية التي استثمر فيها الدبلوماسيون النرويجيون قدرًا غير مسبوق من الجهد لتسهيل المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. والتي واكب التوقيع على اتفاقها الأوّل في واشنطن عام 1993، موجة عالية من التفاؤل، ليس لدى الفلسطينيين وحدهم، بل لدى معظم المجتمع الدولي، حيث ساد اعتقاد أن الطريق ممهد لمفاوضات جادة من شأنها أن تؤدي إلى إقامة دولة مستقلة حقيقية، هي الدولة الفلسطينية.

ولكن الحقيقة، أن ذلك لم يكن ليتحقق. لم يزد الموقف الإسرائيلي قط عن مجرد منح درجة من الحكم الذاتي للفلسطينيين. وحتى إسحق رابين – الذي وصفه ياسر عرفات بأنه "شريكه في السلام" – لم يفكر قط في أي شيء سوى الحكم الذاتي، كما ذكر للكنيست في أكتوبر/تشرين الأول 1995، قبل أربعة أسابيع من اغتياله، قال: «إننا ننظر إلى الحل الدائم في إطار دولة إسرائيل التي ستشمل معظم مساحة أرض إسرائيل، كما كانت تحت حكم الانتداب البريطاني، وإلى جانبها الكيان الفلسطيني الذي سيكون موطنًا لأغلب السكان" الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأضاف مع نبرة توكيد: "نود أن يكون هذا الكيان أقل من دولة، وأن يدير بشكل مستقل حياة الفلسطينيين الخاضعين لسلطته. وحدود دولة إسرائيل، خلال الحل الدائم، ستكون أبعد من الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب الأيام الستة. لن نعود إلى خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967».

وعليه، فإن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة ليست وحدها التي تعارض إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين. لقد كان ذلك هو الموقف الإسرائيلي الثابت منذ احتلال الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عام 1967، بدءًا بخطة "ألون" عام 1967، وعروض الحكم الذاتي التي قدمها مناحيم بيغن في المفاوضات مع أنور السادات عام 1978، وهلمّ جرا.

رغم ذلك، كانت النرويج تأمل في التوصل إلى حل الدولتين، حتى لو كان ذلك يعني الضغط على الفلسطينيين، باعتبارهم الطرف الأضعف، لقبول "دويلة" قريبة من الموقف الإسرائيلي، لكن الأمر لم ينجح أبدًا.

وفي العام الماضي، كانت عملية أوسلو قد ماتت وهي في الثلاثين من عمرها. وهو ذات الوقت الذي استغرقته الحكومة النرويجية للاعتراف بالفشل.

في العام الماضي، قبل عملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول، وصفت وزيرة خارجية النرويج آنذاك، أنيكن هويتفيلدت، الوضع بين فلسطين وإسرائيل بأنه "واقع الدولة الواحدة" على الأرض. وكان هذا إشارة إلى أن النرويج قد تبدأ في استكشاف سبل أخرى للسلام في المنطقة وحل القضية الفلسطينية.

بعد ذلك بوقت قصير حدثت تغييرات في الحكومة النرويجية دفعت بإسبن بارث إيدي إلى منصب وزير الخارجية، ونظرًا لسجله السياسي الطويل وفهمه الأفضل لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مقارنة بأغلب الناس، كان لزامًا عليه أن يتولى الرد النرويجي على العملية التي شنتها حماس، وعلى الحرب الإسرائيلية ضد غزة.

وفي ضوء الإخفاقات الماضية والسلوك الوحشي للحرب في غزة، أصبح إيدي والقيادة السياسية في وزارة الخارجية أكثر صراحة في انتقادهم للطريقة التي أدارت بها إسرائيل الحرب، وافتقار حكومة نتنياهو إلى منظور ما بعد الحرب.

وكان لهذا الموقف بعض العواقب بأثر رجعي، حيث تم تسليط الضوء على الانتقادات الموجهة للسياسات الإسرائيلية السابقة. وقد ظهر ذلك في التدخل النرويجي في محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني. وعندما نظرت المحكمة في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، قدمت النرويج ملخصًا نقديًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود عديدة.

ثم تطور الموقف النرويجي بحلول هذا الربيع إلى تأكيد مطالبتها بوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية لشعب غزة، فضلًا عن رؤية للمستقبل، تؤدي إلى مفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية.

ولكن، يبقى هناك أيضًا بعض الاستمرارية في مواقف النرويج، حيث لا يزال حل الدولتين من عملية أوسلو يُنظر إليه على أنه الخيار الأكثر واقعية، بل الوحيد، للتسوية السلمية للصراع، وذلك على الرغم من فرض مفهوم "الدولة الواحدة" كأمر واقع في الأراضي المحتلة.

وقد نسقت النرويج تطوير هذا الموقف مع دول أخرى، سواء في الأمم المتحدة، أو في أوروبا، وأدى ذلك إلى ما يعتبره العديد من "أصدقاء إسرائيل" موقفًا مؤيدًا للفلسطينيين. فبالتنسيق مع إسبانيا وأيرلندا، خلصت النرويج إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين يمكن أن يكون وسيلة للضغط على إسرائيل للتفكير جديًا في حل الدولتين عندما ينتهي العدوان في غزة.

كانت المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حاضرة في النرويج منذ فترة طويلة. وقد تبنتها حركة التضامن هناك على مدار سنوات، وتحرك الرأي العام مرارًا مطالبًا به. ومع ذلك، فقد أحجمت الحكومات المختلفة عن اتخاذ هذا القرار، وأصرت على أن الاعتراف يجب أن يأتي بعد التوصل إلى تسوية نهائية عبر المفاوضات. ثم في الخريف الماضي، صوت البرلمان النرويجي لصالح الاعتراف، وذلك في وقت يمكن لهذا الاعتراف أن يحدث فارقًا إيجابيًا في عملية السلام المتوقّفة. وفي ضوء الجولة الحالية من حرب الإبادة الجماعية وما خلفتها من خسائر فادحة في الأرواح والدمار المادي لقطاع غزة بأكمله، قررت الحكومة أن هذا هو الوقت المناسب.

وإن كان الاعتراف بدولة فلسطين عملًا رمزيًا في الأساس، إلا أنه يمثل أيضًا إعلانًا يقول إن للفلسطينيين الحق في ممارسة سيادتهم في إطار دولة معترف بها بموجب القانون الدولي. وللأعمال الرمزية أهميتها إذا وقفت دول مهمة سياسيًا خلفها. وبهذه الطريقة، يمكن للاعتراف الرمزي بدولة فلسطين أن يعزز موقف الجانب الفلسطيني في المفاوضات المستقبلية الضرورية.

ومع ذلك، لا ينبغي لهذا الفعل الرمزي أن يحول التركيز بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي، ونظام الفصل العنصري الذي تم تطويره، والإبادة الجماعية المستمرة في غزة. ولهذا يجب على النرويج أن تشفع هذا الاعتراف بزيادة الضغط على إسرائيل لتغير مسارها. يمكن لها أن تحاول المساهمة في مثل هذا الضغط من خلال التأكد من قيام "صندوق النفط النرويجي" – صندوق التقاعد الحكومي العالمي – بسحب استثماراته من الشركات الإسرائيلية، وخاصة تلك المتورطة في الاحتلال والمستوطنات في الضفة الغربية.

والإشارة التي أرسلها وزير الخارجية هي أن النرويج، مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، يمكن أن تفكر أيضًا في فرض عقوبات أخرى لانتهاك إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية المطالب بأن توقف الهجوم العسكري في رفح.

وقد أوضحت النرويج أنها ستدافع عن النظام القانوني الدولي دون معايير مزدوجة، لأن لتقويض شرعية واحترام القانون الدولي عبر تطبيقه الانتقائي مخاطرَ جمة. وهكذا، تحاول الحكومة الحالية تصحيح خطايا النرويج الماضية، فضلًا عن انتقادها غير المباشر لنفاق العديد من الدول الغربية حيال هذه القضية.

وإذا تمّكنت النرويج من الحفاظ على هذا الموقف الرامي لاحترام كرامة وحقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي، فإن الاعتراف بدولة فلسطين يعدّ خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بوتين يكشف السبب الذي منع تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • «يونيو».. الانكسار والانتصار!
  • «الخارجية الأمريكية»: من حق الصحفيين دخول غزة والعمل فيها
  • انبعاث الأندلس في غمرة الحرب على غزة
  • إسرائيل تخسر الحرب وتواجه مأزقًا إستراتيجيًا
  • من سمرقند إلى ممالك البارود.. سيف الإسلام تيمورلنك وتفكيك حتمية الصعود الغربي
  •  سياسية تشيكية: الغرب مصر على استهداف سورية رغم فشله في تحقيق مآربه فيها
  • اليمن في ميزان القوة والنفوذ داخل جغرافيا الصراع القائم
  • الصراع الحدودي والتكامل التنموي بين المغرب والجزائر
  • فشل أوسلو الذريع.. هل تعترف النرويج بنهاية المسار الذي وُلد فيها؟