ليبيا- أجرى معهد “ولسون” الأميركي للأبحاث مقابلة صحفية مع المختصة بالأمن البيئي ديناميكيات المياه والطاقة “إريكا وينثال” بشأن استخدام الماء كسلاح في ليبيا.

المقابلة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد تم خلالها التركيز على التأثيرات طويلة الأمد لهذا الاستخدام في ظل تدهور البنية التحتية للمياه في البلاد وندرة مواردها المائية وزيادة الطلب عليها وسوء الإدارة المتسبب بتفاقم انعدام الأمن المائي وفيما يلي نص المقابلة:

س/ كيف نجحت عملية استخدام المياه كسلاح في ليبيا وما حصيلة الصراع الذي طال أمده على البنية التحتية المائية؟

ج/ تساعدنا ليبيا في فهم الطرق المتعددة التي يتم بها استهداف البنية التحتية في وقت لا يتم فيه التركيز على المائية منها واقتصار ذلك على النفطية فمن يسيطر على الإيرادات التي تأتي من القطاع النفطي يتحكم في بقايا الدولة الريعية ولذلك نجد مجموعات مختلفة تتنافس على السيطرة على موانئ ومرافئ النفط.

وفي ليبيا هناك أعمال نهب وتخريب على نطاق صغير للبنية التحتية للمياه وتهديد الموظفين وعرقلة الوصول لإصلاحها ما يعني أنها قد تم استخدامها كوسيلة لانتزاع مطالب أو تنازلات من مختلف الجماعات أو الميليشيات المسلحة المتحاربة فيما بينها.

س/ ما هي الآثار طويلة المدى لتأثير الصراع على مشروع النهر الصناعي والتدمير الشامل للبنية التحتية للمياه؟

ج/ المشروع مثير للاهتمام بشكل خاص لأنه الجزء الأساسي من البنية التحتية للمياه في ليبيا التي تم بناؤها في عهد القذافي ويوحد البلاد فعليا وكان النهر الصناعي بمثابة انتصار هندسي مصمم لنقل المياه الجوفية في الجنوب إلى المراكز الحضرية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وما سمعناه في المقابلات التي أجريناها كان اعترافا بأن المياه لا تزال توحد البلاد وأن هناك تفاهما على ضرورة الحفاظ على تشغيل البنية التحتية لتوفيرها للسكان وبالتالي لم تحاول أي مجموعة الاستيلاء والسيطرة الكاملة على النهر الصناعي بأكمله.

ولكن عندما تتحدث عن صراع طويل الأمد فإن مجرد الاعتراف بأن الجميع يحتاج إلى الماء وأن عليك الحفاظ على النهر الصناعي العظيم يعمل لا يعني أنه تم إنشاؤه أو بناؤه لتحمل الحرب فالأعمال الهندسية الكبيرة معرضة بشدة للصراع وقد يحدث لديك انقطاع للتيار الكهربائي مما يعطل المضخات عن العمل.

وقد لا تتمكن من الحصول على قطع الغيار وبالتالي يكون لديك تدهور في البنية التحتية وليس لديك الخبراء الأجانب الذين يمكنهم القدوم والمساعدة في الحفاظ على بعضها وصيانتها لذا فإن النهر الصناعي معرض بشدة للصراعات الطويلة الأمد بسبب أعمال الترميم على مدى فترات طويلة من الزمن والتخريب المحتمل.

ويمكن أيضا رؤية آثار الصراع الذي طال أمده في محطات تحلية المياه على طول الساحل إذ أصبحت جميعها في حالة سيئة لذا لم يعد هذا المصدر الإضافي لمياه الشرب وأنظمة الصرف الصحي تضررت أثناء النزاع ما أدى إلى غمر مياها غير المعالجة لأجزاء من مدينة بنغازي في بعض الأحيان.

وهناك أنواع معينة من البنية التحتية التي يمكن أن تكون أكثر مرونة في مواجهة الصراع ويتحدث الناس على نحو متزايد عن كيفية تصميم أشكال لامركزية منها بحيث إذا تعطل جزء واحد يمكن لأجزاء أخرى من النظام الاستمرار في العمل ومع ذلك فإن مشروع النهر الصناعي مركزي تماما ومتطور للغاية.

وأصبحت الصيانة صعبة للغاية خلال الصراع هفناك العديد من نقاط الضعف داخل النهر الصناعي بداية من مراكز التحكم إلى محطات الضخ وبعض الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر قادرة على المساعدة في استمرار العمليات.

س/ كيف يمكن للدول إعادة بناء البنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة تداعيات المناخ على أفضل وجه ومن بينها ما حصل في درنة؟

ج/ نحن نتحدث بعد 6 أشهر من الفيضانات وكانت غير عادية واستثنائية إلى حد كبير في الأضرار التي حدثت وهي تكشف بالفعل الضعف المتزايد للبلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات أمام تغير المناخ فسنوات أو عقود من الصراع تمنع إلى حد كبير الاستثمارات في البنية التحتية اللازمة.

والبنية التحتية الموجودة لا تستطيع تحمل أي نوع من الأمطار غير الطبيعية والفيضانات فالعديد من السدود التي كان من الممكن أن تحتوي على المياه لم تقوى على البقاء ما يبرز الحاجة إلى التفكير في إعادة البناء في البلدان المتضررة من الصراعات بطرق تراعي المناخ.

في الوقت الحالي كل ما تمكنت من رؤيته فيما يتعلق بليبيا والفيضانات لا أحد يريد تحمل مسؤولية من كان ينبغي أن يعمل على الصيانة وهناك قدر ضئيل للغاية من المساءلة في ظل ضعف المؤسسات والحوكمة ولا يجب أن يكون هناك تحليل لما فشل فقط قبل أن تتمكن من البدء في إعادة البناء.

ومن الضروري أيضا وضع الرؤية المستقبلية لما يمكن القيام به على الجانب الرسمي وإلى أن يتم تشكيل حكومة موحدة أو مسار واضح للمضي قدما فيما ستبدو عليه مرحلة ما بعد الصراع سيكون من الصعب حقا البدء في إعادة البناء في ليبيا بطريقة تراعي المناخ.

س/ شاركت جهات فاعلة حكومية وغير حكومية في استخدام المياه كسلاح كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يستجيب للتأثير المشترك لسوء الاستخدام هذا؟

ج/ كان المجتمع الدولي يولي اهتماما أقل لليبيا باستثناء حقيقة أنها لا تزال تمتلك الكثير من النفط والغاز فالصراع فوضوي وتنقسم البلاد إلى حد كبير بين حكومتين متنافستين وكان لديك عدد كبير من الحكومات الأجنبية المعنية تلعب أدوارا في الصراع.

وسيرغب الجميع في الاستفادة من أي نوع من اتفاقيات السلام للمضي قدما وهناك مناقشات جارية حول تشكيل حكومة موحدة تجمع الأطراف معا وأي حكومة قادمة ستظل تعتمد على عائدات النفط والغاز وأعتقد أن هذا سيكون التحدي الأكبر لليبيا فهذا هو مصدر دخلها الرئيسي.

وسيعمل هذا المصدر على تمويل البنية التحتية وإعادة البناء بما في ذلك في قطاع المياه ومع ذلك فإن الاعتماد على عائدات النفط والغاز قد يقوض قدرة ليبيا على معالجة تعرضها لتغير المناخ لتعدد طرق استهداف البنية التحتية. واختلاف مصالح الجهات الفاعلة المختلفة في الصراع.

والمدنيون هم الذين يعانون أكثر من غيرهم من هذه الهجمات على البنية التحتية فتدهورها والصرف الصحي يجب أن يؤثر على المناخ.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: البنیة التحتیة التحتیة للمیاه النهر الصناعی إعادة البناء فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا

2025-07-06hadeilسابق وزير الإعلام: استحضرنا في الهوية البصرية الجديدة رموزاً هي محل إجماع لدى الشعب السوري، وأردنا إيصال رسالة أن الدولة حارسة للشعب وليست تدخلية انظر ايضاًوزير الإعلام: استحضرنا في الهوية البصرية الجديدة رموزاً هي محل إجماع لدى الشعب السوري، وأردنا إيصال رسالة أن الدولة حارسة للشعب وليست تدخلية

آخر الأخبار 2025-07-06وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا 2025-07-06وزير الإعلام: استحضرنا في الهوية البصرية الجديدة رموزاً هي محل إجماع لدى الشعب السوري، وأردنا إيصال رسالة أن الدولة حارسة للشعب وليست تدخلية 2025-07-06الصالح: نحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري 2025-07-06وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية: الرسالة الأولى للهوية البصرية للجمهورية العربية السورية أن هناك بداية جديدة، وسوريا جديدة تحاول أن تشبه كل السوريين 2025-07-06وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في تصريح صحفي من ريف اللاذقية: نحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري، ولدينا أكثر من 80 فريقاً في الميدان ونحو 180 آلية من مختلف الأنواع، وبلدوزرات وتركسات لفتح خطوط النار وتهيئة طرقات آمنة لفرق الدفاع المدني للوصول إلى الحرائق 2025-07-06مسؤولة أممية: سوريا تحتاج إلى دعم دولي لمواجهة كارثة الحرائق 2025-07-06سوريا وإسبانيا تبحثان تعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات 2025-07-06الاتحاد العام للفلاحين يستنفر كوادره للمساعدة بإخماد حرائق الساحل السوري 2025-07-06هيئة المفقودين في سوريا تبدأ المرحلة الأولى من عملها 2025-07-06وزير الطوارئ لـ سانا: حماية المدنيين أولوية قصوى أثناء إخماد الحرائق

صور من سورية منوعات لأول مرة منذ قرن… سكان باريس يسبحون في نهر السين 2025-07-06 دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة 2025-07-04
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • برلماني: كفاءة البنية التحتية للاتصالات أنقذت الشبكة من تأثير حريق رمسيس
  • ديجيتايز توقع اتفاقية تمويل بقيمة 50 مليون دولار لدعم البنية التحتية الرقمية بالمشروعات القومية
  • محافظ المنيا: تطوير البنية التحتية وخدمة المواطن أولوية قصوى
  • رئيس جامعة القاهرة: نسعى لتطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات التعليمية والبحثية والطبية
  • برلماني: الرئيس السيسي يقود بحكمة تطوير البنية التحتية وتحقيق الأمان على الطرق
  • قنبلة التعتيم الصينية سلاح غير فتاك يُعطّل البنية التحتية الكهربائية
  • العقوري لـ”مهراج”: ليبيا لا يمكن أن تكون حارسًا لحدود أوروبا
  • وزيرة التنمية المحلية تناقش مشروعات البنية التحتية ومنظومة التصالح بالجيزة
  • وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا
  • البنك الإسلامي للتنمية وتركيا يوقّعان اتفاقيات تمويل بقيمة 200 مليون يورو لتعزيز البنية التحتية البلدية المستدامة