مطلوب وظيفة رئيس وزراء العراق
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
آخر تحديث: 1 دجنبر 2025 - 9:07 ص بقلم:سمير داود حنوش لاشيء جديد أن تنتهي الإنتخابات العراقية السادسة التي جرت في الحادي عشر من نوفمبر إلى تقاسم مناطق النفوذ وتوزيع المغانم وتبادل الأدوار في المناصب.ذلك ليس غريباً على العراقيين، لكن الجديد أن يحمل كل مرشح سيرته الذاتية للحصول على منصب رئاسة الوزراء بغض النظر عن الفائز والخاسر في أصوات الناخبين.
أخيراً وبعد ظهور نتائج الإنتخابات جلس الإطار التنسيقي “الكتلة الأكبر” ليضع شروطاً واجب توفرها في المرشح لمنصب رئاسة الوزراء عبر C.V يتحدث فيه عن أهم أولوياته الحكومية فيما إذا تولى المنصب، والأهم هو تعهده تحريرياً بعدم تشكيل أي تكتل أو حزب سياسي أو دخوله إلى السباق الإنتخابي القادم. ذلك الشرط المهم الذي فات على الإطار التنسيقي أن يفرضه إلزاماً لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني في بداية توليه الرئاسة.سيناريو غريب لن تجده سوى في العراق، عندما تتحول رئاسة الوزراء إلى فرصة الباحثين عن عمل ووظيفة شاغرة لا تشترط الفوز بالإنتخابات أو الحصول على أعلى الأصوات.وظيفة تكون من شروطها أن يكون المرشح ملتزماً بتعليمات الكتل الحزبية وأن لا يُغرد خارج سربها، وقدرته على غض النظر والصمت والطاعة، وببساطة أن يتحول منصب رئيس الوزراء إلى وظيفة مدير تنفيذي بل قد يتحول هذا المنصب إلى إكسسوار في العملية السياسية، بينما القرارات المصيرية تُتخذ في دهاليز الغرف المظلمة وكواليس الإجتماعات المغلقة. تلك هي لعبة السياسة في العراق، لكن في المقابل تشترط القوى السياسية في المرشح لمنصب رئاسة الوزراء أن يكون حازماً وقوياً في مواجهة سلاح الميليشيات المسلحة وأن يُخرج العراق من قاع الإنهيار الإقتصادي الذي يواجهه البلد وأن يُنقذ رواتب الموظفين والمتقاعدين من الضياع بعد أزمة السيولة النقدية التي تواجه البلد وإحتمالية إنخفاض أسعار النفط وإنقاذ خزينة الدولة من الإفلاس. تلك القوى السياسية تشترط في المرشح أن يُمسك ببيضة القُبّان في سياساته الخارجية ويُبعد العراق عن بؤر التوترات وحروب المنطقة القادمة، فهل رأيتم تناقضاً أكثر من ذلك أو شيزوفرينيا تفوق هذا الفعل؟.الأغرب في المشهد السياسي هو ذلك التنافس الذي قد يصل إلى الضرب تحت الحزام من أجل وظيفة يتوجب على شاغلها أن يملك مصباح علاء الدين السحري ليحل جميع مشاكل العراق السياسية والإقتصادية، فلماذا التهافت على هذه الوظيفة؟. غياب مقتدى الصدر عن المشهد السياسي لم يُخلي الساحة من منافس فحسب، بل غيّر المعادلة السياسية جذرياً وجعل الإطار التنسيقي بلا خصم يفرض شروطه أو حتى منافس يُغيّر بعض من قواعد اللعبة.القول إن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي لتشكيل الحكومة والقرار الأمريكي الراعي الرسمي للنظام السياسي ليس له تأثير أو وجود، قول فيه الكثير من البُهتان والتجنّي، فطالما كان الصراع ينتهي لصالح الجارة الشرقية في تشكيل الحكومات السابقة وربما برضا وتوافق أمريكي، لكن يبدو أن المعادلة الإقليمية قد تغيرت وبدأت إيران تفقد بوصلة السيطرة على الوضع العراقي في ظل وجود فيتو أمريكي قادم يمنع حلفاء الجارة الشرقية من المشاركة في السلطة. مشكلة العراق ليس بمن يكون رئيس للوزراء، بل في النظام السياسي الذي بات لا ينتج ما هو نافع أو مفيد، معضلة نظام لم يعد يستطيع إيجاد الحلول لمشكلات أصبحت تكبر ككرات الثلج حتى باتت بدون حل سوى التنظير وسفسطة أحاديث السياسية.من المبكر التنبؤ بما ستحدثه نتائج هذه الإنتخابات وما يُفضي إليه تشكيل الحكومة القادمة، لكن المؤكد إن عواصف الأحداث القادمة وتوقعات إندلاع شرارة الحرب بين إيران وإسرائيل في أي لحظة تؤكد إن العراق لن يكون بمعزل عن توترات إقليمية قد تقلب المعادلة في العملية السياسية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: رئاسة الوزراء
إقرأ أيضاً:
ملف رئاسة الوزراء أمام التسوية المنتظرة: بين التعقيد الأميركي وحسابات الإطار
30 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: تشير التقديرات إلى أنّ الإطار التنسيقي بشأن اللجنة الخاصة لاختيار رئيس الوزراء المقبل وصل إلى خلافات حادة وعدم قدرة على اتخاذ قرار حاسم، ما أعاد مشهد المفاوضات إلى نقطة الصفر تقريباً، وفتح الباب أمام تكهنات متزايدة حول شكل التسوية السياسية قبل دخول البلاد في مرحلة فراغ مؤسساتي لا يحتملها الوضع العراقي الراهن.
وتتنافس أسماء عديدة على المنصب التنفيذي الأول، ولكل منها سياساته وأولوياته وأهدافه التي تعكس رؤى متباينة لإدارة المرحلة المقبلة، بينما تتسابق القوى على تسويق بعض المرشحين باعتبارهم الأكثر قدرة على تجسير الهوة بين تعقيدات الداخل وضغوط الخارج، وسط تردد بعض الأطراف بين التمسك بمرشحيها التقليديين أو البحث عن شخصية توافقية تحفظ التوازنات.
ويتعقد المشهد أكثر بتدخل المبعوث الأميركي عبر تغريدة حذّر فيها من إقصاء أي طرف وأكد ضرورة إدارة حوار مفتوح بين القوى الفائزة، ما أثار موجة من الجدل على منصات التواصل، حيث كتب مدونون بأن واشنطن تحاول رسم حدود اللعبة السياسية قبل اكتمال التفاهمات، فيما ذهب آخرون إلى اعتبار التصريح إشارة غير مباشرة إلى هشاشة التوافقات الحالية.
ويتسارع الإيقاع السياسي مع اقتراب مصادقة المحكمة الاتحادية النهائية على نتائج الانتخابات، وهي خطوة يراها سياسيون فاصلة لأنها تسحب الذريعة من أي طرف يسعى إلى التمديد في مشاورات تشكيل الحكومة، بينما تتداول الكواليس أحاديث عن ضغوط دولية لتجنب سيناريوهات التعطيل.
وتتشابك التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية في ملف تشكيل الحكومة، في وقت يبدو فيه الدور الأميركي أكثر بروزاً من السنوات الماضية، مقابل حضور أكثر حذراً من إيران التي تبعث برسائل داخلية تحث على الامتناع عن الصدام والبحث عن مخارج هادئة تضمن استمرار نفوذ حلفائها دون الانخراط في مواجهة سياسية مكلفة.
وتبدي القوى المتحالفة مع إيران مرونة إضافية في محاولة لتفادي الانقسام، حيث يكرر مقربون من تلك القوى أن الأولوية الحالية تكمن في حماية الاستقرار الداخلي حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات محسوبة.
ويوازن الإطار التنسيقي بين الأسماء المرشحة لرئاسة الوزراء، باحثاً عن شخصية تجمع بين القبول المحلي والاستعداد الدولي للتعامل معها، إدراكاً منه أن أي مرشح لا يحقق هذا التوازن قد يعيد العقدة إلى بدايتها ويضاعف من تعثر تشكيل الحكومة.
وينشغل قادة القوى الشيعية كذلك بترتيبات تضمن مشاركة آمنة للأحزاب المرتبطة بالفصائل التي حصلت على عدد مؤثر من المقاعد، في محاولة هندسة حضورها داخل الحكومة المقبلة بما يقلل الاحتكاكات مع الأطراف الدولية ويمنع أي توتر سياسي قد ينعكس أمنياً.
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts