-نائب مدير مركز "اختيار المستهلك": "ملايين يتحولون إلى أجهزة التدخين الإلكترونية الأقل ضررًا كبديل للتدخين التقليدي"

 

تزايد اهتمام الباحثين والمحللين وجمعيات حقوق المستهلكين حول العالم بمبدأ "الحد من المخاطر"، كوسيلة فعالة لمكافحة انتشار التدخين التقليدي، في ظل تفاقم أضراره على الصحة العامة.

 

وقال يائيل أوسوفسكي، نائب مدير مركز "اختيار المستهلك"، إن "الحد من المخاطر" يجب أن يكون بمثابة المبدأ الأساسي للسياسات العامة الصحية في مختلف الاتجاهات، إلا أن ذلك المفهوم يواجه العديد من العقبات في مجال الحد من مخاطر التبغ، ومن بينها: تقييد الوصول إلى "منتجات التبغ البديلة".

 

وأضاف "أوسوفسكي"، أن "الحد من مخاطر التبغ" لا يمكن القيام به إلا عبر تقديم بدائل لمن يرغبون في الاستمرار في التدخين، مثل: أجهزة التدخين الإلكتروني المختلفة وغيرها من بدائل النيكوتين الخالية من الدخان، التي شهدت إقبالًا كبيرًا من الملايين حول العالم للتحول إلى استخدامها كبديل للسجائر التقليدية، وأشار "أوسوفسكي"، إلى ضرورة مراعاة الأدلة العلمية المعتمدة التي تثبت فعالية الحد من مخاطر التبغ عن طريق بدائل النيكوتين.

 

ولفت أوسوفسكي، إلى أن هناك العديد من البدائل الحديثة، التي تعوض المدخنين عن السجائر التقليدية، وتقلل من الأضرار الناجمة عن احتراق التبغ باعتباره المصدر الأساسي للمواد الكيميائية الضارة، ومنها التبغ الممضوغ، وأجهزة التدخين التي تعتمد تسخين التبغ بدلا من حرقه، والتي أثبتت الأبحاث العلمية أنها أقل ضررا، رغم كونها غير خالية تماما من الضرر، والتي تختلف عن السجائر الإلكترونية التي تعتمد تسخين السائل "ليكويد". 

 

وتؤكد الأبحاث العلمية أن عملية حرق التبغ في السجائر تتم عند درجة تبدأ من 400 درجة مئوية، ينتج عنها دخانًا يحمل بداخله أكثر من 6 آلاف مركب كيميائي ضار تم تصنيف نحو 100 منها على أنها ضارة أو قد تكون ضارة لصحة الإنسان، في حين أنه إذا تم تسخين التبغ بدلًا من حرقه عند درجة حرارة لا تتجاوز 350 درجة مئوية كحد أقصى، فإنه لن ينتج دخانًا وإنما "بخار ماء أو هباء جوي"، وهو ما تقوم به تكنولوجيا تسخين التبغ في المنتجات البديلة الخالية من الدخان، وبالتالي ينخفض متوسط مستويات المواد الكيميائية الضارة بنسبة تصل إلى95% مقارنة بدخان السجائر، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة خفض الأضرار الناتجة عن التدخين بالنسبة نفسها، كما أنها ليست خالية تمامًا من المخاطر.

 

وفي نفس السياق، قال الكاتب الصحفي الأمريكي درو جونسون، والمدير التنفيذي السابق لأحد مراكز الأبحاث الأمريكية، أنه ينبغي التعامل في مجال الحد من مخاطر التبغ بشكل يراعي معايير الشفافية، مضيفًا أن تشديد اللوائح والتشريعات وفرض المزيد من الضرائب قد لا يسهم في تحقيق النتائج المطلوبة لمكافحة التبغ، مع وجود منتجات وبدائل النيكوتين الجديدة، وخاصة في ظل وجود العديد من السلع والمنتجات التي قد تترك آثارًا سلبية على صحة الإنسان، مثل الأطعمة الدهنية أو السكريات، ولكنها لا تحظى بالقدر نفسه من التشديد.

 

وتجدر الإشارة إلى آخر الإحصاءات الصادرة حول أعداد مستهلكي التبغ على مستوى العالم التي أظهرت تراجع تلك الأعداد بفضل منتجات وبدائل النيكوتين الجديدة الأقل ضررًا، بما يشير إلى أهمية الابتكارات الجديدة في مجال التبغ، حيث زادت أعداد مستخدمي منتجات التبغ المسخن حول العالم، لتصل إلى نحو 28.6 مليون مستخدم، 73 % منهم قد تحولوا بالفعل إلى منتجات التبغ المسخن وتوقفوا تمامًا عن التدخين التقليدي، وعددهم نحو 20.8 مليون مستخدم من البالغين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحد من المخاطر التدخين من المخاطر

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذّر: التدخين حتى بكميات قليلة يهدّد حياة الإنسان

أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بأمراض القلب يبدأ بالانخفاض بشكل واضح خلال السنوات العشر الأولى بعد الإقلاع عن التدخين، ويواصل التراجع مع مرور الوقت، إلا أن بعض المدخنين السابقين قد يبقى لديهم خطر أعلى مقارنة بمن لم يدخّنوا إطلاقًا.

أظهرت دراسة، شملت أكثر من 300 ألف بالغ شاركوا في 22 دراسة طولية على مدى 20 عامًا تقريبًا، أن حتى التدخين بكميات منخفضة، مثل تدخين من 2 إلى 5 سجائر يوميًا، يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة مقارنةً بمن لم يدخنوا أبدًا.

وبيّنت الدراسة أن خطر الإصابة بأمراض القلب يبدأ بالانخفاض بشكل ملحوظ خلال العقد الأول بعد الإقلاع عن التدخين، ويستمر في الانخفاض مع مرور الوقت، إلا أن بعض المدخنين السابقين قد يظل لديهم خطر أعلى مقارنة بمن لم يدخنوا حتى بعد ثلاثين عامًا.

وسجل الباحثون خلال فترة الدراسة أكثر من 125,000 حالة وفاة و54,000 حدث قلبي وعائي، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.

Related جزر المالديف تحظر التدخين حتى على السياح: إليك ما يجب أن يعرفه المسافرونالتدخين الإلكتروني والتقليدي يزيدان خطر الإصابة بالسكري.. دراسة أميركية تكشف الارتباط الصحيإسبانيا تقرّ قانونًا جديدًا ضد التدخين والسجائر الإلكترونية.. ما تفاصيله؟

وأظهرت النتائج أن التدخين منخفض الشدة مرتبط بزيادة 50% في خطر فشل القلب و60% في خطر الوفاة لأي سبب، مقارنة بعدم التدخين.

وقال مايكل بلاها، من مركز جونز هوبكنز للوقاية من أمراض القلب: "حتى الكميات الصغيرة من التدخين تشكل خطورة كبيرة على القلب.. الإقلاع عن التدخين في سن مبكرة يحد بشكل كبير من المخاطر، أكثر من مجرد تقليل عدد السجائر اليومية".

وأشار المؤلفون إلى أن هذه واحدة من أكبر الدراسات حول التدخين، باستخدام بيانات عالية الجودة في مجال علم وبائيات أمراض القلب.

وأضافوا: "من المدهش مدى الضرر الذي يسببه التدخين.. حتى الجرعات المنخفضة تشكل مخاطر كبيرة على القلب والأوعية الدموية.. ومن منظور تعديل السلوك، فإن الإقلاع المبكر عن التدخين أمر بالغ الأهمية، إذ إن طول الفترة منذ الإقلاع التام أهم من التعرض الطويل لكمية منخفضة من السجائر يوميًا."

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • غرامة 200 جنيه عقوبة التدخين داخل وسائل المواصلات في قانون المرور
  • مركز المخاطر البحرية يشارك في إعداد إعلان بليم للمحيط بمؤتمر COP30 بالبرازيل
  • مركز الحد من المخاطر البحرية يعرض رؤية متكاملة للتنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق للدول الساحلية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مصنع زوي للأغذية الخفيفة يعزز وجوده في عدن بمنتجات عالية الجودة تلبي رغبات المستهلكين
  • التلفزيون التقليدي في الأردن بين التحول الرقمي وتأثيره الاجتماعي والثقافي
  • باحثون يابانيون يطوّرون نظامًا ذكياً للتنبؤ بالزلازل
  • سفراء عرب بالجامعة العربية يطالبون فنلندا الاعتراف بدولة فلسطين
  • أسعار السجائر المحلية والأجنبية في الأسواق اليوم الخميس
  • بعد قرار الزيادة الأخيرة.. أسعار السجائر اليوم في مصر
  • دراسة تحذّر: التدخين حتى بكميات قليلة يهدّد حياة الإنسان