أين عمر البشير؟ محاميه يجيب للحرة.. والدعم السريع يتحدث عن “تهريبه”
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قالت هيئة الدفاع عن الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، إن "السلطات نقلت البشير وأربعة من معاونيه، من مستشفى علياء بأم درمان إلى موقع جديد"، مستبعدة تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية دعوات لمثوله أمام المحكمة.
وقال عضو هيئة الدفاع، محمد الحسن الأمين، في تصريح خاص لموقع الحرة، إن "البشير نُقل من المستشفى مع نائبه بكري حسن صالح، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، يوسف عبد الفتاح، واللواء بالجيش السوداني الطيب الخنجر".
ولم يحدد الأمين الموقع الجديد، واكتفى بالقول إن "الموقع يقع في منطقة المهندسين بأم درمان، وإنه محروس بواسطة قوة من الاستخبارات العسكرية ومن قوات منطقة المهندسين العسكرية".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في مارس 2009 مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، كأول مذكرة ضد رئيس لا يزال على السلطة.
وفي مارس 2012 أصدرت ذات المحكمة مذكرة توقيف،لوزير الدفاع في عهد البشير، وأحد أبرز معاونيه، عبد الرحيم محمد حسين، بتهمة ارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور.
وأضاف الأمين "لا اتوقع أن يتم تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأن القرار ليس بيد البرهان، وإنما بيد الجيش الذي لن يسمح بتسليم البشير، لأنه يحمل رتبة المشير، كما أن الجيش ليس في حاجة لفتح جبهة جديدة خلال حربه التي يخوضها بمواجهة مليشيا الدعم السريع".
ويُحتجز البشير وعدد من معاونيه على خلفية بلاغ يتعلق بتدبير وتنفيذ انقلاب عسكري في العام 1989 ضد حكومة رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي.
وحينما اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2015 كان البشير وعدد من معاونيه بمستشفى علياء بغرض تلقي العلاج، بحسب ما تقول السلطات السودانية.
وأشار عضو هيئة الدفاع إلى أن "البشير ومعاونيه كانوا أمام خطر القذائف التي تطلقها قوات الدعم السريع"، مشيرا إلى أن "البشير نجا من الموت مرتين، الأولى، حينما تعرضت الغرفة التي يقيم فيها إلى القصف، بينما كان موجودا في حجرة أخرى بالمستشفى".
وأضاف "الثانية حينما كان يؤدي الصلاة مع آخرين، إذ سقطت قذيفة في الجدار الذي كان خلفهم، مما يدلل على أن البشير كان مستهدفا، بالقذائف التي تطلقها قوات الدعم السريع من منصة في مقرن النيلين بالخرطوم، ناحية المستشفى المطل على النيل".
ولفت الأمين إلى أن "نقل البشير ومعاونيه جاء بسبب تقرير كتبه مدير مستشفى علياء عن عدم توفر الكادر الطبي الذي يسمح بمتابعة حالة المحتجزين الصحية".
في المقابل، وصف مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، نقل البشير وعدد من معاونيه من مستشفى علياء بأم درمان، بأنه "عملية تهريب مدروسة ومخطط لها".
وقال طبيق لموقع الحرة، إن "المعلومات التي بحوزة الدعم السريع تشير إلى أن البشير نُقل إلى مسقط رأسه، بولاية نهر النيل في شمال السودان، وليس إلى منطقة المهندسين".
وأضاف أن "البشير والمجموعة التي معه ليست بعيدة عن المعارك الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهم الخلية أو العقل المدبر الذي ينتج الخطط للجيش حاليا".
وأشار مستشار قائد قوات الدعم السريع إلى أن "الجيش لن يتعاون مع المحكمة الجنائية ولن يقوم بتسليم البشير وبقية المطلوبين إليها، ليس لأنه مشغول بالحرب، وإنما لأن الجيش أحد أذرع حزب المؤتمر الوطني الذي كان يحكم السودان، ولكونه يرفض مبدأ التسليم بالأساس".
الحرة - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجنائیة الدولیة المحکمة الجنائیة من معاونیه إلى أن
إقرأ أيضاً:
معركة “المثلث الحدودي” تنقل حرب السودان إلى مسار جديد
منتدى الإعلام السوداني
ملاك جمال بلة
دنقلا، 25 يونيو 2025– (جبراكة نيوز)- في تطور لافت لمسار الصراع المسلح في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة “المثلث الحدودي” الواقعة في عمق الصحراء شمال غرب البلاد، حيث تتقاطع الحدود السودانية مع مصر وليبيا. وجاءت السيطرة بعد معارك دارت بين القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة وقوات الدعم السريع، انتهت بانسحاب القوات السودانية من المنطقة.
وعقب السيطرة على المثلث يتردد أن قوات الدعم السريع تعمل على تجهيز مطارات جنوب ليبيا كمراكز لوجستية لدعم العمليات داخل السودان.
ورغم التصعيد العسكري تؤكد قوات الدعم السريع إنها ستبقي معبر المثلث مفتوحًا للأغراض الإنسانية، وتعتبره “شريان حياة لملايين السودانيين المحرومين من الغذاء والدواء”.
مثلث استراتيجي غني بالمواردتُعد منطقة المثلث الحدودي موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، ليس فقط لموقعها الجغرافي كممر يربط بين ثلاث دول، بل أيضًا لما تحتويه من ثروات طبيعية هائلة، مثل الحديد، والنحاس، واليورانيوم. ورغم طبيعة المنطقة الصحراوية القاسية، إلا أنها تمثل معبرًا حيويًا لحركة البضائع والمهاجرين، وأحد أبرز ممرات التهريب بين السودان وليبيا.
قوات الدعم السريع تعلن سيطرتهاالقائد الميداني في قوات الدعم السريع، عبد الله حقار، قال في تصريح خاص إن قواته “فرضت سيطرتها الكاملة على المثلث بعد معارك طاحنة”. وأضاف أن “المنطقة تخضع للسيادة السودانية، ومن ضمن الأهداف المشروعة للدعم السريع”، مؤكدًا أن السيطرة عليها جاءت ضمن مسار العمليات العسكرية على الأرض.
وأشار حقار إلى أن قواته تمكنت أيضًا من السيطرة على طريق “كرنب التوم”، الذي يربط الولاية الشمالية بولاية شمال دارفور، واصفًا المنطقة بأنها “شريان حيوي عسكري واقتصادي وسياسي”.
اتهامات وردود نافيةقال حقار إن القوات المشتركة والجيش كانت تحتجز مدنيين سودانيين ومهاجرين كانوا في طريقهم إلى ليبيا، وطالبتهم بدفع أموال مقابل إطلاق سراحهم. وأضاف: “لقد حررنا عددًا كبيرًا من الأسرى، ونوفر للمدنيين المساعدة من علاج وإيواء وغذاء”.
لكن سيف النصر التجاني، القائد في القوات المشتركة، ينفي هذه الاتهامات، مؤكدًا أن “القوات المشتركة لم تحتجز مدنيين، ولم تطلب أموالًا مقابل إطلاق سراح أحد”، مضيفًا: “نحن نحمي المواطنين، والدعم السريع معروف بانتهاكاته”.
معبر للتهريب والجريمة المنظمةيقول حقار إن المنطقة تُستخدم منذ سنوات لعمليات تهريب السلاح والبشر، مؤكداً أن السيطرة عليها ستُسهم في تقليل هذه الأنشطة. في المقابل، تعتبر القوات المشتركة أن تحركات الدعم السريع في المثلث تأتي نتيجة لفقدانها لمواقع داخل العمق السوداني، وتقلّص الدعم الإقليمي، خصوصًا بعد تغيّر مواقف تشاد، إفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.
تحضيرات لوجستية في جنوب ليبيا
بحسب سيف النصر التجاني، فإن الدعم السريع يعمل على تجهيز مطارات جنوب ليبيا– مثل الكفرة وسبها– كمراكز لوجستية لدعم عملياته داخل السودان، مستخدمًا معابر مثل المثلث والمالحة كممرات استراتيجية لإمداد قواته.
الفاشر.. معركة الحسم المقبلةترى القوات المشتركة أن المعركة المقبلة ستكون في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور. ويقول التجاني: “الدفاع عن الفاشر يتطلب إدخال قوة متكاملة وتأمينها لوجستيًا وغذائيًا”. وحذر من أن الدعم السريع يهدف لإسقاط الفاشر لإعلان دولته الخاصة وفتح جسر جوي إلى دارفور.
ويضيف: “دخول الميليشيات من الشمال أو ليبيا إلى دنقلا أو الفاشر صعب للغاية إلا في حال وجود ثغرات أمنية داخلية، وهو ما نحاول منعه”.
سلام مؤجل أم تصعيد مستمر؟وعن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات، قال حقار إن “المرحلة تجاوزت التفاوض”، مشيرًا إلى أن “قادة الدعم السريع يدركون أن الطرف الآخر لا يرغب في السلام، بل في إطالة أمد الحرب”.
من جانبه، يرى المحلل السياسي مهار أبو الجوخ أن “سيطرة الدعم السريع على المثلث تمثل تحولاً في مسار الحرب”، مضيفًا أن وجودهم على تخوم الولاية الشمالية يعزز تهديداتهم السابقة بالتوجه نحوها.
ويضيف أبو الجوخ: “الدعم السريع لم يعد متحمسًا للتفاوض كما في السابق، وهو ما يجعل من التصعيد خيارًا مرجحًا”.
معبر حدودي.. أهمية استراتيجية عابرة للخرائطالسيطرة على المثلث تمثل مكسبًا استراتيجيًا لأي طرف. فهو لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل يحمل أبعادًا سياسية واقتصادية وعسكرية. المعبر يشكل نقطة تلاقٍ لخطوط الإمداد، ومركز نفوذ يمكن من خلاله التأثير في معادلة الحرب والسلام.
حرب بالوكالةيرجح مراقبون أن الصراع في السودان لا يخلو من تدخلات إقليمية. ويرى أبو الجوخ أن بعض القوى الإقليمية تمول أطراف الحرب وفقًا لمصالحها المتقلبة، مضيفًا أن “اندلاع التوتر بين إيران وإسرائيل قد يُغير حسابات المنطقة ويدفع إما لتسويات سياسية أو لتصعيد الصراع في مناطق أخرى مثل السودان”.
السيطرة على المثلث الحدودي تمثل تطورًا جديدًا في حرب تتسع دائرتها يومًا بعد يوم. وبين من يعتبرها ورقة ضغط سياسية، ومن يراها جزءًا من مشروع استراتيجي للدعم السريع، تبقى الحقيقة الأهم أن السودانيين العالقين في وسط هذا النزاع، هم وحدهم من يدفعون الثمن.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد منصة “الجبراكة” في إطار التتبع اللصيق لتقلبات الحرب في السودان وتأثيرها الداخلي والإقليمي. وتسلط المادة الضوء على صراع الجيش وقوات الدعم السريع على منطقة حدودية ذات ثروات طبيعية هائلة، مثل الحديد، والنحاس، واليورانيوم.