المصيبة التى عمت وصارت ملموسة للعيان هو انتشار النفاق كانتشار النار فى الهشيم بين الناس فلم يعد للصراحة مكان بين الناس ولا للوضوح حس ولا خبر فصرنا نرى النفاق يضرب بأطنابه وينصب شباكه وله سوق رائجة والطريق السهل للوصول لمن أراد الوصول فلم يعد يتولى أمور الناس الأكفاء أو أصحاب الأمانة من الصادقين والأمناء وإنما الأمور توسد لأناس لا يجيدون إلا الكذب والتملق.
هؤلاء هم الذين يجيدون اللعب على كل الحبال والغاية عندهم تبرر الوسيلة فغايتهم الوصول إلى ما يريدون بالكذب لا يهم بالرشوة أو بأى وسيلة من وسائل اعتلاء الأكتاف مما جعل الحياة تتعقد فيها الأمور إلى هذه الدرجة من الإهمال والفساد حيث ضاعت قيم الحق والعدل وتلاشت أخلاق الشهامة والمروءة.
لم تعد الأرض كما كانت من قبل صدقاً وصراحة ووضوحاً ونزاهة وحل محل كل ذلك فساد يزكم الأنوف وصارت الأرض لا تنبت زرعا ولا تثمر وردا ولا تؤتى خيرا ينفع الناس فهرب الأمناء وكذب الصادقون وتملق المنافقون.
النفاق مرض عضال وداء يهلك الامم ويدمر النفوس ويفضى إلى الضياع، فكم من أمم ضاع مجدها بسببه، وكم من عقول أصابها الجنون لغمز ولمز من المنافقين الذين أخذوا فرص غيرهم فضاعوا وأضاعوا لمرض قلوبهم التى وصلت إلى حقد دفين تحول إلى شر مستطير وذلك أن شخصية المنافق شخصية لا يقر لها قرار ولا يسكن لها جنان إلا بعد أن ترى أرضاً جرداء خاوية من الصادقين.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الحلقة رقم (٦) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
●الحلقة رقم (٦) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة ..
● في هذا التسجيل أشرت الى شقيقه المقدم الطيب الأمين كبة الذي يقاتل في صفوف القوات المسلحة من منطلق قناعته الشخصية بأنه ضابط بالقوات المسلحة السودانية وقد أدى قسم الولاء بأن يدافع عن هذه الدولة وأرضها وشعبها ، وهو من زمرة الذين كان لهم الفضل في تحرير معسكر جبل سركاب بكرري منذ اليوم الأول للحرب ، وقد أصيب لاحقاً في واحدة من معارك حرب الكرامة ..
● ناقشته في كل الأشياء التي طرحها لى معتبراً إياها أسباباً جعلته يتخذ هذا الموقف الغريب والذى لا يشبه ضابطاً برتبة عظيمة نشأ وترعرع في كنف هذه المؤسسة العسكرية القومية …
● ناقشته في شكل الدولة السودانية التى نريد ، وطرحت له بعض المعالجات التى تؤمن بها مجموعتنا التصحيحية ونعتقد أنها بمثابة العلاج الناجع لمشكلة الدولة السودانية منذ أن نالت إستقلالها في العام ١٩٥٦م..
●صراحة لم تقنعني كل المبررات التى ساقها وطرحها لى عبر هذا التواصل الأثيري ، لأنها لا تقف على قاعدة صلبة ، ولا حتى نقاط مشتركة يمكن التأسيس عليها …
●نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعاً الى سواء السبيل ..
عبد الباقي الحسن بكراوي