بوابة الوفد:
2025-12-05@16:38:42 GMT

العبرة بحال القلب

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

 

 

العملُ الذى سيكون فارقاً فى تحديد مصيرك فى الآخرة، قد لا يكون بالضَّرورة كبيراً فى حجمه أو كثيراً فى عدده بل قد يكون عملاً (واحداً) صغيــراً فى حجمه، لا تراه أنت ولا يراه الناس شيئاً جديراً بالذِّكر ولا يكون فيه كُلفة أو مشقَّة عليك (لكنَّه) خَرَجَ من قلبٍ مُتعلِّقٍ بالله – جل وعلا - حُباً وخوفاً وتعظيماً ورجاءً.

قال النبى صلى الله عليه وسلم: والذى نَفْسى بيَدِه، ما مِن عَبدٍ يَتصدَّقُ بصَدَقةٍ مِن كَسبٍ طَيِّبٍ - ولا يَصْعَدُ إلى اللَّهِ إلَّا الطَّيِّبُ - فَيَضَعُهَا فِى حَقٍّ، إِلَاّ كَانَ كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِى يَدِ الرَّحْمَنِ ولو كانت تمرةً فإنَّ الله يَتَقَبَّلُها بيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيها لِصاحِبِهِا، كما يُرَبِّى أحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أو فَصِيلَهُ.. حتَّى إنَّ اللُّقمةَ أو التَّمرةَ لتأتى يومَ القيامةِ مِثلَ الجبلِ العظيمِ. صحيح ابن حبان وأصله فى البخارى. وفى البخارى - أيضا - قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ العبدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة مِن رضوان اللَّهِ، لا يُلْقِى لها بالًا، يَرْفَعُهُ الله بها درجات. وقوله (لا يُلقى لها بالاً) أى لا يراها فى حقِّ الله شيئاً يستحق الذكر ولا يظنها تبلغ عند الله ما بلغت.. فإذا بها ترفعه عند الله مقاماتٍ وكراماتٍ ودرجاتٍ عظيمةٍ لا يعلم حقيقة قدرها إلا الله عزَّ وجل.

ربُّنا – سبحانه وتعالى – كريمٌ جوادٌ واسعُ العطاء يُبارك للعامِل فى عمله (أى يجعله كثيراً عظيماً فى الأجر، ثقيلاً فى الميزان)، سواءُ كان فى باب الصدقة أو غيره من الأعمال الصالحة، إذا رأى – سبحانه وتعالى - أنَّ ذلك العمل صدر من قلبٍ مـُخلصٍ مُحبٍّ يريدُ وجهه ولا يريد به أحداً (أو شيئاً) غير الله. قال الله تعالى: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) قال ابن كثير فى التفسير: أيْ أيكم خيرٌ عملاً ولم يقُل أيُّكم أكثرُ عملاً. لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً لا تدرى لعلك تقول كلمة خير أو تأمر بمعروفٍ أو تنهى عن منكرٍأو تبتسم فى وجه أخيك (مُخلصاً معظماً راجياً رحمةَ الله) فيُحرِّم الله عليك النار، ويكتب لك الجنة والرِّضوان وأنت فى مقامك ذلك فتمشى على هذه الأرض لا تدرى أنَّك فى كتاب الله من أهل الجنة. فاللـهَ اللـهَ لا يثبطنَّك الشيطان عن أيِّ عملٍ صالحٍ يفتح الله عليك بابه مهما يكن العمل صغيراً فليست العبرة بحجم العمل العبرة بحال القلب.

 

د. ياسين عثمان طه

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: من الأسباب التي تقوي محبة الله عز وجل عند العبد التخلية والتحلية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من الأسباب التي تُقوِّي محبَّةَ اللهِ عزَّ وجلَّ عند العبد التخليةُ والتحلية؛ أَخْرِجْ حبَّ غيرِ الله من القلب، {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، وأَدْخِلْ حبَّ الله في قلبك؛ فقوَّةُ المحبَّة هذه سوف تؤدِّي بك إلى الشعور باللذَّة، ولذلك يقول بعض أهل الله: «إنَّنا في لذَّةٍ وسعادةٍ لو عرفها الملوكُ لجالدونا عليها بالسيوف».

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن محبَّةُ اللهِ للعبد، هل لها علامات؟ ذُكِرَت في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}، إذًا هو سبحانه يكره الإدبارَ يوم الزحف. {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، إذًا هو سبحانه يكره العصيانَ والاستمرارَ فيه، وأن يستمرَّ الإنسانُ في غيِّه، ويكره غيرَ المتطهِّرين، فهو سبحانه يحبُّ المتطهِّرين. {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}. {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

«إنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ، ولا يُعْطِي الإيمانَ إلَّا مَنْ يُحِبُّ». (أخرجه الحاكم).

دعاء قبل الفجر .. يقضي الحوائج ويفتح أبواب الرزق ويحقق الأمنيات

وقال النبيُّ ﷺ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلَّ:  قال الله تعالى: «لا يزالُ العبدُ يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به…» إلى آخر الحديث. وكذلك: «إذا أحبَّ اللهُ تعالى عبدًا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه». أخرجه الديلمي في «الفردوس»، وفيه ضعف، لكنَّ الجمال فيه هو التدرُّج في العلاقة مع الله.

فهذا كلُّه يبيِّن لنا أن حبَّ الله سبحانه وتعالى يتفرَّع منه حبُّ الإسلام، وحبُّ الشريعة، وحبُّ الجنَّة، وحبُّ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وحبُّ التكليف الذي كلَّفنا إيَّاه، ونحن نقوم به بشوق.

كلُّ ذلك يدلُّ على أن حبَّ الله أمرٌ عظيمٌ جدًّا، وأن هذا الحبَّ يؤثِّر في النفس. وفي الحديث: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ نَفْسِهِ، وَزَاجِرًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ».

فما أثر الحبِّ؟ «واعظًا من نفسه وزاجرًا من قلبه»؛ أي يضع له في قلبه شيئًا يوجِّهه، مثل رقابةٍ داخليَّةٍ ذاتيَّة، «يأمره وينهاه»؛ أي يقبل نصيحة الناصحين؛ من يأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر؛ إذًا الحبُّ يجعل فيك واعظًا من نفسك.

طباعة شارك محبة الله ما هي التخليةُ والتحلية علي جمعة

مقالات مشابهة

  • الفرق بين الحق والحقيقة.. الدكتور علي جمعة يوضح
  • خطيب المسجد النبوي: آية تحفظك من الشرور وتحرسك من أذى الشياطين
  • خطيب المسجد النبوي: من توكّل على الله كفاه كل ما أهمّه
  • لماذا اتسم الله بالحق وليس الحقيقة؟.. علي جمعة يوضح الفرق
  • الشيخ كمال الخطيب .. لا أقولها، لأن العرب لا تستخذي
  • بعد أن أصبح الجميع نقاد سينما!
  • كيف تظهر المرأة أمام زوج أختها .. الإفتاء توضح
  • الحمل: الرومانسية الزائدة تسيطر عليك.. توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025
  • علي جمعة: من الأسباب التي تقوي محبة الله عز وجل عند العبد التخلية والتحلية
  • أسباب تقوية محبة الله عز وجل عند العبد