قالت يديعوت أحرونوت الإسرائيلية -اليوم الأربعاء- إن الأحزاب الدينية في الائتلاف الحاكم هددت بالانسحاب في حال تبني قانون جديد للتجنيد يلغي الإعفاء الذي كان يتمتع به اليهود المتدينون (الحريديم) لتتفاقم بذلك الخلافات داخل حكومة بنيامين نتنياهو وتنذر بتفككها.

وأضافت الصحيفة أن أحزاب المتدينين اليهود تهدد بالانسحاب من الحكومة في حال تم تحديد نسبة من سيُفرَض عليهم التجنيد بمشروع القانون الذي تحاول الحكومة إقراره.

وتابعت أن المستشارة القضائية للحكومة أعلنت أنها لن تدافع عن قانون إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية، دون تحديد نسبة وحصة واضحة بعدد الذين سيجري تجنيدهم.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن قادة الأحزاب الحريدية قولهم -خلال لقاء مع نتنياهو- إن المطالب بوضع حد لإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية تتعارض مع اتفاق تشكيل الائتلاف.

وأضاف قادة الحريديم أن هناك خشية من أن يطلب منهم الحاخامات الانسحاب من الحكومة في حال تم إقرار قانون جديد يلغي الإعفاء.

وفي حين تعارض الأحزاب الدينية المساس بمبدأ إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، يطالب وزراء بينهم عضو مجلس الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت وزعيم المعارضة يائير لبيد بوضع حد لهذا الإعفاء.

والأحد الماضي، هدد عضو مجلس الحرب بيني غانتس بالانسحاب في حال أقر الكنيست مشروع قانون يبقي على إعفاء المتدينين من التجنيد بالجيش، ومن واشنطن أعلن غالانت أنه لن يؤيد مشروع القانون في صيغته الحالية التي تبقي على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.

أما زعيم المعارضة فقد هاجم نتنياهو وقانون التجنيد في صيغته الحالية، ودعا لبيد أعضاء حزب الليكود إلى معارضة مقترح القانون الذي وصفه بقانون التهرب من التجنيد.

غانتس عضو مجلس الحرب يقول إنه سيغادر حكومة الطوارئ في حال إقرار قانون التجنيد الجديد، مؤكدا أن قانون التجنيد بصيغته الحالية لن يتمكن الشعب من تحمله#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/gth698BsOs

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 25, 2024

تسريبات وتعديلات

ولم يتم الكشف عن بعد عن تفاصيل مشروع قانون التجنيد المقترح، لكن أجزاء منه سُرّبت لوسائل الإعلام الإسرائيلية بينت أنه سيُبقي على الإعفاء بل وربما يوسعه.

كما أن مشروع القانون يهون من الخسائر الاقتصادية في إسرائيل لسياسة الإعفاء المستمرة منذ عقود، والتي حذر خبراء اقتصاد كبار مرارا من أن لها ثمنا باهظا.

وكانت يديعوت أحرونوت ذكرت أن نتنياهو اقترح في لقائه المستشارة القانونية للحكومة تجنيد 2500 من الحريديم سنويا، بينما كشف موقع "والا" أن قادة الجيش أوضحوا لغالانت حاجة الجيش إلى 20 ألف جندي على الأقل.

من جانبها، كشفت صحيفة هآرتس في وقت سابق عن تأجيل الجلسة الحكومية المخصصة لمناقشة قانون التجنيد بدون تحديد موعد جديد لعقدها في ظل معارضة الحريديم  للتجنيد.

وبحسب المسؤولين العسكريين، فإن الجيش بحاجة لتجنيد مزيد من الجنود "في ظل التهديدات المتزايدة" بناء على التقديرات الاستخباراتية بشأن إمكانية التصعيد على الجبهة الشمالية.

وفي الإطار، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن العشرات من قادة الاحتياط في الجيش أبلغوا نتنياهو بأن الخطوط العريضة لقانون التجنيد تضر بشكل خطير أمن الدولة.

وكانت الأحزاب الدينية المتشددة، التي يمثل المنتمون إليها نحو 13% من إجمالي اليهود بإسرائيل، شريكة في الحكومات المتعاقبة بقيادة نتنياهو، وهي تطالب بالسماح لناخبيها بالدراسة في المعاهد التلمودية بدلا من الخدمة بالجيش.

ومنذ 2017، أخفقت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015، وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية معتبرة أنه يمس بـ"مبدأ المساواة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات من الخدمة العسکریة الأحزاب الدینیة قانون التجنید المتدینین من فی حال

إقرأ أيضاً:

إئتلاف نتنياهو يتنفس الصعداء بعد الهجوم على إيران.. لكن إلى متى؟

بعد ساعات من فشل مشروع قانون حل الكنيست، شنت إسرائيل هجومًا استراتيجيًا على إيران، مما غير المشهد السياسي الداخلي بشكل ملحوظ، وخاصة فيما يتعلق بالأحزاب الحريدية (اليهودية المتشددة) وتهديداتها السابقة بإسقاط الحكومة بسبب أزمة التجنيد الإجباري للحريديم.

اندلعت الأزمة الأخيرة التي كادت تطيح بائتلاف بنيامين نتنياهو بسبب تأخر الحكومة في تمرير قانون ينظم إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية. وقد أدى ذلك إلى انقسام داخل الأحزاب الحريدية نفسها، حيث صوت بعض نواب حزب "أجودات يسرائيل" لصالح حل الكنيست، بينما عارضه نواب "ديجل هتوراه" و"شاس" بعد تفاهمات غير رسمية مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين.

لكن المشهد تغير جذريًا بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، والتي جرت بتنسيق مسبق أبلغ به كل من إدلشتاين وزعيم "شاس" أرييه درعي. ومنذ ذلك الحين، التزم معظم النواب الحريديم الصمت، وتراجع التهديد المباشر بانسحابهم من الائتلاف، وفق تقرير نشرته صحيفة جيروزليم بوست العبرية.

وتعامل رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو مع استقالة وزير الإسكان يتسحاق جولدكنوبف بهدوء، وعين الوزير حاييم كاتس مؤقتًا، في خطوة مشابهة لما فعله حين انسحب إيتمار بن غفير في يناير الماضي، إذ احتفظ بمناصب وزرائه إلى حين عودته في مارس.

لكن التهديد لم يختف تمامًا، بل تم تأجيله مؤقتًا. فمع حلول يوليو، يخطط الجيش الإسرائيلي لإرسال نحو 54 ألف أمر تجنيد جديد للحريديم، بالإضافة إلى تشديد إجراءات تطبيق القانون، وهو ما قد يخلق أزمة جديدة إذا لم يقر قانون التجنيد المعدل في الكنيست خلال الصيف.

في ظل أجواء التضامن الوطني التي تعيشها إسرائيل بعد الضربات الإيرانية، تدرك الأحزاب الحريدية أن إثارة قضية التجنيد الآن قد تفسر كخطوة أنانية وغير وطنية. لذا، فإن استمرار العمليات ضد إيران سيمنح الحكومة مزيدًا من الوقت و"هدنة داخلية"، لكنها هدنة مؤقتة.

فإذا خف التصعيد الإيراني خلال الأسبوعين القادمين، فقد تعود الحريديم إلى الضغط لتمرير قانون يضمن إعفاءهم، وقد يعيدون التهديد بالانسحاب في حال المماطلة.

رغم أن نتنياهو لا يزال يحتفظ بالأغلبية (61 مقعدًا) مع بقاء "شاس" في الحكومة، فإن الائتلاف سيكون أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وقد يحتاج إلى دعم محتمل من حزب "الوحدة الوطنية" بقيادة جانتس وأيزنكوت.

طباعة شارك نتنياهو إيران إسرائيل الحريديم جانتس

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي: نتنياهو ليس رئيسا للولايات المتحدة
  • إئتلاف نتنياهو يتنفس الصعداء بعد الهجوم على إيران.. لكن إلى متى؟
  • البريد المصري يُطلق خدمة توصيل مستندات التجنيد
  • إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. ما تفاصيل هذه المعاهدة؟
  • تفاقم أزمة الكهرباء في ساحل حضرموت يوسع الاحتجاجات الشعبية
  • وضع الإجراءات الخاصة لاستقبال طلبات الراغبات في الالتحاق بشرف الخدمة العسكرية
  • إطلاق خدمة إعفاء المتوفين عبر توكلنا
  • مداها 1500 كيلومتر.. الحرس الثوري الإيراني يعلن دخول طائرة شاهد 107 المسيرة الخدمة
  • نتنياهو من قاعدة تل نوف العسكرية: سلاح الجو يسيطر على سماء طهران
  • إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد مع إسرائيل